عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 05-12-2009, 01:48PM
أم محمود
عضو غير مشارك
 
المشاركات: n/a
افتراضي

فتح الله عليكِ اختي الفاضلة وجزاكِ الله خيرا

نعم فهناك حالات أرشد النبي صلى الله عليه وسلم فيها إلى استخدام التورية ، فعلى سبيل المثال :
إذا أحدث الرجل في صلاة الجماعة فماذا يفعل في هذا الموقف المحرج ؟ .
الجواب : عليه أن يأخذ بأنفه فيضع يده عليه ثم يخرج .
والدليل : عن عائشة رضي الله عنها ، قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إذا أحدث أحدكم في
صلاته فليأخذ بأنفه ثم لينصرف " -
سنن أبي داود ( 1114 ) ، وهو في " صحيح سنن أبي داود " ( 985 ) .
قال الطيبي : أمر بالأخذ ليخيل أنه مرعوف ( والرعاف هو النزيف من الأنف ) ، وليس هذا من الكذب ، بل
من المعاريض بالفعل ، ورخُِّص له في
ذلك لئلا يسوِّل له الشيطان عدم المضي استحياء من الناس ا.ه " مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح "
( 3 / 18 ) .
وهذا من التورية الجائزة والإيهام المحمود رفعا للحرج عنه ، فيظن من يراه خارجا بأنه أصيب برعاف
في أنفه ...
وكذلك إذا واجه المرء المسلم ظروفا صعبة محرجة يحتاج فيها أن يتكلم بخلاف الحقيقة لينقذ نفسه
، أو ينقذ معصوما ، أو يخرج من حرج عظيم ، أو
يتخلص من موقف عصيب .
فهناك طريقة شرعية ومخرج مباح يستطيع أن يستخدمه عند الحاجة ألا وهو " التورية " أو " المعاريض
" ، وقد بوَّب البخاري - رحمه الله - في
صحيحه " باب المعاريض مندوحة عن الكذب " - صحيح البخاري ، كتاب الأدب ، باب ( 116 ) - .
وفيما يلي التوضيح بأمثلة من المعاريض التي استخدمها السلف والأئمة أوردها العلامة ابن القيم رحمه
الله تعالى في كتابه " إغاثة اللهفان "

وأحضر سفيان الثوري إلى مجلس الخليفة المهدي فاستحسنه ، فأراد الخروج فقال الخليفة لا بد أن
تجلس فحلف الثوري على أنه يعود فخرج وترك
نعله عند الباب ، وبعد قليل عاد فأخذ نعله وانصرف فسأل عنه الخليفة فقيل له إنه حلف أن يعود فعاد
وأخذ نعله
رد مع اقتباس