الجواب:
بسم الله الرحمن الرحيم
أما بعد:
فالذي أشكل عليك؛ أشكل عليّ أيضا عندما مررت عليه قبل سنوات،
وكنت أقول في نفسي لا يمكن أن يكون هذا من كلام العثيمين نفسه ـــ
رحمه الله ــــ، ولم اقف على الصوتيات لهذا الشرح.
فجزاك الله خيرا على تعريفك إيّانا بوقوفك على الصوتيات وأن هذا
الكلام غير موجود به.
لأنه لا يمكن أن يكون رجل مبتدع في باب الأسماء والصفات ضال؛
ونقول عنه؛ مبتدع في باب الأسماء والصفات، وسلفي في غيره.
ما سمعنا هذا عند السلف أصحاب النبي صلى الله عليه سلم ولا
التابعين وتابعيهم، إلى يومنا هذا.
وعلى سبيل التنزل أن هذا ثابت عن الشيخ العثيمين؛ فنقول: هذا
مخالف للصواب وليس بصحيح، ونعتذر للشيخ.
لأننا لو قلنا بذلك وسلمنا به؛ لما وجدنا مبتدعاً أبداً، لأن كل واحد
عنده مخالفة لمنهج وعقيدة السلف؛ يوجد لدية ما يوافق السلف في
أمور.
وقد عرضت كلام الشيخ العثيمين هذا على الشيخ الفوزان؛ فلم يصوبه.
تنبيه:
جاء في السؤال قول العثيمين رحمه الله:
"الإيمان بالله أنه يتضمن أربعة أشياء:
1-الإيمان بوجود الله ،2-الإيمان بانفراده بالربوبية،3-الإيمان بانفراده
بالألوهية،4-أن تؤمن بالأسماء والصفات على الوجه اللائق به ..".
فقوله: 1-الإيمان بوجود الله .
ما عرفنا هذا عند السلف حمهم الله، والشيخ رحمه الله حريص على الاتباع للسلف، ودائما يحث على منهج السلف وفهمهم.
فلفظة: الإيمان بوجود الله، مع أنها لم تكن عند السلف؛ فأيضاً الإيمان
بوجود الله داخل معنى ؛ الإيمان بربوبيته والإيمان بألوهيته وأسمائه وصفاته
سبحانه وتعالى؛ فلا داع لها ، وإلا فكيف يكون متفرد بهذه ولم يكون
موجوداً ؟!!!
وسألت شيخنا الفوزان حفظه الله تعالى عنها؛ فأنكرها.
ولكي نكمل كلام الشيخ في هذه النقطة أنقله كما هو من الكتاب
فيقول رحمه الله:
"الأول : الإيمان بوجوده سبحانه وتعالى. فمن أنكر الله تعالى فليس
بمؤمن، ومع ذلك لايمكن أن يوجد أحد ينكر وجود الله تعالى بقرارة
نفسه، حتى فرعون الذي قال لموسى: ما رب العالمين؟ كان مقرّاً
بالله ..."
فالشيخ عندما قال: الإيمان بوجود الله ومن أنكره فليس بمؤمن، عقبه
بنفي وجود من ينكر وجود الله، فقال:
"ومع ذلك لايمكن أن يوجد أحد ينكر وجود الله تعالى بقرارة نفسه،
حتى فرعون الذي قال لموسى: ما رب العالمين؟ كان مقرّاً بالله ".
فأقول: لعل التفريغ فيه شي من الخطأ، وإلا فهذا مجرد تنبيه لا غير .
فرحم الله شيخنا العثيمين محقق العصر.
والله أعلم .