عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 05-05-2010, 05:22PM
أم الرميصاء السلفية أم الرميصاء السلفية غير متواجد حالياً
عضو مشاركة - وفقها الله -
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
المشاركات: 125
افتراضي سئل شيخ الإسلام بن تيمية رحمه الله (أيما أفضل‏:‏ العلم، أو العقل ‏؟)

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

سئل الشيخ رحمه الله‏:‏ أيما أفضل‏:‏ العلم، أو العقل ‏؟‏
فأجاب‏:
إن أريد بالعلم علم الله تعالى الذي أنزله الله تعالى، وهو الكتاب، كما قال تعالى‏:‏ ‏{‏فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنْ الْعِلْمِ‏}‏ ‏[‏آل عمران‏:‏ 61‏]‏، فهذا أفضل من عقل الإنسان؛ لأن هذا صفة الخالق والعقل صفة المخلوق، وصفة الخالق أفضل من صفة المخلوق‏.‏
وإن أريد بالعقل أن يعقل العبد أمره ونهيه، فيفعل ما أمر به ويترك ما نهى عنه، فهذا العقل يدخل صاحبه به الجنة، وهو أفضل من العلم، الذي لا يدخل صاحبه به الجنة، كمن يعلم ولا يعمل‏.‏
وإن أريد العقل الغريزة التي جعلها الله في العبد التي ينال بها العلم والعمل، فالذي يحصل به أفضل ؛ لأن العلم هو المقصود به، وغريزة العقل وسيلة إليه، والمقاصد أفضل من وسائلها‏.‏
وإن أريد بالعقل العلوم التي تحصل بالغريزة ،فهذه من العلم فلا يقال‏:‏ أيما أفضل‏:‏ العلم أوالعقل، ولكن يقال‏:‏ أيما أفضل هذا العلم أو هذا العلم، فالعلوم بعضها أفضل من بعض، فالعلم بالله أفضل من العلم بخلقه؛ ولهذا كانت آية الكرسي أفضل آية في القرآن؛ لأنها صفة الله تعالى‏.‏ وكانت ‏{‏قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ‏}‏‏[‏سورة الإخلاص‏]‏ تعدل ثلث القرآن؛ لأن القرآن ثلاثة أثلاث‏:‏ ثلث توحيد، وثلث قصص، وثلث أمر ونهي، وثلث التوحيد أفضل من غيره‏.‏
والجواب في هذه المسألة مسألة العلم والعقل لابد فيه من التفصيل؛ لأن كل واحد من الاسمين يحتمل معان كثيرة، فلا يجوز إطلاق الجواب بلا تفصيل؛ ولهذا أكثر النزاع فيها لمن لم يفصل، ومن فصل الجواب فقد أصاب، والله أعلم‏.‏

هذا حوار بين العلم والعقل ابدى فيه كل منهما فضله على الاخر :


علم العليم وعقل العاقل اختلفا * من ذا الذي منهما قد أحرزالشرفا
فالعلم قال: أنا أحرزت غايته * والعقل قال: أنا الرحمن بـي عُرفا
فأفصحَ العلمُ إفصاحاً وقال له * بأيّنا اللهُ في فرقانـه اتّصـــفا
فبانَ للعقل أن العلمَ سيّده *فقبّل العقلُ رأسَ العلــمِ وانصرفــا


__________________

رد مع اقتباس