عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 21-07-2010, 02:21AM
أبو عبد الله بشار أبو عبد الله بشار غير متواجد حالياً
مشرف - وفقه الله -
 
تاريخ التسجيل: Oct 2009
الدولة: السعودية
المشاركات: 557
افتراضي حال أهل الشقاء والسعادة في رؤية الله عز وجل "للآجري"

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد :
فقد ذكر محمد بن الحسين الآجري رحمه الله في أول كتابه التصديق بالنظر حال أهل الشقاء
وحال أهل السعادة بالنسبة لرؤية الله فقال رحمه الله :

الحمد لله على جميل إحسانه ودوام نعمه حمد من يعلم أن مولاه الكريم يحب الحمد فله الحمد على كل حال وصلى الله على النبي محمد وسلم وعلى آله أجمعين وبالله أستعين وحسبي الله ونعم الوكيل
أما بعد فإن الله جل ذكره وتقدست أسماؤه خلق الخلق كما أراد لما أراد فجعلهم شقيا وسعيدا فأما اهل الشقوة فكفروا بالله العظيم وعبدوا غيره وعصوا رسوله وجحدوا كتبه فأماتهم على ذلك فهم في قبورهم يعذبون وفي القيامة عن النظر إلى الله محجوبون وإلى جهنم وارادون وفي أنواع العذاب يتقلبون وللشياطين مقارنون وهم فيها أبدا خالدون
وأما أهل السعادة فهم الذين سبقت لهم من الله الحسنى فآمنوا بالله وحده ولم يشركوا به شيئا وصدقوا القول بالعمل فأماتهم الله على ذلك فهم في قبورهم ينعمون وعند المحشر ينشرون وفي الموقف إلى الله عز و جل بأعينهم ينظرون وإلى الجنة بعد ذلك وافدون وفي نعيمها يتفكهون وللحور العين يعانقون والولدان لهم يخدمون وفي جوار مولاهم الكريم أبدا خالدون ولربهم عز وجل في داره زائرون وبالنظر إلى وجهه الكريم يتلذذون وله مكلمون وبالتحية لهم من الله عز و جل والسلام منه عليهم يكرمون ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم
ثم قال الآجري رحمه الله : فإن اعترض جاهل ممن لا علم له أو بعض هؤلاء الجهمية الذين لم يوفقوا للرشاد ولعب بهم الشيطان وحُرِموا التوفيق
فقال والمؤمنون يرون الله عز و جل يوم القيامة
قيل له نعم والحمد لله على ذلك
فإِنْ قال الجهمي أنا لا أؤمن بهذا
قيل له كفرت بالله العظيم
فإن قال وما الحجة
قيل له لأنك رددت القرآن والسنة وقول الصحابة وقول علماء المسلمين واتبعت غير سبيل المؤمنين وكنت ممن قال الله عز و جل فيهم :

(ومن يشاقق الله والرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيرا) النساء 115

فأما نص القرآن (وجوه يومئذ ناضرة *إلى ربها ناظرة ) القيامة 22 - 23

وقال عز و جل وقد أخبرنا عن الكفار أنهم محجوبون عن رؤيته فقال جل ذكره :(كلا إنهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون ثم إنهم لصالوا الجحيم ثم يقال هذا الذي كنتم به تكذبون) المطففين 15 17
فدل بهذه الآية أن المؤمنين ينظرون إلى الله عز و جل وأنهم غير محجوبين عن رؤيته كرامة منه لهم

وقال عز و جل:( للذين أحسنوا الحسنى وزيادة) يونس 26

وهو النظر إلى وجه الله عز و جل وقال تعالى : (وكان بالمؤمنين رحيما تحيتهم يوم يلقونه سلام وأعد لهم أجرا كريما) الاحزاب 43 44

واعلم رحمك الله إن عند أهل اللغة أن اللقاء لا يكون إلا معاينة يراهم الله عز و جل ويرونه ويسلم عليهم ويكلمهم ويكلمونه

ثم قال رحمه الله : وقد قال الله عز و جل لنبيه صلى الله عليه وسلم :( لتبين للناس ما نزل إليهم لعلهم يتفكرون )النحل 44
فكان مما بينه لأمتهصلى الله عليه وسلم في هذه الآيات أنه أعلَمَهم في غير حديث أنكم ترون ربكم عز و جل ورواه عنه جماعة من صحابته رضي الله عنهم وقَبِلها العلماء عنهم أحسن القَبول كما قَبِلوا عنهم علم الطهارة والصلاة والزكاة والصيام والحج والجهاد
وعلم الحلال والحرام كذا قبلوا منهم الأخبار أن المؤمنين يرون الله عز و جل لا يشكون في ذلك ثم قالوا
من رد هذه الأخبار فقد كفر .


والله أعلم وصلى الله على نبينا محمد

يتبع

رد مع اقتباس
[ أبو عبد الله بشار ] إنَّ عُضْواً يشْكُرُكَ : [ جَزَاك اللهُ خَيْرًا عَلَى هَذِهِ الُمشَارَكَةِ الُممَيَّزَة ].