بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أما بعد
فهذا يعرف بالماجن من الرجال والذي لاتجوز صحبته ولاعرض الحديث عليه إذا كان يقابل كل حق وسنة تعرض عليه با لمزاح أوالسخرية والاستهزاء ولايوقر النصيحة والواجب تعنيفه والتشديد له في القول وتوبيخه وتقريعه بآيات العذاب إذا لم يستجب بالنصح والكلام اللطيف الطيب كما عنف النبي صلى الله عليه وسلم بعض أصحابه عند الحاجة في الانكار ووقوع المناسبة للتعنيف كقوله لرجل انك امرؤ فيك جاهلية وقول موسى لفرعون وإني لأظنك يافرعون مثبورا وقول أبي بكر أمصص بظر اللات
فالماجن من الرجال هو ذو الشخصية الهزلية والذي لايعبأ صاحبها بتصرفاته وأقواله ولو كانت مباينة للسنة الواجبة عليه قال تعالى ان هذا لقول فصل وماهوبالهزل
فالواجب على من نصح توقير الناصح والنصيحة لأن النصح تعبد لله وهي الدين كما قال صلى الله عليه وسلم الدين النصيحة
فلايحل أن يقابلها باالسخرية والاستهزاء إذا كانت النصيحة بعلم ولو روىالناصح الحديث بالمعنى أو تكلم بالحق من غير ان يستحضر الدليل فلايجوز تحويل الكلام للهزل والمزاح فلو قال الناصح نهى النبي عن حلق اللحية فلا يحل ان يقابله بالضحك والمزاح الساخر بل يسمع ويطيع إذا أراد الهداية والخير لنفسه قال تعالى وان تطيعوه تهتدوا
والذي يظهر أن هذا من أصحاب الشخصيات الهزلية الماجنة التي لاتوقر الحق وأهله فالواجب نصيحته وتخويفه بالله ومن ناره وبماجاء عن رسوله صلى الله عليه وسلم رب كلمه يلقيها الرجل لايعبأ بها تهوي به في النار أبعد مابين المشرق والمغرب
قال تعالى وبدا لهم من الله مالم يكونوا يحتسبون
فإن لم ينزجر يشدد عليه في الكلام ويهجر ان كان الهجر يردعه ولايفتح امام العوام امر السنة والشريعة حتى لايغريهم بما هو عليه من قلة توقير السنة وأهلها
وقال بعض السلف لاتمزجوا هذا العلم بالهزل فتمجه القلوب
ولن يصنع مثل هذا معظما لله فمن عظم الله عظم أمره ونهية وعظم قول الناصح بعلم له
قال تعالى مالكم لاترجون لله وقارا وقد خلقكم أطوارا
ألم تروا كيف خلق الله سبع سموات طباقا
وجعل القمر فيهن نورا وجعل الشمس سرجا
قال بشر الحافي لو عظم الناس ربهم حق عظمته لما عصوه
قال تعالى وماقدروا الله حق قدره والأرض جميعا قبضته يوم القيامة والسموات مطويات بيمينه
__________________
ماهر بن ظافر القحطاني المشرف العام على مجلة معرفة السنن و الآثار maher.alqahtany@gmail.com
|