بسم الله الرحمن الرحيم
وصية الشيخ ماهر بن ظافر القحطاني لكل السلفيين في الجزائر لحظة توديع الاخوة له
هذا تفريغ أحد الأفاضل لكلمة الشيخ جزاه الله خيرا
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أنَّ محمدا عبده ورسوله، أما بعد..
فجئت إلى هذا البلد الجزائر وأنا كالمقدِّم رجل والمؤخِّر أخرى لا أدري، أأسمع قول فيها لقوم دون آخرين؟ فمن موخوِّف ومن مبشِّر، حتى نزلت إلى هذه البلد وكان في استقبالي إخوان فضلاء والحمد لله والحمد لله قاموا بواجب الضيافة وهو الذي يمليه عليهم دينهم الذي ظهر من خلال مصاحبتي لهم من إظهار دين السلف ومحبته والولاء لأهله والحمد لله رب العالمين وقاموا بما سر قلبي الحقيقة من حسن استقبال ومن إظهار للمنهج السلفي الذي ندين الله سبحانه وتعالى به وأحب أن تذكروني باسم هذه البلد التي أول ما وضعت قدمي فيها هي ...فرجيوة أي نعم فسررت حقيقة بالبقاء فيها وبالبقاء مع إخواني ومدارسة العلم ومن حبهم في نشر المنهج سهلوا لي المهمة في لقاء إخوان كثر في سطيف حتى حضر ربما نحو ألفين أو ثلاث لا أعرف أو أكثر كلهم مشتاقون لسماع العلم محبة في بلاد الحرمين ومن جاء منها يسمع من ينصر منهج السلف إن شاء الله والحمد لله رب العالمين فلا يشكر الله من لا يشكر الناس فنشكر بهذه المناسبة أخينا أبي صهيب وأخونا أبو محمد زيدان الله يوفقوا الشيخ هلا إمام وخطيب قائم يدعوا للمنهج السلفي وفقنا الله تعالى وإياه
وقاموا ولا يزالون في مهمة استقبالنا ومهمة توديعنا وأوكلوا بالأمس تركونا لإخوان آخرين لهم في قسنطينة قاموا بنفس المهمة من إكرامنا وضيافتنا وفقنا الله وإياهم وجمع شملهم على خير وأوصي نفسي وإخواني أن تتفق كلمتهم في مشارق الجزائر ومغاربها ونرجو أنهم هم كذلك إن شاء الله على ما كان عليه سلف الأمة من اتباع الكتاب والسنة والعمل بما كان عليه السلف الصالح رضوان الله تعالى عليهم في العقيدة والمنهج والسلوك كل ذلك أرجو من الله أن يوفقهم سبحانه وتعالى إليه وأن يعملوا بما رواه النسائي في سننه عن النبي صلى الله عليه وسلم :" لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه من الخير ما يحب لنفسه" فينظر إذا أحس أن أخاه سيأخذ خير يحبه لنفسه هل سيفرح لذلك الخير الذي سيصيب أخاه أم أنه يشح به؟؟ فإذا أحس أنه شح بالخير الذي سيأتي أخيه إذن فهناك خلل في التربية فلا بد أن يحس أن الخير الذي سيأتي إلى أخيه وهو نفسه الذي يحبه لنفسه طيبة بها نفسه يدعوا له يدعوا أن يرزقه الله إياه ولا يشح بنفسه للخير الذي يحبه لأخيه وأيضا أن تكون المناصحة دائما بينهم , فإن الذي يترك المناصحة مع إخوانه وقد لاحظ عليهم ملاحظات ولم يواصل نصحهم والقرب منهم سرعان ما ينقلب ذلك الأمر حقدا في النفس وهجرا فإن الذي ينفس عن ما ينغم به القلب من تصرفات يرها الرجل على أخيه سيئة هي ترك النصيحة فينقلب ترك النصيحة أو التنفس بترك النصيحة ذلك حقدا في النفس ومحبة للهجر و المباعدة فالذي ينفس عن القلب وتبقى معه أواصر المحبة النصيحة ولذلك جاء في الحديث :" ثلاث لا يغل عليها قلب مسلم مناصحة من ولاه الله أمر المسلمين" أو كما قال النبي صلى الله عليه وسلم الخوارج لماذا ضلت قلوبهم على ولاة أمرهم حتى خرجوا خروجا مسلحا في الجزائر وغيرها؟؟ لأنهم ما أطاعوا الرسول في قوله صلى الله عليه وسلم :" ثلاث لا يغل عليها قلب مسلم "وذكر منها مناصحة من ولاه الله أمر المسلمين فإنهم لا.....بالنصيحة السرية ولا بما جاء عن السلف في الأمر بذلك كما قال صلى الله عليه وسلم الدين النصيحة قيل لمن لله ورسوله ولكتابه لأئمة المسلمين وعامتهم فانقلب ذلك الذي يجدونه على الحاكم حقدا حتى أرادوا زواله بل كفروه ... الغل الذي كان في نفوسهم أن يذهبوا للحاكم وينصحونه كما أمر الرسول صلى الله عليه وسلم .
كذلك الرجل على أخيه إن لاحظ عليه ملاحظات في السلوك أو في المنهج أو في كذا لا ينبغي أن يتباعد عنه ولا يزال يتكلم عليه فلان أرى عليه كذا كلما لقي أحد فلان ترى فيه كذا في شيء لا يعلن به بشيء فيه خاصا في أمره يعني غير معلن به عند الناس فإنه سينقلب هذا مع الأيام حقد تهاجر وتباغض فالأصل أنه يقترب من أخيه ويتلطف معه في القول ويبدي له أنه يحبه وأن هذا الذي تصنعه قد خالفت فيه السلف بدليل كذا ويقنعه بدليل كذا لأن النبي صلى الله عليه وسلم لما خالف بعض أصحابه في السلوك ما هجرهم فقال رجل من أصحابه إنك امرؤ فيك جاهلية قال عيرته بأمه النبي صلى الله عليه وسلم نعم قال الرجل لرجل من الصحابة يا ابن السوداء قال عيرته بأمه إنك امرؤ فيك جاهلية ناصحه حتى لو ناصحت أخيك في المجلس وشديت عليه في النصيحة خير من القطيعة العتاب خير من القطيعة فإنه مصفاة القلوب العتاب أما أن يكون الرجل في نفسه شيء على أخيه يراه أنه أخطا ثم حتى يذهب الغل عن قلبه ينبغي أن يستبدل ذلك بالمناصحة وهذا لا يعني أن هذه الكلمات التي أذكرها معناها أن الناس هنا واقعون فيها لكنهم طلبوا مني أشياء تكون لهم نبراسا في الطريق في المستقبل لو حدث كذا وكذا يفعلوا ما أقول لأن هذا لابد أن يحدث لما؟ لأن الشيطان حريص على تمزيق الصف السلفي وهو يريد حقيقة إغواء بني آدم ويعرف أن النصرة تكون في العمل بالسنة والاجتماع والائتلاف وأنه يضعف الدعوة الافتراق والاختلاف فهو يسعى للتحريش بين أصحاب الدعوة الواحدة فالخطأ اليسير الذي هو كالحجر يجعله كالجبل نعم لكي يبغض أخاه المسلم وينافره ويحقد عليه ولو تأملت حال الشيطان فيما حصل يعني من شياطين الإنس والجن من المنافقين في صفين وفي غيرها لعرفت أنهم هم شياطين الإنس والجن هم الذين يحركون المعارك بين أصحاب محمد رضوان الله عليهم لأنه يعتقدون لو بقوا أصحاب محمد على ما تركهم عليه قبل وفاته سيكون لهم سيادة وقوة لكن لما كانوا على منهج واحد تلاشى هذا سرعان ما تلاشى الاختلاف الذي سببه المنافقين تلاشى ورجعوا على ما كانوا عليه .
إذن كيف أعرف أن صاحبي في الظاهر والباطن على منهج السلف كيف أعرف أن صاحبي في الظاهر والباطن على منهج السلف؟ أنظر هل بعد الخلاف هذا الذي وقع بيني وبينه في الرأي ووجهة النظر يكون اتفاق فإن كان الافتراق الدائم فمعناها أننا أنا أو هو ليس على منهج السلف لأننا لو على منهج السلف لفعلنا كما فعل الصحابة لما دخل المنافقون بينهم دخل بينهم من دخل في زعزعة أو إحداث فرقة فيما بينهم سرعان ما رجعوا وكأن شيئا لم يكن التقوا في منهج واحد الكتاب والسنة وفهم السلف لكن أهل البدع لا يمكن أن يلتقوا لماذا؟ لأن هذا البدعي أخذ برأي آخر غير هذا فلم يلتقوا بالكتاب والسنة فكان تفرقهم ابدي لكن أهل السنة عندهم نقطة التقاء الكتب والسنة وفهم السلف مهما حصل من اختلاف لا يمكن أن يتهاجروا أبدا نعم تجدهم أنهم يتفقوا بعد الاختلاف لاعتقادهم أنهم على منهج واحد ويصبر بعضهم على بعض ويحلم بعضهم على بعض ما دام أنهم كلهم يعترفون ان المنهج الحق الذي يجب ان يتبعوه هو منهج السلف نعم وقد وصانا الله بهذا فقال (واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا وكنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم منها) المقصود أن الله كما أنقذنا يا عباد الله من الأهواء المضلة فصرنا نعلن منهج السلف ونصيح.... ونرضى به فينبغي أن يكون عندنا منهج السلف.... ليس يكون فقط في الاعتقاد والمنهج بل أنه يكون حتى في الأخلاق والعبادات فليس ...منهج السلف فقط ان تذم هذا الحزبي وتذم هذا الحزبي وتذم هذا الإخواني وهذا التبليغي حتى أعرف أنك على منهج السلف منهج السلف متكامل لا يقبل ...فلابد أن نكون متابعين للسلف في العقيدة و المنهج والأخلاق والسلوك وفي كل شيء نعم لان الابتلاء أكثر ما يكون من الرب لعباده المحك هو مخالفة الهوى نعم فقد يتعود الرجل على العمل بدين السلف من صغره لكن لم يأته شيء يخالف هواه وهو أنه يرى من نفسه أن أخاه أخطأ في المعاشرة فهو بين أن يتبع السلف في أن يذيب ذلك بالصلح معه ليكونوا وحدة واحدة أو يتبع هواه في يعني مهاجرته ومنازعته وتركه فهنا إذا تغلب على هواه وانتصر وراجع من كان على منهج واحد معه وتحاب معه كما أمر الله وأمر النبي وبين أنه من كان متنافر مع أخيه لا يحبه... ولم يكن عنده بدعة ولم يكن ...و مع ذلك لا يحبه ولا شرك قال أنه لن يدخل الجنة كيف؟ قال لن تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا ولن تؤمنوا حتى تحابوا فشرط الإيمان بإيش؟ بالمحبة نعم لأنه إذا صار التباغض اضمحل الإيمان نسأل الله العافية وقد يؤدي ذلك لإيش؟ لعدم دخول الجنة وأنت ترى إذا صارت منازعة بينك وبين أخيك المسلم الذي هو على .منهج واحد كيف تقيم عباداتك وأنت تفكر مغموما فيما يحدث من كلامه عليك وأنت تحكي كلام عليه وتنصرف عن الرواتب والسنن وشوي تنصرف عن الواجبات ولا تقوم بصلاة الفجر إلى آخره فقد .........كأهل البدع مع عناية بالعلم والحمد لله ..إلا الدعوة الطيبة ..إظهار منهج السلف ..والإنكار ...يهلكنا ويعذبنا بما فعل السفهاء منا وأن يجمع كلمتنا على التوحيد والسنة وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .طيب نستأذنكم.