الموضوع: إصلاح السريرة
عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 09-05-2010, 02:36PM
أم الرميصاء السلفية أم الرميصاء السلفية غير متواجد حالياً
عضو مشاركة - وفقها الله -
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
المشاركات: 125
افتراضي إصلاح السريرة


نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

إصلاح السريرة

كلمات منتقاة من كتاب "روضة العقلاء ونزهة الفضلاء" للحافظ ابن حبان رحمه الله

قال الحافظ رحمه الله أول شعب العقل هو لزوم تقوى الله، وإصلاح السريرة، لأن من صَلُح جُوّانيه أصلح الله بَرّانيه، ومن فَسد جُوَّانيه أفسد الله برانيه.




ولقد أحسن الذي يقول:

إذا ما خلوتَ الدهر يوماً فلا تَقُلْ ... خلوتُ، ولكن قُل: عليّ رقيبُ
ولا تحسبنَّ الله يغفُل ساعة ... ولا أنَّ ما يَخْفيَ عليه يغيبُ
ألم تر أنَّ اليوم أسرع ذاهبٍ ... وأنَّ غداً للناظرين قريبُ؟



قال مالك بن دينار اتخذْ طاعة الله تجارة تأتك الأرباح من غير بضاعة.

قال أبو حاتم: قطبُ الطاعات للمرءِ في الدنيا: هو إصلاح السرائر، وترك إفساد الضمائر.

والواجب على العاقل الاهتمام بإصلاح سريرته، والقيام بحراسة قلبه عند إقباله وأدباره، وحركته وسكونه؛ لأن تكدُّر الأوقات وتنغُّص اللذات لا يكون إلا عند فساده.
ولو لم يكن لإصلاح السرائر سبب يؤدي العاقلَ إلى استعماله إلا إظهار الله عليه كيفية سريرته، خيراً كان أو شراً، لكان الواجبُ عليه قلةِ الإغضاء عن تعاهدها.



أنشدني عبد العزيز سليمان الأبرش:

يُلبس اللهُ في العلانية العب ... دَ الذي كان يَخْتفي في السريرهْ
حسناً كان، أو قبيحاً سَيُبْدَى ... كلُّ ما كان ثَمَّ من كلَّ سيِرهْ
فاستحِ من اللهِ أن تُرائِيَ للن ... اس فإنَّ الرياء بئسَ الذَّخيرهْ


أنشدني محمد بن مبد الله بن زنجي البغدادي:

وإذا أعلنتَ أمراً حَسَنا ... فليكنْ أحسنَ منه ما تُسرِ
فمسِرُّ الخير موَسومٌ به ... ومسِرَّ الشرِّ موسوم بِشَرْ

أخبرنا أبو يعلي حدثنا شريح بن يونس حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن إبراهيم قال إن الرجل ليتكلم بالكلام ينوي فيه الخير فيلقى الله في قلوب العباد، حتى يقولوا: ما أراد بكلامه هذا إلا الخير. وإن الرجل ليتكلم بالكلام الشر لا ينوي فيه الخير، فيلقي اللهُ في قلوب الناس حتى يقولوا: ما أراد بكلامه هذا إلا الشر.

وأنشدني المنتصر بن بلال بن المنتصر الأنصاري:

وإنّ امرأَ لمَ يَصْفُ لله قلبه ... لَفِي وَحْشَةٍ من كُلِّ نظرة ناظر
وإن امرأً لم يرتحل ببضاعة ... إلى داره الأخرى فليس بتاجر
وإن امرأً ابتاع دنيا بدينه ... لمنقلِبٌ منها بصفَقْةَ خاسر



أخبرنا أحمد بن الحسين بن عبد الجبار الصوفي ببغداد حدثنا أبو نصر التمار حدثنا أبو الأشهب عن خالد الربعي قال كان لقمان عبداً حبشياً نجارا، فأمره سيده أن يذبح شاة، فذبح شاة، فقال: أئتني بأطيب مُضْغَتين في الشاة، فأتاه باللسان والقلب، ثم مكث أياما، فقال: اذبح شاة، فذبح، فقال: ائتني بأخبث مضغتين في الشاة، فألقى إليه اللسان والقلب، فقال له سيده: قلت لك حين ذبحت ائتني بأطيب مضغتين في الشاه، فأتيتني باللسان والقلب، ثم قلت لك الآن حين ذبحت الشاة: ائتني بأخبث مضغتين في الشاة، فألقيت اللسان والقلب؟ فقال: إنه لا أطيب منها إذا طابا، ولا أخبث منهما إذا خَبُثا.




وأنشدني منصور بن محمد الكُرَيْزي:

وما المرء إلا قلبُه ولسانهُ ... إذا حصلت أخبارُهُ ومَدَاخله
إذا ما رِداءُ لم يَكُ ظاهراً ... فهيهات أن يُنقِيه بالماء غاسلُه
وما كلُّ من تخشى ينالُك شَرُّه ... وما كلُّ ما أمَّلْتَه أنتَ نائُله

أنشدني علي بن محمد البسامي:

وإذا بحثتَ عن التَّقِّيِ وجدته ... رجلاً يصدَّقُ قولّه بفعال
وإذا اتَّقَى اللهَ امرؤ وأطاعه ... فيداهُ بين مكارمٍ ومَعَال
وعلى التَقيِّ إذا تراسخ في التقَى ... تاجان تاجُ سكينة، وجمال
وإذا تناسبت الرجالُ، فما أرى ... نسباً يكون كصالح الأعمال



وأنشدني عبد العزيز بن سليمان الأبرش:

إذا انتسب الناسُ كان التقيُّ ... بتقواه أفضلَ من ينتسبْ
ومن يتق الله يَكْسِبْ به ... من الخطِّ أفضلَ ما يكتسب
ومن يتخذ سبباً للنجاة ... فإنَّ تُقَى الله خيرُ السبب



وأنشدني أحمد بن محمد بن عبد الله الصنعاني لابن عِكراش:

ومهما يُسِرّ يَبْدُ لرَبَّه ... وما يَنْسَه الإنسان لا يَنْس كاتبهْ
ومن كان غَلاَّبا بجهد ونَجْدَة ... فذو الحظِّ في أمر المعيشة غالبه

ولقد أحسن الذي يقول:

وإِذا تشاجر في فؤادك مَرَّةً ... أمران، فاعْمَدْ للأعفِّ الأجملِ
وإِذا هممت بأمر سوءٍ، فاتَّئِدْ ... وإِذا هممتَ بأمر خير فافْعَلِ

وأنشدني منصور بن محمد الكُرْيزي:

تخَيّر قريناً من فِعالك، إنما .. يَزينُ الفتى في القبر ما كان يفعلُ
فإن كنتَ مشغولا بشيء، فلا تكن . بغير الذي يَرْضَى به الله تُشْغلُ
فلا بدَّ بعدَ القبرِ من أن تُعِدَّه .. ليوم ينادَي المرء فيه، فيسألُ
فلن يصحبَ مِنْ قبل موته . ولا بعده إلا الذي كان يَعْملُ

وأنشدني محمد بن إسحاق بن حبيب الوسطي:

عليك بتقوى الله في كل أمره ... تجد غِبَّه يوم الحساب المطَّول
ألا إن الله خيرُ مغبةً ... وأفضل زادِ الطاعن المترَحِّل



وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

منقول

__________________

رد مع اقتباس