التلبينة كما عرفها الحافظ في الفتح شرح باب التلبينة
فقال :قَوْله ( بَاب التَّلْبِينَة ) بِفَتْحِ الْمُثَنَّاة وَسُكُون اللَّام وَكَسْر الْمُوَحَّدَة بَعْدهَا تَحْتَانِيَّة سَاكِنَة ثُمَّ نُون :
طَعَام يُتَّخَذ مِنْ دَقِيق أَوْ نُخَالَة وَرُبَّمَا جُعِلَ فِيهَا عَسَل
, سُمِّيَتْ بِذَلِكَ لِشَبَهِهَا بِاللَّبَنِ فِي الْبَيَاض وَالرِّقَّة ,
وَالنَّافِع مِنْهُ مَا كَانَ رَقِيقًا نَضِيجًا لَا غَلِيظًا نِيئًا .
وَقَوْله " مُجَمَّة " بِفَتْحِ الْجِيم وَالْمِيم الثَّقِيلَة أَيْ مَكَان الِاسْتِرَاحَة ,
وَرُوِيَتْ بِضَمِّ الْمِيم أَيْ مُرِيحَة , وَالْجِمَام بِكَسْرِ الْجِيم الرَّاحَة ,
وَجَمّ الْفَرَس إِذَا ذَهَب إِعْيَاؤُهُ .
روى البخاري في صحيحه عَنْ عَائِشَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهَا كَانَتْ إِذَا مَاتَ الْمَيِّتُ مِنْ أَهْلِهَا فَاجْتَمَعَ لِذَلِكَ النِّسَاءُ ثُمَّ تَفَرَّقْنَ إِلَّا أَهْلَهَا وَخَاصَّتَهَا أَمَرَتْ بِبُرْمَةٍ مِنْ تَلْبِينَةٍ فَطُبِخَتْ ثُمَّ صُنِعَ ثَرِيدٌ فَصُبَّتْ التَّلْبِينَةُ عَلَيْهَا ثُمَّ قَالَتْ كُلْنَ مِنْهَا فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ التَّلْبِينَةُ مُجِمَّةٌ لِفُؤَادِ الْمَرِيضِ تَذْهَبُ بِبَعْضِ الْحُزْنِ
فلابد أن تكون المكونات مما جاء في الوضع العرفي للتلبينة كما عرفها الحافظ
وأما مأضيف لها فمحل نظر فان احدث تفاعلا مع المكونات الأصلية في الوصفة النبوية (التلبينة )
فإنها قد تسلب خاصية اذهاب الحزن من القلب
فليقتصر على ماذكره الحافظ في صناعتها إلا إذا دلت التجربة أن استعمال المخاليط المحدثة كالمكسرات والفانيلا لاتؤثر على اثرها فلاتزال تزيل الحزن فلاباس
لأن الاسم كالحجامة والكمأة والاثمد لابد من الحكم على مطابقة وصفه بحسب العرف العصري للعهد النبوي
قال تعالى لايكلف الله نفسا الا وسعها
__________________
ماهر بن ظافر القحطاني المشرف العام على مجلة معرفة السنن و الآثار maher.alqahtany@gmail.com
|