بسم الله الرحمن الرحيم
سؤال من فلسطين
هل إسدال الحجاب على وجهي يبطل الصلاة ؟
أجاب الشيخ ماهر بن ظافر القحطاني حفظه الله
درس الفجر في شرح أصول الفقه ومصطلح الحديث
الخميس 24/ذي القعدة/1430هـ الموافق 12/11/2009م

التفريغ الحمد لله رب العالمين والعاقبة للمتقين أما بعد
فتغطية المرأة وجهها في الصلاة ما دام ليس هناك رجال والتقرب إلى الله بذلك محدث. فهي تكشف وجهها إلا إذا كان في المحل أجنبي فلا تتقرب إلى الله بشيء ما فعله السلف، لكن لو غطت وجهها ما تبطل الصلاة، لأن النهي كما سيأتيكم في أصول الفقه: إذا تسلط النهي على العبادة يدل على فسادها فقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: " لا يصلين أحدكم وليس على عتقيه " أوفي رواية النسائي: " وليس على عاتقه " لا يصلينَّ، فإذا صلى وهو عاري الكتفين على مذهب بطلت الصلاة لأنه خاطب إيش هذا؟ ، أما قال: " من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد " فهو إيش؟ فهو رد، كنت قبل نحو سبعة عشر سنة تأولت تأولا واجتمعنا فيه أذكر مع بعض أهل العلم فخرجنا بهذا التأول ثم رجعت عنه، كنت أظن أن الذي يفعل بدعة في الصلاة أن صلاته تبطل مثل هذه البدعة من تغطية الوجه، لما؟ لأن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: " من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه -فإيش؟ فهو-فهو رد " كمن قال مثلا أو ابتدع فظن فعل فعل في الصلاة فابتدع فيه فكنت أظن أن قوله: " فهو رد " أي أن التكوين هذا للعبادة لما أراد فيها بدعة، صفة العبادة كلها مردودة مفهوم؟ فكنت أحمل " فهو رد " على إيش؟ على العبادة، لأن تكوينها أصبح مبتَدَعا من جهة الوصف الجُمْلِي لها، حتى تفطنت فيما بعد أن الرد يعود إلى إيش؟ إلى ذات البدعة مع بقاء صحة الصلاة، مع أن اللفظ محتمل: " من أحدث في أمرنا " أحدث في الصلاة ما دام 02:27 إلى 02:28 غير مفهوم الشكر فرضا، يحتمل أن يرد أن الصلاة كلها تصبح مردودة لأن الأمر هذا مُحْدِث فيه، ويحتمل أن ذات إيش؟ الفعل هو المردود مع صحة الصلاة.
طيب إذا احتمل الأصل صحة الصلاة ولا لا؟ صحة الصلاة، فكذلك نقول لهذه المرأة نقول لها: إذا غطيتِ وجهكِ تقربا إلى الله ولم يفعل هذا السلف فهي بدعة في الصلاة لكن لا تبطل الصلاة تبقى الصلاة صحيحة نعم تبقى الصلاة صحيحة.
وهكذا وقدوتنا الأئمة كلما ظهر لهم حق رجعوا إليه فهذا بن تيمية قال رحمه الله: كنت أؤذن وأنا ماض إلى مزدلفة في إبش؟ على البعير إذا دخل الوقت -أظنه قال البعير- ثم تفطنت أن النبي ما أذن حتى إيش؟ كان في مزدلفة يعني على غير بعير، لعله الآن وِحْنا ماشيين لمزدفة دخل وقت المغرب يقوم واحد في الباص: الله أكبر.. يؤذن نعم لأنه دخل وقت المغرب. يقول: ثم تأملت فوجدت أن النبي ما أذن وإن دخل وقت افي الطريق إلا لما نزل إيش؟ مزدلفة هنا أذن فرجعت، فهكذا ينبغي أن يكون ديدن المسلم كلما ظهر له الحق يرجع إليه.