عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 16-10-2009, 06:46AM
أبو أحمد زياد الأردني
عضو غير مشارك
 
المشاركات: n/a
28

بسم الله الرحمن الرحيم
سؤال من الجزائر
ما حكم القول: ((توكلت على الله ثم عليك)) ؟
أجاب الشيخ ماهر بن ظافر القحطاني حفظه الله
درس شرح كتاب صحيح البخاري رحمه الله
الخميس 26/شوال/1430هـ الموافق 15/10/2009

للتحميل

تفريغ الأخت الفاضلة أم عبد الله السنية -جزاها الله خيرا-

هذا القولُ لا يجوز، لأنَّ التَّوكل عملُ القلبِ فهو خاصٌّ بالله، قال الحافظ بن حجر (( التَّوَكُّلُ تَرْكُ النَّظَرِ فِي الْأَسْبَابِ بَعْدَ عَقْدِهَا وَالْاعْتِمَادُ بِالْقَلْبِ عَلَى رَبِّ الْأَرْبَابِ سُبْحَانَهُ )) أو كما قال.
فالتَّوكل فيه عملُ القلبِ فهو خاصٌّ بالله فلا يجوز أن يقول "توكَّلت على الله ثمَّ على فُلان"، لا يجوز، نعم.
لو قال "توكَّلت على الله ثمَّ وكَّلت فُلان ليعمل بدل منِّي كذا وكذا" "وكَّلته" لكن "التَّوكل" خاصٌّ فلا يُجمعُ بالعطف بالواو ولا ب"ثمَّ".
أمَّا الأمور التي غير خاصَّة مثل أن يقول "ما شاء الله ثمَّ شِئت" هذا لا بأس به لأنَّ هذا ليس خاصّ لأنَّ النَّبي صلَّى الله عليه وسلَّم قال له يهودي كما عند النّسائي أو غيره { إِنَّكُمْ تُشْرِكُونَ } وفي رواية { تُنَدِّدُونَ تَقُولُونَ "مَا شَاءَ اللهُ وَشِئْتَ" }، فقال { قُولُوا "مَا شَاءَ اللهُ ثُمَّ شِئْتَ" } هذا يجوز لأنَّه ليس خاصّ، نعم. المشيئة كما قال الله تعالى مُبيِّناً ليست خاصَّةً ﴿ وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَن يَشَاءَ اللَّهُ ﴾ [الإنسان: 30] فللعبد مشيئة وله مشيئة؛ فيجوزُ حينئذٍ التَّرتيبُ بـ "ثمَّ" فيها، "ما شاء الله ثمَّ شئت" لأنَّ الله أثبت للعبد مشيئة لكن التَّوكلُ خاصٌّ بالله فلا يجوزُ فيه إدراج العطفِ في التَّعقيبِ الذي هو حتَّى يُفيد التَّراخِي كـ "ثمَّ"، والأشنع الواو، فهذا وهذا لا يجوز.

التعديل الأخير تم بواسطة أم سلافة ; 04-01-2011 الساعة 04:34AM سبب آخر: تنسيق
رد مع اقتباس