عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 11-10-2010, 11:50PM
أبو همام فوزي أبو همام فوزي غير متواجد حالياً
عضو مشارك - وفقه الله -
 
تاريخ التسجيل: Feb 2010
الدولة: لـيـبـيـا
المشاركات: 114
افتراضي 2 التوضيح و البيان و ما فيه من الحجة و البرهان

وهذا منهج أهل السنة و الجماعة فى هذا الموضوع :
أعلم أخي العزيز أن أهل السنة و الجماعة وسط فى باب الاولياء و الكرامات ، وإذ أن الناس فى هذا الباب ثلاث أقسام :
¤ الصوفية و الشيعة غلوا فى إثبات الكرامات واستغلوها وسيلة للشرك و التعلق بأصحابها من الاحياء و الأموات ، حتى نشأ عن ذلك الشرك الأكبر بعبادة القبور وتقديس الاشخاص و الغلو فيهم .
¤ أهل السنة و الجماعة : توسطوا فى موضوع الكرامات فلم ينكروها كلية و لم يغلوا فيها ، بل يعتقدون أن لله أولياء صالحين متفاوتون فى الدرجات ، وليسوا أفضل من الانبياء و الرسل . إن كرامات الأولياء مسألة هامة ينبغي أن يُعرف الحق من الباطل لأن كثيرا من المسلمين قد ضلو فى هذا الباب ، فترى كثيرا منهم قد شيدوا القباب و المشاهد على قبور الأنبياء و الصالحين مخالفين بذلك الشرع ، الذي نهى عن البناء على القبور وتجصيصها و الكتابة فيها و عن القعود عليها ، و أمر بتسويتها ، و الاذلة عن ذلك كثيرة .
فعن عائشة رضي الله عنها أنها قالت ، قال رسول الله صلى عليه وسلم *لعنة الله على اليهود و النصاري أتخذوا قبور أنبيائهم مساجد * يحذر ماصنعوا ولولا ذلك أبرز قبره ، غير أنه خشي أن يتخذ مسجدا متفق عليه
وعن جندب بن عبد الله رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل أن يموت بخمس يقول .... ألا وإن من كان قبلكم كانوا يتخدوا قبور أنبيائهم وصالحيهم مساجد ، ألا فلا تتخدوا القبور مساجد فإني أنهاكم عن ذلك .رواه مسلم
___________________
مصدر هذه الفتوي الاتية [ موسوعة الرئاسة العامة للبحوث العلمية و الإفتاء] مجلة البحوث الاسلامية العدد الحادي و الستون _ من فتاوى العلامة محمد بن إبراهيم آل الشيخ المفتي العام .
س : ماقولكم فى من يعقد عند أضرحة الأولياء و الشهداء التي رفعت و شيدت أحتفالا عظيما فى يوم معين من كل سنة ، ويسمونه بالندر السنوي ، ويجمعون النذور و المدقات ، وينفقون تلك الاموال فى الملاهي و الألعاب المنوعة ، يزعمون أن هذا جائز لإرضاء الولى فى دين الاسلام ماحكم ذلك ؟
الجواب : الحمد لله يتضمن الاستفسار عن عدة أمور :
الاول : حكم رفع القبور و تشييدها و البناء عليها
ثانيا : عمل الأحتفالات
ثالثا النذر لأصحاب القبور وجمع الصدقات و التبرعات لإنفاقها فى ذلك
رابعا التوسل بالأموات
خامسا التقرب لغير الله
سادسا الاستغاثة بأصحاب القبور
سابعا الأقامة فى المقبرة و العكوف فيها و الطواف بهم و الغلو .
الجواب على السؤال الاول و هو حكم رفع القبور و تشيدها و البناء عليها . فالحكم فى هذه الأمور أنها لا تجوز ، فقد صرحت الأحاديث بالنهي عن ذلك و التحذير منه و تحريمه ،فإن هذا من الغلو الذي تكاثرت الاحاديث بالنهي عنه ،فإنه أعظم وسائل الشرك و أسبابه ، وبسببه وقع الشرك كما فى الصحيح من حديث إبن عباس في تفسير قول الله تعالى : سورة نوح الأية 23 [ وقالوا لا تذرن آلهتكم و لا تذرن ودا ولا سواعا ولا يغوث و يعوق و نسرا ] قال : هذه أسماء رجال صالحين من قوم نوح ، فلما هلكوا أوحى الشيطان إلى قومهم أن أنصبوا إلى مجالسهم التي كانوا يجالسون فيها أنصابا و سموها بأسمائهم ، ففعلوا ولم تعبد ، حتى إذا هلك أولئك و نسى العلم عبدت . وقال إبن القيم : قال غير واحد من السلف لما ماتوا عكفوا على قبورهم ، ثم صوروا تماثيلهم ، ثم طال عليهم الأمد فعبدوهم
والأحاديث المصرحة بالنهي عن البناء على القبور وتشيدها و تحريم الصلاة عندها وإليها كثيرة منها : عن أبي الهياج الأسدي قال : قال لي علي : ألا أبعثك على مابعثنى عليه رسول الله صلى الله عليه و سلم أن لا تدع صورة إلا طمستها ولا قبرا مشرفا إلا سويته . رواه الجماعة إلا البخارى وإبن ماجه . وعن جابر قال نهى رسول الله صلى الله عليه و سلم أن يجصص القبر وأن يقعد عليه وأن يبنى عليه .رواه أحمد و النسائي و الترمذي وصححه . و أخرج البخاري من حديث عائشة قالت : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم فى مرضه الذي لم يقم منه : لعن الله اليهود و النصارى أتخذوا قبور أنبيائهم مساجد . و لأحمد بسند جيد : إن من شرار الناس من تدركهم الساعة و هم أحياء و الذين يتخذون القبور مساجد . ورواه أبو حاتم فى صحيحه . و عن إبن عباس رضي الله عنهما قال : لعن رسول الله صلى الله عليه و سلم زائرات القبور و المتخذين عليها المساجد و السراج .رواه أهل السنن ، وعن أبي سعيد قال : رسول الله صلى الله عليه و سلم : الأرض كلها مسجد إلا المقبرة و الحمام رواه أحمد و أهل السنن وصححه أبوحاتم و إبن حبان . وعن أبي مرثد الغنوي أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : لا تجلسوا على القبور ولا تصلوا إليها رواه مسلم .
قال شيخ الاسلام تقي الدين بن تيمية : أما بناء المساجد على القبور فقد صرح عامة الطوائف بالنهي عنه ، متابعة للأحاديث الصحيحة ، وصرح أصحابنا وغيرهم من أصحاب مالك و الشافعى بتحريمه . قال : ولا ريب فى القطع بتحريمه ثم ذكر الأحاديث فى ذلك ....إلى أن قال : وهذه المساجد المبنية على قبور الأنبياء و الصالحين أو الملوك تتعين إزالتها بهدم أو غيره ، وهذا مما لا أعلم فيه خلافا بين العلماء المعرفين .
وقال إبن القيم : يجب هدم القباب التي بنيت على القبور ، لأنها أسست على معصية الرسول صلى الله عليه و سلم .
و أما زيارة القبور القبور فى يوم معين وعمل الاحتفالات عندها و الإقامة عندها و العكوف . فهذه الأمور ليست من دين الأسلام ، بل من دين عبدة الأوثان ، فالتردد إليها فى وقت معين أو أتخاذها عيدا ، الذي صرحت عن ذلك سدا لباب الشرك وحماية لجناب التوحيد ، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : لا تجعلوا بيوتكم قبورا ، ولا تجعلوا قبري عيدا ، وصلوا علي فإن صلاتكم تبلغني حيث كنتم . رواه أبوداود بإسناد حسن ورواته ثقات . وأما الإقامة عندها و العكوف و عمل الإحتفالات فهو نفس ماكان عباد اللات و العزى يفعلونه عند هذه الأوثان ، ولا يشك مسلم فى تحريم ذلك ، قال الله حاكيا عن المشركين : سورة الاعراف الأية 138 ( يعكفون على أصنام لهم ) وقال حاكيا عنهم سورة الشعراء الأية 71 ( نعبد أصناما فنظل لها عاكفين) .

التعديل الأخير تم بواسطة أبو عبد الله بشار ; 13-10-2010 الساعة 01:42AM
رد مع اقتباس