عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 02-10-2009, 04:00PM
ابو محمد عبدالدائم الأثري ابو محمد عبدالدائم الأثري غير متواجد حالياً
مفرغ صوتيات - وفقه الله -
 
تاريخ التسجيل: Jan 2008
المشاركات: 413
افتراضي قصيدة "انا العبد"

بسم الله الرحمن الرحيم

"قصيدة أنا العبد"
لأبن مالك (600 - 672 هـ،)
هو جمال الدين محمد بن عبدالله بن عبدالله بن مالك.


************************************
أنا العبد الذي كسب الذنوبَ *** وصدته المعاصي أن يتوبَ

أنا العبد الذي أضحى حزيناً
*** على زلاته قلقاً كئيبا

أنا العبد الذي سطرت عليه
*** صحائف لم يخف فيها الرقيبَ

أنا العبد المسيء عصيت سراً
*** فمالي الآن لا أبدي النحيبَ

أنا العبد المفرط ضاع عمري
*** فلم أرع الشبيبة والمشيبَ

أنا العبد الغريق بلج بحرٍ
*** أصيح لربما ألقى مجيبا

أنا العبد السقيم من الخطايا
*** وقد أقبلت ألتمس الطبيبَ

أنا العبد المخلف عن أناسٍ
*** حووا من كل معروفٍ نصيبا

أنا العبد الشريد ظلمت نفسي
*** وقد وافيت بابكم منيبا

أنا العبد الحقير مددت كفي
*** إليكم فادفعوا عني الخطوبَ

أنا الغدار كم عاهدت عهداً
*** وكنت على الوفاء به كذوبا

أنا المهجور هل لي من شفيعٍ
*** يكلم في الوصال لي الحبيبَ

أنا المضطر أرجو منك عفواً
*** ومن يرجو رضاك فلن يخيبَ

أنا المقطوع فارحمني وصلني
*** ويسر منك لي فرجاً قريبا

فوا أسفي على عمرٍ تقضى
*** ولم أكسب به إلا الذنوبَ

وأحذر أن يعاجلني مماتٌ
*** يحير لهول مصرعه اللبيبَ

ويا حزناه من نشري وحشري
*** ليومٍ يجعل الولدان شيبا

تفطرت السماء به ومارت
*** وأصبحت الجبال به كثيبا

إذا ما قمت حيراناً ظميا
*** حسير الطرف عرياناً سليبا

ويا خجلاه من قبح اكتسابي
*** إذا ما أبدت الصحف العيوبَ

وذلة موقفٍ لحساب عدلٍ
*** أكون به على نفسي حسيبا

ويا حذراه من نار تلظى
*** إذا زفرت فأقلعت القلوبَ

تكاد إذا بدت تنشق غيظاً
*** على من كان معتدياً مريبا

فيا من مدّ في كسب الخطايا
*** خطاه أما بدا لك أن تتوبا

ألا فاقلع وتب واجتهد فإنا
*** رأينا كل مجتهدٍ مصيبا

وأقبِل صادقاً في العزم واقصد
*** جناباً ناضراً عطراً رحيبا

وكن للصالحين أخاً وخلاً
*** وكن في هذه الدنيا غريبا

وكن عن كل فاحشةٍ جباناً
*** وكن في الخير مقداماً نجيبا

ولاحظ زينة الدنيا ببغضٍ
*** تكن عبداً إلى المولى حبيبا

فمن يخبر زخارفها يجدها
*** مخادعةً لطالبها حلوبا

وغض عن المحارم منك طرفاً
*** طموحاً يفتن الرجل الأريبَ

فخائنة العيون كأسد غابٍ
*** إذا ما أهملت وثبت وثوبا

ومن يغضض فضول الطرف
عنها*** يجد في قلبه روحاً وطيبا

ولا تطلق لسانك في كلامٍ
*** يجر عليك أحقاداً وحوبا

ولا يبرح لسانك كل وقتٍ
***** بذكر الله ريّاناً رطيبا

وصل إذا الدجى أرخى سدولاً
*** ولا تكن للظّلام به هيوبا

تجد أجرأ إذا أدخلت قبراً
*** فقدت به المعاشر والنسيبَ

وصم مهما استطعت تجده رياً
*** إذا ما قمت ظمآناً سغيبا

وكن متصدقاً سراُ وجهراً
*** ولا تبخل وكن سمحاً وهوبا

تجد ما قدمته يداك ظلاً
*** عليك إذا اشتكى الناس الكروبَ

وكن حسن الخلائق ذا حياءٍ
*** طليق الوجه لا شكساً قطوبا

فيا مولاي جد بالعفو وارحم
*** عبيداً لم يزل يشكي الذنوبَ

وسامح هفوتي وأجب دعائي
*** فإنك لم تزل أبداً مجيبا

وشفِّع فيّ خير الخلق طراً
*** نبياً لم يزل أبداً حبيبا

هو الهادي المشفّع في البرايا
*** وكان لهم رحيماً مستجيبا

عليه من المهيمن كل وقتٍ
*** صلاة تملأ الأكوان طيبا
******************
وهنا القصيدة صوتية
بصوت القارئ: طه الفهد

http://www.almtoon.com/uploads/taha/anaalabd.mp3
رد مع اقتباس