بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد :
فهذا هو الباب العشرون من أبواب كتاب التوحيد للإمام المجدد محمد بن عبد الوهاب رحمه الله وأسكنه الفردوس الأعلى ، بشرح شيخنا أبي عبد الله ماهر القحطاني حفظه الله ونفعنا بما يقول .
قال المصنّف رحمه الله
باب ماجاء أن الغلوّ في قبور الصالحين يصيّرها أوثاناً تُعبد من دون الله
ثم ذكر المصنّف فقال وروى مالكٌ في الموطأ : أن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال : اللهم لا تجعل قبري وثناً يُعبد ، اشتدّ غضب الله على قوم اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد .
* هذا الحديث أرسله مالك من طريق عطاء ولكن له شاهد عند أحمد موصولا من طريق سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة ...
قال حفظه الله :
- ومناسبة تبويب الإمام المجدّد هو نهيه رحمه الله عن الذريعة للشرك .
- الغلوّ في قبور الصالحين : هو مجاوزة الحد الشرعي في الحفر والدفن والبناء عليها والكتابة عليها وتجصيصها وسرجها أي ( إشعال السُرُج عليها ) وتغطيتها بالأستار ووضع الشبابيك واستئجار قرّاء للقرآن .....
والغلوّ هذا على قسمين :
الأول غلوّ بدعي : وهو الدعاء عندها والتمسح والتبرك بها
الثاني غلوّ شركي : أن يتخذها وسيلة للوصول وقَبول الدعاء
ثم قال : الصنم ما صُنع على شكل طير أو صورة
الوثن : أعمّ من الصنم ويشمل كل شيء صورة أو غير صورة أو على أي شكل .
ثم ذكر حفظه الله رواية أحمد وفيها : نهى النبي صلّى الله عليه وسلّم أن يُقعد على القبر ,ان يجصّص وأن يكتب عليه .
- وفي الحديث حسمٌ لمادة الشرك .
ثم قال المصنّف رحمه الله :
ولابن جرير بسنده عن سفيان عن منصور عن مجاهد : " أفرأيتم اللات والعزّى " . النجم ( 19 ) . قال كان يلتّ السويق فمات فعكفوا على قبره .
وقال ابن الجوزاء عن ابن عبّاس : كان يلتّ السويق للحاجّ .
قال حفظه الله :
ومعنى الآية : أي ماذا أغنت عنكم اللات والعزّى هل نفعتكم بشيء أو استفدتم منها بشيء .
- ومناسبة الحديث لترجمة الباب أنّهم غلوا في هذا الرجل لصلاحه حتى عبدوه وصار قبره وثناً من أوثان المشركين . (
فتح المجيد ) .
ثم قال المصنّف رحمه الله :
وعن ابن عبّاس رضي الله عنهما قال : لَعَن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم زائرات القبور والمتخذين عليها المساجد السُرُج . رواه أهل السنن
قال الشيخ حفظه الله :
قال الترمذي إسناده حسن . ولكنّ إسناده ضعيف فيه أبو صالح مولى أم هانئ وللحديث شواهد .
والرواية الصحيحة بلفظ زوّارات القبور أي المكثرات لزيارة القبور .
والله أعلم وصلّى الله وسلّم على نبيّنا محمّد
__________________
قال حامل لـواء الجرح والتعديل حفظه الله :
والإجمال والإطلاق: هو سلاح أهل الأهواء ومنهجهم.
والبيان والتفصيل والتصريح:هو سبيل أهل السنة والحق