عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 11-10-2010, 11:56PM
أبو همام فوزي أبو همام فوزي غير متواجد حالياً
عضو مشارك - وفقه الله -
 
تاريخ التسجيل: Feb 2010
الدولة: لـيـبـيـا
المشاركات: 114
افتراضي 3التوضيح و البيان و ما فيه من الحجة و البرهان

وعن أبي واقد الليثي قال : خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه و سلم ونحن حدثاء عهد بكفر ، و للمشركين سدرة يعكفون عندها و ينوطون بها أسلحتهم يقال لها ذات أنواط ، فقلنا : يارسول الله أجعل لنا ذات أنواط كما لهم ذات أنواط فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : الله أكبر إنها السنن ، قلتم و الذي نفسي بيده كما قالت بنو إسرائيل لموسى : أجعل لنا إلها كما لهم آلهة قال : إنكم قوم تجهلون لتركبن سنن من كان قبلكم رواه الترمذي وصححه .
وأما الطواف بالقبور ، وطلب البركة منه ، فهو لا يشك عاقل فى تحريمه وأنه من الشرك ، فإن الطواف من أنواع العبادات ، فصرفه لغير الله شرك ، وكذلك البركة لا تطلب إلا من الله ، وطلبها من غير الله شرك كما تقدم فى حديث أبي واقد الليثي .
وأما النذر للقبر فلا يجوز ، فإن النذر عبادة ، وصرفه لغير الله شرك أكبر ، كما قال الله سبحان : سورة الانسان الأية 7 ( يوفون بالنذر )
وكما فى الصحيح من حديث عائشة : من نذر أن يطيع الله فليطعه ، ومن نذر أن يعصي الله فلا يعصيه .
قال شيخ الأسلام تقي الدين بن تيمية : وأما ما نذر لغير الله ، كالنذر للأصنام و الشمس و القمر و القبور و نحو ذلك فهو بمنزلة الحلف بغير الله من المخلوقات لا وفاء عليه ولا كفارة ، وكذلك الناذر للمخلوقات ، فإن كليهما الشرك ، و الشرك ليس له حرمة . وقال فيمن نذر للقبور و نحوها ذهنا تنور به و يقول : إنها تقبل النذر كما يقول بعض الضالين . فهذا النذر معصية باتفاق المسلمين لا يجوز الوفاء به .
وكذلك إذا نذر مالا للسدنة أو المجاورين العاكفين بتلك البقعة ، فإن فيهم شبها من السدنة التي كانت عند الات و العزى و مناة ، يأكلون أموال الناس بالباطل و يصدون عن سبيل الله ، و المجاورون هناك فيهم شبه من الذين قال فيهم الخليل عليه السلام : سورة الأنبياء الأية 52 وماهذه التماثيل التي أنتم لها عاكفون ، سورة الشعراء 71 قالو نعبد أصناما فتظل لها عاكفين .
و الذين أجتاز بهم موسى وقومه قال تعالى ( وجاوزنا ببنى أسرائل البحر فأتوا على قوم يعكفون على أصنام لهم ) فالنذر لأولئك السدنة و المجاورين فى هذه البقعة معصية ، وفيه شبه من النذر لسدنة الصلبان و المجاورين عندها ، أو لسدنة الأبداد فى الهند أو المجاورين عندها .أ ه .
و الأدلة على تحريم النذر لغير الله كالنذر للأموات و الشياطين و نحوها أكثر من أن تحصر . فأتضح أن النذر المذكور لأصحاب القبور أنه شرك أكبر . وذكر الشيخ قاسم الحنفي فى شرح درر البحار وصنع الله الحلبي الحنفي فى الرد على من أجاز الذبح و النذر للأولياء هذا النذر أنه شرك وكفر بالله رب العالمين ، وكذلك غيرهم من علماء المسلمين ذكر الإجماع على بطلان هذا النذر و تحريمه
أما جمع الصدقات و أنواع التبرعات ونحو ذلك لإقامة هذه المحافل فلا شك فى تحريم ذلك ، وأنه إعانة على الإثم و العدوان ، ودعاية سافرة للشرك بالله سبحانه ، و تقدم كلام الشيخ أن هذا فيه شبه من النذر لسدنة اللات و العزى ومناة و نحو ذلك ، وقد صرح العلماء بتحريم الذبح فى المقبرة لما فيه من مشابهة المشركين ولأنه وسيلة إلى الشرك بالذبح للموتى و التقرب إليهم ولا يخفى أن الذبح لغير الله كالذبح للأموات و الجن و الشياطين أنه شرك و كفر بالله رب العالمين و أدلة ذلك واضحة .
عن أنس أن النبي صلى الله عليه و سلم قال : لا عقر فى الإسلام رواه أحمد وأبوداود وقال عبدالرزاق : كانوا يعقرون عند القبر بقرة أو شاة فى الجاهلية قال أحمد : كانوا إذا مات لهم ميت نحروا جزورا فنهى النبي صلى الله عليه وسلم ذلك .

التعديل الأخير تم بواسطة أبو عبد الله بشار ; 13-10-2010 الساعة 01:41AM
رد مع اقتباس