مجلة معرفة السنن والآثار العلمية

مجلة معرفة السنن والآثار العلمية (http://www.al-sunan.org/vb/index.php)
-   منبر الرقائق والترغيب والترهيب (http://www.al-sunan.org/vb/forumdisplay.php?f=30)
-   -   [مقال] ادرك نفسك أيها اللبيب بالهداية الحق ودع عنك التاويلات الفاسدة والهدللشخ ماهر القحطاني (http://www.al-sunan.org/vb/showthread.php?t=10357)

غسان بن أحمد بن عفي 04-12-2013 04:48PM

ادرك نفسك أيها اللبيب بالهداية الحق ودع عنك التاويلات الفاسدة والهدللشخ ماهر القحطاني
 
بسم الله الرحمن الرحيم

ادرك نفسك أيها اللبيب بالهداية الحق ودع عنك التاويلات الفاسدة والهداية المزيفة الكاسدة

الحمدلله وحده والصلاة والسلام على من لانبي بعده أمابعد

فأن الله سبحانه وتعالى لم يبتلي عبدا قط بعقوبة أشد من موت قلبه
فانه ليس لجرح ميت إيلام كماقيل
فان من فوائد القلب الحي العامر بالايمان والسنة بحثه عن الحق
وجده واجتهاده في طلبه لقوله سبحانه يايحيى خذ الكتاب بقوة اي بجد واجتهاد
ولو خالف هواه وعرف أهله
وبلده ومبتغاه
بل وعزيمته على العمل به عند ظهوره واشراق شمس العلم النافع الموروث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم به فاذا ظهرت أماراته وترجحت مقدماته
التزمه بلاتردد وتعنت واستشكال وانتظار معرفة حكمة اوعلة او خوف رد من سفيه متطاول او غفلة عالم عاقل لم يبلغه فتركه فلم يكن له اخذ او له لغيره ناقل
فإذا تأول صاحب القلب الحي ففاته الاخذ به وخالف أمر النبي أو الصحابة فانه سرعان مايألم ويطلب الفيئة والتوبة مما غم قلبه به من ذلكم الالم
لان قلب قد احياه الله بنور التوحيد واتباع سنة سيد العبيد
قال تعالى أفمن كان ميتا فأحييناه وجعلنا له نورا يمشي به في الناس
كمن مثله في الظلمات ليس بخارج منها
فحياته بمعرفة الوحي قوت القلوب والعمل به مخلصا لعلام الغيوب
وليس بجعل الحق شيعا يبتذل طائفة منه فيزهد فيه ويزهد وهي التي تخالف هواه فيدعها وأخرى توافق هواه فليتزمها
يذبح المخالفين لهواه بالتعيير والذم والتنقص والتهم الباطله والشبه الداحضة
ويستحيي تاركا لهم بل مكرما للموافقين له ولو خالفوا الحق
والسنة واثار الصحابة

وذلك يكون لان هواه هو مبتغاه وليس الحق الذي انزل من الذي خلقه فسواه سبحانه
فعجبا ممن يبكي على من مات بدنه
ولايبكي على من مات قلبه وهوأشد
فصاحب القلب الميت
اذا واقع هواه معصية خالقة بشبهة او شهوة أو هو متبع
سارع اليه فمن نصحه من أهل الحق
تاول التاويلات الفاسدة في رده
ولايحس بالم مفارقة الحق كما هو شأن صاحب القلب الحي
بل كل ماحسنه عقله وهواه وعرف اصحابه وجلساءه ومناصريه فهو الحق الذي لايتغير ولايتبدل
ولكانه بمثابة النص القراني

وقد قال البربهاري في شرح السنة
واعلم أن الحق إنما جاء من قبل الرب تبارك وتعالى
فلم يأتي على عقول الرجال
قال الشافعي من حسن فق شرع
قال تعالى
ام لهم شركاء شرعوا لم من الدين مالم ياذن به الله

وقد قال الامام مالك او غيره
ثلاث لايؤخذ عنهم العلم واذكر منهم رجل روجع بالحق فلم يرجع او كما قال

لان اصراره على الباطل وقد علم الحق نصرة لجاهه وخوفا من سقوط سلطانه يدل على ضعف التوحيد،واستحكام الهوى ومعاندة امر رب العبيد


فلو احيا قلبه بتدبر صفاته وعظيم الاءه ونعمه واياته الدالة على عظمته لما عصاه واتبع هواه وترك الحق بعد ماتبين
كما قال بشر الحافي
لو عظم الناس ربهم حق عظمته لماعصوه



فاعلم ياصاحب السنة أن لرد الحق وعدم قبوله اسباب فتدبرها واتقيها
يثبتك الله
قال تعالى
ولو انهم فعلوا مايوعظون به لكان خيرا لم واشد تثبيتا

الأول - الكبر
وعرفه النبي صلى الله عليه وسلم ببطر الحق اي رده بعدما تبين وترك التراجع اليه
وغمص الناس أي احتقارهم وازدراءهم
وليس بالمتكبر الذي يلبس انيق الثياب وجميل المركب والنعال
وعلاجه ان يعلم الانسان مما خلقه الرحمن
كما قال تعالى أولم يرى الانسان أنا خلقناه من نطفة فإذا هو خصيم مبين

ويذكر ان عليا رأى رجلا متكبرا
فقال ياهذا علام الكبر
اولك نطفة مذرة واخرك جيفة قذرة وبين ذلك تحمل العذرة
تنطق بلحمة وتنظر بشجمة
وتسمع بعظمة
وليعلم انه كما قال النبي صلى الله عليه وسلم قال لايدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر

فالكبر مانع لقبول الحق والرضى به


والسبب الثاني : اتباع الهوى
قال تعالى فان لم يستجيبوا لك
فاعلم انما يتبعون أهواءهم ومن أضل ممن اتبع هواه
وسبب ايتحكام الهوى ضعف اليقين والتعلق بالمخلوقين من دون رب العالمين ونسيان الموات وسكراته والقبر وظلماته والاخرة واحوالها الشديدة
قال تعالى فأما من خاف مقام ربه ونهى
النفس عن الهوى فان الجنة هي
المأوى


الثالث - صاحب السوء ومدحته
فان تزين صاحب السوء وثناءه على المخالف للحق
سبب عظيم لمخالفته
ولما مدح رجل اخر عند رسول الله
صلى الله عليه وسلم
اخر قال قطعت عنق صاحبك او كما قال
قال تعالى عن الصاحب المغيب بالغفلة لاتباعه هوى صاحبه الذي دعاه اليه فاجابه بدعة او شركا او شهوة محرمة
مبينا ندمه لمصاحبته
ياليت بيني وبينك بعد المشرقين فبئس القرين

الرابع - الحزبية والتحزب و التعصب للمذهب او الاصحاب او القبيلة او الشيخ الذي افاد منه
وسببه الجهل او تبعية غريزة القطيع
وهي الانقياد الاعمى والتبعية الظلماء
فيظن ان الحق محصور بجهة لايخرج عنها
قال تعالى
اتخذوا احبارهم ورهبانهم اربابا من دون الله
قال ابو العالية اتدرون كيف بدأت الربوبية في بني اسرائيل
كان ياتيهم الامر من الله بكتبهم فيقولون علمائنا مانسبقهم بشيء
فاستظهروا اراء الرجال وتركوا كتاب الله وراء ظهورهم
فبدأت الربوبية فيهم
قال الامام احمد عجبت من اقوام قد عرفوا الاسناد وصحته
ويذهبون الى راي سفيان وفلان او كما قال
قال رحمه الله في قوله تعالى
فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب اليم

اتدري مالفتنة
الشرك يرد الرجل شيئا من السنة فيبتلى بالشرك
قال الشافعي واجمعت الامة من لدن رسول الله صلى الله عليه وسلم
ان من تبينت له سنة فليس له ان يدعها لقول احد كائنا من كان
واما الحزبية فشر سبب لرد الحق
فان صاحبها يظن ان الحق لايخرج عن فئته التي ينتمي اليها
فكان بينهم من اشتراك الاراء وجلسات الطعام والموادة والمناصرة
مااستحكمت من بعده حزبيتهم
فكل من لم يوافقهم مطرود وكل من يوافقهم مقدم محبوب
وانما حزبهم كله مربوب وليس ربا ولاهو الواحد المعبود
فكل مخالف فليس كان له وجود ليس المخالف للحق فلايهم
بل المخالف لحزبهم والذي نصبوا له مقالات يوالون ويعادون فيها من خالفها مبطل وان وافق الحق
ويلزمون بها ويهجرون ويحذرون ممن خالفها
فقاتل الله التاويلات الفاسدة
فانه يدافع عن هواه وحزبه
في صورة المدافعة عن الحق
فما اكثر المغرورين به حينئذ من الجهلة
وان جهنم لموعدهم اجمعين
ان لم يتوبوا من التحزب ويتحرروا للحق من الكتاب والسنة الذي انزلهما رب العالمين
بفهم السلف لابالمعوج من الافهام والتي ليست على الصراط المستقيم
فيامثبت القلوب ثبت قلوبنا على دينك
السبب الخامس- حب الدنيا وتعظيمها
وضعف اليقين بالاخرة ونسيان الموت والقبر والقيامة

قال تعالى بل تؤثرون الحياة الدنيا والاخرة خير وابقى
وقال كل نفس ذائقة الموت
وانماتوفون اجوركم يوم القيامة فمن زحزح عن النار وادخل الجنة فقد فاز وماالحياة الدنيا الا متاع الغرور
وروى البخاري في صحيحه ان هرقل عظيم الروم لماقرأ رسالة النبي صلى الله عليه وسلم وكاد ان يسلم وجمع بطارقته واهل مشورته وعرض عليه الاتباع للنبي صلى الله عليه وسام واغلق الابواب
حاصوا حيصة الحمر
فثبت على كفره ورجع عن الحق الذي اراده خشية ذهاب ملكه ودنياه وجاهه عند رفاقه واتباعه واهل مملكته
فمات كافرا


السابع التهاون بطاعة الرب واقتحام معصيته

قال تعالى فلما زاغوا ازاغ الله قلوبهم
وروى احمد في مسنده والبخاري
ان ابا بكر الصديق قال اني اخاف ان اخالف النبي صلى الله عليه وسلم في أمر فيزيغ الله قلبي
هذا وهو ابو بكر فكيف من دونه
ولو كان يدعي الصلاح والانتساب للسلف
فمخالفة الحق طريق لحرمانه وربما الخروج عن طريقه بالكلية
نسال الله الثبات
حتى الممات
قال تعال
ياايها الذين امنوا اتقوا الله حق تقاته ولاتموتن الا وانتم مسلمون
واعتصموا بحبل الله جميعا ولاتفرقوا واذكروا نعمة الله عليكم اذ كنتم اعداءا فالف بين قلوبكم فاصبحتم بنعمته اخوانا
وكنتم على شفا حفرة من النار فانقذكم منها كذلك يبين الله لك اياته لعلك تهتدون
وتقوى الله حق تقاته


ان يطاع فلايعصى وان يذكر فلا ينسى وان يشكر فلايكفر
روي نحوه عن ابن مسعود

ولن تجد الحق اذا اردته الا عند اهل الحديث والاثر الطائفة المنصورة الفرقة الناجية
اتباع السلف والسلف هم النبي صلى الله عليه وسلم واصحابه
فتعلم من علماءهم الراسخين وممن اثنوا عليهم في العلم والفقه والاعتقاد
وكانوا محلا للثناء
فخذ عنهم الحق بدليله
فمن ارد الحق وجده ومن ارد الباطل فقده واضاعه (اي الحق)

فاللهم اجعلنا كذلك
وجنبنا رد الحق بالتاويلات الفاسدة
وترك الرجوع اليه بعد ماتبين


ولاتجعلنا اللهم ممن يهدر اقوال ذوي العلم من اهل السنة والاثر لزلة لايسلم منها عالم او صاحب فقه


قال حكيم ابن حزام اياك وزيغة الحكيم فان الشيطان يتكلم
ولايثنيك ذلك عنه

خرجه النسائي

و قال بن القيم

"ومن له علم بالشرع والواقع يعلم

قطعا أن الرجل الجليل الذي له في

الإسلام قدم صالح وآثار حسنة

وهو من الإسلام وأهله بمكان قد

تكون منه الهفوة والزلة هو فيها

معذور بل ومأجور لاجتهاده؛ فلا
يجوز أن يُتَّبع فيها، ولا يجوز أن

تهدر مكانته وإمامته ومنزلته من

قلوب المسلمين

إعلام الموقعين
اقول وليس ذلك بلاشك لمن خالف اصلا وسار على معاداة اهل الحق ومخالفتهم

كتبه الشيخ ابو عبدالله ماهر بن ظافر القحطاني حفظه الله
الأربعاء 15-1-1435


Powered by vBulletin®, Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd