نضيف مسألة
وهي قول بعض العلماء قال تجزءه صلاته فذا إذا لم يجد من يصف بجانبه
للضرورة
فيه نظر لما روى الترمذي في جامعه من طريق حُصَيْنٍ عَنْ هِلَالِ بْنِ يَسَافٍ قَالَ أَخَذَ زِيَادُ بْنُ أَبِي الْجَعْدِ بِيَدِي وَنَحْنُ بِالرَّقَّةِ فَقَامَ بِي عَلَى شَيْخٍ يُقَالُ لَهُ وَابِصَةُ بْنُ مَعْبَدٍ مِنْ بَنِي أَسَدٍ فَقَالَ زِيَادٌ حَدَّثَنِي هَذَا الشَّيْخُ أَنَّ رَجُلًا صَلَّى خَلْفَ الصَّفِّ وَحْدَهُ وَالشَّيْخُ يَسْمَعُ فَأَمَرَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يُعِيدَ الصَّلَاةَ
قَالَ أَبُو عِيسَى وَحَدِيثُ وَابِصَةَ حَدِيثٌ حَسَنٌ
فإن النبي صلى الله عليه وسلم أمره أن يعيد ولم يستفصل منه هل كان لضرورة فلم تجد مكانا أو تساهلت مع امكانية مصافتك مع أحد
وقد قال الشافعي ترك الاستفصال في مقام الاحتمال ينزل منزلة العموم في المقال
والنفي يراد به الحقيقة إلا بقرينة تصرفه
وقد قال لاصلاة لمن صلى خلف الصف أو لفذ خلف الصف
ولذلك قال الامام أحمد يعيد مطلقا ولم يفصل ويقيد باالتساهل والله أعلم
__________________
ماهر بن ظافر القحطاني المشرف العام على مجلة معرفة السنن و الآثار maher.alqahtany@gmail.com
|