وهنا أضيف مقطعًا مفرّغًا من خطبة [كما تكونون يُوَلّى عليكم] للشيخ ماهر بن ظافر القحطاني حفظه الله
فإذًا من رام التغيير فليتّبع سُنّة رسول الواحد القدير – صلّى الله عليه وسلّم – وأصحابَه ، فقد خرّجَ البُخاريُ في صحيحِه أنّ قومًا راموا التغيير في زمنِ الحجّاج ، أرادوا أن يُغيّروه ، ولا يُحبّوه لأنّه ظالم ، لأنّه كما قال النبيّ عنه مُبير ، فجاءوا إلى أنَس يَشكون له ظلم الحجّاج ، يَنتظرون لعلّهم أن يقول لهم اخرجوا، تظاهروا ، إلى آخره …
فماذا قال لهم أنَس خادم رسول الله – صلّى الله عليه وسلّم – قال لهم اصبروا فإنّي سمعتُ رسول الله – صلّى الله عليه وسلّم – يقول ((ما يأتيكم من عام إلا والذي بعده شرٌّ منه حتّى تلقَوا ربّكم)) .
إذًا ، الواقعُ الأليم في انتشار البِدَع والمُخالفات ، هذا الذي يُبقي الذُلّ فإنّ قولَه –رضي الله عنه – سمعت النبيّ يقول ((ما يأتيكم من عام إلا والذي بعده شرٌّ منه)) كما فسّرَها بعض أهلِ العلم ليس عام أبسط من عام تكون فيه التجارة أحسن من العام الآخر , كلا. بل تنتشر المخالفات والبِدع والضلالات عام بعد عام حتّى يكون العام الذي بعد شرٌّ من الذي قبل . فإننا لم نكن في العام الذي قبل في هذه البِدَع التي تُسَمّى " بدعة التغيير " ، فدخلنا في عام شرّ منه وهو أنّه في مُختَلَف البقاع صاروا يخرجون للشّوارع ويتظاهرون مخالفةً لرسول الله – صلّى الله عليه وسلّم – القائل ((من رأى من أميره شيئَا فكرهه)) ، من ظلم ، من قلّة رواتب ، من غيرذلك ((فليصبر فإنّه من خرج عن الجماعة فمات فميتته جاهليّة))، وليسَ شهيدًا في سبيل الله .
من مات ممن مات في المظاهرات لا يكون متقرّبًا بهذه الميتة لربّ الأرض والسموات بل هو متقرّبٌ لهواه وجهله الذي جعلَه يعصي مولاه الذي خلَقَه فسَوّاه أو يكون جاهلًا متأوّلًا فأمرهُ إلى ربِّ الأرض والسماء – سبحانَه وتعالى.