بسم الله الرحمن الرحيم
سؤال من الجزائر
كيف يتعامل الأستاذ السلفي في الإضرابات القانونية التي تقام
وأمر محرج أن يشار إليه بالخيانة، فماذا تنصحنا ؟
أجاب الشيخ ماهر بن ظافر القحطاني حفظه الله
درس شرح كتاب التوحيد للإمام المجدد رحمه الله
السبت 26/ذو القعدة/1430هـ الموافق 13/11/2009م
سائلٌ من الجزائر
آش بالإضرابات أو الضَّرائب يقصد؟..
على كلِّ حالٍ..الإضراب عن العمل؟.. التَّوقُّف عن العمل معصيةٌ لوليِّ الأمرِ، إذا كان يعملُ في الحكومةِ، أجير، لأنَّ هذا يُعطِّلعملهُ، يُفسدُ ولا يُصلحُ، وليُّ الأمرِ مانع هذه الإضرابات لأنَّه تُؤدِّي إلى مفاسدٍ وانقلاباتٍ على وليِّ الأمرِ وفتنٍ، فهي هذه الإضراباتُ والمظاهراتُ كلُّها من عملِ الشَّيطانِ لأنَّها تُؤدِّي إلى مفاسد؛ فإنَّ مثلًا هذه التِّي تُسمَّى آش؟ ، التِّي يستمعون هكذا ويرفعون اللَّوحات ويصرخون.. مظاهرات، إمَّا لتكون لتحقيقِ أمرٍ تعبُّديٍّ فهيَ بدعةٌ، لذلك أنكرُ على عائض القرني لمَّا ذَكَرَ في الجزائر كالمتحمِّس وهو في المحاضرة "وخرجت مليون امرأة"، يقول، "متظاهرةً بسبب الحجاب" مُقرًّا مُشجِّعًا، هذا غلط لأنَّ هذا فيه فساد أن يمشون في الشَّوارع ويصرخن، فتنٌ عظيمةٌ، وشهوةٌ، ودعوةٌ للشَّهواتِ هذه؛ ثمَّ أنَّ هذا مُحدثٌ، ما فعلوه الصَّحابة لبيان الحقِّ للحاكم، أنَّ النَّبي صلَّى الله عليه وسلَّم ماذا قال { مَنْ كَانَ لَهُ نَصِيحَة عِنْدَ سُلْطَانٍ فَلَا يُبْدِهَا عَلَانِيَّةً }[1] والآن الإضرابَ يُبدوهُ علانيَّةً معترضينَ عن الحاكمِ ويجتمعونَ في مكانٍ ويصيحونَ، عندهم لوحات، و تيهٌ سبحان الله، لا صلاةَ ولا أثر عبادة عليهم، تجدهم فيه تيهٍ وهم يطفونَ بالشَّوارعِ، ما يأكلون، وكُلَّه في سبيلِ الشَّيطانِ، يُزيِّنُ لهم الشَّيطانُ سوءَ عملهِ، سبحان الله، حتَّى رأوه حسنًا. وإذا سألت ما سرِّ التَّجمعات هذه، يدعون بعضهم بعض في الجوَّال "والله عندنا اجتماع كذا"؛ ولم تسلم مملكتنا منهم، ممَّن تأثُّر بفكرهم، عندهم شيء اسمه "اعتصام"، ما هو؟، يتنادون في رسائل الجوَّال أنَّ الاعتصام في مسجد خديجة (-) أو في كذا، ما هو؟ يأتي شباب كلَّهم في صمت، "واش عندكم؟"، يقولون "نحن معتصمون"، "لآش؟؟"، "اعتصام بالكتاب والسُّنَّة"، أيـه هذا يقتضي أن تنصح الحاكم في مجلسه إذا اعتصمت بالكتاب والسُّنَّة، أن تعتصم برأي المسعدي فهذا لا يُعتصم برأيهِ لأنَّ ابن تيميَّة يقول (( مَنْ اتَّخَذَ رَجُلًا غَيْرَ رَسُولِ اللهِ يُوَالِي وَيُعَادِي بِهِ كَانُوا ك﴿ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا ﴾ )) فتُوالي وتُعادي مع المسعدي، أمرك أن تعتصم في مسجد كذا ثمَّ تذهب كلُّكم في صمت، ما حد يتكلَّم، ثمَّ يسأل ما سرُّ قعودهم ينتظرون محاضرة وإلَّا آش؟، يقول "معتصمون"، "لآش؟"، "لا يقولون الكتاب والسُّنَّة"؛ ولو كانوا كذلك لعملوا بحديث ابن أبي عاصم { مَنْ كَانَ لَهُ نَصِيحَة عِنْدَ سُلْطَانٍ فَلَا يُبْدِهِ عَلَانِيَّةً }، { مَنْ رَأَى مِنْ أَمِيرِهِ شَيْئًا } في صحيح البخاري من حديث ابن عبَّاس { فَلْيَصْبِرْ عَلَيْهِ }، هذا ما صَبَرَ، اعتصم، اعتصامٌ بدعيٌّ هذا.
وإذا كانت المظاهرة لأمرٍ دُنيويٍّ في صلاة الرَّاتبِ هذا تشبُّه بالكُفَّار والفُسَّاق و {مَنْ تَشَبَّهَ بِقَوْمٍ فَهُوَ مِنْهُمْ } ومعصيةٌ لوليِّ الأمرِ لأنَّه ما يُريدُ هذا؛ فتركُ العملِ شيءٌ يُؤدِّي إلى هذا، إلى شيءٍ مثل هذا..
(هو يقول في الجزائر مسموح به، في قانونهم، ويقول القيام بمظاهرةٍ سلميَّةٍ جائزٌ)
طيِّب لو سمحت لهم الجزائر يخرجون مظاهرة سِلميَّة يُعبِّروا عن رأيهم، هل سمحت الشَّريعة بالتَّشبةِ بالكُفَّار؟، ما سمحت، النَّبي صلَّى الله عليه وسلَّم قال {مَنْ تَشَبَّهَ بِقَوْمٍ فَهُوَ مِنْهُمْ }، هم ليسوا آلهة يَشرعُون كما شاءوا، "يالَّا سمحنا لكم بالمظاهرة، تظاهروا"، لآش؟، كامنٌ عقليٌّ، يُخفِّف عن الشَّعب، أحسن ما آش؟.."خلِّه يصيح بالشَّوارع أحسن ما ينقلب علينا" وكذا...هذا كلام باطلٌ.
[1]عن عياض بن غنيم رضي الله عنه قال(( قال رسول الله {مَنْ أَرَادَ أَنْ يَنْصَحَ لِذِي سُلْطَانٍ فَلَا يُبْدِهِ عَلَانِيَّةً وَلْيَأْخُذْ بِيَدِهِ فَإِنْ سَمِعَ مِنْهُ فَذَاكَ وَإِلَّا كَانَ أَدَّى الذِّي عَلَيْهِ } )). حديث صحيح رواه أحمد وابن أبي عاصم والحاكم والبيهق يوصححه الألباني