عرض مشاركة واحدة
  #23  
قديم 25-10-2010, 11:06AM
أم سلمة أم سلمة غير متواجد حالياً
عضو مشاركة - وفقها الله -
 
تاريخ التسجيل: Jul 2009
المشاركات: 32
افتراضي

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمٰنِ الرَّحِـــيمِ


.... وموقف آخرٌ من مواقف تواضع العلماء الربانيين ومنهم حامل لواء الجرح والتعديل الشيخ ربيع بن هادي المدخلي حفظه الله تعالى وشافاه وعافاه وأمد في عمره على طاعته، حيث نقل أحد الإخوة موقفًا عايشه، يقول الأخ عبدالرحمن آل عميسان:

"كنا في بيت أحد المشايخ في مدينة رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ في سنة من السنوات القريبة بعد فتنة المأربي ـ لا ردها الله ـ.. كان الشيخ ربيعًا في المجلس وكان كثير من المشايخ السلفيين في المجلس أيضًا في بيت أحد مشايخنا وقد منَّ الله عليَّ أني كنتُ حاضرًا ذلك بدعوة من شيخنا صاحب البيت فتكلم الشيخ ربيع بكلام في غاية الرفق وغاية الاحترام وغاية النُصح للمشايخ جميعًا ومما ذم في ذالكم المجلس الغلو واتكأ عليه ....
فقال أحد المشايخ ـ لا أريد تسمية اسمه ـ يا شيخ ربيع نحن نعاني من الغلو فيك أنت!!
والله سمعتها وكأنها صاعقة ولم أستغربها منه ولكن ما هو جواب شيخنا الربيع: قال الشيخ ـ حفظه المولى ـ (اشهدوا .... أنت اكتب ردًا على الغلاة فيَّ وأنا أقرظه لك).
ثم التفت الشيخ إلى المشايخ وقال: أي شخص يغلو في ربيع ردوا عليه .... هل باقي شيء علي ...
الله أكبر إنه التجرد التام للحق لله درك، أتعبت المعلمين والمربين من بعدك، وأذكر قصة أخرى في زمن فتنة أبي الحسن جاء بعض الشباب اليمنيين وأحسبهم من حضرموت يناصحون الشيخ ربيعًا ـ زعموا ـ في كلامه عن أبي الحسن ولا أذكر إلا أني كنتُ وحدي عند الشيخ فدخلوا مجلسه وكانوا خمسة أو ستة فتكلموا في غاية السفه ورفع الصوت على الشيخ وفي بيته! ثم قالوا نحنُ جئنا لنقيم الحجة عليك! والشيخ مريض ويشكوا من رجله فرفعها على المسندة أو المخدة وهو يتكلم وينصحهم نصح أبٍ رحيم ومعلم مشفق ... ثم انصرفوا فقال لهم الشيخ: تغدوا معنا فأبوا ....
ثم لما خرجوا تذكر الشيخ شيئًا، يا تُرى ما تذكر؟ هل تذكر شيئًا يردُّ به عليهم؟ هل أراد أن يضربهم؟ هل أراد شتمهم؟ .... كلا ليست هذه أخلاق شيخنا ....
تذكر الشيخ وتندم فقال لي: يا عبدالرحمن شوف ناديهم لا يكونوا انزعجوا من رفع رجلي وأنا نسيت أن أستسمح منهم؛ أنساني الحديث فذهبت لأنظرهم فلقيتهم قد ذهبوا فتحسر الشيخ وتندم واستغفر ... ومما قاله لعلهم ما أرادوا أن يتغدوا عندنا لأني رفعتُ رجلي ... حتى أشفقتُ على الشيخ ....
يا لها من أخلاق، ووالله وتالله وبالله إني لأعلم أن الشيخ لا يحبُ ذكر هذا ولا قريبًا من هذا، ولكني أذكرها للعبرة والعظة فهناك أناسًا من لا يعرف مكانة الشيخ بل أذكر كلامًا قاله رجلٌ من أتباع أبي الحسن وهو أبو حاتم الفاضلي ـ هداه الله ـ قال ونحن في سيارة أحد الإخوة قبل مايقارب من 12 سنة تقريبًا قال: "كنت أسمع بالشيخ ربيع فأخاف كنتُ أظنه أنه أسد يفترس ... ولما لقيته فإذا به أب رحيم".
ووالله قد رأيت من تكلم في عرض الشيخ وسبه وشتمه في فتنة أبي الحسن ولما رجع فرح الشيخ فرحًا شديدًا وقال لي أحدهم: فو الله ما كرهني ولا نهرني ....
ـ وأذكر مرة ويعرفها غيري ـ أن الشيخ حفظه الله جمع الإخوة المتنازعين في قضية أبي الحسن فمنهم من يبدع ومنهم من يخطأ ولا يبدع فوعظنا جميعًا موعظةً بليغة حتى ذرفت منها عيون الشيخ وهو يقول لا تهدموا ما بناه الشيخ مقبل ـ رحمه الله ـ ثم قال أحد الإخوة ـ هداه الله ـ أنا عندي شيء على بعض الإخوة فقال الشيخ ولا شيء، الآن تقوموا جميعًا وتتصافحوا وتتصافوا فقام الجميع يتعانقون ويتصافحون والشيخ يبكي، ثم صفت نفوس الجميع بعد ذالكم المجلس ورجعت المياة لمجاريها، فجزاه الله عنا خيرًا.
ـ وقد حدثني أخي الفاضل الأستاذ علي المدخلي مدير مدرسة المحمدية في المدينة النبوية قال: كنت خارجًا من المسجد مع الشيخ ربيع فرأى الشيخ قطةً (هرة) تأكل من القمامة فبكى الشيخ وتلى قول الله تعالى: (وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آَدَمَ) ....
حفظك الله يا شيخ وأطال عمرك وأحسن عملك وأدامك شوكة في حلوق أعداء أهل السنة أينما حلّو وارتحلو, ونفعنا الله بعلمك .... (وَلَا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلَا تَكُ فِي ضَيْقٍ مِمَّا يَمْكُرُونَ)
وهذا لا شك أنه غيظ من فيض ....
أقلوا عليهم لا أبا لأبيكم من اللوم *** أو سدوا المكان الذي سدوا"

انتهى النقل من مشاركة الأخ والتي بعنوان
(للذكرى ... وقفة قصيرة مع تواضع شيخنا إمام الجرح والتعديل ربيع بن هادي المدخلي ـ حفظه الله ـ مما عايشته وعرفته ...)[1]
نُشِرَتْ بتاريخ 17/ذي القعدة/1431


ـــــــــــــــــــــــــ
[1] ورابط المشاركة على شبكة سحاب هو:
__________________
..:: أم سَلَمَة المالكية ::..
غفر الله تعالى لها ولوالديها ولجميع المسلمين
رد مع اقتباس