عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 18-10-2010, 04:12AM
الغريبة
عضو غير مشارك
 
المشاركات: n/a
افتراضي

أقول تضمن كلام هذه المرأة ما يأتي :

1- إن الكثير من الناس يجهلون الإسلام لأنهم يعتبرون المرأة تابعاً للرجل .

2- إعلانها أن المرأة ليست تابعة للرجل بل هي ند للرجل سواء في الحقوق والواجبات .

3- نسبة هذا التشريع إلى الله مستدلة بقول الله تعالى: { من عمل صالحاً من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون } .

4- إنكار أن الله فضل الرجل وأعطاه هذه الأحقية وإنما أعطاها بعض النساء لرجالهن .

5- استنبطت من هذه الآية الكريمة أن الله سبحانه وتعالى لم يجعل العمل حكراً على الرجل ولم يجعله مضاعفاً له وإنما ساوى بينهما في الحقوق وساوى بينهما في الواجبات .

ونقول : إن نصوص القرآن والسنة واضحة في أن المرأة تابعة للرجل وفي أنها خلقت للرجل وأن للرجل عليها السيادة والقوامة .

وهذا التجهيل لكثير من الناس قد يتناول المفسرين والمحدثين والفقهاء عبر أربعة عشر قرناً لأنهم لم يتوصلوا إلى ما توصلت إليه هذه المرأة من هذا الفقه العظيم وهو أن المرأة ند للرجل تساويه في الحقوق والواجبات ويفهم من كلامها أن المساواة في كل الحقوق والواجبات .

ألا ترى أن هذه الآية التي احتجت بها قد جاءت المرأة تابعة للرجل حيث قدم الذكر على الأنثى وألا ترى أن الضمير في لنحيينه عائداً للذكر وأن الضمائر في قوله " ولنجزينهم" وقوله "أجرهم " وقوله " كانوا " وقوله " يعملون" كلها عائدة على الذكور دون الإناث .

لماذا لم تعد الضمائر إلى الإناث أو تكون بالمناصفة بين الرجال والإناث إذا كانت المرأة مساوية للرجل ونداً له في الحقوق والواجبات خاصة إذا كانت الآية نزلت لبيان ذلك على حد زعم هذه المرأة .

وقولها : " فالله سبحانه وتعالى لم يجعل العمل والأجر حكراً على الرجل ولم يجعله مضاعفاً له ، وإنما ساوى بينهما في الحقوق وساوى بينهما في الواجبات" .

أقول: لم يقل أحد إن العمل الصالح حكر على الرجال دون النساء، ومن المسلّمات أن الحسنة في الشريعة الإسلامية للرجل والمرأة بعشر حسنات إلى سبعمائة ضعف إلى أضعاف كثيرة بحسب ظروف الحسنة وبحسب إخلاص العامل .

والآية ليست واردة لبيان الحقوق والواجبات للرجل والمرأة ولا لبيان مجالات العمل له أو لها ولا لبيان أيهما أفضل، فهذه الأمور لها آيات وأحاديث خاصة وقد مضى بعضها ولنضرب هنا مثلاً بالجهاد .

فهو من الواجبات التي تخص الرجال ويعفى عنه النساء لضعفهن وخورهن وأسباب أخرى .

فالمجاهد يبذل نفسه وماله لأنه قد باع نفسه لله عز وجل فله أجر المجاهدين الذي يشمل حيزاً كبيراً من الآيات والأحاديث تضمنتها كتب الحديث والتفسير والفقه.

ومنها قول الله تعالى: { لا يستوي القاعدون من المؤمنين غير أولي الضرر والمجاهدون في سبيل الله فضل الله المجاهدين على القاعدين أجراً عظيماً درجات منه ومغفرة ورحمة } .

وقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: " للمجاهد في سبيل الله مائة درجة ما بين الدرجتين كما بين السماء والأرض " .

وقال صلى الله عليه وآله وسلم : " لغدوة أو روحة في سبيل الله خير من الدنيا وما عليها ".

ولنضرب مثلاً آخر بالصلاة في الجمعة والجماعة، هذه من الواجبات الخاصة بالرجال ومن تخلف منهم عن القيام بهذا الواجب تعرض للوعيد الشديد واعتبر تخلفه من علامات النفاق، وإن قام بهذا الواجب ضاعف الله عمله إلى سبع وعشرين درجة .

فهل صواحب المنتدى يسلمن بهذه الخصوصية للرجال في الإيجاب والمؤاخذة ونتائجهما أو لا فإن سلمن سقطت دعواهن في المساواة في الحقوق والواجبات.

وكذلك في الحقوق فالرجل والمرأة يفترقان منذ الولادة إذ شرع الله أن يعق عن الغلام بشاتين وعن الجارية بشاة واحدة .

وفي المواريث فرق الله بين الذكر والأنثى .

فللذكر مثل حظ الأنثيين أختاً كانت أو بنتاً أو زوجة على التفاصيل الواردة في الكتاب والسنة .

وفي الشهادة فشهادة الرجل تعدل شهادة امرأتين .

وللرجل أن يعدد الزوجات إلى أربع وله أن يتسرى بالإماء وليس لها أن تتسرى بأحد من عبيدها وأختصه الله في الآخرة في الجنة بعدد من الزوجات وليس ذلك للنساء في الجنة .

وإذا شارك بعض النساء في الغزو فلا يسهم لهن من الغنائم كما يسهم للرجال وإنما يرضخ لهن رضخاً .

فهل يسلم صواحب المنتدى بهذه الأمور وغيرها مما ميز الله به الرجال وخصهم بها دون الإناث .

فإن سلمن بذلك سقطت دعواهن في المساواة بين الرجال والنساء في الحقوق والواجبات وعليهن التوبة النصوح و إعلان ذلك واعتذارهن إلى المسلمين وإلى علمائهم لأن بعضهن طعن في العلماء وغيرهم من المسلمين في فقههم وأمانتهم .

و إن أبين ذلك عرف الناس ماذا يردن وأنهن لا علاقة لهن بالصحابيات ولا يكملن دورهن وإنما هن امتداد للمنظمات النسائية التي تحارب الإسلام .

قالت هذه الأديبة :

(( وكما قلت في بعض النساء يجهلن حقوقهن فما أعرفه أنا مثلاً إنه يكون هناك امرأة خريجة شريعة إسلامية ودراسة في هذا المجال تقول لي إن الله فضل عليَّ الرجل بدرجة في كل شيء مع أن الله سبحانه فضل عليَّ الرجل بدرجة واحدة وهي التي ذكرتها الأستاذة نادية وهي النفقة { وبما أنفقوا من أموالهم } فلماذا هو مفضل فالله سبحانه لم يعط هذه الأحقية شرعاً بل بعض النساء أعطينها للرجال هن تطوعاً إلى جانب تجاهل كثير من النساء لحقوقهن )) .

أنظر إلى هذه المرأة وفقهها فهي تجهِّل الكثير من الناس فيما هم فيه على حق وعلم .

وتجهِّل هنا امرأة متخصصة في الشريعة في اعترافها بحقوق الرجل وتحتج بالأستاذة نادية التي لم تتخصص في الشريعة أو لم تدرسها فتقول فضل الله الرجل عليَّ بدرجة واحدة وهي التي ذكرتها الأستاذة نادية وهي النفقة { وبما أنفقوا من أموالهم } .

وتقدم رأيها ورأي نادية على حكم الله الكوني والشرعي ومنه ما تقدم سرده من النصوص ومن ذلك قول الله تعالى : { الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض وبما أنفقوا من أموالهم } .

فقد بين الله أن حق القوامة يعتمد أولاً على ما فضل به الرجل على المرأة وهي أمور ومزايا اختص الله بها الرجال ولم يعطها للمرأة بمقتضى ربوبيته وعلمه وحكمته وحكمه الكوني والشرعي .

والثانية وهي النفقة وهي أقل من الأولى .

تجاوزت هذه المرأة ما قرره الله في كتابه وسنة نبيه ومضى عليه المسلمون طوال أربعة عشر قرناً وفرضت رأيها على الإسلام والمسلمين وحجتها قول الأستاذة نادية .

وبهذا الفقه أسقطت حقوق الرجال ومنها القوامة وادعت أن الله لم يعط هذه الأحقية شرعاً بل بعض النساء تطوعن بها للرجال تطوعاً .

ثم تقدمت خطوة أخرى فضربت مثلاً برجل نائم الليل والنهار وزوجته تعمل وتجتهد ثم تساءلت أيهما أفضل؟ تريد أن المرأة في هذه الحالة أفضل وتصبح هي القوَّامة على هذا الرجل؛ لأنه لا ينفق عليها فسقط حقه وصار الحق والفضل لها عليه .

وقد كان في عهد الرسول صلى الله عليه وآله وسلم فقراء وكانت زوجاتهم تعمل مثل الغزل ونحوه فتنفق على زوجها منهن زينب الثقفية زوجة عبد الله بن مسعود رضي الله عنه فلم يقل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وعهده عهد التشريع إنَّ هؤلاء النساء أصبحن أفضل من أزواجهن فليس لهم قوامة على زوجاتهم لأنه لا فضل للرجال على النساء إلا بالنفقة .

ثم أكدت دعواها الفقهية بقولها : (( إن الإسلام لم يفرق بين الرجل والمرأة في أي حق من الحقوق { ولهن مثل الذي عليهن } وهذا يعني معادلة تامة من الشريعة الإسلامية )) .

لا يادكتورة ما هكذا الأمانة ولا هكذا الفقه (ما هكذا يا سعد تورد الإبل ) فأين بقية هذه الآية وأين الآيات الأخرى والأحاديث الكثيرة التي تبين فضل الرجل على المرأة وتبين حقوقه .

فالآية الكريمة نصها: { ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف وللرجال عليهن درجة } فإذا أردت أن تبتزي حقوق الرجال فلا تسندي هذا الابتزاز إلى الإسلام ولن تجدي ذلك في كل مصادره وعلى رأسها الكتاب والسنة .

أين هي المعادلة التامة التي جهرت بها ؟!.

فالمعادلة التامة لا توجد حتى بين الرجال أنفسهم فهناك الرسل أفضل البشر وقد فاوت الله بينهم إذ فضل بعضهم على بعض .

وهناك الصديقون والعلماء والشهداء والصالحون مقدمون على غيرهم وهم يتفاوتون في كل مرتبة وفوق كل ذي علم عليم .

والعالم العامل أفضل من الجاهل { قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون } .

ولا يجوز التسوية بين المسلم والكافر { أفنجعل المسلمين كالمجرمين } .

ولا يجوز التسوية بين المتقي والفاجر { أم نجعل الذين آمنوا وعملوا الصالحات كالمفسدين في الأرض أم نجعل المتقين كالفجار } .

لابد للمسلم أن يؤمن بهذا التفاوت في المراتب والمنازل التي اقتضتها حكمة الله التي لا يحيط بها ولا بالقليل منها أحد واقتضاها عدله وربوبيته .

فإن أبى أحد ذلك فليس بالمسلم . ولا أكفر هؤلاء النسوة اللاتي نصبن أنفسهن للمطالبات بحقوق النساء وإسقاط حقوق الرجال أو أهمها لشدة جهلهن حتى بالبدهيات في الإسلام بل لجهلهن بحق الله في التشريع وفي رفع من يشاء وخفض من يشاء وأنه يحكم في خلقه في هذا الكون بما يشاء ولا راد لحكمه الكوني والشرعي جل جلاله وتعالى جده .

أما قولها : (( فنجد مثلاً أن المرأة في عهد الرسول صلى الله عليه وآله وسلم كانت تستفسر أولاً على حقوقها الدينية قبل كل شيء وهناك السيدة نسيبة المازنية بالإضافة إلى أنها مجاهدة معروفة فعندما رأت في البدايات أن القرآن يذكر ويتكلم عن مواقف الرجال ولا يتكلم عن النساء ذهبت إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وقالت : لم أر النساء يذكرن في شيء فلم يجبها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وإنما أجاب عليها الله سبحانه وتعالى وأنزل آية في سورة الأحزاب تقول: { إن المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات والقانتين والقانتات } إلى آخر الآية الكريمة في سورة الأحزاب )) .

أقول : من أين لك أن المرأة في عهد الرسول صلى الله عليه وآله وسلم :

كانت تستفسر أولاً عن حقوقها الدينية ، فكم عدد الصحابيات اللاتي كان همهن وشغلهن الشاغل استفسار الرسول أو غيره عن حقوقهن الدينية .

إن هذا تصوير سيء لأولئك الصالحات القانتات لله ثم لأزواجهن .

فهؤلاء زوجات الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ، فكم سؤالاً سألن رسول الله عن حقوقهن؟

تأمل ما يأتي : عن أبي الزبير عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال دخل أبو بكر يستأذن على رسول الله فوجد الناس جلوساً ببابه لم يؤذن لأحد منهم ، قال: فأذن لأبي بكر فدخل ، ثم أقبل عمر فاستأذن فأذن له ، فوجد النبي جالساً حوله نساؤه واجماً ساكتاً، فقال : لأقولن شيئا أضحك النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال : يارسول الله لو رأيت بنت خارجة سألتني النفقة فقمت إليها فوجأت عنقها ، فضحك الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وقال : هن حولي كما ترى يسألنني النفقة ، فقام أبو بكر إلى عائشة يجأ عنقها ، فقام عمر إلى حفصة يجأ عنقها كلاهما يقول تسألن رسول الله ما ليس عنده ، فقلن والله لا نسأل رسول الله شيئاً أبداً ليس عنده ثم اعتزلهن شهراً أو تسعاً وعشرين ثم نزلت عليه هذه الآية: { يا أيها النبي قل لأزواجك } حتى بلغ: { للمحسنات منكن أجراً عظيماً } .

قال : فبدأ بعائشة ، فقال : يا عائشة إني أريد أن أعرض عليك أمراً أحب ألا تعجلي فيه حتى تستشيري أبويك قالت : وما هو يا رسول الله فتلا عليها الآية قالت: أفيك يا رسول الله أستشير أبوي بل أختار الله ورسوله والدار الآخرة وأسألك ألا تخبر امرأة من نساءك بالذي قلت، قال : لا تسألني امرأة منهن إلا أخبرتها إن الله لم يبعثني معنتا ولا متعنتا ولكن بعثني معلماً ميسراً .رواه مسلم في الطلاق حديث (1478).

فهؤلاء الصحابيات في الذروة من الشرف والنسب ومنهن زوجات الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وابنتا الصديق والفاروق لما طلبن النفقة وليس عند رسول الله ما طلبنه ولا ندري ما حال عمر رضي الله عنه لما طلبن النفقة ضربن في أعناقهن والضارب أبو بكر وعمر ورسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يغضب ويهجرهن شهراً والله تعالى ينزل في قصتهن قرآنا يخيرهن في البقاء مع رسول الله مع الزهد في الدنيا ولهن الأجر العظيم أو يردن الدنيا وزينتها فيمتعهن رسول الله ويسرحهن سراحاً جميلاً فاخترن الله ورسوله والدار الآخرة.

لا أستبعد أن كثيراً من المؤمنات يستفدن من هذه القصة والآية وأخشى على المطالبات بحقوق النساء ألا يستفدن منها وإن دعون إلى اتباع سيرة الصحابيات الكريمات.

هذه سيرة السيدات الصحابيات زوجات رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.

ثم لماذا لا تكون أسئلتهن أولاً عن حقوق الله رب العالمين ثم عن حق الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ثم عن حق أزواجهن ثم عن حقوق الجيران ثم عن حقوق عموم المسلمين.

أيها الكاتبة إن الصحابية التي وردت الروايات بأنها سألت هذا السؤال إنما هي أم سلمة لا نسيبة على أن في ثبوت هذه الروايات نظراً للمتأمل في أسانيدها.

لو كان استفسار النساء في عهد الرسول صلى الله عليه وآله وسلم من باب المطالبة بالحقوق على الوجه الذي ينادي به صواحب المنتدى لكان شغباً على الله وعلى رسوله وكفى بهذا استعلاء وتمرداً وتعنتاً وحاشا أولئك الصحابيات رضوان الله عليهن من شيء من هذا.

نسأل هذه الكاتبة بناءً على كلامها لماذا لم يذكر الله النساء في القرآن طوال العهد المكي وسنوات من العهد المدني وهو يذكر الرجال فقط طوال هذه المدة ألا يدل ذلك على الْبَوْنِ الشاسعِ بين الرجال والنساء.

أقول هذا على حسب تصورها وإلزاماً لها وإلا فالله يذكر النساء في القرآن لكن في بعض الأحيان وتبعاً للرجال مما يدل على فضل الرجال على النساء .

فالآية { إن المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات } إلى آخرها لم يذكر النساء إلا تبعاً للرجال ثم ختم الله الآية بقوله أعد الله لهم مغفرة وأجراً عظيماً بضمير الذكور لا بضمير الإناث مع أن الآية ما نزلت إلا لأجل النساء كما تذكر الروايات فَعَلامَ يدل هذا؟

ألا يرى العقلاء أن كل ما يحتج به هؤلاء النسوة يصير حججاً عليهن لا لهن.

وصدق الله العظيم القائل في حق الإناث { أومن ينشأ في الحلية وهو في الخصام غير مبين } .

فهذا خبر عن خلقهن فآمنا به وصدقنا وواقع النساء وتاريخهن من أقوى الشواهد على ذلك .

قالت : أيضاً النساء كان لهن حق المشورة ومعروف أن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم أخذ برأي السيدة أم سلمة عندما غضب المسلمون ولم يحلقوا رؤوسهم فقالت: افعل أنت وهم سوف يتبعونك وبالتالي فإنَّ القوامة أعطت -تعني أعطيت- تكريماً للمرأة لمن يفهما بمعنى مثلاً في حالة السفر وهذا يمكن أن يكون أكثر شيء والذي يتطلب وجود المحرم وهذا الأمر أعطاه الإسلام تكريماً للمرأة نظراً لتكويناتها الجسدية لكي يكون الرجل حامياً لها ومدافعاً عنها في ذلك الوقت لكن في عصرنا الآن المواصلات أصبحت سهلة بمعنى أننا نريد ولاية تتناسب مع العصر الذي نعيشه ليس أن نأتي بما في العصور القديمة ومالا يوجد الآن في عصرنا يطالبون به ، فالمرأة ليست ناقصة الأهلية فالإسلام أشرك المرأة في أن تنقل أخطر العلوم وهو الفقه ، وزوجات الرسول كن يدرسن الصحابة وقد قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: " خذوا نصف دينكم عن هذه الحميراء " وإن يذهب البعض على أنه حديث ضعيف ليبرروا فقط أقوالهم )) .

أقول : إذا كان النساء لهن حق المشورة في الأمور العامة من السياسة والحرب والسلم والعلاقات الدولية ، فكم هي المجالس التي عقدها رسول صلى الله عليه وآله وسلم معهن خاصة أو مع الرجال من الصحابة رضي الله عنهم جميعا .

وكم مجلساً عقده معهن أبو بكر وعمر وعثمان وعلي رضي الله عنهم؟

وكان القراء أصحاب مشورة عمر بن الخطاب رضي الله عنه ومنهم كبار الصحابة وبعض الشباب كابن عباس والحر بن قيس.

فأخبرينا عن أعيان النساء اللاتي أعطاهن عمر هذا الحق سواء في مجالس خاصة بهن أو مع الصحابة كما يحصل اليوم في البرلمانات وإذا كان الرجال من الصحابة قد استأثروا بهذا الحق طوال هذه العهود فلماذا لم يطالب النساء بحقهن من الصحابيات والتابعيات من مختلف البلدان من الحجاز والعراق والشام ومصر واليمن وخراسان؟

بل لماذا لم يطالبن بهذا الحق في العهود الإسلامية كلها إلى هذا العصر؟ وما هو السر في تحرك النساء الآن في المطالبة بحقوق كثيرة ومنها المشاركة في الشورى.

أما أم سلمة فما قدم لها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الاستشارة وهي في مجلس شورى النساء فأعطته رأيها من خلال هذا المجلس وأيدها نساء المجلس أو خالفنها.

وإنما كانت إحدى زوجاته صلى الله عليه وآله وسلم وقد ذكر لها حالاً طارئة فقالت له: افعل كذا وكذا يتابعك أصحابك فأخذ برأيها رضي الله عنها لكن لا يجوز أن نأخذ من هذه الحادثة أصلاً من أصول الإسلام أو السياسة في الإسلام فنقول: وكان للنساء حق المشورة.

إذ لو كان الأمر كما تزعم هذه المرأة لقام به رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على أكمل الوجوه وقام به خلفاؤه الراشدون وأصحابه الكرام والتابعون لهم بإحسان على أحسن الوجوه ، ولتكلم عنه الفقهاء والمحدثون والمفسرون والمؤرخون إذ لا يعقل أن يكثروا الكلام في مؤلفاتهم عن الحيض والنفاس وسائر الأحكام التي تتعلق بالمرأة ثم لا يتكلمون عن هذا الأصل الكبير.

عن عائشه أم المؤمنين رضي الله عنها قالت: " لما ثقل رسول اللهصلى الله عليه وآله وسلم جاء بلال يؤذنه بالصلاة ، فقال: مروا أبا بكر أن يصلي بالناس فقلت: يا رسول الله إن أبا بكر رجل أسيف وإنه متى ما يقم مقامك لا يسمع الناس، فلو أمرت عمر، فقال: مروا أبا بكر يصلي بالناس فقلت لحفصة قولي له إن أبا بكر رجل أسيف وإنه متى ما يقم مقامك لا يسمع الناس فلو أمرت عمر، فقال: إنكن لأنتن صواحب يوسف، مروا أبا بكر أن يصلي بالناس ". رواه البخاري في الأذان حديث ( 713 ) وفي مواضع أخر ومسلم في الصلاة حديث ( 418 ) .
فإذا استنبطنا من قصة أم سلمة قاعدة حق الشورى للنساء فماذا نستنبط من قصة عائشة وحفصة رضي الله عنهما علماً بأن عائشة أفضل من أم سلمة نرجو الإجابة العلمية القائمة على الحجة والبرهان والعقل.


تم بحمد الله

وحفظ الله شيخنا ربيع السنة وأسدها

آمين


التعديل الأخير تم بواسطة الغريبة ; 18-10-2010 الساعة 05:14AM
رد مع اقتباس