بسم الله الرحمن الرحيم
النذر نذران فنذر مطلق ونذر مقيد فالنذر المقيد مكروه وهو أن يقيد نذره بمصلحة له أو لغيره كأن يقول لله علي نذر أن شفيت مريضتي أن أذبح شاة كما هو نحوه في السؤال فهذا مكروه عقده ومع ذلك يجب الوفاء به لو عقده
وذلك من غرائب العلم ويظن من يبرمه ربما أنه يرد شيء من قدر الله فيعافى المريض على اثر عقده ويرد غائبه ويدل على كراهيته العلة المذكورة في الحديث الذي خرجه البخاري ومسلم في صحيحه حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ صَالِحٍ حَدَّثَنَا فُلَيْحُ بْنُ سُلَيْمَانَ حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ الْحَارِثِ أَنَّهُ سَمِعَ ابْنَ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا يَقُولُ أَوَلَمْ يُنْهَوْا عَنْ النَّذْرِ إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ إِنَّ النَّذْرَ لَا يُقَدِّمُ شَيْئًا وَلَا يُؤَخِّرُ وَإِنَّمَا يُسْتَخْرَجُ بِالنَّذْرِ مِنْ الْبَخِيلِ
فإن من البخل بالطاعة أن تقيد بمصلحة عائدة للعبد ومن الخطأ أن يظن أنها يرد شيء من قدر الله فهذا المكروه وأما المطلق أن يقول بدل أن يتصدق بتوزيع لحم شاة على الفقراء لله علي نذر أن أذبح شاة ولم يقيد بسبب
وهذا النذر الذي في السؤال يرى بعض أهل العلم أن يصرف للفقراء والمساكين ولايأكل منها شيء والإهداء لم أسمع فيه شيء ولكن لو شرطه فلاحرج والله أعلم وينبغي تقييده بالمكان وهومكة
__________________
ماهر بن ظافر القحطاني المشرف العام على مجلة معرفة السنن و الآثار maher.alqahtany@gmail.com
|