[أبو عبد الله بشار]

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد :
فهذا هو الباب الثالث والعشرون من أبواب كتاب التوحيد للإمام المجدد محمد بن عبد الوهاب رحمه الله وأسكنه الفردوس الأعلى ، بشرح شيخنا أبي عبد الله ماهر القحطاني حفظه الله ونفعنا بما يقول .

قال المصنف رحمه الله
باب ماجاء في السحر
السحر في اللغة هو عبارة عما خَفِي ولَطُف سببه ، وسمّي السحر سحراً لأنه يقع خفيّاً .
وقال أبومحمد المقدسي : السحر عزائم ورقى وعُقد يؤثر في القلوب والأبدان فيمرّض ويقتل ويفرّق بين المرء وزوجه .

ثمّ قال المصنف رحمه الله : وقول الله تعالى ( ولقد علموا لمن اشتراه ماله في الآخرة من خَلَاق ) البقرة 102 .

قال شيخنا حفظه الله :
السحر حق
والسحر ليس له حقيقة بحيث أنه لا يستطيع تغيير الأشياء عن حقيقتها
والدليل قوله تعالى : سَحَرُوا أَعْيُنَ النَّاسِ وَاسْتَرْهَبُوهُمْ وَجَاءُوا بِسِحْرٍ عَظِيمٍ ( الآية : الأعراف 116 ) .
وقوله لمن اشتراه : اشترى السحر رغبة فيه واختياراً له .
وقوله من خلاق : قال ابن عباس من نصيب : أي ماله نصيب في الآخرة .

_ ثم قال حفظه الله :
وتعلم السحر له أحوال :
* أن يتعلمه المتعلم من حيث قدرته على صنع السحر ( فهذا كفر ) .
* ومن تعلّمه من جهة الإطّلاع على ما يصنع السحرة لتجنّبها فلا بأس بشرط أن يكون عالماً وليس أي أحد .
* وحكم الساحر : الكفر وله توبة بينه وبين الله ، ولكن عند القاضي توبته غير مقبولة .

ثم قال رحمه الله : وقوله تعالى : يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ ( النساء 51 ) .
وقال أيضا رحمه الله : قال عمر الجبت : السحر ، والطاغوت : الشيطان ( رواه ابن أبي حاتم ) .
وقال جابر : الطواغيت كهّان ، كان ينزل عليهم الشيطان في كل حي واحد( رواه ابن أبي حاتم ) .
قال حفظه الله :
_ الإيمان بالسحر أي بحقيقته ( والقرآن ذكر السحر ) وهذا واجب
_ ومنهم من يؤمن بتحليل السحر وأنه حلال ويعملون به ( وهذا كفر )

وقال رحمه الله :
وعن أبي هريرة رضي الله عنه : أن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال : اجتنبوا السبع الموبقات قالوا يارسول الله وما هنّ ؟ قال الشرك بالله والسحر وقتل النفس التي حرّم الله إلا بالحق وأكل الربا وأكل مال اليتيم والتولّي يوم الزحف وقذف المحصنات الغافلات المؤمنات . متفق عليه .

قال حفظه الله :
_ ضرورة بقاء الدين مقدّم على بقاء النفس حيث بدأ بالشرك بالله وبعدها قتل النفس .
_ والشرك بالله : هو مساواة غير الله بالله فيما هو من خصائص الله .
_ والموبقات : المهلكات ، وأكل الربا : أي ربا الفضل وربا النسيئة
_ والسحر هو الشرك وعطفه من باب عطف الخاص ( السحر ) على العام ( الشرك ) .

وقال رحمه الله :
وعن جندب مرفوعا : حد الساحر ضربة بالسيف . رواه الترمذي وقال الصحيح موقوفا على جندب ، ومرفوعا ضعيف .
وقال رحمه الله وصحّ عن حفصة رضي الله عنها أنها أمرت بقتل جارية لها سحرتها فقُتلت
* أثر حفصة هذا رواه مالك في الموطأ بلاغاً وإسناده منقطع
وقال رحمه الله : قال أحمد عن ثلاثة من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلّم
_ عمر وحفصة وجندب رضي الله عنهم .

والله أعلم وصلى الله وسلّم على نبيّنا محمّد