[ماهر بن ظافر القحطاني]

بسم الله الرحمن الرحيم
روى البخاري في صحيحه عن أبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَا يَزْنِي الزَّانِي حِينَ يَزْنِي وَهُوَ مُؤْمِنٌ وَلَا يَشْرَبُ الْخَمْرَ حِينَ يَشْرَبُهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ وَلَا يَسْرِقُ السَّارِقُ حِينَ يَسْرِقُ وَهُوَ مُؤْمِنٌ
هذا الحديث من المتشابه والمتشابه هو الذي يحتمل معناه أوجه يحتاج الى نص خارج عنه لبيانها بخلاف المحكم
والذي لااحتمال فيه 0
وطريقة الراسخين في العلم رد المتشابه إلى المحكم حتى لاندخل في قول الله تعالى فأما الذين في قلوبهم زيغ

أقول (مثل الخوارج )

ثم قال سبحانه عنهم :
فيتبعون ماتشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله
فنرد هذا الحديث وهو قوله لايزني الزاني حين يزني والمحتمل المعنة فيحتمل أن معنى حين يزني وهو مؤمن أي ناقص الايمان أو أنه ذا هب الايمان

فنرده إلى المحكم وهو قوله تعالى إن الله لايغفر أن يشرك به ويغفر مادون ذلك لمن يشاء
والزنى ليس شركا باتفاق العلماء
وما رواه البخاري عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ يَدْخُلُ أَهْلُ الْجَنَّةِ الْجَنَّةَ وَأَهْلُ النَّارِ النَّارَ ثُمَّ يَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى أَخْرِجُوا مِنْ النَّارِ مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ مِنْ إِيمَانٍ فَيُخْرَجُونَ مِنْهَا قَدْ اسْوَدُّوا فَيُلْقَوْنَ فِي نَهَرِ الْحَيَا أَوْ الْحَيَاةِ شَكَّ مَالِكٌ فَيَنْبُتُونَ كَمَا تَنْبُتُ الْحِبَّةُ فِي جَانِبِ السَّيْلِ أَلَمْ تَرَ أَنَّهَا تَخْرُجُ صَفْرَاءَ مُلْتَوِيَةً قَالَ وُهَيْبٌ حَدَّثَنَا عَمْرٌو الْحَيَاةِ وَقَالَ خَرْدَلٍ مِنْ خَيْرٍ
فتبين أن صاحب الكبيرة لو كان كافرا لخلد في النار
كما قال تعالى وأما الذين فسقوا فمأواهم النار كلما أرادوا أن يخرجوا منها أعيدوا في وقيل لهم ذوقوا عذاب النار الذي كنتم على به تكذبون

فيكون المعنى لايزني الزاني حين يزني وهو كامل الايمان بل لو كان كامل لما زنى فانه رادع له عن زناه
وقول ابن عباس يخرج نور الايمان
لم يقل ذات الايمان فالمعاصي لها ظلمة في القلب