عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 15-11-2009, 12:23PM
ماهر بن ظافر القحطاني ماهر بن ظافر القحطاني غير متواجد حالياً
المشرف العام - حفظه الله -
 
تاريخ التسجيل: Sep 2003
الدولة: جدة - حي المشرفة
المشاركات: 5,146
إرسال رسالة عبر مراسل ICQ إلى ماهر بن ظافر القحطاني إرسال رسالة عبر مراسل AIM إلى ماهر بن ظافر القحطاني إرسال رسالة عبر مراسل Yahoo إلى ماهر بن ظافر القحطاني
افتراضي بيان علة حديث إرادة النبي صلى الله عليه وسلم الانتحار والتردي من شواهق الجبال

بسم الله الرحمن الرحيم

قال العلامة أبو عبد الرحمن محمد ناصر الدين الألباني -رحمه الله تعالى- في:
"دفاع عن الحديث النبوي والسيرة في الرد على جهالات الدكتور البوطي في كتابه فقه السيرة"([2]) (ص40-42) :


(قال [البوطي] ( 1/55 ):
"وجزع النبي صلى الله عليه وسلم بسبب ذلك جزعاً عظيماً حتى أنه كان يحاول -كما يروي الإمام البخاري- أن يتردى من شواهق الجبال".

قلت: هذا العزو للبخاري خطأ فاحش ، ذلك لأنه يوهم أن قصة التردي هذه صحيحة على شرط البخاري ، وليس كذلك ، وبيانه أن البخاري أخرجها في آخر حديث عائشة في بدء الوحي الذي ساقه الدكتور (1/51-53) وهو عند البخاري في أول "التعبير" (12/297-304فتح) من طريق معمر : قال الزهري : فأخبرني عروة عن عائشة . . . فساق الحديث إلى قوله : (وفتر الوحي) وزاد الزهري : (حتى حزن النبي صلى الله عليه وسلم - فيما بلغنا - حزناً غدا منه مراراً كي يتردى من رؤوس شواهق الجبال فكلما أوفى بذروة جبل لكي يلقى منه نفسه تبدى له جبريل ، فقال : يا محمد إنك رسول الله حقاً ، فيسكن لذلك جأشه وتقر نفسه فيرجع ، فإذا طالت عليه فترة الوحي غدا لمثل ذلك ، فإذا أوفى بذروة جبل تبدى له جبريل فقال له مثل ذلك).
وهكذا أخرجه بهذه الزيادة أحمد (6/232-233) وأبو نعيم في "الدلائل" (ص 68-69) والبيهقي في "الدلائل" (1/393-395) من طريق عبد الرزاق عن معمر به .
ومن هذه الطريق أخرجه مسلم (1/98) لكنه لم يسق لفظه وإنما أحال به على لفظ رواية يونس عن ابن شهاب وليس فيه الزيادة وكذلك أخرجه مسلم وأحمد (6/223) من طريق عقيل بن خالد : قال ابن شهاب به دون الزيادة . وكذلك أخرجه البخاري في أول الصحيح عن عقيل به.
قلت : ونستنتج مما سبق أن لهذه الزيادة علتين :
الأولى : تفرد معمر بها دون يونس وعقيل فهي شاذة .
الأخرى : أنها مرسلة معضلة ، فإن القائل : (فيما بلغنا) إنما هو الزهري كما هو ظاهر من السياق ، وبذلك جزم الحافظ في "الفتح" (12/302) وقال : (وهو من بلاغات الزهري وليس موصولاً)
قلت : وهذا مما غفل عنه الدكتور أو جهله ، فظن أن كل حرف في "صحيح البخاري" هو على شرطه في الصحة! ولعله لا يفرق بين الحديث المسند فيه والمعلق! كما لم يفرق بين الحديث الموصول فيه والحديث المرسل الذي جاء فيه عرضاً كحديث عائشة هذا الذي جاءت في آخره هذه الزيادة المرسلة .
واعلم أن هذه الزيادة لم تأت من طريق موصولة يحتج بها كما بينته في "سلسلة الأحاديث الضعيفة"([3]) برقم (4858) وأشرت إلى ذلك في التعليق على "مختصري لصحيح البخاري" (1/5)([4]) يسر الله تمام طبعه .

وإذا عرفت عدم ثبوت هذه الزيادة فلنا الحق أن نقول إنها زيادة منكرة من حيث المعنى لأنه لا يليق بالنبي صلى الله عليه وسلم المعصوم أن يحاول قتل نفسه بالتردي من الجبل مهما كان الدافع له على ذلك وهو القائل : (من تردى من جبل فقتل نفسه فهو في نار جهنم يتردى فيها خالداً مخلداً فيها أبداً) أخرجه الشيخان وغيرهما وقد خرجته في "تخريج الحلال والحرام" برقم (447).).
وينظر "الضعيفة" (3 /160-163).

فجزى الله شيخنا ناصر الالباني خيرا عن الاسلام واهله والبائس من يطعن في أهل الحديث وقد
قيل من أراد بأهل الحديث شرا مكربه)


ـــــــــــــ
__________________
ماهر بن ظافر القحطاني
المشرف العام على مجلة معرفة السنن و الآثار
maher.alqahtany@gmail.com
رد مع اقتباس