تفريغ لـ :
نصيحة من الشيخ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه ، أمّا بعد ؛
فالحمد لله على ما منّ به من هذا اللقاء مع الشيخ ربيع ابن هادي المدخلي – وفّقه الله – للإستفادة منه ولمناصحتنا ومناصحة أبنائه في الدورات العلميّة والمُشرفين عليها والقائمين عليها ، حيث أنّ الله – تبارك وتعالى – نفع بهذه الدورات العلميّة ، فلنسمع مستفيدين مصغين لحديثه وفّقه الله ، وعُقِد هذا المجلس في منزله ضُحى يوم الخميس الثّامن والعشرين من شهر رجب عام 1429 للهجرة .
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اتّبع هُداه ، أمّا بعد ؛
فأرحّب بالإخوة الكرام في هذا اللقاء الطيّب وسوف أستجيب لهذا الطلب في حدود طاقتي فأقول :
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه ومن اتّبع هُداه ن أمّا بعد؛
فإنّي أوصي نفسي وإخواني السّلفيين في كلّ مكان ، بل ، وجميع المسلمين ، بتقوى الله – تبارك وتعالى – ومراقبته في السرّ والعلن .
وأوصي نفسي وإيّاهم بالإهتمام بالعلم ، لأنّ النأس في هذا العصر في أشدّ الحاجة إلى وجود العلماء ، ولا يتأتّى وجود العلماء إلا أن تنبريَ منهم طوائف من طلاب العلم يُعدّون أنفسهم إعدادًا صحيحًا ليرتقوا إلى مستوى العلماء ، فيقودوا الأمّة بكتاب الله وسنّة رسول الله – صلّى الله عليه وسلّم – على طريقة السّلف الصالح فيما يُرضي الله وفيما يُخلّصهم من سخط الله – تبارك وتعالى – من تجنيبهم المعاصي والآثام ، ومن تجنيب النّاس البِدَع والضلالات ، والوقوع في الشهوات ، لأنّ الأمّة هذه ما قامت إلا بالعلم ، من الكتاب والسُنّة ، وما سادَت وفتحت الدّنيا إلا بالعلم والأخلاق ، الأخلاق المُستَمَدّة من كتاب الله ومن سُنّة رسول الله – صلّى الله عليه وسلّم – فأوصيهم بتحصيل العلم وبذل الجدّ فيه على طريقة السّلف الذين كانوا يجدّون في تحصيل العلم ، ويرحلون المسافات الشّاسعة من مشارق الأرض إلى مغاربها ، وقد يُسافر الرّجل مدّة شهر أو شهرين من أجل حديثٍ واحد ، لماذا ؟ لأنّهم عرفوا قيمة العلم الذي جاء به محمّد – صلّى الله عليه وسلّم .
وأوصيهم بالإخلاص لله- تبارك وتعالى – في طلب العلم ، سواء فيما يدرسونه على أنفسهم ، وفيما يتلقّونَه من مشايخ العلم .
وأوصيهم بالآداب والأخلاق الإسلامية ، وأن يرحم الكبير الصّغير ، وأن يوقّر الصغير الكبير ، نحيي ما جاء به محمّد – صلّى الله عليه وسلّم – علمًا وعملًا وأخلاقًا وآدابًا ؛ فإنّ هذه الأمور قد ضعفت جدًّا ، وهانت عند بعض الطوائف تمامًا ، فلا أخلاق ولا آداب ولا علم ولا صدق مع الأسف الشديد .
ونسأل الله أن يُطهّر الأرض من هذه الأصناف ، وأن يخلف هذه الأصناف بخيرٍ منهم من حملة العلم والدّين الصحيح والأعمال الصالحة والأخلاق الفاضلة .
هذا ما أوصي به نفسي وإخواني، وأعتقد أنّ في هذا القدر كفاية لمن ألقى السّمع وهو شهيد ، وصلّى الله على نبيّنا محمّد وعلى وصحبه وسلّم .
شكر الله لصاحب الفضيلة هذه الكلمات النيّرة ، ونسأله - سبحانه عزّ وجلّ - أن يُبارك في عمره وعلمه وأن يوفّقنا وإيّاه للعلم والعمل ، إنّه وليّ ذلك والقادر عليه ، وصلّى الله وسلّم على محمّد وعلى آله وصحبه.
__________________________________________
إنتهى المقطع الصوتي