مجلة معرفة السنن والآثار العلمية

مجلة معرفة السنن والآثار العلمية (http://www.al-sunan.org/vb/index.php)
-   منبر الأسرة والمجتمع السلفي (http://www.al-sunan.org/vb/forumdisplay.php?f=22)
-   -   [مقال] لماذا يركز الحزبيون على الشيخ ربيع بالذات دون غيره من العلماء ؟؟ (http://www.al-sunan.org/vb/showthread.php?t=9854)

أم العبدين الجزائرية 27-01-2012 06:07PM

لماذا يركز الحزبيون على الشيخ ربيع بالذات دون غيره من العلماء ؟؟
 
لحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وعلى آله وصحبه وسلم أما بعد :

هنا سؤال كثير التردد على الأذهان وهو : لماذا يركز الحزبيون في حروبهم ضد السلفيين – في كل فتنة - على الشيخ ربيع حفظه الله دائماً دون غيره من العلماء ؟؟؟


قبل أن أجيبك أيها السلفي أذكرك ونفسي بكلام مؤرخ الإسلام الحافظ الذهبي رحمه الله كما في ميزان الاعتدال (3/46) : (( والكلام في الرجال لا يجوز إلا لتام المعرفة تام الورع )) هـ .


وقال في ( الموقظة ص82) أيضاً : (( والكلام في الرواة يحتاج إلى ورع تام ، وبراءة من الهوى والميل ، وخبرة كاملة بالحديث وعلله ورجاله )) اهـ .


وقال الحافظ رحمه الله في نزهته 190 : (( لا يقبل الجرح والتعديل إلا من عدل متيقظ )) اهـ .


أقول : لما كان الشيخ ربيع حفظه الله من هذا الصنف من الرجال ، الذين يرجع إلى أقوالهم في الجرح والتعديل ، وإلى أحكامهم في الناس ( هذا هو جواب السؤال المتقدم ) ، تحالف عليه أهل الزيغ والضلال ، والإفك والبهتان ، والمكر والخديعة ، وزحف بعضهم إلى بعض ، بدءًا بالإخوان المفلسين بفرعيهم البنائي والسروري القطبي ، ومروراً بجماعة التبليغ ، وبالحداد ، وبعدنان عرعور – أخبرني أحد الاخوة أنه رأى عدنان عرعور ذات مرة فذكر عنده الشيخ ربيع ، فكاد أن يصعق وانتفخت أوداجه وكادت أن تخرج رغوة من فيه – وبعبد الرحمن عبد الخالق ، وبالمغراوي ، وبالمليباري ، وبالمالكي حسن ، وغيرهم وغيرهم ممن استحكم فيهم الهوى ، وتشبع بالبدعة ، وارتوى بنار الفتنة ، حتى صار محمولاً على سفينة الهوى والضلال ، نعوذ بالله من الخذلان ، وانتهاءًا بالمأربي الذي رمى بثوب الحياء والتقوى ، (مميز ليدخل أبواب البدعة من أوسع أبوابها ، أسوة بأسلافه وأسياده من أمثال ) الجهلة والمبتدعة : حسن البنا ، سيد قطب ،الغزالي الهالك ،القرضاوي ( قصم الله ظهره ) ورحم الله الإمام الشاطبي القائل كما في كتابه الاعتصام (2/801) : (( لا تقع البدع من راسخ في العلم إنما تقع ممن لم يبلغ أهل الشريعة المتصرفين في أدلتها )) اهـ .


وفعلاً هؤلاء الجهلة أجهل من حمر أهلهم ، ولهذا قال أهل العلم والفضل كما في مختصر الصواعق 415 : (مميز (( إنما يؤتى الرجل من سوء فهمه أو من سوء قصده أو من كليهما ، فإذا اجتمعا كمل نصيبه من الضلال )) اهـ .)


فلو عرفت قدر نفسك يا أبا الحسن وقلت فيما لا تحسنه : لا أدري لأرحت واسترحت ، ولكن حب الظهور ا هو الذي قصم ظهرك !! نعوذ بالله من الفتنة والضلال .


يقول الحافظ ابن جماعة الكناني رحمه الله كما في تذكرة السامع والمتكلم 42: (( إنما يأنف من قول " لا أدري " (مميز من ضعفت ديانته ، وقلت معرفته ، ) لأنه يخاف من سقوطه من أعين الحاضرين . وهذه جهالة ، ورقة دين ، وربما يشتهر خطؤه بين الناس فيقع فيما فر منه ، ويتصف عندهم بما احترز منه )) اهـ .


وهذا هو الإمام الشعبي رحمه الله على رفعة قدره ، وتنوع علومه ، وعظم منزلته في الإسلام ، والذي يقول فيه أبو مِجْلَز رحمه الله كما في السير (4/299) : (( ما رأيت أحداً أفقه من الشعبي ، لا سعيد ابن مسيب ، ولا طاووس ، ولا عطاء ، ولا الحسن ، ولا ابن سيرين ، فقد رأيت كلهم )) اهـ .


والذي يقول فيه أيضاً ابن عيينة رحمه الله كما في السير (4/300) : (( علماء الناس ثلاثة : ابن عباس في زمانه ، والشعبي في زمانه ، والثوري في زمانه )) اهـ .


يقول عنه الصلت بن بهرام ( السير 4/302) واصفاً إياه : (( ما بلغ أحد مبلغ الشعبي ، أكثر منه يقول لا أدري )) اهـ .


لماذا لا تتدبر يا أبا الحسن كلام إمام الأئمة الحافظ ابن خزيمة رحمه الله كما في كتابه

التوحيد 215 حيث يقول : : (( وقد أعلمت ما لا أحصي من مرة أني لا أستحل أن أموه على طلاب العلم بالاحتجاج بالخبر الواهي ، (مميز وأني أخاف من خالقي جل وعلا إذا موهت ) على طلاب العلم بالاحتجاج بالأخبار الواهية ، وإن كانت الأخبار الواهية حجة لمذهبي )) اهـ .

والله لا نجد وصفاً أليق بحالك من كلام الإمام ابن بطة رحمه الله كما في الإبانة (1/118) حيث يقول

فيه : (( قد بلغ من فتنة أحدهم وتمكن الشك من قلبه أنك تراه يحتج على خصمه بحجة قد خصمه
بها وهو نفسه من تلك الحجة في شك ، ليس يعتقدها ولا يجهل ضعفها ولا ديانة له فيها إن عرضت له من غيره حجة هي ألطف منها انتقل إليها (مميز فدينه محمول على سفينة الفتن يسير بها على بحور المهالك يسوقها الخطر ويسوسها الحيرة ) وذلك حين رأى عقله أملى بالدين واضبط له وأغوص على الغيب وأبلغ لما يراد من الثواب من أمر الله إياه ونهيه وفرائضه الملجمة للمؤمنين
عن اختراق السدود والتنفير عن غوامض الأمور والتدقيق الذي قد نهيت هذه الأمة عنه إذ كان سبب هلاك الأمم قبلها وعلة أخرجها من دين ربها وهؤلاء هم الفساق في دين الله المارقون منه
التاركين لسبيل الحق المجانبون للهدى …… فكفى بهم خزياً سقوطهم في عيون الصالحين يقتصر فيهم على ما قد لزمهم في الأمة من قالة السوء وألبسوا من أثواب التهمة واستوحش منهم المؤمنون ونهى عن مجالستهم العلماء وكرهتهم الحكماء واستنكرتهم الأدباء وقامت منهم فراسة البصراء شكاكون جاهلون ووسواسون متحيرون فإذا رأيت المريد يطيف بناحيتهم فاغسل يدك منه ولا تجالسه )) اهـ .

قلت : رحم الله هذا الإمام السني فهذه هي الحقيقة حيث استوحش منك المؤمنون ، ونهى عن مجالستك العلماء ، وكرهك الحكماء ، واستنكرك الأدباء ، فإذا رأينا أحد يطوف بناحيتك غسلنا أيدينا منه وكبرنا عليه أربعاً .


وأما الشيخ ربيع – حفظه الله – فلقد حفظه الله ونصره الله على أعدائه ، ورفع من قدر ، واستفاد الناس من كتبه ، وعكفوا عليها ، حتى صارت المرجع في هذا الشأن ، بخلاف كتبك التي هجرها الناس ، وفروا منها حفاظاً على دينهم ، حتى أصبحت دور النشر تتبرأ منها ، نعوذ بالله من الهوى والضلال .


هذا والله أعلم وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم .


وكتبه أبو عبد الرحمن محمود محمد عفا الله عنه .


المصدر


Powered by vBulletin®, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd

 


Security team