الموضوع: [نصيحة] أسباب النجاة من الفتن
عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 06-09-2010, 06:25AM
أبو عبد الله بشار أبو عبد الله بشار غير متواجد حالياً
مشرف - وفقه الله -
 
تاريخ التسجيل: Oct 2009
الدولة: السعودية
المشاركات: 557
افتراضي أسباب النجاة من الفتن

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد :
فقد ذكر الشيخ عبيد الجابري حفظه الله في أحد محاضراته والتي كانت بعنوان النجاة من الفتن فتسائل حفظه الله بقوله :
ما سبيل النجاة الذي يسلكه المسلم حتى يسلم من الفتن ؟

فأجاب بقوله : أنا في الحقيقة ظهر لي بما أدركته من نصوص الشارع أمور أضعها أمامكم يا بَنِيَّ وأنتم ولله الحمد طلاب علمٍ تدركون ما ندرك وتعرفون تماماً ما نرمي إليه :

الأمر الأول: التزود من العلم، علم الشريعة، وأساس ذلك فقه العقيدة فقه التوحيد، ثم بعد ذلك فقه سائر الفرائض العملية، فإنه لا يخفى عليكم ما دَوَّنَه أئمة الإسلام في هذا الباب وجمعوا فيه النصوص ومن ذلكم: "السنة" لابن أبي عاصم، "والسنة" لعبد الله بن أحمد، "والتوحيد" لابن خزيمة، "والتوحيد" لابن مندة ، "والإبانة" لابن بطة العكبري ، "والإبانة" لأبي الحسن الأشعري ، "والأيمان" لابن مندة "والتوحيد" له، ثم بعد ذلك كُتب الأحكام فمن الحديث: الأمهات الست، وسنن الإمام أحمد، وسنن الدارقطني، ومستدرك الحاكم وغيرها من دواوين الإسلام .
والخلاصة: إن طالب العلم في حاجة إلى أن يتتلمذ على كتب السلف التي عُنِيَ مُؤَلِفُوها بنقل أصول الدين وفروعه .

الأمر الثاني: ملازمة أهل العلم، المشهود لهم بالورع والتقوى ورسوخِ القدم في العلم، والصدعِ بالحق، والدعوةِ إلى السنة فإنّ علماء الشرع هم أسعد الناس وأولى الناس برسول الله صلى الله عليه وسلم؛ وذلكم لأنهم أهل ميراثه كما في الحديث الصحيح: «وإن العلماءَ ورثةُ الأنبياء، فإن الأنبياء لم يورثوا ديناراً ولا درهماً وإنما ورَّثوا العلم فمن أخذ به أخذ بحظ وافر».

الأمر الثالث: البعد عن الكتب الفكرية، وعلى رأسها كتب سيد قطب، وكتب محمد قطب، وكتب القرضاوي، وكتب الغزالي السقَّا وما شابهها، فهذه الكتب وما شابهها مما تسمى: كتب الفكر أو كتب المفكرين:
أولاً : غالبها مبني على الجهل بحقائق الشرع.
وثانياً: ما فيها من حق فهو نزر يسير مغمور بأضعافه من الباطل، وهذا الحق المغمور بأضعاف مضاعفة من الباطل، في كتب السلف ما يغني عنه ولله الحمد، فإنه لا يَنْصَحُ أحدٌ بقراءة كتب هؤلاء إلا جاهل لا يعرف حال القوم، أو هو صاحب هوى يريد أن يجر المسلمين عامة والشباب خاصة إلى الهاوية والبدع والضلالات.

الأمر الرابع : لزوم الصمت والسكوت، وترك الأمر إلى من يحسنون القول ممن هم مُجَرَّبُون في التصدي للمعضلات وحل المشكلات بما آتاهم الله من الفقه والخبرة وحسن السياسة .
وهذا يرشد إليه :

أولاً: آية النساء ا?وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلاً? [النساء: 83]،

والأمر الثاني: إشارة في حديث صحيح وهو قوله صلى الله عليه وسلم: «كانت بنوا إسرائيل تسوسهم الأنبياء، كلما هلك نبي خلفه نبي، ولا نبي بعدي»، وقد جعل الله سياسة هذه الأمة في العلماء، وقد مرت أحداثٌ قديماً وحديثاً: ثبت بالتجربة أن أهل العلم الراسخين الأقوياء هم ساسة الأمة، وهم أجدر بالقول في النوازل والحُكْمِ فيها، ومن تلكم الحوادث حادثة قريبة وهي حادثة الخليج فعلماؤنا وعلى رأسهم الإمام الفقيه المجتهد الأثري الوالد الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله ومعه إخوانه من أهل العلم قالوا كلمتهم مبنيةً على الأدلة من نصوص الشارع، وصاح من صاح، وصرخ من صرخ، وهيّج من هيّج، فبان ولله الحمد أن الحق مع جماعة المسلمين لا مع هؤلاء المستفزين الشاذين، وهذا الموقف يشير إليه حديث حذيفة الطويل والذي قال فيه صلى الله عليه وسلم: «تلزم جماعةَ المسلمين وإمامهم». انتهى جوابه عن هذا التساؤل حفظه الله .

فنسأل الله جلّ وعلا أن يجنبنا الفتن ما ظهر منها وما بطن
وأن يحفظ علمائنا ويثبتنا وإيّاهم بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة إته سميع مجيب
والله أعلم وصلّى الله وسلّم على نبينا محمد
__________________
قال حامل لـواء الجرح والتعديل حفظه الله :
والإجمال والإطلاق: هو سلاح أهل الأهواء ومنهجهم.
والبيان والتفصيل والتصريح:هو سبيل أهل السنة والحق
رد مع اقتباس
[ أبو عبد الله بشار ] إنَّ عُضْواً يشْكُرُكَ : [ جَزَاك اللهُ خَيْرًا عَلَى هَذِهِ الُمشَارَكَةِ الُممَيَّزَة ].
أم البراء (06-09-2010)