عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 24-02-2011, 02:32PM
أبو أحمد زياد الأردني
عضو غير مشارك
 
المشاركات: n/a
افتراضي [صوتي] انشغال الناس عَمّا خلقوا له إلى ما خلق لهم -الشيخ محمد الصالح العثيمين رحمه ا

مقطع صوتي قيم
للشيخ محمد الصالح العثيمين رحمه الله
((انشغال الناس عما خُلقوا له إلى ما خُلِق لهم))

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

التفريغ

[...] فإن الناس كلَّما ازدادوا في الرفاهية وكلما انفتحوا على الناس انفتحت عليهم الشرور.
إن الرفاهية هي التي تُدمِّر الإنسان، لأن الإنسان إذا نظر إلى الرفاهية وتنعيم جسده غفل عن تنعيم قلبه وصار أكبر همِّه أن يُنعِّم هذا الجسد الذي مآله إلى الديدان والنتن، وهذا هو البلاء، هذا هو الذي اغتر الناس اليوم لا تكاد تجد أحدا إلا ويقول: ’’ ويش قصرنا؟ ويش سيارتنا؟ ويش فرشنا؟ ويش أكلنا؟.. ‘‘ حتى الذين يقرؤون العلم ويدرسون العلم بعضهم إنما يدرس من أجل أن ينال رُتبة أو مرتبة يتوصَّل بها إلى نعيم الدنيا، ما كأن الإنسان خُلق لأمرٍ عظيم، والدنيا ونعيمها إنما هو وسيلةٌ فقط نسأل الله أن يجعلنا ممن يستعملها؛ وسيلة قال شيخ الإسلام بن تيمية رحمه الله: (( ينبغي للإنسان أن يستعمل المال كما يستعمل الحمار للركوب وكما يستعمل بيت الخلاء للغائط )).
شوف إلِّي يعرفون المال! يعرفون قدره، لا تجعل المال أكبر همك، اركب المال فإن لم تركب المال ركبك المال وصار همُّك هو الدنيا.
ولهذا نقول: (( إن الناس كلما انفتحت عليهم الدنيا وصاروا ينظرون إليها فإنهم يخسرون من الآخرة بقدر ما ربحوا من الدنيا )) قال النبي عليه الصلاة والسلام: " والله ما الفقر أخشى عليكم "
(*) يعني ما أخاف عليكم الفقر الدنيا ستُفتح " وإنما أخشى عليكم أن تُفتح عليكم الدنيا فتنافسوها كما تنافسها من قبلكم فتُهلككُم كما أهلكتهم "(*).
وصدق الرسول عليه الصلاة والسلام، هذا الذي أهلك الناس اليوم التنافس في الدنيا وكونهم كأنما خُلقوا لها لا أنها خُلقت لهم، فاشتغلوا بما خُلق لهم عمّا خُلقوا له وهذا من الانتكاس نسأل الله العافية.

=======================
(*) [صحيح البخاري: 4015] وهو قطعة من حديث عمرو بن عوف المزني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث أبا عبيدة بن الجراح إلى البحرين يأتي بجزيتها ، وكان الرسول الله صلى الله عليه وسلم هو صالح أهل البحرين وأمرعليهم العلاء بن الحضرمي ، فقدم أبو عبيدة بمال من البحرين ، فسمعت الأنصار بقدوم أبي عبيدة ، فوافوا صلاة الفجر مع النبي صلى الله عليه وسلم فلما انصرف تعرضوا له ، فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم حين رآهم ، ثم قال : ( أظنكم سمعتم أن أبا عبيدة قدم بشيء ) . قالوا : أجل يا رسول الله ، قال : ( فأبشروا وأملوا ما يسركم ، فوالله ما الفقر أخشى عليكم ، ولكني أخشى أن تبسط عليكم الدنيا ، كما بسطت على من كان من قبلكم ، فتنافسوها كما تنافسوها ، وتهلككم كما أهلكتهم ) .
الملفات المرفقة
نوع الملف: mp3 انشغال الناس عما خلقوا له إلى ما خلق لهم - ابن عثيمين رحمه الله.mp3‏ (440.8 كيلوبايت, المشاهدات 7598)

التعديل الأخير تم بواسطة أم سلافة ; 24-02-2011 الساعة 03:41PM سبب آخر: إضافة التفريغ
رد مع اقتباس