وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال صعد رسول الله صلى الله عليه وسلم المنبر فنادى بصوت رفيع فقال يا معشر من أسلم بلسانه ولم يفض الإيمان إلى قلبه لا تؤذوا المسلمين ولا تتبعوا عوراتهم فإنه من تتبع عورة أخيه المسلم تتبع الله عورته ومن تتبع الله عورته يفضحه ولو في جوف رحله
ونظر ابن عمر إلى الكعبة فقال ما أعظمك وما أعظم حرمتك والمؤمن أعظم حرمة عند الله منك
وقال في القرآن بل هو قرآن مجيد في لوح محفوظ
في صحف مطهرة مرفوعة مكرمة بأيدي سفرة كرام برره
فللقرآن ميزة معنوية على كتب العلم من الحديث وشروح الفقهاء
ولذلك كان البخاري يرفعه حسيا فيبدأ في ترجمة الباب بالآية ثم الحديث واقوال الفقهاء
وعليه فالأدب يقتضي رفع القرآن من حيث رفعه الله بأن يوضع في الأعلى من كتب العلم فهو كلام الله المتعبد بتلاوته المتحدى بأقصر سورة منه المعجزة الخالدة الدالة على صدق ماجاء به محمد صلى الله عليه وسلم وهو ناسخ لكل الكتب قبله التوراة والانجيل والزبور والصحف وغيرها مما لم يقص علينا
فله ميزة على الحديث من هذه الأوجه والا فالحديث كما قال حسان بن عطية كان جبريل ينزل به كما ينزل بالقرآن فيقدم على الحديث معنا على ماتقدم وحسا فيبدأ الفقيه المحدث كالبخاري بالاستدلال بالآيات ثم الحديث واقوال الفقهاء
ويرفع المصحف في الترتيب فلايجعل فوقه شيء أدبا فهو مهيمن على الكتب المنزلة قبله