بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ، أما بعد :-
فأفيدكم إخواني أنه تقرر بعد النظر و المشاورة أنه لا مانع من بقاء المشاركات العلمية و النقول عن أهل العلم الأكابر من أهل التحقيق و المعرفة بالدين و أصوله و قواعده من المتقدمين كمالك بن أنس و الشافعي و أحمد و أمثالهم و الطبقة المتوسطة كشيخ الإسلام و تلميذه و المتأخرة كالشيخ عبد العزيز بن باز و الألباني و العثيمين و نحوهم ممن برز في العلم و هذا هو الذي تشرف به مجلتنا و يرفع بها قدرها النقل عن أعلام الهدى و مصابيح الدجى .
و لكن ليتئد الناقل و يتثبت من النقل عنهم فإذا شعر بالتفرد و الغرابة و المخالفة لما عليه الجماهير من العلماء و الأدلة المعروفة الظاهرة كما قال بعضهم بجواز الوضوء بالنبيذ و المتعة قديما فلا ينشر ذلك بل ليعرضه للدراسة قبل النشر .
و تبقى الصوتيات و البحوث الخاصة بنا في الموقع الخاص بنا .
و أنه ينبغي أن يعلم أننا حيث نحذر من عشوائية النقل و الشذوذ و نهيب الناس من ذلك أن ذلك صيانة لدين ربنا سبحانه و سنة نبينا فإن البعض
قد يظن أنه إذا نقل عن عالم بلا تدبر و مشاورة لما هو من المستغربات فقد سلم من التبعة دون النظر إلى عواقب النقل هل يصلح نقل فتواه في ذاك الزمن و الذي لو علم العالم أن فتواه ستنقل فيه لمنعها من باب كتمان العلم لمصلحة أو لكونها مرجوحة بالنظر إلى النصوص الصحيحة و التي قد تخفى على ذلك العالم و يعرفها غيره و لو علم تلك النصوص لما قال بها و هذا يحتاج إلى تأن و مشاورة في الطرح لذوي الاختصاص العلمي
قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه : يهدم ( الإسلام ) : زلة عالم و جدال منافق بالقرآن و حكم الأئمة المضلون
روى أبو داود في سننه
عن ابن شهاب أن أبا إدريس الخولاني عائذ الله أخبره أن يزيد بن عميرة و كان من أصحاب معاذ بن جبل أخبره قال كان لا يجلس مجلسا للذكر حين يجلس إلا قال الله حكم قسط هلك المرتابون فقال معاذ بن جبل يوما إن من ورائكم فتنا يكثر فيها المال و يفتح فيها القرآن حتى يأخذه المؤمن و المنافق و الرجل و المرأة و الصغير و الكبير و العبد و الحر فيوشك قائل أن يقول ما للناس لا يتبعوني و قد قرأت القرآن ما هم بمتبعي حتى أبتدع لهم غيره فإياكم و ما ابتدع فإن ما ابتدع ضلالة و أحذركم زيغة الحكيم فإن الشيطان قد يقول كلمة الضلالة على لسان الحكيم و قد يقول المنافق كلمة الحق قال قلت لمعاذ ما يدريني رحمك الله أن الحكيم قد يقول كلمة الضلالة و أن المنافق قد يقول كلمة الحق قال بلى اجتنب من كلام الحكيم
المشتهرات التي يقال لها ما هذه و لا يثنينك ذلك عنه فإنه لعله أن يراجع و تلق الحق إذا سمعته فإن على الحق نورا قال أبو داود قال معمر عن الزهري في هذا الحديث و لا ينئينك ذلك عنه مكان يثنينك و قال صالح بن كيسان عن الزهري في هذا المشبهات مكان المشتهرات و قال لا يثنينك كما قال عقيل و قال ابن إسحق عن الزهري قال بلى ما تشابه عليك من قول الحكيم حتى تقول ما أراد بهذه الكلمة .
_______________
فلو نقل ناقل عن بعضهم جواز التوسل بالنبي صلى الله عليه و سلم لا بالإيمان به و آخر إهداء العبادات للموتى كالختمة و الطواف مع أن السلف لم يعملوا به و مدح طوائف أو أشخاص من أهل البدع من غير معرفة بذلك العالم السني لحالهم من غير تحقيق لأضر بالدين
فنهيب بجميع الإخوة بإخلاص النية في النقل و أن يتركوا الاجتهادات الخاصة من غير مرجعية علمية صحيحة كذا و الترجيح و الردود العلمية لمن شعر من نفسه أنها لم تكتمل آلته بعد بل يكتفي بالنقل و التريث و التدبر و المشاورة عند النقل لما هو من قبيل المستغرب و المخالف لجماهير العلماء أو النصوص الظاهرة
و ليقتدوا بسلفهم فإنهم ما كتبوا و لا حرروا و لا صنفوا و لا ردوا على أهل المخالفة و البدع إلا بعد الرسوخ في العلم
و قد قيل لمالك رجل يريد نصرة السنة و الرد على أهل الأهواء و لما تكتمل آلته في العلم فقال أخاف أن تؤتى السنة من قبله أو كما قال .
و نشكر الجميع ممن يجتهد في النقل المتثبت منه و المفيد على عمله الطيب و نسأله تعالى أن يجمعنا و إياهم في جنات النعيم إخوانا على سرر متقابلين
ربنا لا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا و هب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب
اللهم ثبتنا و إياهم بالقول الثابت في الحياة الدنيا و الآخرة و الحمد لله رب العالمين
المشرف العام للمجلة أيدها الله بنصرة السنة