عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 06-04-2010, 10:25PM
أم أسامة أم أسامة غير متواجد حالياً
مفرغة صوتيات - وفقها الله -
 
تاريخ التسجيل: Feb 2010
المشاركات: 104
افتراضي [ البيت السعيد (2) ]

(2) المعاشرة بالمعروف :
إن مما يحفظ هذه العلاقة ويحافظ عليها . . المعاشرة بالمعروف ، ولا يتحقق ذلك إلا بمعرفة كل طرف ما له وما عليه . وإنَّ نُشْدَان الكمال في البيت وأهل البيت أمر متعذر ، والأمل في استكمال كل الصفات فيهم أو في غيرهم شيء بعيد المنال في الطبع البشري .

دور الزوج في الحفاظ على بيت الزوجية والمعاشرة بالمعروف :
ومن رجاحة العقل ونضج التفكير توطين النفس على قبول بعض المضايقات ، والغض عن بعض المنغصات ، والرجل- وهو رب الأسرة- مطالب بتصبير نفسه أكثر من المرأة ، وقد علم أنها ضعيفة في خَلْقها وخُلُقها ، إذا حوسبت على كل شيء عجزت عن كل شيء ، والمبالغة في تقويمها يقود إلى كسرها وكسرها طلاقُها ، يقول المصطفى الذي لا ينطق عن الهوى- صلى الله عليه وسلم : نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة واستوصُوا بالنساء خيرًا فإنهن خُلِقْنَ من ضلع ، وإنَّ أعوج شيء في الضلع أعلاه ، فإن ذهبت تقيمه كسرته ، وإن تركته لم يزل أعوج فاستوصوا بالنساء خيرًا نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة(1) فالاعوجاج في المرأة من أصل الخلْقة فلا بد من مسايرته والصبر عليه .

فعلى الرجل ألا يسترسل مع ما قد يظهر من مشاعر الضيق من أهله وليصرف النظر عن بعض جوانب النقص فيهم ، وعليه أن يتذكَّر لجوانب الخير فيهم وإنه لواجد في ذلك شيئًا كثيرًا .

وفي مثل هذا يقول الرسول ، صلى الله عليه وسلم : نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة لا يفْرَك مؤمنٌ مؤمنةً- أي : لا يُبغض ولا يكْره- إن كره منها خلقًا رضي منها آخر نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة (2) وليتأنَّ في ذلك كثيرًا فلَئِن رأى بعض ما يكره فهو لا يدري أين أسباب الخير وموارد الصلاح .

يقول- عَزَّ من قائل- : نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

وكيف تكون الراحة ؟ وأين السَّكَن والمودة ؟ إذا كان رَبُّ البيت ثقيل الطبع ، سيئ العشرة ضيّق الأفق ، يغلبه حمق ، ويعميه تعجُّل ، بطيء في الرضى ، سريع في الغضب ، إذا دخل فكثير المنّ ، وإذا خرج فسيئ الظن . وقد عُلم أنَّ حسن العشرة وأسباب السعادة لا تكون إلا في اللين والبعد عن الظنون والأوهام التي لا أساس لها ، إن الغيرة قد تذهب ببعض الناس إلى سوء ظنّ . . يحمله على تأويل الكلام والشك في التصرفات ، مما ينغص العيش ويقلق البال من غير مستند صحيح .

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة وَلَا تُضَارُّوهُنَّ لِتُضَيِّقُوا عَلَيْهِنَّ نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة كيف وقد قال ، صلى الله عليه وسلم
: نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة خيركم خيركم لأهله ، وأنا خيركم لأهلي نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة(3)
دور الزوجة في الحفاظ على بيت الزوجية والمعاشرة بالمعروف :
أما المرأة المسلمة : فلتعلم أن السعادة والمودة والرحمة لا تتم إلا حين تكون ذاتَ عفةٍ ودين ، تعرف ما لها فلا تتجاوزه ولا تتعداه ، تستجيب لزوجها ؛ فهو الذي له القوامة عليها يصونها ويحفظها وينفق عليها ؟ فتجب طاعته وحفظه في نفسها وماله ، تتقن عملها وتقوم به وتعتني بنفسها وبيتها ، فهي زوجة صالحة وأم شفيقة ، راعيةٌ في بيت زوجها ومسؤولة عن رعيتها ، تعترف بجميل زوجها ولا تتنكر للفضل والعشرة الحسنة . يحذِّرُ النبي- صلى الله عليه وسلم - من هذا التنكر ويقول : { أريتُ النار فإذا أكثر أهلها النساء ، يكفرن قيل : أيكفرن باللّه ؟ قال : لا . يكفرن العشير ؛ لو أحسنتَ لإحداهنَّ الدهرَ ثم رأت منكَ شيئً
ا قالت : ما رأيت منك خيرًا قط } (4) فلا بد من الفغرآن الزلاَت والغض عن الهَفَوات . . لا تسيء إليه إذا حضر ولا تخونه إذا غاب .

بهذا يحصل التراضي وتدوم العُشرْة ويسود الإلف والمودة والرحمة .
و { أيّما امرأةٍ ماتتْ زوجُها عنها راضٍ دَخَلت الجنة}(5).

فاتَّقوا اللّه يا أمّة الإسلام- واعلموا أنه بحصول الوئام تتوفَّر السعادة ، ويتهيأ الجو الصالح للتربية ، وتنشأ الناشئة في بيتٍ كريمٍ مليء بالمودة عامر بالتفاهم . . بين حنان الأمومة وحدب الأبوة . . بعيدًا عن صخب المنازعات والاختلاف ، وتطاول كل واحد على الآخر ، فلا شقاق ولا نزاع ولا إساءة إلى قريب أو بعيد .
{ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا }
.................................................. ..................
1ـ رواه البخاري ومسلم في صحيحيهما0
2ـ رواه مسلم في صحيحه 0
3ـ حديث صحيح رواه الترميذي ـ ابن ماجه وابن حبان في صحيحه 0
4ـ أخرجه البخاري في صحيحه 0
5ـ رواه الترميذي ـ وحسنه ابن ماجه والحاكم وقال صحيح الإسناد
.................................
( فائدة ) : قال الحافظ ابن حجرــــ رحمه الله ـ ما حاصله : في هذا إيما التقويم برفق بحيث لا يبالغ فيه فيكسر ولا يتركه فيستمر على عوجه ، وضابط هذا ـــ أن لا يتركها علي الإعوجاج إذا تعدت ما طبعت عليه من النقص إلى تعاطي المعصية بِمُباشرتها ، أو ترك واجب ، ويتركها على إعوجاجها في الأُمور المبارحة 0 " فتح الباري " 9/ 452 0

التعديل الأخير تم بواسطة أم أسامة ; 06-04-2010 الساعة 10:48PM
رد مع اقتباس