بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله رب العالمين
لاتنافي بين حديث الافتراق وحديث من قال لاإله إلا الله دخل الجنة وذلك أن نصوص الوعيد كمن هجر أخاه فوق ثلاث ثم لم يتب حتى مات والنامصة والواشمة تحت مشيئة الرب باتفاق علماء السنة إن شاء عذب أصحابها وإن شاء عفا عنهم
وقوله من قال لاإله إلا الله دخل الجنة أي انتهاءا إليها وإن عذب قبلها أو ابتداءا مع أول الداخلين إن عفا الله عنه بشفاعة النبي صلى الله عليه وسلم كمن سكن المدينة ثم مات فيها فقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أنه يشفع له شفاعة خاصة أو بشفاعة الشافعين من المؤمنين أو بمصائب مكفرة أو باستغفار الصالحين ونحو ذلك أو يمن عليهم رب العالمين بعفوه وكرمه إنه هو الرحمن الرحيم
وأما قوله وماأرسلناك إلا رحمة للعالمين فليس بينها أيضا وبين مامضى منافاة فإنه مأمور أن يرحم الناس ببيان العلم النافع لهم ويصبر عليهم ويحلم ويعلمهم أحسن ماعلم ويزكيهم وليس أن يدخلهم الجنة ولو عصوا الله أو ابتدعوا
فقد قال في حديث آخر يافاطمة بنت محمد إشتري نفسك لاأغني عنك من الله شيئا
وقد قيل لابن المبارك الجهمية من الثلاث وسبعين فرقة فقال الجهمية كفار ممايدل على أن هؤلاء أهل بدع متوعدون بالنار لأنهم افترقوا عن ماكان عليه النبي وأصحابه في التعبد والمنهج وخالفوا في الأصول غير أنهم لم يكفروا وتعمدوا الكفر بل ابتدعوا بتأويل غير سائغ شرعا لعدم تلقيهم عن المصادر الصحيحه في السير على دين الله من الكتاب والسنة على فهم السلف0
__________________
ماهر بن ظافر القحطاني المشرف العام على مجلة معرفة السنن و الآثار maher.alqahtany@gmail.com
|