[أم سمية]

سؤال:

سائلة سألت عن قول النبي صلى الله عليه وسلم مما رواه مسلم في صحيحه " اللهم اغفر لأهل بقيع الغرقد " هل هذا عام في كل من يدفن بالبقيع أنه مغفور له بدعوة الرسول صلى الله عليه وسلم أم أنه خاص بالموتى الذين يقصدهم النبي أو الذين ماتوا في عهده فقال " اللهم اغفر لهم ".

جواب الشيخ ماهر بن ظافر القحطاني حفظه الله:

الظاهر من اللفظ أن ذلك أن ذلك خاص بأهل بقيع الغرقد في عهده صلى الله عليه وسلم؛ وهذا مثل من يمر يمر رجل صالح ببيت فيجده بيت كرم يخرج منه صبيان يوزعون المرق على الجيران فينظر للبيت هذا فيُعجبه فيقول: اللهم اغفر لأهل هذا البيت. فلا شك أن البيت إذا كان للإيجار فسيأتيه أناس على مدى السنين يتتابعون جيلا بعد جيل فلا يأتي الجيل الأخير ويقول شملتنا دعوة ذلك الرجل الصالح. لأنه إنما دعا لأهل ذلك المنزل ولم يقل في دعائه: اللهم اغفر لكل من سكن هذا المنزل. لو قال هذا كانت دعوته تشمل كل من يسكن المنزل؛ وكذلك رسولنا صلى الله عليه وسلم لو قال اللهم اغفر لكل من دُفن بالبقيع هذا أمر واضح أننا يشمل ذلك عصرنا هذا من مات ودُفن بالبقيع يغفر له؛ لكن لما أن قال: " اللهم اغفر لأهل بقيع الغرقد ".
ثم بعد أن أجبنا سئلنا مرة عن هذه المسألة وأجبنا بهذا وجدنا أن بعض كبار الفقهاء أيضا يُجيب بهذا فيقول هذا الظاهر أنه خاص بأولئك فنشكر الله على فضل ومنته سبحانه وتعالى.
للاستماع