09-05-2010, 04:33PM
|
|
مفرغة صوتيات - وفقها الله -
|
|
تاريخ التسجيل: Dec 2007
المشاركات: 848
|
|
رسالة إلى أخت ابتليت بحرمانها من نعمة الولد للشيخ علي الرملي حفظه الله .
رسالة إلى أخت ابتليت بحرمانها من نعمة الولد للشيخ علي الرملي حفظه الله
رسالة إلى أخت ابتليت بحرمانها من نعمة الولد
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد ؛
فإنني أخاطب أختا آمنت بالله ربا وبمحمد رسولا وبالإسلام دينا ، وعلمت أن الله خلق العباد لعبادته وتوحيده ، وأرسل إليهم رسلا من أنفسهم يبلغونهم رسالاته ويعلمونهم دينه .
أختي الكريمة إذا كنت ممن يحمل الإيمان الذي ذكرت فاعلمي أن الله لم يخلقنا ويتركنا هملا ولا أرسل لنا رسلا كي يتركنا وهوانا ؛ إن شئنا أن تبعهم اتبعناهم وإن شئنا أن نتركهم تركناهم ، بل أرسل الرسل وألزمنا بتصديقهم واتباعهم وتوعد من لم يتبعهم بعذاب أليم .
فمن الناس من أطاع واتبع ، ومنهم من تكبر وكفر .
ومن أطاع منهم واتبع طائفتان طائفة صادقة وطائفة كاذبة ولتمحيص ومعرفة الصادق من الكاذب اختبر وامتحن الله عباده بأنواع الابتلاءات
قال سبحانه وتعالى { الم (1) أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ (2) وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ (3)}
قال الإمام البغوي رحمه الله :{ الم أَحَسِبَ النَّاسُ } أَظَنَّ الناسُ ، { أَنْ يُتْرَكُوا } بغير اختبار ولا ابتلاء، { أَنْ يَقُولُوا } أي: بأن يقولوا، { آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ } لا يبتلون في أموالهم وأنفسهم؟ كلا لنختبرنهم ليبَّين المخلص من المنافق والصادق من الكاذب.{ وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ } يعني الأنبياء والمؤمنين، فمنهم من نُشِرَ بالمنشار ومنهم من قتل، وابتلي بنو إسرائيل بفرعون فكان يسومهم سوء العذاب 66/ب ، { فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا } في قولهم آمنَّا، { وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ } والله أعلم بهم قبل الاختبار. ومعنى الآية: فليظهرنّ الله الصادقين من الكاذبين حتى يُوجِدَ معلومَه، وقال مقاتل: فليريّن الله. وقيل: ليمّيزن الله كقوله: "ليميز الله الخبيث من الطيب" .
وقال ابن كثير : أي: الذين صدقوا في دعواهم الإيمان مِمَّنْ هو كاذب في قوله ودعواه. والله سبحانه وتعالى يعلم ما كان وما يكون، وما لم يكن لو كان كيف يكون . وهذا مجمع عليه عند أئمة السنة والجماعة؛ ولهذا يقول ابن عباس وغيره في مثل: { إِلا لِنَعْلَمَ } [البقرة: 143]: إلا لنرى؛ وذلك أن الرؤية إنما تتعلق بالموجود، والعلم أعم من الرؤية، فإنه يتعلق بالمعدوم والموجود.ا.هـ
وقال الله تعالى : { وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ (155) الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ (156) أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ (157)
قال ابن كثير رحمه الله {الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ} أي تسلوا بقولهم هذا عما أصابهم وعلموا أنهم ملك لله يتصرف في عبيده بما يشاء، وعلموا أنه لا يضيع لديه مثقال ذرة يوم القيامة فأحدث لهم ذلك اعترافهم بأنهم عبيده وأنهم إليه راجعون في الدار الاَخرة. ولهذا أخبر تعالى عما أعطاهم على ذلك، فقال: {أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ} أي ثناء من الله عليهم. قال سعيد بن جبير: أي أمنة من العذاب {وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ} قال أمير المؤمنين عمر بن الخطاب: نعم العدلان ونعمت العلاوة {أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ} فهذان العدلان {وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ} فهذه العلاوة وهي ما توضع بين العدلين وهي زيادة في الحمل فكذلك هؤلاء أعطوا ثوابهم وزيدوا أيضاً.ا. هـ
وقال عليه الصلاة والسلام : " عجبا لأمر المؤمن إن أمره كله خير وليس ذاك لأحد إلا للمؤمن إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له " .
وقال : "ما يصيب المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله بها من خطاياه " .
وقال : " أشد الناس بلاء الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل يبتلى الرجل على حسب ( وفي رواية : قدر ) دينه فإن كان دينه صلبا اشتد بلاؤه وإن كان في دينه رقة ابتلي على حسب دينه فما يبرح البلاء بالعبد حتى يتركه يمشي على الأرض ما عليه خطيئة " .
فاعلمي أختي الكريمة أن الله ابتلاك بهذه المصيبة امتحانا واختبارا لصلابة دينك وقوة إيمانك فكوني كما أراد الله منك أن تكوني ولا تجعلي حب الدنيا وشهوته تغلب عليك فيضيع منك ما أعد الله لك من نعيم الدنيا والآخرة إن أنت صبرت على بلائك . وتذكري ما ابتلي به غيرك من بلاء وقارني فسيظهر لك أنك في نعيم كبير أمامهم ، وتذكري ما أعد الله للصابرين ، واحمدي الله على نعمه ومن أعظمها نعمة الصبر على البلاء .
وأخيرا أوصيك بكثرة الدعاء والتضرع بين يدي الله وخصوصا في السجود في الثلث الأخير من الليل من غير يأس
ومن غير أسئلة تدل على اليأس أو القنوط من رحمة الله أو الاعتراض على قدر الله .
وفقك الله لما يحب ويرضى ، وثبتنا وإياك على الحق .
__________________
|