الأحاديث والآثار الدالة على الحذر من القُصَّاص
1- قال :" سيكون في آخر الزمان أناس من أمتي يحدثونكم بما لم تسمعوا أنتم ولا آباؤكم فإياكم وإياهم" ذكره مسلم في خطبة كتابه من حديث أبي هريرة وهو صحيح على شرط الشيخين . قال الحافظ زين الدين العراقي في كتابه المسمى بـ[ الباعث على الخلاص من حوادث القُصَّاص]: ثم إنهم- يعني القُصَّاص ينقلون حديث رسول الله من غير معرفة بالصحيح والسقيم قال : وإن اتفق أنه نقل حديثاً صحيحاً كان آثماً في ذلك ؛ لأنه ينقل مالا علم له به وإن صادف الواقع كان آثماً بإقدامه على ما لا يعلم .
2- روى الطبراني عن خبَّاب بن الأرت عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :" إن بني إسرائيل لما هلكوا قصُّوا" قال : فأشار عمر إلى تميم أنه الذبح لما يخشى عليه من الترفع عليهم والإعجاب بنفسه .
يقول الشيخ ناصر الدين الألباني رحمه الله في السلسلة الصحيحة "ج/3" وأقول: ومن الممكن أن يقال : إن سبب هلاكهم اهتمام وعَّاظهم بالقصص والحكايات دون الفقه والعلم النافع الذي يعرِّف الناس بدينهم فيحملهم ذلك على العمل الصالح لمَّا فعلوا ذلك هلكوا وهذا شأن كثير من قصَّاص زماننا الذين جل كلامهم في وعظهم الاسرائيليات والرقائق والصوفيات نسأل الله العافية .
3- وروى الطبراني ، عن عمروبن زرارة قال :" وقف علىَّ عبدالله بن مسعود وأنا أقص ، فقال :" ياعمرو لقد ابتدعت بدعة ضلالة أو إنك لأهدى من محمد وأصحابة فقال عمرو بن زرارة : فلقد رأيتهم تفرقوا عني حتى رأيت مكاني مافيه أحد .
قال الحافظ زين الدين :" ثم إنهم ينقلون حديث رسول الله من غير معرفة بالصحيح والسقيم " قال :" ولو نظر أحدهم في بعض التفاسير المصنفة لا يحل له النقل منها ؛ لأن كُتُب التفاسير فيها الأقوال المنكرة والصحيحة ومن لا يميز صحيحها من منكرها لا يحل له الاعتماد على الكتب قال : وليت شعري كيف يقْدُم من هذه حاله على تفسير كتاب الله ؟ أحسن أحواله أن لا يعرف صحيحه من سقيمه .
4- وأخرج ابن أبي شيبة والمروزي عن ابن عمر قال :" لم يقص على عهد النبي ولا عهد أبي بكر ولا عهد عمر ولا عهد عثمان ، إنما كان القصص حيث كانت الفتنة .
5- وأخرج المروزي عن سالم أن ابن عمر كان يُلقَى خارجاً من المسجد فيقول :" ما أخرجني إلا صوت قاصكم هذا ".
6- وأخرج ابن أبي شيبة عن جرير بن حازم أبي النضر قال :" سأل رجل محمد بن سيرين : ماتقول في مجالسة هؤلاء القُصَّاص ؟ قال : لا آمرك به ، ولا أنهاك عنه . القصص أمر محدث أحدثه هذا الخلق من الخوارج .
7- وأخرج أحمد في [ الزهد] عن أبي المليح قال :" ذكر ميمون القصَّاص فقال : لا يخطئ القاص ثلاثاً .. إمَّا أن يسمن قوله بما يهزل دينه – وإمَّا أن يعجب بنفسه – وإمَّا أن يأمر بما لا يفعل .
************************************************** ***
فتوى فضيلة الشيخ صالح بن فوزان الفوزان عضوا هيئة كبار العماء بالمملكة العربية السعودية
السؤال/ لقد ذكر السلف القصَّاص وذموهم فما هي طريقتهم وما موقفنا تجاههم ؟
الجواب/حذَّر السلف – رحمهم الله- من القصَّاص لأنهم في الغالب يتوخون في كلامهم ما يؤثر على الناس من القصص والآثار التي لم تصح ولا يعتمدون على الدليل الصحيح ولا يعنون في تعليم الناس أحكام دينهم وأمور عقيدتهم لأنهم ليس عندهم فقه ويمثلهم في وقتنا الحاضر جماعة التبليغ بمنهجهم المعروف مع ما عندهم من تصوف وخرافة وكذلك هم في الغالب يعتمدون على نصوص الوعيد فيقنِّطون الناس من رحمة الله تعالى " أهـ
من كتاب الأجوبة المفيدة ص/109