تردد ثقيل على ظريف وأطال ترداده عليه حتى سئم منه ، فقال له الثقيل : من تراه أشعر الشعراء؟ فأجاب الظريف:هو ابن الوردي بقوله:
غِبْ و زُرْ غبًّا تزِدْ حبّا فَمَنْ ******* أَكثرَ التَرْدادَ أضْناهُ المللْ
فقال الثقيل: أخطأتَ ،فإن النجاريَ أشعرُ منه بقوله:
إذا حقّقتَ مِـنْ خِلٍّ ودادًا ******* فزُرْهُ ولا تَخفْ منهُ ملالاَ
وَ كُنْ كالشَمسِ تطلعُ كلَّ يومٍ ******* ولا تكن في زيارته هلالا
فأجاب الظريف: إن الحريري أشعر منه بقوله:
ولا تزُرْ مَنْ تحبُّ في كل شهرٍ ******* غيرَ يومٍ ولا تزدهُ عليه
وإن لم تصدِّقْني فقد وهبتك الدار بما فيها، وخرج وهو يقول:
إذا حلَّ الثقيل بأرضِ قومٍ ******* فما للساكنينَ سوى الرَّحيل
موقع الشيخ فركوس - حفظه الله-
وقد قيل:
عليك بإغباب الزيارة إنها إذا * * * كثرت كانت إلى الهجر مسلكا
فإني رأيت الغيث يُسأم دائما * * * ويُسأل بالأيدي إذا كان مُمسكا
وقيل أيضا:
أقلل زيارة الصديق * * * تكن كالثوب استجده
وأمـلُّ شيء لامرئ * * * أن لا يزالَ يراك عنده