بسم الله الرحمن الرحيم
ان تقديم العقل على النقل مذهب المعتزلة وبرهان ذلك عندهم أن العقل لايحصل معه الخطأ والنقل قابل لذلك
وكذب عندما قال العقل ثم النقل
ويدل على بطلان قوله قول الله تعالى ان يتبعون الا الظن وما تهوى الانفس ولقد جاءهم من ربهم الهدى
والظن هو العقل عند المعتزلة والاوهام المبعثة منه المخالفة للدليل والهدى
وقال تعالى اتبعوا ماأنزل اليكم من ربكم ولاتتبعوا من دونه أولياء
وقال فان تنازعتم في شيء فردوه الى الله والرسول ذلك خير واحسن تأويلا
قال شيخ الاسلام
والرسالة ضرورية للعباد، لا بدّ لهم منها، وحاجتهم إليها فوق حاجتهم إلى كلّ شيء. والرسالة روح العالم، ونوره، وحياته. فأي صلاح للعالم إذا عدم الروح والحياة والنور، والدنيا مظلمة ملعونة إلا ما طلعت عليه شمس الرسالة. وكذلك العبد ما لم تُشرق في قلبه شمس الرسالة، ويناله من حياتها وروحها، فهو في ظلمة، وهو من الأموات. قال تعالى:{أَوَمَنْ كَانَ مَيْتاً فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُوراً يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا}[الأنعام، 122]، فهذا وصف المؤمن، كان ميتاً في ظلمة الجهل، فأحياه الله بروح الرسالة ونور الإيمان، وجعل له نوراً يمشي به في الناس. وأما الكافر فميّت القلب في الظلمات"1.