المساواة بين الرجال والنساء ومنها المساواة في الحقوق والواجبات
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمٰنِ الرَّحِـــيمِ
المساواة بين الرجال والنساء ومنها المساواة في الحقوق والواجبات
هذه المساواة ادعاها بعضهن وهي زينب غاصب لا كلهن وصرحت بأن المرأة ليست تابعة للرجل بل هي ند للرجل سواء في الحقوق أو الواجبات واحتجت بقول الله تعالى: { من عمل صالحاً من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون } .
ثم قالت : فالله سبحانه وتعالى لم يجعل العمل والأجر حكراً على الرجل ولم يجعله مضاعفاً له وإنما ساوى بينهما في الحقوق والواجبات وذكرت أن الله فضل الرجل بدرجة وهي النفقة واستمرت تتكلم بما فيه مجانبة للصواب انطلاقاً من رؤيتها هذه .
فأقول : إن هذه المساواة التي تدعيها هذه المرأة لم يأت بها شرع ولا عقل .
أما الشرع فالله سبحانه وتعالى قد بين في محكم كتابه أنه خلق المرأة للرجل فهي نعمة من النعم التي امتن الله بها على الرجال في الدنيا والآخرة .
1- قال تعالى { والله جعل لكم من أنفسكم أزواجاً وجعل لكم من أزواجكم بنين وحفدة ورزقكم من الطيبات } سورة النحل آية (71) .
2- وقال تعالى : { ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودةً ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون } .
تأملوا أيها المؤمنون والمؤمنات العقلاء قول الله تعالى: { خلق لكم من أنفسكم } و: { جعل لكم من أنفسكم } لتدركوا ما ميز الله به الرجل على المرأة وأنها جعلت للرجل ومن أجله وهذه نعمة عظيمة، وينشأ عنها نعمة أخرى وهي أنها تنجب له الأولاد والأحفاد الذين لا ينسبون إلا إليه لا إلى المرأة فيقال ابن فلان وبنت فلان وحفيد وحفيدة فلان، وكذلك الآية من سورة الروم هي نص في أن المرأة خلقت للرجل لحكمة عظيمة وهي أن يحصل له السكن والاستقرار النفسي وأكد هذه النعمة بأن جعل بين الزوج والزوجة المودة والرحمة فإنه لا تتحقق تلك النعمة وهي السكن إلا إذا كانت في جو تحفه وتعطره المودة والرحمة .
فإذا كانت المرأة تنظر إلى الرجل بأنها أفضل منه أو نداً له وأنها تساويه في الحقوق والواجبات تحولت الحياة إلى صراع مرير وجحيم لا يطاق وذهبت السكينة والاستقرار النفسي أدراج الرياح وذهبت المودة والرحمة .
قال الرسول صلى الله عليه وسلم : " الدنيا متاع وخير متاعها المرأة الصالحة " أخرجه مسلم حديث (3533) والنسائي وابن ماجه .
فالمتاع هو ما ينتفع به من عرض الدنيا قليلها وكثيرها ، وخير ما ينتفع به الرجل المؤمن المرأة الصالحة .
فالمرأة الصالحة نعمة وغير الصالحة نقمة .
قال تعالى : { يا أيها الذين آمنوا إن من أزواجكم وأولادكم عدوا لكم فاحذروهم وإن تعفوا وتصفحوا وتغفروا فإن الله غفور رحيم } .
فالمرأة غير الصالحة قد تفتن الرجل في دينه وتثبطه عن الطاعات وعن فعل الخير وتحمله على قطيعة الرحم وغير ذلك فليحذرها لأن فعلها هذا فعل الأعداء ، وعليه بنصحها وتوجيهها ووعظها وتخويفها بالله ثم العفو والصفح والمغفرة عما يعانيه من تصرفاتها لاسيما إذا كانت ترى نفسها نداً له .
3- وقال تعالى : { زين للناس حب الشهوات من النساء والبنين والقناطير المقنطرة من الذهب والفضة والخيل المسومة والأنعام والحرث ذلك متاع الحياة الدنيا والله عنده حسن الثواب } آل عمران (14) .
فجعل هذه الأشياء من شهوات الرجال ومطامحهم ومما يتمتعون به في هذه الحياة الدنيا ومن ضمن ذلك بل أولها المرأة فهي من متاع الرجل وفي مقدمة شهواته .
فإن كان الرجل صالحاً والمرأة صالحة فنعم المتاع .
وكذلك الأموال إن استعان بها على طاعة الله فنعم المال الصالح للرجل الصالح .
وإن كان الرجل والمرأة غير صالحين فبئس المتاع والمستمتع .
وكما أن المرأة من نعم الله على الرجل في هذه الحياة الدنيا فهي في الآخرة نعمة تدخل ضمن ما يجازي الله به عباده الصالحين على إيمانهم وعملهم الصالح .
4- قال تعالى بعد الآية السالفة الذكر : { قل أؤنبكم بخير من ذلكم للذين اتقوا عند ربهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها وأزواج مطهرة ورضوان من الله والله بصير بالعباد } آل عمران (15) .
5- وقال تعالى : { وبشر الذين آمنوا وعملوا الصالحات أن لهم جنات تجري من تحتها الأنهار كلما رزقوا منها من ثمرة رزقاً قالوا هذا الذي رزقنا من قبل وأتوا به متشابها ولهم فيها أزواج مطهرة وهم فيها خالدون } البقرة (25) .
وقد ذكر الله جزاء المؤمنين في الآخرة في عدد من سور القرآن ومن ضمن هذا الجزاء الحور العين من النساء .
6- وقال تعالى في سورة النبأ : { إن للمتقين مفازا حدائق وأعنابا وكواعب أترابا وكأساً دهاقا لا يسمعون فيها لغواً ولا كذابا } الآيات (31-35) .
وإذا ذكر جزاء المؤمنات فإنما يذكره تبعاً لجزاء المؤمنين ولا يعدهن برجال من أوصافهم كذا وكذا .
قال تعالى : { مثل الجنة التي وعد المتقون فيها أنهار من ماء غير آسن وأنهار من لبن لم يتغير طعمه وأنهار من خمر لذة للشاربين وأنهار من عسل مصفى ولهم فيها من كل الثمرات ومغفرة من ربهم } سورة محمد (15) .
وقال تعالى : { ليدخل المؤمنين والمؤمنات جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها ويكفر عنهم سيئاتهم وكان ذلك عند الله فوزاً عظيماً } الفتح (5) .
ومن هذه الآيات يدرك المؤمنون والمؤمنات بالله فضل الرجال على النساء في الدنيا والآخرة وأن المرأة دون الرجل في الدنيا والآخرة لا ينازع في ذلك إلا من يجادل في آيات الله بالباطل ليدحض به الحق فيا ويل له من عقاب الله .
يؤكد كل هذا ما يأتي من النصوص القرآنية والنبوية :
7- قال تعالى : { أومن ينشأ في الحلية وهو في الخصام غير مبين } تسفيهاً وتوبيخاً لسفهاء المشركين الذين قالوا الملائكة بنات الله ومبيناً بذلك حقيقة الأنثى.
قال الشوكاني رحمه الله : (( معنى ينشأ : يربي والنشوء : التربية ، والحلية :الزينة والمعنى أَوَ جعلوا له سبحانه مَنْ شأنه أن يربى في الزينة وهو عاجز أن يقوم بأمور نفسه وإذا خوصم لا يقدر على إقامة حجته ودفع ما يجادله به خصمه لنقصان عقله وضعف رأيه )) .
وقال ابن زيد : [المراد الأصنام].
وهو تفسير غير صحيح يرده ما يكاد يجمع عليه المفسرون ومنهم ابن عباس.
وقال: وأخرج عبد بن حميد عنه أي عن ابن عباس { أو من ينشأ في الحلية } قال: (( هو النساء، فرق بين زيهن وزي الرجال ونقصهن من الميراث وبالشهادة وأمرهن بالقعدة وسماهن خوالف )) فتح القدير (4/658-659) .
وكان العرب في جاهليتهم يعبدون الأوثان ويجعلون منها شركاء لله في العبادة ومنها اللات والعزى ومناة الثالثة الأخرى وسموها بأسماء الإناث فوبخهم الله على هذه الأعمال .
8- فقال : { أفرأيتم اللات والعزى ومناة الثالثة الأخرى ألكم الذكر وله الأنثى تلك إذاً قسمة ضيزى } .
قال الحافظ ابن كثير -رحمه الله-: (( أي أتجعلون له ولداً وتجعلون ولده أنثى وتختارون لأنفسكم الذكور فلو أقتسمتم أنتم ومخلوق مثلكم هذه القسمة لكانت قسمة ضيزى أي جوراً باطلة ، فكيف تقاسمون ربكم هذه القسمة التي لو كانت بين مخلوقين كانت جوراً وسفهاً )) تفسير القرآن لابن كثير ( 4/272) .
9- ومن السنة النبوية ما رواه أبو سعيد الخدري -رضي الله عنه- عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال : " يا معشر النساء تصدقن فإني رأيتكن أكثر أهل النار فقلن : وبم يا رسول الله ؟ قال تكثرن اللعن وتكفرن العشير ، ما رأيت من ناقصات عقل ودين أذهب للب الرجل الحازم من إحداكن قلن : وما نقصان ديننا وعقلنا يا رسول الله؟ قال: أليست شهادة المرأة مثل نصف شهادة الرجل ؟ قلن : بلى ، قال : فذلك من نقصان عقلها . أليس إذا حاضت لم تصل ولم تصم ؟ قلن : بلى، قال فذلك من نقصان دينها ". رواه البخاري في كتاب الحيض حديث (304) ومسلم في الإيمان بنحوه من حديث ابن عمر حديث (132) وأشار إلى حديث أبي سعيد هذا وإلى نحوه من حديث أبي هريرة رضي الله عنهم أجمعين .
فهذا الحديث فيه تصريح بنقصان دين النساء وعقولهن والظاهر أن هذا النقص من أسباب إكثارهن اللعن ومن أسباب وقوعهن في كفران العشير .
كما أن الحديث صريح في أن شهادة امرأتين تعدل شهادة رجل واحد سببه نقصان عقلها .
قال الحافظ ابن حجر -رحمه الله- وأشار بقوله : (( مثل نصف شهادة الرجل )) إلى قوله تعالى : { فرجل وامرأتان ممن ترضون من الشهداء } لأن الاستظهار بأخرى مؤذن بقلة ضبطها وهو مشعر بنقص عقلها )) .
10- وعن أبي أمامة -رضي الله عنه- وغيره عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال :" أيما امرىء مسلم أعتق امرأ مسلماً كان فكاكه من النار يجزي كل عضو منه عضواً منه وأيما أمريء مسلم أعتق امرأتين مسلمتين كانتا فكاكه من النار يجزي كل عضوين منهما عضواً منه " .
قال الترمذي هذا حديث صحيح .
قال ابن القيم -رحمه الله- : (( وهذا يدل أن عتق العبد أفضل وأن عتق العبد يعدل عتق أمتين فكان أكثر عتقائه صلى الله عليه وآله وسلم من العبيد وهذا أحد المواضع الخمسة التي تكون فيها الأنثى على النصف من الذكر .
والثاني العقيقة ، فإنه عن الأنثى شاة وعن الذكر شاتان عند الجمهور وفيه عدة أحاديث صحاح وحسان والثالث الشهادة فإن شهادة امرأتين بشهادة رجل والرابع الميراث والخامس الدية )) زاد المعاد (1/160) .
من كتاب:
الحقوق والواجبات على الرجال والنساء في الإسلام
للشيخ الهمام
ربيع بن هادي المدخلي حفظه الله
يتبع..>>>
التعديل الأخير تم بواسطة الغريبة ; 18-10-2010 الساعة 04:33AM
|