السؤال: نرى على بعض الإعلانات التي تكون على بعض الأشرطة لبعض الدعاة رسومًا كالأنهار والزروع إذا كان الحديث عن الجنّة ، ويرسمون ظلاً يزعمون به محاكاة ظل الشيطان إذا كان الكلام عن شر، فهل هذه الأفعال جائزة؟
الجواب: هذه الرسومات فيها إدعاء لعلم الغيب الذي ما يعلمه إلا الله ، الجنة ما يعلمُها إلا الله، والنار لا يعلمُها إلا الله، ولا يجوز إنها تصور النار أو الجنّة أو الصراط على ورق، مثل ما يوزع الآن وتوضع في المساجد فيها صورة الجنة وصورة النار وصورة الصراط، هذا لا يجوز أبدًا (1)، وهذا من الجهل. (2)
______________________________
(1): وقد صدرت اللجنة الدائمة للإفتاء بشأن ذلك حيث سُئلت عن منشور تحت عنوان (طريق المستقبل ) .. فأجابت بأنه لا يجوز توزيع هذه النشرة التي هي بعنوان(طريق المستقبل) لما تشتمل من تصوير أمور غيبية من أمور الآخرة كالجنة والنار والصراط والميزان لأن هذه الأمور لا يحيط العقل بكيفيتها ، ولأن هذا العمل يقلل من أهميتها وهو عمل مستحدث ، وقد حذر النبي صلى الله عليه وسلم من محدثات الأمور، فالواجب منع طباعتها ونشرها وتوزيعها، وبالله التوفيق. [ فتوى رقم 22907] بتاريخ 10 صفر 1425 هـ
(2): من شرح الفتوى الحموية، الشريط العاشر.
________________
نقلتُه من نفس المصدر أعلاه ، ص: 277
__________________
قال بديع الزمان الهمذاني في وصف العلم:
« العلم شيء بعيد المرام، لا يُصاد بالسهام، ولا يُقسم بالأزلام، ولا يُرى في المنام، ولا يُضبط باللجام، ولا يُكتب للثام، ولا يورث عن الآباء والأعمام وزرع لا يزكو إلا متى صادف من الحزم ثرى طيبا، ومن التوفيق مطرا صيبا، ومن الطبع جوا صافيا، ومن الجهد روحا دائما، ومن الصبر سقيا نافعا وغرض لا يصاب إلا بافتراش المدر، واستناد الحجر، وردّ الضجر، وركوب الخطر، وإدمان السهر، واصطحاب السفر، وكثرة النظر، وإعمال الفكر»
[«جواهر الأدب» للهاشمي (194)]
|