مجلة معرفة السنن والآثار العلمية

مجلة معرفة السنن والآثار العلمية (http://www.al-sunan.org/vb/index.php)
-   منبر القرآن العظيم وعلومه (http://www.al-sunan.org/vb/forumdisplay.php?f=21)
-   -   [ تفسير آيات من القرآن الكريم ]‎ (http://www.al-sunan.org/vb/showthread.php?t=10698)

ام عادل السلفية 12-11-2015 03:26AM

[ تفسير آيات من القرآن الكريم ]‎
 
بسم الله الرحمن الرحيم





تفسير الآية
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً*
يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً)


لمعالي الشيخ الدكتور / صالح بن فوزان بن عبدالله الفوزان
عضو اللجنة الدائمة للإفتاء وعضو هيئة كبار العلماء.


السؤال:
في بداية هذه الحلقة نريد تفسير قول الله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً* يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً)


الجواب:
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ،
الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، وَالصَّلاةِ وَ السَّلامُ عَلَى نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وأصَحْابِهِ أَجْمَعِينَ.



في هذه الآيات ينادي اللهُ عباده المؤمنين فيقول اللهُ - سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى -: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً) ، {اتَّقُوا اللَّهَ} أي إتخذوا بينكم وبين غضب الله وقاية، تقيكم من عذابه وذلك بالأعمال الصالحة، وتجنب المحرمات؛ هذه هى الوقاية لأداء الواجبات وتجنب المحرمات، طاعةً للهِ ولرَسُولهِ وإبتغاءً لثوابه- سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى ، وتقوى الله هى وصية الله للأولين والآخرين، كما قال - جَلَّ وَعَلاَ- (وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنْ اتَّقُوا اللَّهَ) { وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً}أصلحوا أقوالكم، وسددوا ألسنتكم ولا تقولوا الكلام المحرم من الشرك بالله - عَزَّ وَجَلَّ- والسباب والشتم وغير ذلك من الأقوال المُحرمة ومعظمها الأقوال الشركية، ودعاء غير الله - سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى – وهذا هو القول السديد، بخلاف القول الباطل .


ولا شك أن اللسان خطيرٌ جدًا إذا لم تحفظه يهلكك؛ كما قال - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: « وَهَلْ يُكِبُّ النَّاسَ عَلَى وُجُوهِهِمْ فِي النَّارِ أَوْ قَالَ عَلَى مَنَاخِرِهِمْ إِلَّا حَصَائِدُ أَلْسِنَتِهِمْ »، فعلى المسلم أن يحذر من زلات اللسان وخطرات الكلام، ويسدد أقواله، والتسديد هو الإصابة، يقول قولًا صوابًا لا يقول قولًا خطأً .


ثم بيَّن جزاء تسديد الأقوال؛ في قوله: {وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ}، {وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً}{وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ}فهذه هى عاقبة القول السديد، {وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً}}{وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ}.


{وَمَنْ يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً}فمن جملةِ طاعة الله ورَسُوله تسديد القول، وتجنيب الخطأ في القول، سائر القول المحرم ، ومعظمه الشرك بالله والسباب والشتم، وقول الزور . قال - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: «قَالَ مَنْ يَضْمَنْ لِي مَا بَيْنَ لَحْيَيْهِ» يعني اللسان، « وَمَا بَيْنَ رِجْلَيْهِ أَضْمَنْ لَهُ الْجَنَّةَ»، وأعظم ما يرد الناس النار: الفم والفرج، كما قال النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- على الإنسان يحفظ لسانه؛


أحفظ لسانكَ أيُّها الإنسانُ ***** لا يلدغنَّكَ إنهُ ثعبانُ
كم في المقابرِ من قتيلِ لسانهِ***** كَانْت تَهَابُ لقاءهُ الأقرانُ

فعلى المسلم أن يحفظ لسانه، ويسدد قوله، ويطيُب كلامه، فالكلام الطيب عاقبته طيبة، والكلام الخبيث عاقبته خبيثة، وأخطر ما على الإنسان لسانه وما يصدر منه، من الغيبة والنميمة والسباب والشتم وقول الزور وغير ذلك.



الملف الصوتي :

http://www.alfawzan.af.org.sa/sites/...iles/01_64.mp3


المصدر :

http://www.alfawzan.af.org.sa/node/15931










ام عادل السلفية 12-11-2015 03:41AM

بسم الله الرحمن الرحيم




تفسير الآية
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ
عَلَيْهَا مَلائِكَةٌ غِلاظٌ شِدَادٌ لا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ)


لمعالي الشيخ الدكتور / صالح بن فوزان بن عبدالله الفوزان
عضو اللجنة الدائمة للإفتاء وعضو هيئة كبار العلماء.


السؤال:

في تفسير قولِ الله - تَبَارَكَ وَتَعَالَى -: ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا
مَلائِكَةٌ غِلاظٌ شِدَادٌ لا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ) .



الجواب:ـ
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ،
الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، وصَلىَّ اللهُ وَسَلِّمْ عَلَى نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وأصَحْابِهِ أَجْمَعِينَ.



ينادي اللهُ - سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى - تشريفًا لهم، وتنبيهًا لهم، تشريفًا لهم بوصف الإيمان، الذي منَّ به عليهم، وتنبيهًا لهم على ما يجب عليهم، فيقول - جَلَّ وَعَلاَ-: ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ) أي اتخذوا وقاية، تقيكم من هذه النار، ( قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ) فلا يقتصر الإنسان على وقاية نفسه، بل يقي أهله وذلك بإلزام نفسه بطاعة الله وفعل أوامره، وترك نواهيه وإلزام أهله ومن في بيته بذلك . فيأمرهم بتقوى الله - عَزَّ وَجَلَّ- محافظةً على أوامره، لأدائها وعلى نواهيه بتركها، فهذه هى الوقاية التي تقي من عذاب الله، لا يقي منها حصون ولا يقي منها ثياب، ولا يقي منها أي شئ، إلاَّ الأعمال الصالحة وتقوى الله - سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى – .


فقوله: (قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ)، يدلَّ على إن الإنسان مكلفٌ بأهله وهم يكونون معه في بيته، وإنه يلزمهم بطاعة وأن يُخلي بيته من الفتن وأسبابها، وما يجره من الفتن من البرامج الهابطة، والآلات الجالبة لها، حتى يكون بيته نظيفًا وأن يحيي بيته بذكر الله وطاعة الله، فمثل البيت الذي يذكر الله فيه والبيت الذي لا يذكر الله فيه كمثل الحي والميت، كما قال النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-.


(قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ): من زوجاتكم واولادكم وكل من يسكن معكم، فإنكم ملزون بأخذه لطاعة الله، وكفه عن معاصي الله - عَزَّ وَجَلَّ-، وألاَّ يكون هذا البيت بؤرة فساد، ومجمع شرور تخترقه البرامج السيئة هذه مسؤولية، على أهل البيوت الذين لهم سلطة على البيوت، هذه مسؤولية عظيمة أنهم مسؤولون عن هذا البيت، بأن يحافظوا عليهم بطاعة الله وترك معصية الله لأنهم رعية لهم، كما قال: « كُلُّكُمْ رَاعٍ، وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالرَّجُلُ رَاعٍ عَلَى أَهْلِ بَيْتِهِ، وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْهُمْ، وَالْمَرْأَةُ رَاعِيَةٌ عَلَى بَيْتِ بَعْلِهَا وَوَلَدِهِ، وَهِيَ مَسْئُولَةٌ عَنْهُمْ ». على المسلم أن يتنبه لهذا الأمر وأنه مكلفٌ بنفسه، ويُكلفٌ بمن هو تحت يده، وفي سلطته، ثم أنه هو مكلفٌ بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر عمومًا عن جيرانه وأخوانه، هكذا مسؤولية المسلم في هذه الحياة، وفق الله الجميع لما يحب ويرضى، وصَلِى اللهَ وَسَلِّمْ عَلَى نبَبِيْنَا مُحَمَّد




الملف الصوتي :

http://www.alfawzan.af.org.sa/sites/...iles/02_51.mp3


المصدر :

http://www.alfawzan.af.org.sa/node/15914







.




ام عادل السلفية 12-11-2015 03:47AM

بسم الله الرحمن الرحيم




ما مناسبة ورود سورة النصر.


لمعالي الشيخ الدكتور / صالح بن فوزان بن عبدالله الفوزان
عضو اللجنة الدائمة للإفتاء وعضو هيئة كبار العلماء.


السؤال:

هذا سائل يقول: سورة النصر: (إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ* وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجاً*
فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّاباً) ما مناسبة ورود هذه السورة؟



الجواب:
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ،
الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، وصَلىَّ اللهُ وَسَلِّمْ عَلَى نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وأصَحْابِهِ أَجْمَعِينَ .



هذه السورة فيها أجل رَسُّول اللهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ومفارقته لهذه الدنيا، فقوله - سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى -:


بسم الله الرحمن الرحيم

(إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ) فتح مكة، كان في السنة التاسعة من الهجرة، (وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجاً) جاءته الوفود - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- من القبائل بعد فتح مكة، العرب خضعوا لأن قريشًا هم شوكة العرب، فما نصره اللهُ على قُريش وفتح مكة، جاءت الوفود من العرب تبايع الرَسُّول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- .


(وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجاً) جماعات؛ عند ذلك (فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّاباً) أمره اللهُ - سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى - بختام عمره بالتسبيح والاستغفار، والاستغفار تُختم به المجالس، وتُختم به الصلوات والعبادات، ويُختم به العمر أيضًا، فهو ختام .


أنه - سُبْحَانَهُ - ( كَانَ تَوَّاباً) كثير التوبة، لأنه - سُبْحَانَهُ - يتوب على عباده، يرجع إليهم بالمغفرة والقبول .



الملف الصوتي :

http://www.alfawzan.af.org.sa/sites/...iles/01_63.mp3


المصدر :

http://www.alfawzan.af.org.sa/node/15923










ام عادل السلفية 12-11-2015 03:52AM

بسم الله الرحمن الرحيم



تفسير سورة الفرقان:
(وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ وَلا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ وَلا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَاماً *
يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ)



لمعالي الشيخ الدكتور / صالح بن فوزان بن عبدالله الفوزان
عضو اللجنة الدائمة للإفتاء وعضو هيئة كبار العلماء.

السؤال:
تفسير قول الله - تَبَارَكَ وَتَعَالَى - في سورة الفرقان (وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ وَلا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ وَلا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَاماً * يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَاناً* إِلاَّ مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً) الآيات.


الشيخ:
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ،
الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، وصَلىَّ اللهُ وَسَلِّمْ عَلَى نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وأصَحْابِهِ أَجْمَعِينَ.

الجواب:
سُّئل النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- « أَيُّ الذَّنْبِ أَعْظَمُ عِنْدَ اللَّهِ؟ قَالَ: أَنْ تَجْعَلَ لِلَّهِ نِدًّا وَهُوَ خَلَقَكَ قَالَ قُلْتُ: ثُمَّ أَيٌّ قَالَ: ثُمَّ أَنْ تَقْتُلَ وَلَدَكَ مَخَافَةَ أَنْ يَطْعَمَ مَعَكَ، قَالَ قُلْتُ: ثُمَّ أَيٌّ قَالَ ثُمَّ أَنْ تُزَانِيَ حَلِيلَةَ جَارِكَ » فهذه أكبر الكبائر: الشرك بالله أولًا، وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق، والزنا بحليلة الجار. هذه أكبر الكبائر، والكبائر جمع كبيرة وهى ما نهى وتوعد الله عليه بغضبٍ أو لعنةٍ أو نار؛ هذه كبائر وما عداها من المنهيات فإنها صغائر.


والكبائر تتفاوت بعضها أشد من بعض؛ وأعظمها هذه المذكورات، الشرك بالله وهو تجعل لله ندَا وهو الذي خلقك، وقتل القريب أن تقتل ولدك خشية أن يَطْعم معك، الثالثة: الزنا بحليلة الجار يعني زوجة الجار، هذه كبائر لكنها أكبر الكبائر، هذه أكبر الكبائر:الشرك بالله، وقتل القريب، والزنا بحليلة الجار، وأنزل الله مصداق ذلك في قوله – تعالى- (وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ وَلا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ وَلا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَاماً* يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَاناً* إِلاَّ مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً ) .


الملف الصوتي :

http://www.alfawzan.af.org.sa/sites/...iles/07_26.mp3

المصدر :

http://www.alfawzan.af.org.sa/node/15896














ام عادل السلفية 12-11-2015 06:52AM

بسم الله الرحمن الرحيم





تفسير الآية الكريمة
(إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْراً فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ
ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ)


لفضيلة الشيخ العلامة /
صالح بن فوزان بن عبدالله الفوزان
عضو اللجنة الدائمة للإفتاء وعضو هيئة كبار العلماء.

السؤال:
وبدايةً نود من شيخنا بارك الله فيه ونفع بعلمه أن نيُلقي الضوء على هذه الآية الكريمة التي ذكرها اللهُ - تَعَالَى- في سورة التوبة وهى قوله - تَبَارَكَ وَتَعَالَى- : (إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْراً فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ)


الجواب:
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ،
الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، وصَلىَّ اللهُ وَسَلِّمْ عَلَى نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وأصَحْابِهِ أَجْمَعِينَ.

قوله - تَعَالَى- {إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ}يعني شهور السنة،{اثْنَا عَشَرَ شَهْراً فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ} هذه الشهور ممتدة أو امتد وجودها منذ خلق الله السماوات والأرض، وإن كان المشركون تصرفوا فيها بالنسئ؛ قال - تَعَالَى- ( إِنَّمَا النَّسِيءُ زِيَادَةٌ فِي الْكُفْرِ يُضَلُّ بِهِ الَّذِينَ كَفَرُوا يُحِلُّونَهُ عَاماً يُحِلُّونَهُ عَاماً وَيُحَرِّمُونَهُ عَامًا) فكان يقدمون فيها ويأخرون، ثم في فتح مكة لما خطب النَّبِيِّ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) قَالَ: « أَلَا إِنَّ الزَّمَانَ قَدِ اسْتَدَارَ كَهَيْئَتِهِ يَوْمَ خَلَقَ اللَّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ، السَّنَةَ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ » .

{مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ} يعني حرَّم الله فيها القتال وهى: ذو القعدة، وهو ذو الحجة، وهو المحرم ورجب؛ ثلاثة سرد وواحد فرد وهو رجب. حرم الله فيها القتال؛ هذا في الجاهلية أما في الإسلام نُسِّخ ذلك، واللَّهُ - جَلَّ وَعَلاَ – يقول: (فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوْا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ)، هذه الشهور تبدأ بالمحرم وتنتهي بشهر ذو الحجة.

(اثْنَا عَشَرَ شَهْراً فِي كِتَابِ اللَّهِ) استقرت إلى يوم القيامة بعد فتح مكة والحمد لله .


الملف الصوتي :

http://www.alfawzan.af.org.sa/sites/...iles/03_39.mp3

المصدر :

http://www.alfawzan.af.org.sa/node/15870

















ام عادل السلفية 12-11-2015 06:59AM

بسم الله الرحمن الرحيم




تفسير هذه الآية الكريمة من سورة الفرقان
(تَبَارَكَ الَّذِي جَعَلَ فِي السَّمَاءِ بُرُوجاً وَجَعَلَ فِيهَا سِرَاجاً وَقَمَراً مُنِيراً* وَهُوَ الَّذِي
جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةً لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يَذَّكَّرَ أَوْ أَرَادَ شُكُوراً)



لمعالي الشيخ الدكتور / صالح بن فوزان بن عبدالله الفوزان
عضو اللجنة الدائمة للإفتاء وعضو هيئة كبار العلماء.


السؤال:

نحب أن نُلقي الضوء على هذه الآية الكريمة التي قالها اللهُ - تَعَالَى- في سورة الفرقان: (تَبَارَكَ الَّذِي جَعَلَ فِي السَّمَاءِ بُرُوجاً وَجَعَلَ فِيهَا سِرَاجاً وَقَمَراً مُنِيراً* وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةً لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يَذَّكَّرَ أَوْ أَرَادَ شُكُوراً).



الجواب:
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ،
الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، وصَلىَّ اللهُ وَسَلِّمْ عَلَى نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وأصَحْابِهِ أَجْمَعِينَ.

قوله - تَعَالَى - : (تَبَارَكَ الَّذِي جَعَلَ فِي السَّمَاءِ بُرُوجاً)، تبارك: البركة هى ثبوت الخير ودوامه، وهذا اللفظ {تَبَارَكَ}لا يقال إلا في حقِ اللهِ - سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى - فلا يقال تبارك فلانٌ أو علان إنما هذا خاصٌ بالله - سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى –، أما أن يقال مبارك فلانٌ مبارك، بارك الله فيك أو ما أشبه ذلك فلا مانع، لكن هذه اللفظة {تَبَارَكَ}لا تقال إلاَّ في حق اللهِ - سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى - (تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ) (فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ) (تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ) ( تَبَارَكَ الَّذِي إِنْ شَاءَ جَعَلَ لَكَ خَيْراً مِنْ ذَلِكَ) هذا لا يقال إلا في حقِ اللهِ - سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى - .


(جَعَلَ فِي السَّمَاءِ بُرُوجاً) البروج هى: منازل الشمس الأثنتا عشرة، منازل الشمس التي تنزل فيها وتتنقل فيها طول السنة، الأثنى عشرةً برجًا؛ وقيل هى أثنتا عشرة برجًا، وقيل البروج هى النجوم من التبرج وهو الزينة (وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ) البروج هى منازل الشمس خاصة، وقيل هى جميع البروج سُّميت بروجًا من التبرج وهو الحسن والجمال، (جَعَلَ فِي السَّمَاءِ بُرُوجاً)


(وَجَعَلَ فِيهَا سِرَاجاً) وهى الشمس، الشمس سراج الكون، (وَقَمَراً مُنِيراً) القمر نور (هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاءً وَالْقَمَرَ نُوراً وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ) القمر نور، أما الشمس فإنها سراج (سِرَاجاً وَقَمَراً مُنِيراً) .


(وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةً) يعني يخلِفُ بعضهما بعضا، ويتعاقبان مدى الزمان، (لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يَذَّكَّر) لمن أراد أن يتذكر عظمة الله - سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى - .


(أَوْ أَرَادَ شُكُوراً) يشكر الله على هذه النعمة العظيمة ويتدبر هذا الكون الدالَّ على عظمة الله، وقدرته واستحقاقه للعبادة وحده لا شريك له .


الملف الصوتي :

http://www.alfawzan.af.org.sa/sites/...iles/01_55.mp3


المصدر :

http://www.alfawzan.af.org.sa/node/15841















ام عادل السلفية 12-11-2015 07:07AM

بسم الله الرحمن الرحيم




تفسير الآيتين الأخيرتين من سورة الأعراف
(اذْكُر رَّبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعًا وَخِيفَةً وَدُونَ الْجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ...)


لمعالي الشيخ الدكتور / صالح بن فوزان بن عبدالله الفوزان
-حفظه الله-

السؤال:
نفسر الآيتين الأخيرتين من سورة الأعراف، في قول الحقّ تباركَ وتعالى-أعوذُ باللهِ من الشيطان الرجيم {وَاذْكُر رَّبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعًا وَخِيفَةً وَدُونَ الْجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ وَلَا تَكُن مِّنَ الْغَافِلِينَ،إِنَّ الَّذِينَ عِندَ رَبِّكَ لاَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَيُسَبِّحُونَهُ وَلَهُ يَسْجُدُونَ} [ الأعراف 205-206].



الجوب:
بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

يقولُ اللهُ سبحانهُ وتعالى لنبيهِ محمد- صلى الله عليه وسلم-{وَاذْكُر رَّبَّكَ فِي نَفْسِكَ} يأمرهُ بذكرِ الله- عزَّ وجلّ-بالتسبيحِ والتهليل والتكبير والتحميد وغيرِ ذلك من أنواع الأذكار، التي فيها الثناء على الله- سبحانهُ وتعالى- وفيها أيضًا الدعاء من المخلوق، فإنَّ المخلوق إذا ذكر ربهُ فقد دعاهُ، {وَاذْكُر رَّبَّكَ فِي نَفْسِكَ}بمعنى أنهُ يُخفي ذكرهُ لله- عزَّ وجلّ-فكونُ ذكرهُ في قلبهِ، ويكونُ ذكرهُ بلسانهِ، ويكونُ ذكرهُ للهِ أيضًا بأفعالِهِ ، فكل العبادات قوليّةً أو فعليةً،قلبيةً أو لسانيّةً، كلها ذكر لله- سبحانه وتعالى- وكل ما أخفاها الإنسان كان ذلك أدعى إلى الإخلاص، إلا الأذكار التي يُشرَعُ إعلانُها {وَاذْكُر رَّبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعًا وَخِيفَةً}خوفًا من الله -سبحانه وتعالى- وتضرعًا إليه بالذكر والدعاء {وَدُونَ الْجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ}

بمعنى أن الإنسان يُحرِك لسانه بالذكر بحيث يُسمِعُ نفسه، ولا يقتصر الذكر على القلب بدون تلفظ باللسان، {وَدُونَ الْجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ}، ووقت الأذكار{ بِالْغُدُوِ}،الغدو الصباح أول النهار(وَالْآصَالِ) آخر النهار، فهذا الوقتان فيهما فضلٌ عظيم {وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا}[ طه 130]، ويدخل في ذلك صلاة العصر، وصلاة الفجر، صلاة الفجر هذا في الصباح، صلاة العصر في المساء {بِالْغُدُوِّ}هذا فيه صلاة الفجر،(وَالْآصَالِ) فيه صلاة العصر.


ثم قال {وَلَا تَكُن مِّنَ الْغَافِلِينَ}أي الغافلين عن ذكرالله- سبحانه وتعالى- فإن ذلك يقطع الصلّة بالله عزَّ وجلّ_ وأيضًا يحصل على القلب منه غفلة.

ثم ذكر سبحانه الملائكة الذين هم عند الله -سبحانه وتعالى_فالله جلّ وعلا_تذكره الملائكة في السماء ويذكره المؤمنون في الأرض، {إِنَّ الَّذِينَ عِندَ رَبِّكَ}وهم الملائكة{ لاَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ} بل إنهم يعبدونه بأنواع العبادات لا يفترون يسبحون الليل والنهار، لا يفترون يركعون ويسجدون لربهم -عزّوجلّ- {إِنَّ الَّذِينَ عِندَ رَبِّكَ} وهم الملائكة - عَلَيْهِم الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ - يديمون عبادة الله وذكره، لا يستكبرون عن عبادته، فمن استّكبر عن عبادةِ الله فهو كافر، إبليس لمّا استكّبرعن عبادة الله وأبى أن يسجد كما أمره الله لآدم، طرده الله ولعنه، فهو رأس المتكبرين عن طاعة الله وعن عبادة الله -عزّ وجلّ.


فالمُستكبر يكون كافر أشدّ الكفر، ويكون مآله إلى النار، فالملائكة لا يستكبرون مع جلالة قدرهم لقربهم من الله -عزَّ وجلّ ، وعظم قواهم وخلقه لا يستكبرون عن عبادة الله، لا يستكبرون عن عبادته ويحبونه ينزهونه عما لا يليق به -سبحانه وتعالى- {لاَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَيُسَبِّحُونَهُ وَلَهُ يَسْجُدُونَ} يسجدون لله -عزَّ وجلّ- إجلالًا لله وتعظيمًا لله، وطاعةً لله، ولا يستكبرون عن السجود كحالة المشركين، الذين إذا قيل لهم أركعوا لا يركعون- نسأل الله العافية-.


الملف الصوتي :



http://www.alfawzan.af.org.sa/sites/...iles/01_54.mp3

المصدر :

http://www.alfawzan.af.org.sa/node/15832















ام عادل السلفية 12-11-2015 07:13AM

بسم الله الرحمن الرحيم





تفسير الآية:ـ
{إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُه}


لمعالي الشيخ الدكتور / صالح بن فوزان بن عبدالله الفوزان
-حفظه الله-

السؤال:
هذا يسأل عن معنى الآية يا شيخ:{إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُه}؟

الجواب:
إلى الله –جلَّ وعلا- يصعد، يعني يرتفع الكلم الطيب، الكلام الطيِّب، الكلام المشروع، من ذكر الله – عزَّ وجل-، وتلاوة القرآن، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر وتعليم الخير، هذا يصعدُ إلى الله، يُرفع إليه –سبحانهُ وتعالى-، ولكن لابد معه من عمل، ما يكفي القول بدون عمل،{وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُه}، فإذا تكلَّم الإنسان بكلامٍ طيب فإنَّهُ يعملُ بهِ فيكون ذلك سبب لرفعه إلى الله، أمَّا كلام طيب بدون عملٍ به، فهذا لا ينفع.



الملف الصوتي :

http://www.alfawzan.af.org.sa/sites/...iles/08_23.mp3

المصدر :

http://www.alfawzan.af.org.sa/node/15831










ام عادل السلفية 12-11-2015 07:28AM

بسم الله الرحمن الرحيم



ما سبب نزول
(قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ)



السؤال:
ما سبب نزول (قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ)


الجواب:ـ
هذه امرأة ظاهر منها زوجها وكان الظهار في أول الإسلام طلاقًا، فظاهر منها وجاءت تشتكي إلى الرسُول -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لأن لها أولاد صغارًا تقول إن تركتهم ضاقوا وإن تركنهم عند والدهم جاعوا فالرسول -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يقول: ما أراك إلا قد حرمتي عليه بناء على التشريع الأول، ثم إن الله نسخ ذلك فجعل الظهار يميًنا تحلها الكفار (وَالَّذِينَ يُظَاهِرُونَ مِنْ نِسَائِهِمْ ثُمَّ يَعُودُونَ لِمَا قَالُوا فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَتَمَاسَّا ذَلِكُمْ تُوعَظُونَ بِهِ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ* فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَتَمَاسَّا فَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَإِطْعَامُ سِتِّينَ مِسْكِينًا ) فنسخ الله أن الظهار يكون طلاقاً إلى كونه يمينًا تحلها الكفارة .


الملف الصوتي :

http://www.alfawzan.af.org.sa/sites/...iles/15_15.mp3

المصدر :

http://www.alfawzan.af.org.sa/node/15813
















ام عادل السلفية 12-11-2015 07:36AM

بسم الله الرحمن الرحيم




تفسير الآية الكريمة:
( وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الأَرْضِ إِلاَّ عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ ).


لمعالي الشيخ الدكتور / صالح بن فوزان بن عبدالله الفوزان
-حفظه الله-

السؤال:
نبدأ بتفسير الآية المباركة في سورة هود، في قوله -تبارك وتعالى- أعوذُ بالله من الشيطان الرجيم (* وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الأَرْضِ إِلاَّ عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ* ).


الجواب:ـ
بسم الله الرحمن الرحيم،
الحمدلله رب العالمين، وصلى اللهُ وسلم على نبينا محمد وعلى آلهِ وأصحابهِ أجمعين،

في هذه الآية الكريمة يُخبرُ الله- سبحانهُ وتعالى-أنهُ مُتكفلٌ بأرزاقِ مخلوقاتهِ من العقلاء والدوابِ وغيرِهِم‘ قالَ تعالى (* وَمَا مِنْ دَابَّةٍ )أي أي دابة تدب على وجه الأرض،


(* وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الأَرْضِ إِلاَّ عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا) تكّفل الله- جلَّ وعلا- بإيصالِ رزقها إليها في أي مكانٍ كانت، لا تزدحم هذه المخلوقات على رزقها في مكانٍ مُعيّن، محصور بل هي منتشرة في الأرض، ورزقها يصلُ إليها في أي مكان بقُدرةِ قادِر لأنَّ الله تَكفّلَ بهِ- سبحانهُ وتعالى- اللهُ-جلَّ وعلا- هو الرزّاق الذي يرزق مخلوقاتهِ مِنَ الآدميين وغيرهم ولا يملكونَ لأنفسهم شيئًا من ذلك إلا بتيسير الله سبحانهُ وتعالى- لهم(* وَمَا مِنْ دَابَّةٍ ) اي أي دابة و{مِنْ} للتأكيد،تأكيد النفي كل ما يدّبُ على وجه الأرض من ذوات الأرواح فإنَّ الله قد تَكّفل برزقه، (إِلاَّ عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا، وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا) يعلم -سبحانه- أين تكون هذه الدواب، في مساكنها وأماكنها تصلُ إليها أرزاقها في مكانها، (وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ*) أي اللوح المحفوظ، قد كتب هذه المخلوقات، وكتب أرزاقها ومقاديرها في اللوحِ المحفوظ، (وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ*) (مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ ) كما قالَ - سبحانه وتعالى.


الملف الصوتي :

http://www.alfawzan.af.org.sa/sites/...iles/01_53.mp3


المصدر :

http://www.alfawzan.af.org.sa/node/15818

















ام عادل السلفية 12-11-2015 07:43AM

بسم الله الرحمن الرحيم



شرح هذه الآية الكريمة
(الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلا رَفَثَ وَلا فُسُوقَ وَلا جِدَالَ فِي الْحَجِّ).


لمعالي الشيخ الدكتور / صالح بن فوزان بن عبدالله الفوزان
-حفظه الله-


السؤال:
الله -جَلَّ وَعَلاَّ - يقول : (الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلا رَفَثَ وَلا فُسُوقَ وَلا جِدَالَ فِي الْحَجِّ ) نريد إلقاء الضوء على هذه الآية الكريمة فيما أننا في استقبال هذا الموسم وأيضاً هذا الركن الخامس من أركان الإسلام .


الجواب:ـ
قال الله تعالى: (الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ) فهذه الأشهر هي شهر ذي القعدة وعشرة أيام من ذي الحجة وأشهر الحج تبدأ من شوال، وشهر شوال هذا وقت الإحرام بالحج ، وأما أداء الحج فهو يكون في أيام الحج لكن من أحرم في الحج في هذه الأيام انعقد إحرامه ولو في يوم عيد الفطر ، لأنه دخلت أشهرُ الحج بانسلاخ شهر رمضان ودخول شهرِ شوال فمن أحرم في هذه الفترة بالحجِ انعقد إحرامه ومن أحرم بالحج قبل هذه الأيام أو بعدها فإنه لا ينعقد إحرامه بالحج.


الملف الصوتي :

http://www.alfawzan.af.org.sa/sites/...iles/02_38.mp3


المصدر :

http://www.alfawzan.af.org.sa/node/15764













ام عادل السلفية 12-11-2015 07:55AM

بسم الله الرحمن الرحيم




تأسيس البيت الحرام.

لمعالي الشيخ الدكتور / صالح بن فوزان بن عبدالله الفوزان
-حفظه الله-



السؤال:
ـ يقول اللهُ في كتابه الكريم: (إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكاً وَهُدًى لِلْعَالَمِينَ) وأيضًا الآيات التي ورد فيها تأسيس البيت الحرام وبنائه، نريدُ إلقاء الضوء على هذه الآيات نفع الله بكم وبعلمكم .


الجواب:
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ،
الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، وَصَلَّى اللَّهُ وَسَلَّمَ عَلَى نَبِيِّنَا مُحَمَّد وَعَلَى آلِهِ وأصَحْابِهِ أَجْمَعِينَ .



قوله تعالى: (إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ) هذا إخبارٌ منه - سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى – أن المسجد الحرام هو أول المساجد؛ مساجد الأنبياء هو أول مساجد الأنبياء في الأرض. (إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ) الباء لغةٌ في اسم مكة يقال لها مكة ويقال لها بكة، لما وصفه الله قال:{مُبَارَكاً}، هذا البيت مبارك انزل الله البركة على من يزوره، ومن يصلي عنده، ومن يطوف به، ومن يحُج إليه ومن يعتمر إليه، فهو مباركٌ مضاعفة الحسنات، وتكفير السيئات ورُفعة الدرجات؛

قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - «مَنْ أَتَى هَذَا الْبَيْتَ فَلَمْ يَرْفُثْ وَلَمْ يَفْسُقْ رَجَعَ كَمَا وَلَدَتْهُ أُمُّهُ». فهو أول المساجد الثلاثة (مُبَارَكاً وَهُدًى لِلْعَالَمِينَ) تنزل الهدى على من حوله ومن يأتيه ومن يزوره، فيه بركةً وفيه هدىً للعالمين.



ثم قال: (فِيهِ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ) فيه دلالات؛ الآية هى العلامة الدالة على الخير، (فِيهِ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ) أي واضحات، ومن هذه الآيات مقام ابراهيم، وهو الصخرة التي كان يقوم عليها وقت بناء هذا البيت؛ لما أمره اللهُ ببنائه، شرع يبنيه هو وإبنه اسماعيل -عَلَيْهما الصَلَاةُ وَالسَلَامُ – فمَّا ارتفع البناء أتى بصخرةٍ وجعل يقف عليها فترتفع به ثم تنزل به، من تسخير اللهِ - سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى – له ولإقامة هذا البيت الذي جعله اللهُ مباركًا فبقيت آثار قدميه -عَلَيْه الصَلَاةُ وَالسَلَامُ – على هذه الصخرة مستمرةٌ، وهذا واضحٌ فيها على هذه الصخرة، كلُ من رآها رأى آثار قدمي ابراهيم -عَلَيْه السَلَامُ – عليها، قال أبو طالب في لاميته:


وَمَوْطِئِ إِبْراهيمَ في الصَّخْرِ رَطْبَةً ***** عَلَيْهَا رَسُّمُه حافِياً غَيْرَ ناعِلِ


فهى من الآيات البينات وأبقاها اللهُ - سُبْحَانَهُ – وشرع الصلاة عندها، قال تعالى: (وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى) والنَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – لمَّا طاف بهذا البيت سبعةُ أشواط أتى عند هذا المقام، وجعله بينه وبين الكعبة وصلى عنده ركعتين بعدما تلا هذه الآية وهى قوله تعالى: (وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى) فبيَّن - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – معنى إتخاذ مقام ابراهيم مُصلى، أنه يُصلى عنده لمن طاف بهذا البيت.


(وَهُدًى لِلْعَالَمِينَ فِيهِ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَقَامُ إِبْرَاهِيمَ) وقيل إن مقام ابراهيم يشمل كل المشاعر، كلها من مقام ابراهيم، ومنها هذه الصخرة التي قام عليها يُصلى عندها بعد الفراغ من الطواف. هذا سُّنة ولو صلى الركعتين في أي مكانٍ داخل حدود الحرم لأجزأ ذلك وحصل به الامتثال .


المادة الصوتية :

http://www.alfawzan.af.org.sa/sites/...iles/01_51.mp3


المصدر :

http://www.alfawzan.af.org.sa/node/15785












ام عادل السلفية 13-11-2015 07:42AM

بسم الله الرحمن الرحيم





تفسير سورة تبارك:
(قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ مَاؤُكُمْ غَوْراً فَمَنْ يَأْتِيكُمْ بِمَاءٍ مَعِينٍ).



السؤال:
في تفسير الآية المباركة في سورة تبارك في قول الحق:- تَبَارَكَ وَتَعَالَى- أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ (* قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ مَاؤُكُمْ غَوْراً فَمَنْ يَأْتِيكُمْ بِمَاءٍ مَعِينٍ*)


الجواب:ـ
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ،
الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، وَصَلَّى اللَّهُ وَسَلَّمَ عَلَى نَبِيِّنَا مُحَمَّد وَعَلَى آلِهِ وأصَحْابِهِ أَجْمَعِينَ.

في آخر سورة الملك يتحدى اللهُ - جَلَّ وَعَلاَ - الكفار المنكرين لقدرته، ولألوهيته وعبادته، فيقول:{قُلْ أَرَأَيْتُمْ} أي أخبروني {إِنْ أَصْبَحَ مَاؤُكُمْ غَوْراً} غارت به الأرض ولم يبقِ ماءٌ تتناوله تشربون منه وتسقون منه مزارعكم وحروثكم.{إِنْ أَصْبَحَ مَاؤُكُمْ غَوْراً فَمَنْ يَأْتِيكُمْ بِمَاءٍ مَعِينٍ} من يعوض هذا الماء الذي غار في الأرض؟ وانقطع ستهلكون عنكم، وتهلك مواشيكم وزروعكم وحروثكم من جراء ذلك، فهذا تقريرٌ لقدرته - سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى - واستحقاقه للعبادة وحده لا شريك له؛ فلم يجيبوا هذا السؤال{فَمَنْ يَأْتِيكُمْ بِمَاءٍ مَعِينٍ}؟ فلم يستجيبوا فانقطعوا عند ذلك، فهذا دليلٌ على قدرته – سُبْحَانَهُ – ورحمته بعباده، أنه وفر لهم الماء وأقدرهم على تناوله بسهولة، فوجب عليهم أن يشكروا الله - سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى – وأن يفردوه بالعبادة، فهذه الآلهة التي يعبدونها كلها لا تقدر على أن ترد الماء إذا ذهب الله به، لا تقدر جميعها فدل هذا على عجزها وعلى عدم صلاحيتها، أن تُعبد مع الله - سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى -.


الملف الصوتي :

http://www.alfawzan.af.org.sa/sites/...iles/13_15.mp3


المصدر :

http://www.alfawzan.af.org.sa/node/15695












ام عادل السلفية 14-11-2015 05:49AM

بسم الله الرحمن الرحيم




تفسير آيتين مباركتين في سورة يونس
{ يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُم مَّوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِّمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ }



لمعالي الشيخ الدكتور / صالح بن فوزان بن عبدالله الفوزان
-حفظه الله-



السؤال:
: نبدأ بتفسير آيتين مباركتين في سورة يونس في قول الحق - تبارك وتعالى – أعوذ بالله من الشيطان الرجيم:{ يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُم مَّوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِّمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ (57) قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فبذلك فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ (58) } [ يونس : 57 – 58 ]



الجواب:
بسم الله الرحمن الرحيم،
الحمدلله رب العالمين ( وصلى الله وسلم ) على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين..


في هاتين الآيتين من سورة يونس قوله تعالى { يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُم مَّوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِّمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ (57) قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فبذلك فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ (58) } [ يونس : 57 – 58 ]

يقول الله - جل وعلا - لنبيه محمد ( صلى الله عليه وسلم ):قل {يا أيها الناس } جميع الناس؛ لأن هذا الرسول ( صلى الله عليه وسلم ) مبعوث إلى الناس كافة. وكان النبي قبله يُبعث إلى قومه خاصة. وهذا من خصائصه ( صلى الله عليه وسلم )؛ أنه بُعث إلى الناس كافة

قل { يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُم مَّوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ }: هذا القرآن العظيم هو موعظة، وهو هدى، وهو أحكام وتشريعات، وهو أخبار عن الماضي والمستقبل.


وعلوم القرآن كثيرة منها: أنه موعظة للناس.
والموعظة: هي النصيحة التي تؤثر في القلوب، وتعضهم بها ما مضى من الحوادث، وما يأتي في المستقبل. فالمؤمن يتعظ بأخبار القرآن، وقصص القرآن، فيها موعظة

وَشِفَاءٌ لِّمَا فِي الصُّدُورِ: هذا الأمر الثاني مما جاء للناس؛ أنه شفاء لما في الصدور من الشكوك والكفر والنفاق، وأن يحل محل ذلك الإيمان بالله والطمأنينة
شِفَاءٌ لِّمَا فِي الصُّدُورِ: يعني للقلوب. شفاءٌ للقلوب التي في الصدور

وهُدًى: أي دلالة وارشاد لمن يريد الخير ويريد الحق
وَرحْمَةٌ: القرآن من أوصافه أنه رحمة؛ رحمةٌ للناس؛ لأنه جاءهم بما يَنفعهم وما يُنقذهم من العذاب والغضب فهو رحمة القرآن رحمة.
شِفَاءٌ لِّمَا فِي الصُّدُورِ وهو رحمة، هذا من أوصاف القرآن الكريم.

وهدًى وموعظة للمتقين الذين ينتفعون بهذا الهدى والموعظة هم المتقون الذين يتقون الله – سبحانه وتعالى -؛ يتقون غضبه وعقابه، يتخذونه وقاية تقيهم، وقاية من الأعمال الصالحة تقيهم من المحاذير العاجلة والمستقبلة.

وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ: إنما ينتفع بهذه الموعظة، وهذا الهدى؛ القوم المؤمنون. أما الكفار والمنافقون والمشركون فلن يستفيدوا من هذه الموعظة والشفاء إلا إذا ءامنوا بالله – عز وجل -، وصدقوا بهذا القرآنواتخذوه حجةً لهم

ثم قال – جل وعلا -: { قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فبذلك فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ (58)} فالذي يُفرح به؛ هو هذان الأمران: فضل الله : الإسلام، ورحمته: القرآن. هذان هما اللذان يُفرح بهما، وأما الفرح بالدنيا فهو مذموم كما قال – جل وعلا -: { وَفَرِحُوا بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا فِي الْآخِرَةِ إِلَّا مَتَاعٌ (26) } [ الرعد : 26 ]

قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فبذلك: أي بهذين الأمرين فليفرحوا. فمن هداه الله للإسلام، وفهم هذا القرآن وآمن به وتمسك به فإنه يفرح بذلك الفرح الحقيقي

هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ: هذا الفرح الذي هو بفضل الله وبرحمته خيرٌ من الفرح بما يجمعون من الدنيا وحطامها.


الملف الصوتي :

http://www.alfawzan.af.org.sa/sites/...iles/11_16.mp3


المصدر :

http://www.alfawzan.af.org.sa/node/15649















ام عادل السلفية 14-11-2015 05:54AM

بسم الله الرحمن الرحيم




تفسير الآية من سورة يونس:ـ
(وَمَا كَانَ هَذَا الْقُرْآنُ أَنْ يُفْتَرَى مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلَكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ
وَتَفْصِيلَ الْكِتَابِ لا رَيْبَ فِيهِ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ)



السؤال:
نبدأ بتفسير هذه الآية المباركة في قول الحقِّ- تبارك وتعالى- من سورة يونس،أعوذ بالله من الشيطان الرجيم (وَمَا كَانَ هَذَا الْقُرْآنُ أَنْ يُفْتَرَى مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلَكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ الْكِتَابِ لا رَيْبَ فِيهِ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ)


الجواب:
بسم الله الرحمن الرحيم،
الحمد لله ربالعالمين، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آلهِ وأصحابهِ أجمعين، في هذه الآية

المباركة يردُ اللهُ على مقالة المشركين أنَّ القُرآن ليس كلامَ الله، وإنما هو
كلامُ محمد، وإنَّ محمدًا اختلقهُ ونسبهُ إلى اللهِ- عزَّ وجل- هكذا يقولون،( إِنْ هَذَا إِلاَّ
سِحْرٌ يُؤْثَرُ* إِنْ هَذَا إِلاَّ قَوْلُ الْبَشَرِ
)والله ردّ عليهم بأنَّ هذا القُرآن كلامهُ- سبحانهُ
وتعالى- ووحيهُ إلى رسوله- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فقال سبحانه- (وَمَا كَانَ هَذَا
الْقُرْآنُ أَنْ يُفْتَرَى مِنْ دُونِ اللَّهِ
) كما يقولهُ المشركون، ومن
شابههم من أهل الإلحاد، (وَلَكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي
بَيْنَ يَدَيْهِ
) أي الذي سبقهُ من الكُتب والرُسل فهذا القرآن سبقهُ كُتب
أنزلها اللهُ على رسلهِ وهذا الرسول سبقهُ رُسل أرسلهُم الله إلى أُممهم (قُلْ مَا كُنْتُ بِدْعاً مِنْ الرُّسُلِ ) فهو ليس-عليهِ الصلاة والسلام- إلا مُصدِقًا لما سبقهُ من
إخوانهِ المرسلين، بل جاءَ بالحقّ وصدّقَ المرسلين،
(وَلَكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ
الْكِتَابِ لا رَيْبَ فِيهِ
) (وَتَفْصِيلَ
الْكِتَابِ
)الذي أنزلهُ الله على
رسوله والكُتب السابقة، فهو مُهيمنٌ عليها
يُفصلُها ويُصدِقُها ويؤيدها، (لا رَيْبَ فِيهِ)
لا ريب في هذا القُرآن العظيم، لأنه من عند الله- سبحانهُ وتعالى- كما قالَ-
سبحانه- في مطلعِ سورة البقرة (ذَلِكَ الْكِتَابُ لا
رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ*
)، (لا
رَيْبَ فِيهِ
)فهو- سبحانهُ وتعالى-
ينفي عن كتابهِ ما يقولهُ المشركون، وما يرتابونهُ فيه، ويشكون فيه أنهُ من عندِ
غيرِ الله، ( مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ) وهو
الله- سبحانه وتعالى- ومن مُقتضى ربوبيتهِ للعالمين أن يُرسل إليهم الرُسُل وأن
يُنزل عليهم الكُتُب لمصالِحهم، ولأجلِ تعليمهم ما ينفعهم، ونهيهم عن ما يضرهم،


فلم يتركهم هَمَلا، بل إنهُ سبحانه- أرسل إليهم رُسلًا، وأنزلَ عليهم كُتبًا تُتلى
عليهم، فهذا فيهِ تأييد هذا القرآن، وفيهِ الردّ على المشركين ومن شابههم ممن
يقولونَ إنَّ هذا القُرآن إنما هو من قولِ محمد.




الملف الصوتي :

http://www.alfawzan.af.org.sa/sites/...iles/02_23.mp3


المصدر :

http://www.alfawzan.af.org.sa/node/15562








ام عادل السلفية 14-11-2015 05:59AM

بسم الله الرحمن الرحيم




تفسير الآية من سورة الأنبياء :
(يَوْمَ نَطْوِي السَّمَاءَ كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ وَعْداً عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ)



لمعالي الشيخ الدكتور / صالح بن فوزان بن عبدالله الفوزان
-حفظه الله-



السؤال:
الآية المُباركة في سورة الأنبياء في قولِ الحقّ تبارك وتعالى، أعوذُ باللهِ من الشيطان الرجيم { يَوْمَ نَطْوِي السَّمَاءَ كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ وَعْداً عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ}.


الجواب
بسم الله الرحمنالرحيم
الحمد للهِ رب العالمين، وصلى اللهُ وسلم على نبينا محمد وعلى آلهِ
وأصحابهِ أجمعين،

هذه الآية يذكر الله فيها أنهُ عند قيام الساعة يطوي السماء
بعضها إلى بعض بيمينه- سبحانهُ وتعالى- كما قالَ -جلَّ وعلا- في سورة الزمر{
وَالسَّموَاتُ مَطْوِيَّاتٌ
بِيَمِينِهِ
}فتطوي السموات على عِظمها ، سعتها، قوتها، يطويها
الله-جلَّ وعلا- كما تُطوى الأوراق التي تكونُ في السجل، والسجل هو ما تُجمعُ فيهِ
الأوراق ويحوي هذه الأوراق، تكونُ بداخلهِ وهذا من باب تشبيه الطي بالطي، وهذا
فيهِ بيان عظمة الله- جلَّ وعلا- حيثُ إنهُ يطوي هذه السماء السموات والأرض يطويها
-
سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى- وتعالى بيديه الكريمتينِ،{ يَوْمَ نَطْوِي السَّمَاءَ
كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ
}


ثُمَّ قال -جلَّ وعلا-{كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ}البعث
يسيرٌ على الله سبحانه- فالذي قَدِرَ على البدء، بدء الخلق، قادرٌ على إعادتهِ من
بابِ أولى في نظر العقول، وإلا فالله- جلَّ وعلا- لا يُعجزهُ شيء، لكن في نظر
العقول، فهو سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى- لا يتعّذر عليه شيء إذا أراده، إنما أمرهُ إذا
أرادَ شيئًا أن يقول لهُ كُن فيكون،
{وَالسَّموَاتُ مَطْوِيَّاتٌ
بِيَمِينِهِ
}{ يَوْمَ نَطْوِي السَّمَاءَ}يعني يوم القيامة،{كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ} {كَمَا بَدَأْنَا
أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ
}
فالذي قدِر على بداءة الخلق قادرٌ على الإعادة كما قالَ- جلَّ وعلا-{وَهُوَ
الَّذِي يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ وَلَهُ
الْمَثَلُ الأَعْلَى فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ*
}
ثُمَّ قالَ- جلَّ وعلا-
{وَعْداً عَلَيْنَا}هذا
وعدٌ وعده اللهُ- جلَّ وعلا- واللهُ لا يُخلف وعدهُ، فما وَعَد بهِ لابُد أن يقع،
فاللهُ – جلَّ وعلا- قادرٌ، كما قدر على بداية الخلق، قادرٌ على إعادتهِ من بابِ
أولى، وفي هذا ردٌ على الملا حِدة الذين يُنكرون البعث ويزعمون أنَّ الأموات لا
يعودون أحياء، وينسونَ قُدرة اللهِ- جلَّ وعلا- التي لا يُعجزُها شيء{ وَعْداً عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ*}،{ إِنَّا} تأكيد، فاعلينَ لهذا الموعد
الذي وَعَدَ اللهُ بهِ
.




الملف الصوتي :

http://www.alfawzan.af.org.sa/sites/...iles/01_29.mp3


المصدر :

http://www.alfawzan.af.org.sa/node/15530











ام عادل السلفية 14-11-2015 06:16AM

بسم الله الرحمن الرحيم




تفسير الآية من سورة الأعراف :ـ
((يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ))



السؤال:
نبدأ بتفسير الآيةِ المباركة في سورة الأعراف في قول الحق - تبارك وتعالى- أعوذ بالله من الشيطان الرجيم:ـ(يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ).


الجواب:
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاةُ والسلام على نبينا محمد وعلى آله وأصحابهِ أجمعين،

هذه
الآية في سياق الآيات التي ذكرها الله من محاولة الشيطان لكشفِ عورات بني آدم، وأنهُ حاول مع آدم-عليه السلام-
ثُمَّ
لايزال يحاول مع ذريته لكشف العورات، وكانوا في الجاهلية يكشفون عوراتهم في الطواف والسعي يطوفونَ عُراةً حول الكعبة، ويقولون لانطوف بثيابٍ قد عصينا الله فيها، يطفون عُراةً، والله -جلَّ وعلا- قال (وَإِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً قَالُوا وَجَدْنَا عَلَيْهَا آبَاءَنَا ) والفاحشة هنا هي كشف العورات والتعري، (قَالُوا وَجَدْنَا عَلَيْهَا آبَاءَنَا وَاللَّهُ أَمَرَنَا بِهَا قُلْ إِنَّ اللَّهَ لا يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ ) فسمى كشف العورة فَحْشَاءِ (أَتَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَالا تَعْلَمُونَ قُلْ أَمَرَ رَبِّي بِالْقِسْطِ وَأَقِيمُوا وُجُوهَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ )يعني عند كُلِ صلاة (وَأَقِيمُوا وُجُوهَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ).


إلى قولهِ تعالى:ـ ( يَابَنِي آدَمَ) خاطب بَنِي آدَمَ:ـ (يَابَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ) أي استروا عوراتكم عند كل صلاة، ولذلك من شروط صحة الصلاة ستر العورة بما يواريها عن الأنظار مع القدرة على ذلك (خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا ) أباح لكم الأكل والشرب مما رزقهم (وَل اتُسْرِفُوا )،نهى عن الإسراف في اللباس والإسراف في الأكل والشرب، والإسراف هو الزيادة عن الحدّ المطلوب (إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ )فقولهُ تعالى:ـ (خُذُوا زِينَتَكُمْ) يعني استروا عوراتكم والبسوا ثيابكم (عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ):ـأي عند كُلِ صلاة.



الملف الصوتي :

http://www.alfawzan.af.org.sa/sites/...iles/01_28.mp3


المصدر :

http://www.alfawzan.af.org.sa/node/15507











ام عادل السلفية 14-11-2015 07:37AM

بسم الله الرحمن الرحيم




تفسير الآية الأخيره من سورة النمل:ـ
(وَقُلْ الْحَمْدُ لِلَّهِ سَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ فَتَعْرِفُونَهَا وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ)


لمعالي الشيخ الدكتور / صالح بن فوزان بن عبدالله الفوزان

-حفظه الله-



السؤال:
بتفسير الآية الأخيرة في سورة النمل، في قول الحقّ-تبارك وتعالى-أعوذُ بالله من الشيطان الرجيم (وَقُلْ الْحَمْدُ لِلَّهِ
سَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ فَتَعْرِفُونَهَا وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ)



الجواب:
بسم الله الرحمن الرحيم ،
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى
آله وأصحابه أجمعين
، ختم اللهُ -جلَّ
وعلا- سورة النمل بقولهِ تعالى-(وَقُلْ الْحَمْدُ لِلَّهِ سَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ
فَتَعْرِفُونَهَا وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ
( يقول الله لنبيهِ- صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- (وَقُلْ الْحَمْدُ) لأنهُ مُستحقُ للحمد أولًا وأخرا وظاهرًا وباطِنًا لهُ الحمدُ في
الأولى والآخرة وهو الحكيم الخبير، (سَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ )هذا وعيدٌ
للكفار(سَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ)في
الكون، وما يحدثُ فيهِ من عقوباتٍ ،وما يحدثُ فيهِ من تغيرات،


(فَتَعْرِفُونَهَا)تعرفون آيات
الله بعدَ أن يُريكم اللهُ إياها، ولعلّ هذا يكون في وقت لا تنفعُ فيهِ المعرفة،
حينما ينزل العذاب فإنَّ الكفار يؤمنون،(فَلَمَّا
رَأَوْا بَأْسَنَا قَالُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَحْدَهُ وَكَفَرْنَا بِمَا كُنَّا
بِهِ مُشْرِكِينَ* فَلَمْ يَكُ يَنْفَعُهُمْ إِيمَانُهُمْ لَمَّا رَأَوْا)
فالإيمان إنما ينفع قبل نزول العذاب وظهور
الآيات الكونية، أما إذا نزل العذاب فلا ينفعُ الإيمان،
(سَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ)
هذا كأنهُ وعيد من الله-سبحانه وتعالى-(
فَتَعْرِفُونَهَا
وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ
عَمَّا تَعْمَلُونَ
( الله- جلَّ وعلا- ليس بغافل عما يعمل الظالمون،
كما قالَ-جلَّ وعلا-(وَلا تَحْسَبَنَّ
اللَّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ
تَشْخَصُ فِيهِ الأَبْصَارُ
) ،(سَيُرِيكُمْ آيَاتِهِفَتَعْرِفُونَهَا وَمَا
رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ
(عما تعملونه من الكُفرِ والمعاصي، ومعصية الأنبياء، ولكنهُ يُمهل ولا
يُهمل- سبحانه وتعالى- فهذا من باب الوعيد لأهل الكفر والطغيان.




الملف الصوتي :

http://www.alfawzan.af.org.sa/sites/...iles/03_17.mp3


المصدر :

http://www.alfawzan.af.org.sa/node/15500











ام عادل السلفية 14-11-2015 07:44AM

بسم الله الرحمن الرحيم




تفسير آية من سورة المائدة
(جَعَلَ اللَّهُ الْكَعْبَةَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ قِيَاماً لِلنَّاسِ وَالشَّهْرَ الْحَرَامَ وَالْهَدْيَ وَالْقَلائِدَ ذَلِكَ لِتَعْلَمُوا
أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَأَنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْ)



السؤال:
نستفتح هذا اللقاء بتفسير الآية المباركة في قولِ الحقِّ- تباركَ وتعالى- في سورة المائدة، أعوذ بالله من الشيطان الرجيم (جَعَلَ اللَّهُ الْكَعْبَةَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ قِيَاماً لِلنَّاسِ وَالشَّهْرَ الْحَرَامَ وَالْهَدْيَ وَالْقَلائِدَ ذَلِكَ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَأَنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ*).


الجواب:
بسم الله الرحمن الرحيم،
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وعلى
آله أصحابهِ أجمعين، في هذه الآية الكريمة من سورة المائدة، يقولُ الله تعالى (جَعَلَ اللَّهُ الْكَعْبَةَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ
قِيَاماً لِلنَّاسِ وَالشَّهْرَ الْحَرَامَ وَالْهَدْيَ وَالْقَلائِدَ ذَلِكَ
لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ
وَأَنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ*)
يُنوّهُ الله – سبحانه وتعالى-
في هذه الآية الكريمة بشأن البيت، وهو الكعبة المُشرّفة التي بناها إبراهيم بأمر الله- سبحانه وتعالى-


وفرّض اللهُ على الناسِ حجّها، قال الله -سبحانه- (وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنْ اسْتَطَاعَ
إِلَيْهِ سَبِيلاً
)، فهي قيامًا
للناس، بمعنى أنها قِبلتُهم، وأنها يحجونّ إليها من أقطار الأرض، يبتغون فضلًا من
اللهِ ورضوانا فيعبدون الله عندها، أمرّ اللهُ - جلَّ وعلا- بتطهيرها للطائِفين
والعاكفين والرُكّع السجود، فهي بيتُ عبادة، وبيتُ توحيد، وهي مثابَة للناس (وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِلنَّاسِ وَأَمْناً ) وهي مباركة (إِنَّ
أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكاً وَهُدًى
لِلْعَالَمِينَ
)، نوّه اللهُ بشأنَ هذا البيت
العتيق الذي بناهُ إبراهيم- عليهِ السلام- بأمر الله- سبحانه وتعالى- يجتمعُ الناس
حولها من أقطار الأرض يتعارفون ويتآلفون، ويُسلّمُ بعضهم على بعض، وتَقّرُ أعينهم
إذا رأوا قوة المسلمين وكثرة المسلمين، ففي ذلك مصالِح عظيمة دينية ودنيوية،


والحمد لله رب العالمين،(
قِيَاماً لِلنَّاسِ) تقوم به مصالحهم في معاشِهِم ومعادِهِم وتُكّفرُ سيئاتهم
إذا حَجّوا،
الْحَجُّ الْمَبْرُورُ لَيْسَ لَهُ
جَزَاءٌ إِلا الْجَنَّةُ، من أتى هذا البيت لم يرفث ولم يفسق ولم رجعَ كيومِ ولدته
أمه، فتقومُ مصالحهم الدينية والدنيوية بذلك (
قِيَاماً
لِلنَّاسِ
) وجعلَ اللهُ الشهر الحرام الذي هو الأشهر
الحُرم التي حرّم الله فيها القِتال، وهي شهرُ شوال، وذو القعدة، وعشرةُ أيامٍ من
ذو الحجة، سمّاهُ الله الشهر الحرام لأنهُ يحرُمُ فيهِ القتال، و يأمن الناس على
دماءِهِم وأموالِهِم في هذه الأِشهر، كما أيضًا يرتاحون عند هذا البيت العتيق.

الشَّهْرَ الْحَرَامَ قِيَاماً لِلنَّاسِ مثل
ما أنَّ الكعبة جعلها الله قِيَاماً لِلنَّاسِ، ولمّا جاءَ الإسلام انتشر الأمن
ولله الحمد، هل بقيت الأشهُر الحُرُم أم نُسِخَت؟ اللهُ أعلم بذلك، ولكن اللهُ
شَرَعها لمصالِح الناس وحِفظِ دماءِهم وأموالِهِم، وليتمكنّوا من زيارة هذا البيت
حاجّينَ ومُعتمرين هذا من فضل اللهِ -سبحانهُ وتعالى-

(وَالشَّهْرَ الْحَرَامَ
وَالْهَدْيَ)
أي ما يُهدى إلى البيت العتيق من بهيمة الأنعام،
تَقرُبًا إلى الله- سبحانهُ وتعالى- وعبادةً لله، وفيهِ مصالِح للناس يأكلونَ
ويتصدّقون ويتوسعون بلحومها،


( وَالْقَلائِدَ)هيما يكون على الهَديّ الذي يُساق إلى هذا البيت ليُعرَف أنهُ هَديّ فيُجتَنَب ولا
يُساءُ إليه، فالْقَلائِدَ فيها علامة على أنَّ هذه الأنعام أنها لا يُتعرّضُ لها
حتى تبلُغَ مَحِلها وهو البيت العتيق.



ثُمَّ قال- جلَّ وَعَلا-( ذَلِكَ لِتَعْلَمُوا أَنَّ
اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ)
شَرَعَ لكم هذا
الشرع العظيم، وجعل هذا البيت وهذا الشهر الحرام جعلهما قيامًا لِمصالِحكم،
وتمكينًا لكم من السيرِ إلى هذا البيت العتيق، لتعلموا أنَّ اللهَ يعلمُ ما في
السمواتِ وما في الأرض، هذا فيه الحثّ على العمل الصالِح والإخلاص لله، لأنَّ الله
يعلم ما في السموات وما في الأرض، ولا يخفى عليه شيءٌ من أعمالِنا (وَأَنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ*) تعميم
بعد تعميم لعلم اللهِ سبحانه- مما يجعل العبد يخافُ من الله ويرقبهُ في إي مكان
كان ، سواء عند البيت أو إذا بعد عن البيت في أقطار الأرض فإنهُ في علم لله سبحانه
وتعالى لا يخفى على الله .




الملف الصوتي :

http://www.alfawzan.af.org.sa/sites/...iles/01_25.mp3



المصدر :

http://www.alfawzan.af.org.sa/node/15485














ام عادل السلفية 14-11-2015 07:51AM

بسم الله الرحمن الرحيم




تفسير آية من سورة النساء
(لاَّ خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِّن نَّجْوَاهُمْ إِلاَّ مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاَحٍ بَيْنَ النَّاسِ)


لمعالي الشيخ الدكتور / صالح بن فوزان بن عبدالله الفوزان
-حفظه الله-




السؤال:
نبدأ في تفسير هذه الآية المُباركة في سورة النساء في قولِ الحقِّ- تبارَك وتعالى- أعوذ بالله من الشيطان الرجيم)لاَّ خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِّن نَّجْوَاهُمْ إِلاَّ مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاَحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتَغَاء مَرْضَاتِ اللّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيماً).


الجواب:
بسم الله الرحمن الرحيم،
الحمد للهِ رب العالمين وصلى
اللهُ وسلم على نبينا محمد وعلى آلهِ
وأصحابه أجمعين قولُه تعالى :ـــ (لاَّ خَيْرَ
فِي كَثِيرٍ مِّن نَّجْوَاهُمْ
) ، النَجَوى :هي الكلام الذي يكون بين الناس
وأكثَرَهُ ليس فيهِ خير أكثر الكلام الذي يدور بين الناس ليس فيهِ خَير إلا ما
استثناهُ الله –عز وَجَل- من هذهِ الأُمور،
(إِلاَّ مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ)، حَث على الصدقة والإحسان ورَغبّ في ذلك هذا فيهِ خير
ومن دل على خِيِر فلهُ مثل أجر فاعِلِهِ (إِلاَّ مَنْ
أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ
) ، والمعروف ضد المُنْكَر فالأمر بالمَعْروف
والنَهيّ عن المُنْكَر هو من أُصول هذا الدين وهو قِوام هذا الدين ،(إِلاَّ مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ
إِصْلاَحٍ بَيْنَ النَّاسِ
)
،أو إصلاحٍ بين الناس
في المتنازعين و المتلاحين المختلفين يُصلح بينهم والصُلُحُ خَير كما قال اللهُ
–جَلّ وعَلا- قال تعالى
)وَإِن طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ
اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا ۖ فَإِن بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَىالْأُخْرَىٰ فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّىٰ تَفِيءَ إِلَىٰ أَمْرِ اللَّهِ ۚفَإِن فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا
بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا ۖ إِنَّ اللَّهَ
يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ إِنَّمَاالْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ
لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُون)
فالصلح
بين المُتنازعين والمُتشاقين فيهِ خيرٌ عَظيم وفيهِ إزالةٌ للتباغض والتشاحن وهذا
شأن أهل الخير يِسْعَون بالصلح ثم قال –جَلا وعَلا- (وَمَن
يَفْعَلْ ذَلِكَ
}أي شيئاً من هذهِ الأُمور {فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيماً) ، وعدهُ الله –جِلا وعَلا- أنَهُ سيؤتيِهِ على هذا
أجراً عظيماً لا يَعْلمُ عِظَمَهُ إلا الله –سُبحانهُ وتَعالى- فتكفل –سُبحانه
وتعالى بأجر من أمر بصدقة أو معروفٍ أو إصلاحٍ بين النَاس.




الملف الصوتي :

http://www.alfawzan.af.org.sa/sites/...iles/01_24.mp3


المصدر :

http://www.alfawzan.af.org.sa/node/15470 ِ













ام عادل السلفية 14-11-2015 07:57AM

بسم الله الرحمن الرحيم




تفسير آية سورة الإسراء
(وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ)



السؤال:
نُفسِر الآية الكريمة في قولِ الحقِ تبارك وتعالى- في سورة الإسراء أعوذُ بالله من الشيطان الرجيم{وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَىٰ كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا}[ الإسراء 70]


الجواب:
بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله رب العالمين
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آلهِ وأصحابهِ أجمعين، في هذه الآيةِ الكريمة
يُخبرُ اللهُ- سبحانه وتعالى- عن تكريمهِ لبني آدم وذلك يدلُ على شرفِ هذا النوع
من الخلق لأنَّ الله سُبحانه وهبَ لهُم العقول وميّزَ بينهم وبين المخلوقات التي
لا تعقِل وأعطاهم- سبحانهُ وتعالى- من نِعمهِ ما يستيعنون بهِ على عبادتهِ التي
خلقهم من أجلها، قالَ -سبحانهُ-{وَمَا خَلَقْتُ
الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} [الذاريات 56]
،


وقال تعالى{يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي
خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} [ البقرة 21}
اللهُ
خلقهُم لعبادتهِ، وتَكّفَل بأرزاقِهم،{مَا أُرِيدُ
مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ} [ الذاريات 57]

وعبادتهم للهِ سُبحانه شرفٌ لهم، ومصلحتها لهم أيضًا، لأنها تربطهم باللهِ- عَزَّ
وَجَلَّ تستجلِبُ لهم – رضي الله- وتستجلبُ لهُم النِعَم، وأعلى من ذلك أنها تكونُ
سببًا لدخولِهم الجنة، فاللهُ كرّم بني آدم فيما خَصّهم بهِ من أنه خلقهم
لعبادتهِ- سبحانهُ وتعالى-تَكّفلَ بأرزاقِهِم،


{مَا
أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ}
وعبادتهم لله
شرفٌ لهم ومصلحتها راجعةٌ إليهم، فأما الله- جلَّ وعلا- لا تنفعهُ طاعةُ المُطيعين
ولا تضرهُ معصية العاصين، وإنما يرجعُ أثرُ ذلكَ عليِهم خيرًا أو شرّا، وهذا من
فضلهِ – سبحانهُ وتعالى- أنَّ اللهَ-كرّم بني آدم على غيرهِ من سائِرِ المخلوقات
بما حملهُم من واجِبِ العبادة للهِ- سبحانه- ليواصل لهم الإكرام في الدنيا
والآخرة،


ثُمَّ قال جلَّ وعلا- {وَحَمَلْنَاهُمْ فِي
الْبَرِّ وَالْبَحْرِ}
حملهم الله- سبحانهُ -في أسفارِهم وترحالِهِم على
وسائل النقل المُريحة التي تحملُ أثقالهم،ويركبونها في أسفارِهم ففي البرّ سخّرَ
اللهُ لهم ما هو معلومٌ في كل زمان من ركوبِ الإبلِ والخيلِ، ثُمَّ جَدَّ بعد ذلك
ركوب السيارات والطائرات كما قالَ تعالى{وَالْخَيْلَ
وَالْبِغَالَ وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوهَا وَزِينَةً ۚ وَيَخْلُقُ مَا لَا
تَعْلَمُونَ} [ النحل 8]
وصار الناس الآن يمتطونَ السيارات والطائرات هذا
في البرّ وفي البحر سَخّرَ لهم المراكِب والسُفُن التي تحملهُم على عُباب الماء
ولا تغوص في الماء بل إنها تمشي على الماء، وهذا من تسخير الله- سبحانهُ وتعالى-{وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ} {وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ}يعني من الحلال
الطيّب الذي يُغذيهم تغذيةٍ جيدّة، تغذيةً طيبة، ويقويهم على عبادة الله وشُكرِ
الله- سبحانهُ وتعالى- أحلَّ لهم الطيبات حرّم عليهم الخبائِث،


-قالَ جلَّ وعلا-{يَا أَيُّهَا النَّاسُ كُلُواْ مِمَّا فِي الأَرْضِ
حَلاَلاً طَيِّباًوَلاَ تَتَّبِعُواْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ
عَدُوٌّ مُّبِينٌ } [البقرة 169]

قال سبحانهُ وتعالى{ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ
آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُوا لِلَّهِ إِنْ
كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ،
إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُالْمَيْتَةَ وَالدَّمَ وَلَحْمَ الْخِنزِيرِ
وَمَا أُهِلَّ بِهِ لِغَيْرِ اللّهِ
} [ البقرة 172]، ما
حرّمَ عليهم إلا الخبائِث يُحلُ لهم
الطيبات ويُحرمُ عليهم الخبائِث، {وَرَزَقْنَاهُمْ
مِنَ الطَّيِّبَاتِ
} وأمرهم بأكلها
والتمتع بها، وفي ضمنِ ذلك أنهُ حّرّمَ عليهم الخبائِث التي تضرُهُم،
تُغذيهُم تغذيةً خبيثة{وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ
الطَّيِّبَاتِ}


ثُمَّ قال{وَفَضَّلْنَاهُمْعَلَىٰ كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا} فَضلهُم الله بالعقول،
فضلَهُم اللهُ بشرَف العبودية للهِ- عَزَّ وَجَلَّ- فضلّهُم الله- بأشياء كثيرة
على سائِرِ المخلوقات، المخلوقات كلها مُسخَرَة لهم،{خَلَقَ
لَكُم مَّا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا} [ البقرة 29]
والله جعلَ كل ما في
المخلوقات كلها لمصالِح بني آدم، ومنها يأكلون ويتمتعون ،{وَفَضَّلْنَاهُمْ
عَلَىٰ كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا}
على كثيرٍ من المخلوقات.




الملف الصوتي :

http://www.alfawzan.af.org.sa/sites/...iles/01_23.mp3


المصدر :

http://www.alfawzan.af.org.sa/node/15459















ام عادل السلفية 14-11-2015 08:04AM

بسم الله الرحمن الرحيم





تفسير آية من سورة الاسراء

لمعالي الشيخ الدكتور / صالح بن فوزان بن عبدالله الفوزان
-حفظه الله-



السؤال:
نفسِر الآية المُباركة في سورة الإسراء، في قولِ الحقِّ- تبارَك وتعالى- أعوذ بالله من الشيطان الرجيم{تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَوَاتُ السَّبْعُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لَا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا) [الإسراء: 44].


الجواب:
بسم الله الرحمن الرحيم،
الحمد للهِ رب العالمين وصلى اللهُ وسلم على نبينا محمد وعلى آلهِ وأصحابه أجمعين في هذه الآيةِ الكريمة يقولُ
اللهُ سبحانهُ وتعالى عن نفسهِ -جلَّ وعلا- {تُسَبِّحُ
لَهُ السَّمَوَاتُ السَّبْعُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ
إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ
} التسبيح معناه التنزيه، أي أنَّ هذه
المخلوقات العظيمة ومن فيها كُلُهُم يُنزهون الله سبحانهُ وتعالى كُلٌ بلغتهِ
ولِسانهِ، وإن كُنا لا نفهمُ لُغة هذه المخلوقات والجمادات، ولكن الله -سبحانهوتعالى-
يعلمها تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَوَاتُ السَّبْعُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ
من المخلوقات من الآدميين والجِن والإنس والملائكة كلهم يُسبِحونَ الله
ويُنزهونهُ، كذلكَ هذه المخلوقات والجمادات كلها تُسبِحُ اللهَ- سبحانه وتعالى- أي
تُنزِههُ عن الشبيهِ والنظير وتُنزههُ عن الشِرك، التسبيح معناهُ التنزيه كلٌ
بلغتهِ التي يعلمها الله- سبحانهُ وتعالى- ولهذا قال {وَلَكِنْ
لَا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ
} يعني لا تفهمونها لا تفهمون تسبيحهم ولكن
الله- سبحانه وتعالى- يعلمها وَلَكِنْ لَا تَفْقَهُونَ
تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا
} فهذه الآية فيها وجوب
تنزيه الله- سبحانهُ وتعالى- عن الشِرِك وعن التشبيهِ والتعطيل وعن ما لا يليقُ
بجلالهِ، وأنَّ كُلَ مخلوقاتهِ الناطقة والجامِدة، كلها تُسبِحُ الله- سبحانهُ
وتعالى- كلٌ بلغتهِ التي لا يعلمُها إلا الله- سبحانهُ وتعالى.




الملف الصوتي :

http://www.alfawzan.af.org.sa/sites/...iles/01_22.mp3



المصدر :

http://www.alfawzan.af.org.sa/node/15441 ِ














ام عادل السلفية 14-11-2015 08:09AM

بسم الله الرحمن الرحيم





فوائد من سورة العصر


لمعالي الشيخ الدكتور / صالح بن فوزان بن عبدالله الفوزان

-حفظه الله-




السؤال:
من المستفاد والدروس المستفادة من سورة العصر ما جورين؟


الجواب:
بسم الله الرحمن الرحيم


الحمد لله الصلاة
والسلام على رسول لله وعلى آله وأصحابه أجمعين.


قال الإمام الشافعي رحمهُ
الله، لو ما أنزل الله حجةً، على عبادهِ إلا هذه السورة يعني سورة العصر، لكفتهُ وذلك
لان الله حكم بالخسار على كل إنسان، إلا من اتصف بأربع صفات


الصفة الأولى:ـ (الَّذِينَ آمَنُوا)

الصفة الثانية:ـ(عَمِلُوا الصَّالِحَاتِ)

ـالصفة الثالثة:ـ(تَوَاصَوْا بِالْحَقِّ)، يعني يتآمرون بالمعرف ويتناهون عن المنكر.

الصفة الرابعة:ـ(تَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ). لأن الذي يأمر وينهى قد يحصل عليه أذى فيصبر على ذلك،


فإذا توافرت
هذه الصفات الأربع نجا المسلم من هذا الخسار فهي سورة عظيمة مع وجزتها واختصارها حوت
معاني عظيمة .




الملف الصوتي :

http://www.alfawzan.af.org.sa/sites/...iles/03_10.mp3


المصدر :

http://www.alfawzan.af.org.sa/node/15399










ام عادل السلفية 01-12-2015 10:21PM

بسم الله الرحمن الرحيم




تفسير الآية الكريمه (طه)


لفضيلة الشيخ العلامة / صالح بن فوزان الفوزان
-حفظه الله ورعاه -



السؤال:


أرجو أن تُفَسِرُوهَا، ولِماذا بُدِأت بِهذا الاسم (طه* مَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى) ؟

الجواب:ـ

(طه)هذهِ حُروف مُقطعة (طه)حروف مُقطعة مثل(يس) مثل(الم) هذه حروف مُقطعة تُبدأُ بها بعض السُور وليس ذلك مِنْ
أسماء الَّرَسُول كما يتوهمُهُ بعضُ الجُهال ليس اسماً وإنما هو حرفانِ مُقطعانِ افتُتِحت بِهِما سورة طـه كذلك يـس هذا ليس اسماً إنما هو يـس، ياء هذا حرف سين حرف حروفٌ مُقطعة في بداية هاتين السُورتين فيجب التنبه لذلك فليست من أسماء الَّرَسُول-صَلَّى اللَّهُ عَلْيِهِ وَسَلَمَ- والقرآن فيهِ سُور مبدوءة بالحروف المُقَطْعَة مِنْ حرفٍ واحد أو أكثر واللهُ أعلم بِمُرادهِ


ولكن هُناك مِنْ العُلماء كشيخ الإسلام بن تيمية من يقول: إن هذهِ الحروف المقطعة إشارة إلى الإعْجَاز، إعْجاز القرآن أن هذا القرآن مُكون مِنْ هذهِ الحروف وأمثلِها وأنتم تَنْطِقون بها تتخاطبُنَ بها ولم تقْدِروا على أن تأتوا بشيءٍ يُشْبِهُ القرآن ولا بآية ولا بِسُورة هذا إشَارَة إلى الإعْجَاز ولِذَلك يَأْتِي بَعد كُلِّ حُرُوف مُقطعة ذكرٌ للقرآن (الم* ذَلِكَ الْكِتَابُ لا رَيْبَ فِيهِ) (طه* مَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى) إلى آخِرهِ .




الملف الصوتي :

http://www.alfawzan.af.org.sa/node/15989


المصدر :

http://www.alfawzan.af.org.sa/node/15989










ام عادل السلفية 09-12-2015 09:13PM

بسم الله الرحمن الرحيم





تفسير قوله تعالى
(إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتاً لِلَّهِ حَنِيفاً وَلَمْ يَكُنْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ* شَاكِراً لأَنْعُمِهِ اجْتَبَاهُ وَهَدَاهُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ* وَآتَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَإِنَّهُ فِي الآخِرَةِ لَمِنْ
الصَّالِحِينَ )


لفضيلة الشيخ العلامة / صالح بن فوزان الفوزان
-حفظه الله ورعاه-



السؤال:
الرجاء إلْقَاءُ الضَّوْءِ على قول الله -تَعَالَى- في آخر سورة النحل؛ بعد: أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ، (إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتاً لِلَّهِ حَنِيفاً وَلَمْ يَكُنْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ* شَاكِراً لأَنْعُمِهِ اجْتَبَاهُ وَهَدَاهُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ* وَآتَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَإِنَّهُ فِي الآخِرَةِ لَمِنْ الصَّالِحِينَ* ثُمَّ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ أَنْ اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفاً وَمَا كَانَ مِنْ الْمُشْرِكِينَ)


الجواب:
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ،
الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، وَالصَّلاةِ وَالسَّلامُ عَلَى عَبْدِهِ وَرَسُولِهِ نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وأصَحْابِهِ أَجْمَعِينَ.


هذه الآيات من آخِرِ سورة النحل التي تُسَّمى آية النِعْم؛ لأن اللهَ -جَلَّ وَعَلاَ- ذكر فيها كثيرًا من النعم، التي اِمتَنَّ بها عباده، وطلب منهم شكر هذه النِعْم؛ قال: (وَاشْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ)، وذكر عن إِبْرَاهِيمَ -عَلَيْهِ الصَّلاةِ وَالسَّلامُ- خَلِيْل اللهَ أنه كان شاكرًا لأنعمه، لأنعمِ اللهِ -سُبْحَانَهُ-، فلنا فيه قدوةٌ وأسوة حسنة، فهذه السورةُ سورةٌ عظيمة، ختمها اللهُ بهذه الآيات في صفات إِبْرَاهِيمَ،

ذكر له أربع صفات:

( إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً)، و(أُمَّةً) يعني قدوة؛ فهو قدوة للناس، كما قال اللهُ -جَلَّ وَعَلاَ- له: (إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَاماً)، فهو قدوةٌ للناس من بعده في عبادة الله وشكرهِ .

الصفة الثانية: ( قَانِتاً لِلَّهِ) والقنوت هو: دوام العبادة لله -عَزَّ وَجَلَّ-، فكان إِبْرَاهِيمَ -عَلَيْهِ السَّلامُ- مدوامًا على عبادة الله .

الصفة الثالثة: (حَنِيفاً) والحنيف هو المُقبل على الله -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى- والمعرضٌ عما سواه .

الصفة الرابعة: (وَلَمْ يَكُنْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ)، أن إِبْرَاهِيمَ -عَلَيْهِ السَّلامُ- كان متبرئًا من المشركين، حتى من أبيه الذي هو أقرب الناس إليه، قال -تَعَالَى-: ( وَمَا كَانَ اسْتِغْفَارُ إِبْرَاهِيمَ لأَبِيهِ إِلاَّ عَنْ مَوْعِدَةٍ وَعَدَهَا إِيَّاهُ فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ لِلَّهِ تَبَرَّأَ مِنْهُ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لأَوَّاهٌ حَلِيمٌ)، فإِبْرَاهِيمَ -عَلَيْهِ السَّلامُ- هو القدوة، ثم أمر اللهُ نَبِيِّنَا مُحَمَّدَ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فقال: (ثُمَّ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ أَنْ اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفاً وَمَا كَانَ مِنْ الْمُشْرِكِينَ)، لأن مُحَمَّدًا - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بُعث بملةِ إِبْرَاهِيمَ الحنيفية وهى عبادة اللهِ وحده لا شريك له، وترك عبادةِ ما سواه والحبُ في الله، والبغضُ في اللهِ -عَزَّ وَجَلَّ-، هذه ملةُ إِبْرَاهِيمَ التي أُمرنا باتباعها، هذه السورة سورةُ عظيمةُ سورةُ النَحْل، وفي آخرها هذه الآيات العظام التي ذكرها اللهُ في حقِ إِبْرَاهِيمَ -عَلَيْهِ الصَّلاةِ السَّلامُ- الذي أُمر نَبِيِّنَا - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وأمرنا باتباعِ ملتهِ والسير على منهاجه، في عبادة الله -عَزَّ وَجَلَّ- وحده لا شريك له،

والبراءة من الشرك؛ البراءةُ من الشرك وأهله، ولهذا قال في آخر سُّورة (قَدْ سَمِعَ): (لا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ)، هذه هى البراءةُ من الشِّرك وأهله، ولا يتم الدين لأحدٍ حتى يكون بهذه الصِّفة؛ أن يكون مواليًا لله ولأولياء الله، ومعاديًا لأعداء الله -عَزَّ وَجَلَّ- وإنِّ كانوا من أقرب الناس إليه، فالولاء والبراء من ملة إِبْرَاهِيمَ -عَلَيْهِ الصَّلاةِ السَّلامُ- التي أُمرنا باتباعها .



الملف الصوتي :

http://www.alfawzan.af.org.sa/sites/...iles/01_71.mp3


المصدر :

http://www.alfawzan.af.org.sa/node/16043








ام عادل السلفية 27-12-2015 05:16PM

بسم الله الرحمن الرحيم




تفسير الآية سورة آل عمران
(كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنْ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ مَتَاعُ الْغُرُورِ)


لفضيلة الشيخ العلامة / صالح بن فوزان الفوزان
-حفظه الله ورعاه-



السؤال:

نحب أن نسأل فضيلتكم عن تفسير قول اللهِ - تَبَارَكَ وَتَعَالَى- في سورة آل عمران: (كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنْ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ مَتَاعُ الْغُرُورِ).

الجواب:

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ،
الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، وَالصَّلاةِ وَالسَّلامُ عَلَى نَبِيِّنَا مُحَمَّد وَعَلَى آلِهِ وأصَحْابِهِ أَجْمَعِينَ .



لمَّا ذكر اللهُ في هذه السورة؛ سورة آل عمران أخبار اليهود والنصارى وتعنتاتهم على أنبيائهم؛ وفي الأخير كفرهم بمحمدٍ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- خاتم النبيين وأمام المرسلين، قال اللهُ - سُبْحَانَهُ – في: هذه الآية (كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ) أي أن لهم أجلٌ ينتظرهم، لا يخرجون عنه، وينقلون بعده إلى جزاءهم في الدار الاخرة، على ما قدموا من كفرٍ وتكذيبٍ وأمورٍ فظيعة فإنهم ليسوا بمفلتين، بل لهم موعدٌ ينتظرهم لابد منه، (كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ)، فلا يخرج عن هذا أحدٌ من المخلوقين .

(وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنْ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ) يعني نجا، وليس هذا بدعاوى اليهود والنصارى وأنهم شعب الله المختار وأنهم هم أهل الإيمان، وأن من عداهم ليسوا على شئ، فهذه تمنيات تزول في هذا اليوم، حينما تواجه كلُّ نفسٍ ما قدمت! وتتمنى الرجوع إلى الدنيا وإصلاح ما فات ولكن لا تُمكَّن من ذلك، وإنما هو الجزاء، فدار الدنيا عملٌ ولا جزاء، وأمَّا الدار الاخرة فهى جزاءٌ ولاعمل.

(وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنْ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ)، (فَمَنْ زُحْزِحَ) أي أبعدَ عن النار، (وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ) يعني نجا .

(وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ مَتَاعُ الْغُرُورِ) تغرُ صاحبها، واللهُ - جَلَّ وَعَلاَ- نهى عباده فقال: (فَلا تَغُرَّنَّكُمْ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ لْغَرُورُ)، فنهى - سُبْحَانَهُ - عن الاغترار في هذه الحياة الدنيا ونسيان الآخرة، وذكر أن هذا اليوم أتٍ على الجميع، لا ينفلتُ أحدٌ منه وما بعده فهو دار قرار، ودار الجزاء وقد انتهت دار العمل، فليحذر العبد من هذا الموعد، وليستعد له قبل أن يحل به، ويستعد له بالعمل الصالح ويتوب من الذنوب والسيئات، هذا يزحزح عن النار ويبعد عنها، ويدخل الجنة لأنه في الآخرة ما في إلا دار الجنة ودار - والعياذ بالله - النار، داران لا محيد عنهما، فليتنبه العبد لهذا اليوم وهذا اللقاء، وليحسن العمل وأن يتوب من السيئات، وأن يترك المرواغات التي اُبتلي بها أهل الكتاب (وَقَالَتْ الْيَهُودُ لَيْسَتْ النَّصَارَى عَلَى شَيْءٍ وَقَالَتْ النَّصَارَى لَيْسَتْ الْيَهُودُ عَلَى شَيْءٍ)، فليس الأمر بالتمني، وتزكية النفوس بالكذب، وإنما الأمر على الجد وعلى الصدق، وعلى الوفاء والتمام، والجزاء من جنس العمل، والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل .



الملف الصوتي :

http://www.alfawzan.af.org.sa/sites/...iles/01_75.mp3


المصدر :

http://www.alfawzan.af.org.sa/node/16076








ام عادل السلفية 29-12-2015 10:46PM

بسم الله الرحمن الرحيم





ما هو تفسير قوله تعالى:
(اللَّهُ نُورُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ).


لفضيلة الشيخ العلامة : صالح بن فوزان الفوزان
-حفظه الله ورعاه-


السؤال:

هل صحيح تفسير معنى قوله تعالى: (اللَّهُ نُورُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ) أي: منور السموات والأرض؟

الجواب:

نعم، النور على قسمين:

القسم الأول : نور هو من صفات الله عز وجل، وهذا غير مخلوق، صفة من صفات الله.


القسم الثاني : ونور مخلوق، مثل نور الشمس والقمر والكواكب وأنوار الكهرباء، هذا كله مخلوق، الله هو الذي خلقه، وهو الذي نور السموات والأرض بهذه المخلوقات.


لكن النور الذي من صفات الله كما في قوله تعالى: (وَأَشْرَقَتْ الأَرْضُ بِنُورِ) إذا نفخ في الصور وحشر الناس، ثم جاء الله لفصل القضاء بين عباده تشرق الأرض من نوره سبحانه وتعالى.


الملف الصوتي :

http://www.alfawzan.af.org.sa/sites/...files/22_5.mp3



المصدر :

http://www.alfawzan.af.org.sa/node/14787












ام عادل السلفية 04-01-2016 05:03PM

بسم الله الرحمن الرحيم




تفسير الآية
(قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى (14); وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى (15); بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا (16)
وَالْآخِرَةُ خَيْر وَأَبْقَى (17) إِنَّ هَذَا لَفِي الصُّحُفِ الْأُولَى (18) صُحُفِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى(19) ) سورة الاعلى




السؤال:


نبدأ بتفسِر الآيات المُباركات والأخيرة في سورة الأعلى، في قولِ الحقِّ- تبارَك وتعالى- أعوذ بالله من الشيطان الرجيم{ قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى (14); وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى (15); بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا (16) وَالْآخِرَةُ خَيْر وَأَبْقَى (17) إِنَّ هَذَا لَفِي الصُّحُفِ الْأُولَى (18) صُحُفِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى(19) [الأعلى].


الجواب:

بسم الله الرحمن الرحيم،
الحمد للهِ رب العالمين وصلى اللهُ وسلم على نبينا محمد وعلى آلهِ وأصحابه أجمعين، قال اللهُ- جلَّ وعلا-{ قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى (14); وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى (15)



(أَفْلَحَ): الفلاح وهو ضد الخَسَار، الفلاح هو الفوز والنجاة فهو كلمةٌ جامعة، (مَنْ تَزَكَّى) يعني طَهّرَ نفسهُ من الشركِ والمعاصي، (وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ ) ذكرَ اسم ربه ذكرُ الله –سبحانهُ وتعالى- عبادةٌ عظيمة وقد أمرَ الله- جّلَّ وعلا- بهِ في آياتٍ كثيرة، اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا(41)وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا(42)} [ الأحزاب]، ذكرُ الله يكون باللسان ،الثناء على الله باسمائِهِ وصفاتهِ ونعمهِ،


ويكونُ أيضًا بالقلب اعتقادًا وإيمانًا، ويكونُ أيضًا بالأفعال، فالصلاة ذكرٌ لله- عزَّ وَجلّ- قال تعالى{وَأَقِمِ الصَّلاةَ إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ} بالعنكبوت 45]الصلاة ذكرٌ لله- عزَّ وجلّ- وفيها الثناء على الله، فهي ذكرٌ لله- عزَّ وجلّ- (وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ) يُذكَر الله- جلَّ وعلا- ويُثنى عليهِ باسماءه وصفاتهِ (اسْمَ) هنا مُضاف يشمل جميع اسماء الله- سبحانهُ وتعالى-لأنَّ المُفرَد إذا أُضيف يعّم، (فَصَلَّى ) صلى الصلاة المفروضة والصلوات المُستحبّة، لأنَّ الصلاة صِلةٌ بين العبدِ وربهِ- عزَّوجلّ- فهي أعظمُ أنواع العبادات ولهذا جاءَت بعد الشهادتين، فهي الرُكنُ الثاني من أركان الإسلام، (وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى).



ثُمَّ قالَ جلَّ وعلا- (بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا) فمن الناس من يغفُلُ عن ذكرِ الله، ويغفُل عن الصلاة، ويشتغل بالدنيا، مع إنَّ الدُنيا مطيةٌ للآخرة، ومزرعةٌ للآخرة لمن استغلّها في طاعة الله،واستعانَ بها على عبادة الله- سبحانه وتعالى- فيجمع بين الصلاة والذكر وطلب الرزق، نَّ الَّذِينَ تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لاَ يَمْلِكُونَ لَكُمْ رِزْقًا فَابْتَغُوا عِنْدَ اللَّهِ الرِّزْقَ وَاعْبُدُوهُ }[ العنكبوت 17]، {فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانْتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ } [ الجمعة 10] ، هذا هو المنهج الذي يسير عليهِ المُسلِم، وأما الذي يؤثر الحياة الدنيا فهذا خاسِر،والدُنيا ستزول، والآخرة مُقبِلة، والثروات والأموال ستزول، ولا يبقى إلا العمل الصالِح الذي يخرُج بهِ من هذه الدنيا،


(بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا) هذا من باب الإنكار، ثُمَّ قلَ-جلَّ وعلا- مُقارِنًا بين الدنيا والآخِرَة (وَالْآخِرَةُ خَيْر) من الدنيا، ( وَأَبْقَى) منها، لأنَّ الآخرة باقية دائمة، والدُنيا زائِلة (بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا، وَالْآخِرَةُ خَيْر وَأَبْقَى) ثُمَّ قال- جلَّ وعلا- (إِنَّ هَذَا) ما ذُكِرَ في هذه السورة، من أولها إلى آخرها سورة الأعلى (إِنَّ هَذَا لَفِي الصُّحُفِ الْأُولَى) مذكورٌ في الصُحف والكتُب الأولى قبلَ القُرآن، (إِنَّ هَذَا لَفِي الصُّحُفِ الْأُولَى، صُحُفِ إِبْرَاهِيمَ) الخليل- عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ- وموسى كليم الله، فهؤلاءِ أفضل النبيين بعد محمد- صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فاللهُ- جلَّ وعلا- ضَمّنَ هذه السورة العظيمة ما في الصُّحُفِ الْأُولَى، وهذا من فضلهِ على هذه الأُمة، فلله الحمد والشُكر.




المصدر :


http://www.alfawzan.af.org.sa/node/16104











ام عادل السلفية 11-01-2016 08:01PM

بسم الله الرحمن الرحيم





تفسير الآية الكريمة
(وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا)



السؤال:

مقدم البرنامج: أيها الأخوة المشاهدون، أيها الأخوات المشاهدات:
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته،
وحياكم الله إلي هذه الحلقة الجديدة من برنامجكم فتاوى
الذي نسعد وإياكم فيه باستضافة شيخنا
الشيخ/ صالح بن فوزان الفوزان
عضو هيئة كبار العلماء
وعضو اللجنة الدائمة للإفتاء،
مطلع هذه الحلقة أرحب بالشيخ صالح؛
حيَّاكم الله صاحب الفضيلة.

الشيخ: حيَّاكم الله وبارك فيكم .

السؤال:
نريد من فضيلتكم بارك الله فيكم ونفع بكم الإسلام والمسلمين تفسير قول اللهِ -تَعَالَى-: (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا) الآية..



الجواب:
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ،
الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ،
وَصَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وأصَحْابِهِ أَجْمَعِينَ.

هذا جزءٌ من الآية التي أمر اللهُ -جَلَّ وَعَلاَ- المسلمين بأن يجتمعوا على كلمةٍ واحدة، هى كلمةِ التوحيد ولزوم جماعة المسلمين،
وإمام المسلمين وبذلك يتمَّ لهم أمرهم، وتتحد كلمتهم، ويحقق اللهُ لهم الأمن والاستقرار كما حصل في صدر هذه الأمة، لمَّا تمسكوا بهذه الآية وأمثالها، سادوا العالم بأسره، وانتشرت رقعة الإسلام على وجه المعمورة، كما وعد اللهُ -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى- بقوله: (هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ)، قد ظهر دين اللهِ في المشارق والمغارب؛ وذلك بالدعوة إلى الله أولًا، ثمَّ بالجهاد في سبيل الله ثانيًا،

فعمَّت كلمة الإسلام، قامت حُجة الله على خلقه، وبهذا حصل للمسلمين العزَّ والتمكين في هذه الأرض، ويحصل لهم العزَّ والتمكين في الجنة وفي الدار الآخرة، فهذا هو عزَّ المسلمين في الدنيا والآخرة، أن يتمسكوا بدينهم وأن يُحكَّموا كتاب ربَّهم، وأن يطيعوا وليَّ أمرهم بالمعروف، ويلزموا جماعة المسلمين وعامتهم وإمامهم، وبذلك يُحصل العزَّ لهم عاجلًا وآجلا.



وقد أوصى اللهُ -جَلَّ وَعَلاَ- بهذا في قوله: (وَاعْتَصِمُوا) أي: تمسكوا، (بِحَبْلِ اللَّه): وحبل الله هو القرآن، وقيل الرَسُول، وقيل الإسلام، والكلُ حقَّ؛ تُفسر الآية بكل هذه المعاني الثلاثة.

ثمَّ قال: (وَلا تَفَرَّقُوا)، (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً) لا بعضكم وإنما جميعًا، تكونون أمة واحدة.



(وَلا تَفَرَّقُوا): لمَّا أمر الله بالإجتماع والاعتصام بالكتاب والسُنَّة نهى عن ضد ذلك، فقال: (وَلا تَفَرَّقُوا).
(وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً) يعني في الجاهلية، قبل بعثة الرَسُول -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-.
(فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ): على يد هذا الرَسُول وبواسطة هذا الكتاب العزيز.
(إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً): بدلًا أن كنتم أعداءً، هكذا الإسلام حولهم من كونهم أعداءً إلى كونهم إخوانًا في الدين والعقيدة، (فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً).



(وَكُنْتُمْ): يعني في الجاهلية (عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنْ النَّارِ): لو بقيتم على هذا لوقعتم في النار.
(عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنْ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا)، أنقذكم منها بهذا الرَسُول وهذا الإسلام، وهذا الدين وهذه الجماعة المسلمة.



(وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنْ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ)؛ ( يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ) مثل هذا البيان، يبيَّن اللهُ لكم نعمته ومنَّته عليكم، ويبيَّن لكم أيضًا لا عزَّ لكم، ولا بقاء لكم، ولا دولة لكم إلاَّ بهذا الإسلام الذي أختاره اللهُ لرَسُوله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ولأمته.


المصدر:


http://www.alfawzan.af.org.sa/node/16116












ام عادل السلفية 11-01-2016 08:05PM

بسم الله الرحمن الرحيم




تفسير الآية
( إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَاداً أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا
أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلافٍ أَوْ يُنفَوْا مِنْ الأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدّ)



السؤال:

نحب فضيلة الشيخ أن نلقي الضوء على تفسير قول الله -تَبَارَكَ وَتَعَالَى- في سورة المائدة: ( إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَاداً أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلافٍ أَوْ يُنفَوْا مِنْ الأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنيَا وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ)، نريد من فضيلتكم تفسير هذه الآية نفع اللهُ بكم.

الجواب:

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ،
الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ،
وَصَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وأصَحْابِهِ أَجْمَعِينَ.



هذه الآية الكريمة نزلت في بيان حدَّ المحاربين، وهم الذين يتعرضون للناس في الصحراء أو البنيان، فيغصبونهم المال مجاهرةً لا سرقة، هؤلاء هم المحاربون، وفي هذه الآية تتفاوت عقوبتهم بحسب جرائمهم.


( إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَاداً أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا)، فمن قتل وأخذ المال فإنه يُقتل ويُصلب، ومن أخذ المال ولم يقتل فإنه تُقطع يده اليمنى ورجله اليسرى من خلاف، وكذلك إذا أخاف الطريق ولم يقتل نفسًا ولم يأخذ مالًا فإنه يُنفى من الأرض، بمعنى أنه يُطارد ولا يترك يأوي إلى بلد، وعند الحنفية أنه يُنفى من الأرض بمعنى أنه يُسجن، حتى يُكفَّ شره عن المسلمين.


فالآية الكريمة جاءت وبيَّنت أن حدَّ المحاربين يتنوع حسب جرائمهم: فمن قتل وأخذ المال يُقتل ويُصلب، ومن قتل ولم يأخذ المال فإنه يُقتل حتمًا ولا يُصلب، ومن أخذ المال ولم يقتل فإنه تُقطع يده اليمنى ورجله اليسرى من خلاف، ومن أخاف الطريق ولم يقتل نفسًا ولم يأخذ مالًا فإنه يُنفى من الأرض بمعنى إنه يُطرد من البلد، يعني يُطرد من المملكة مثلًا ويًنفى، وقيل أنه يًتفى من الأرض يعني يًسجن، هذا قول الحنفية أما قول الجمهور: أنه يُنفى من البلد، ولا يترك يأوي إلى بلد حتى يتوب إلى الله -عَزَّ وَ جَلَّ -.


الملف الصوتي :

http://www.alfawzan.af.org.sa/sites/...iles/01_78.mp3


المصدر :

http://www.alfawzan.af.org.sa/node/16126









ام عادل السلفية 08-02-2016 04:02PM

بسم الله الرحمن الرحيم



تفسير الآية سورة الاعلى
(قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى* وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى* بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا*
وَالآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى* إِنَّ هَذَا لَفِي الصُّحُفِ الأُولَى* صُحُفِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى)



السؤال:

بِسْمِ اللهِ الَّرَحْمَنِ الَّرَحِيم الحَمدُ للهِ رَبِ الْعَالمِين والَّصَلَاة والَّسَلَام عَلَى قَائِد الغُرِّ المُحَجَّلِين نَبينَا مُحَمدٍ وعَلَى آلِهِ وَصَحْبهِ أجْمَعين..

اللهُم عَلِمْنَا مَا يَنْفَعَنَا وانْفَعْنَا بِمَا عَلَمْتَنَا وَزِدْنَا عِلْمًا يَا كَرِيم،

نُرحب بالإخوة والأخوات أجمل ترحيب مع هذا اللقاء الطيب المُبارك والذي يجمعنا

بفضيلة الشيخ العلامة صالح بن فوزان الفوزان
عضو هيئة كبار العلماء وعضو اللجنة الدائمة للإفتاء
أهلًا ومرحبًا بالشيخ صالح مع الإخوةِ والأخوات .

الشيخ:
حياكم الله وبارك فيكم
السؤال:
نبدأ هذا اللقاء بِتفسير هذه الآية الكريمة في قولهِ -تَبارك وتَعالى-: أعُوذُ بِاللَهِ مِنْ الَّشَيْطَان الَّرَجيِم في سُورة الأعلى (قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى* وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى* بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا* وَالآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى* إِنَّ هَذَا لَفِي الصُّحُفِ الأُولَى* صُحُفِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى) .



الجواب:
بِسْمِ اللهِ الَّرَحْمَنِ الَّرَحِيم


الحَمدُ للهِ رَبِ الْعَالمِين وَصَلَّى اللَهُ وَسَلَمَ عَلَى نَبِيِّنَا مُحَمد وَعَلَى آلِهِ وَأصْحَابِهِ أَجْمَعِين..

في هذه السُورةِ الكريمة سُورة الأعلى يقُول الله - سُبْحَانَهُ وَتَعَالى- في آخِرِها (قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى* وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى) قال العُلماء: (أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى) أي دَفَعَ صدقة الفِطر (وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى) أي صَلى صَلاة الْعِيد، ثُم قال –جَلَّ وَعَلَا – (بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا) هذا إخبارٌ عن الله أن بَنِي آدم يُؤثرون الحياة الدُنيا على الآخرة مع أن الحياة الدُنيا زائلة والآخرة خيرٌ وأبقى لهُم وهذا من العجائب

ثم قال –جَلَّ وَعَلَا –: (بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا* وَالآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى) إن هذا المذكور في السورة من هذه الأمور العظيمة (لَفِي الصُّحُفِ الأُولَى) يعني القديمة؛ التي أنزلها الله على إبراهيم الخليل -عَلَيْهِ الَّصَلاةِ وَالَّسَلام- والتي أنزلها الله على كلِيمهِ ونبيهِ مُوسَى بن عِمْرَان -عَلَيْهِ الَّصَلاةِ وَالَّسَلام- فهذه السورة سُورةٌ عظيمة وفيها أُصولٌ عظيمة لمن تدبرها وعمل بِها ولهذا شرعَ اللهُ قراءتها مع سُورة الغاشية في صلاة الجُمعة شرع الله قِرَاءة (سَبِّحْ اسْمَ رَبِّكَ الأَعْلَى) و(هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ) في صلاة الجُمعة لأن في هاتين السورتين تذكيرًا للناس، وتنبيهًا للناس على ما أمامهم من الحِسابِ والجزاءِ والبعثِ والنُشور، ليستعدوا لذلك ولا يَنْسَاقوا مع الحياة الدُنيا وإنما ينتبهُون لآخرتهم ويستعدون لما أمامهم من الدار الباقية وعدم الانشغال بالدار الفانية وهذا مِن فضل الله علينا وعلى الناس أن الله يُنبِهُنا بما فيهِ خيرنا وصلاحنا وينهانا عما يضرنا هذا من رحمتهِ بنا وإحسانه إلينا فلهُ الحمد والمِنة وَصَلَّى الله وَسَلَمَ عَلَى نَبِينَا مُحَمد وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِين .



الملف الصوتي :

http://www.alfawzan.af.org.sa/sites/...iles/01_80.mp3


المصدر :

http://www.alfawzan.af.org.sa/node/16177






ام عادل السلفية 25-02-2016 05:49PM

بسم الله الرحمن الرحيم




شرح الآية:
(وَإِنْ كُنتُمْ مَرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنْ الْغَائِطِ أَوْ لامَسْتُمْ النِّسَاءَ
فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيداً طَيِّباً)




السؤال:
قال تعالى: (وَإِنْ كُنتُمْ مَرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنْ الْغَائِطِ أَوْ لامَسْتُمْ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا
صَعِيداً طَيِّباً ) أشرحوا هذا الآية ؟



الجواب:
هذه الآية هي آية الوضوء والاغتسال من الجنابة الطهارة من الحدث اﻷكبر والحدث اﻷصغر(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ) يعني إذا نويتم الصلاة وأردتم الصلاة (فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ) هذه الطهارة الصغرى ويستعمل لها الوضوء(وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنْ الْغَائِطِ أَوْ لامَسْتُمْ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيداً طَيِّباً فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ مِنْهُ) هذه جملة رخص المريض الذي ﻻيستطيع الوضوء واستعمال الماء لمرضه يكتفي بالتيمم


وكذلك المُسافر الذي ﻻيجد الماء أو ﻻيجد ماءً يكفي حاجتهُ وطهارتهُ فإنه يعدل إلى التيمم وهو أن يضرب بيديهِ مبسوطتين على التراب الطاهر ثم يمسح ببُطون أصَابِعِهِ وجههُ ويمسح براحتيه بكفيهِ وأن ضرب ضربتن ضربةً لوجهه وضربةً لكفيه فلا بأس بذلك فهذا بدل من طهارة الماء للمريض الذي ﻻ يقدر على استعمال الماء وللمسافر الذي ﻻيجد الماء يكتفي بالتيمم (فَتَيَمَّمُوا) أي اقصدوا صعيدًا طيبًا والصعيد هو ما تصاعد من الغبار (صَعِيداً طَيِّباً فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ) هذا في آية النساء وفي آية المائدة (فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ مِنْهُ) أي من الغبار الذي علق باليدين .




المصدر :
للعلامة / صالح بن فوزان الفوزان
-حفظه الله-


http://www.alfawzan.af.org.sa/node/16222








ام عادل السلفية 02-03-2016 12:21AM

بسم الله الرحمن الرحيم





تفسير الآية :
(الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُوْلَئِكَ لَهُمْ الأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ)


للعلامة / صالح بن فوزان بن عبد الله الفوزان
-حفظه الله ورعاه-



السؤال
:


بِسْمِ اللهِ الَّرَحْمَنِ الَّرَحِيم
الحَمدُ للهِ رَبِ الْعَالمِين والَّصَلَاة والَّسَلَام عَلَى قَائِد الغُرِّ المُحَجَّلِين نَبينَا مُحَمدٍ وعَلَى آلِهِ وَصَحْبهِ أجْمَعين..
اللهُم عَلِمْنَا مَا يَنْفَعَنَا وانْفَعْنَا بِمَا عَلَمْتَنَا وَزِدْنَا عِلْمًا يَا كَرِيم، نُرحب بالإخوة والأخوات أجمل ترحيب مع لقاء الأربعاء؛

هذا اللقاء الذي يجمعنا بفضيلة الشيخ العلامة صالح بن فوزان الفوزان عضو هيئة كبار العلماء وعضو اللجنة الدائمة للإفتاء، باسمكم جميعًا أيها السادة نرحب بفضيلة الشيخ صالح، ونشكر له بتفضله لتلبية الدعوة؛ أهلًا ومرحبًا يا شيخ صالح.

الشيخ: حياكم الله وبارك فيكم

السؤال: نبدأ بالاستفسار والوقفات مع الآية الكريمة في قول الحق -تَبارك وتَعالى-: في سورة الأنعام: أعُوذُ بِاللَهِ مِنْ الَّشَيْطَان الَّرَجيِم (الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُوْلَئِكَ لَهُمْ الأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ)



الجواب:
بِسْمِ اللهِ الَّرَحْمَنِ الَّرَحِيم


الحَمدُ للهِ رَبِ الْعَالمِين وَصَلَّى اللَهُ وَسَلَمَ عَلَى نَبِيِّنَا مُحَمد وَعَلَى آلِهِ وَأصْحَابِهِ أَجْمَعِين..


هذه الآية في سياق ما ذكره الله -سُبْحَانَهُ وَتَعَالى- من مُحاجَّة ابراهيم لقومه، حيث جاء في أولها: (وَكَذَلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنْ الْمُوقِنِينَ* فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأَى كَوْكَباً قَالَ هَذَا رَبِّي)، هذا من باب المجادلة، وبيان الحق لهم، حتى يتضح أنهم على غير حق، وهم يعبدون الكواكب، الحرانيون يعبدون الكواكب! فأراد أن يُبطل ما هم عليه من عبادة الكواكب، (فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ): غطاه الليل بظلامه، (رَأَى كَوْكَباً): في السماء، (قَالَ هَذَا رَبِّي): أي بزعمكم (فَلَمَّا أَفَلَ): غاب (قَالَ لا أُحِبُّ الآفِلِينَ) الذي يتغيب ويُدبر ويجرى من المشرق إلى المغرب، هذا مُدبر، المُدبر لا يكون إلهًا، (فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لا أُحِبُّ الآفِلِينَ).


(فَلَمَّا رَأَى الْقَمَرَ بَازِغاً قَالَ هَذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ): غاب، (قَالَ لَئِنْ لَمْ يَهْدِنِي رَبِّي): إلى معرفة الربَّ الحقيقي مالك الملك ذو الجلال والإكرام، (لَئِنْ لَمْ يَهْدِنِي رَبِّي لأَكُونَنَّ مِنْ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ).


(فَلَمَّا رَأَى الشَّمْسَ بَازِغَةً قَالَ هَذَا رَبِّي): كل هذا من باب المجادلة لقومه ليُبيَّن بُطلان ماهم عليه من عبادة الكواكب، تدرَّج من الأصغر إلى الأكبر؛ أكبرها الشمس.


(فَلَمَّا رَأَى الشّمْسَ بَازِغَةً قَالَ هَذَا رَبِّي هَذَا أَكْبَرُ فَلَمَّا أَفَلَتْ) غابت في الأفق.


(قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ)، هذه لا تصلح للآلهة التي تعبدونها، لا تصلح للعبادة ولا تصلح للألوهية، لأنها مُدبرة تبرز من المشرق وتذهب إلى المغرب هذه مُدبرة فليست إلهًا.


(فَلَمَّا أَفَلَتْ قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ): بريٌ مما تعبدون.


(إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِي لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ حَنِيفاً وَمَا أَنَا مِنْ الْمُشْرِكِينَ)، الذي يُدبر هذه الأفلاك، وهذه الكواكب هو الذي يستحق العبادة، لأنه مالك الملك القادرعلى كل شيء، هذا هو الربَّ الذي يستحق العبادة، أما الذي يُدبر ويُسير من المشرق إلى المغرب فهذا مخلوق، المخلوق لا يكون إلهًا، بل يكون عبدًا.


(فَلَمَّا أَفَلَتْ قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ* إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِي لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ حَنِيفاً وَمَا أَنَا مِنْ الْمُشْرِكِينَ)، وجهت وجهي للخالق الباريء المصور الذي خلق هذه الأفلاك، ودبرها وسيرها بقدرته وتدبيره -سُبْحَانَهُ- وبعلمه، هذا هو الربَّ المستحق للعبادة.


(فَلَمَّا أَفَلَتْ قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ) من عبادة الكواكب وكل ما عُبد من دون الله -عَزَّ وَجَلَّ-.


(وَحَاجَّهُ قَوْمُهُ) جادلوه في هذا؛ )وَحَاجَّهُ قَوْمُهُ قَالَ أَتُحَاجُّونِي فِي اللَّهِ(: أي -سُبْحَانَهُ وَتَعَالى- الذي خلق السماوات والأرض، )وَحَاجَّهُ قَوْمُهُ قَالَ أَتُحَاجُّونِي فِي اللَّهِ(: انخصموا عند هذه المجادلة، ولم يكن لهم دليلٌ يقابلونه به حُجَج إِبْرَاهِيمَ -عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ- فأظهر-عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ- بُطلان هذه الكواكب، وبُطلان ملة هؤلاء القوم الذين يعبدونها.


(قَالَ أَتُحَاجُّونِي فِي اللَّهِ وَقَدْ هَدَانِي): دلنَّي وأرشدنَّي على الخالق الذي يستحق العبادة دون ما سواه.


(أَتُحَاجُّونِي فِي اللَّهِ هَدَانِي وَلا أَخَافُ مَا تُشْرِكُونَ بِهِ): من الأصنام والكواكب لا أخافها لأنها مخلوقة مُدبرة بيد الله -سُبْحَانَهُ وَتَعَالى-.


(وَلا أَخَافُ مَا تُشْرِكُونَ بِهِ إِلاَّ أَنْ يَشَاءَ رَبِّي شَيْئاً): فالأمر بيد الله -سُبْحَانَهُ وَتَعَالى- يهدي من يشاء، ويُضلُّ من يشاء.


(أَتُحَاجُّونِي فِي اللَّهِ وَقَدْ هَدَانِي وَلا أَخَافُ مَا تُشْرِكُونَ بِهِ)


الملف الصوتي :

http://www.alfawzan.af.org.sa/sites/...iles/01_83.mp3


المصدر :

http://www.alfawzan.af.org.sa/node/16231








ام عادل السلفية 06-03-2016 02:03PM

بسم الله الرحمن الرحيم





تفسير الآية الكريمة
(وَجَعَلْنَا السَّمَاءَ سَقْفاً مَحْفُوظاً وَهُمْ عَنْ آيَاتِهَا مُعْرِضُونَ* وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ اللَّيْلَ
وَالنَّهَارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ)




السؤال:


بِسْمِ اللهِ الَّرَحْمَنِ الَّرَحِيم
الحَمدُ للهِ رَبِ الْعَالمِين والَّصَلَاة والَّسَلَام عَلَى قَائِد الغُر المُحَجَّلِين نَبينَا مُحَمدٍ وعَلَى آلِهِ وَصَحْبهِ أجْمَعين..

اللهُم عَلِمْنَا مَا يَنْفَعَنَا وانْفَعْنَا بِمَا عَلَمْتَنَا وَزِدْنَا عِلْمًا يَا كَرِيم، نُرحب بالإخوة والأخوات أجمل ترحيب
مع هذا اللقاء الطيب المُبارك الذي يجمعنا

بفضيلة الشيخ العلامة/ صالح بن فوزان الفوزان
عضو هيئة كبار العلماء وعضو اللجنة الدائمة للإفتاء

مرحبًا بالشيخ مع الإخوةِ والأخوات في هذا اللقاء .

الشيخ:
حياكم الله وبارك فيكم

السؤال:
تفسير الآية المُباركة في سورة الأنبياء في قولِ الحقِ – تَبَاركَ وَتَعَالى – أَعًوذُ بِاللهِ مِنْ الشَّيْطَانِ الرَّجِيم : (وَجَعَلْنَا السَّمَاءَ سَقْفاً مَحْفُوظاً وَهُمْ عَنْ آيَاتِهَا مُعْرِضُونَ* وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ) .



الجواب:
بِسْمِ اللهِ الَّرَحْمَنِ الَّرَحِيم


الحَمدُ للهِ رَبِ الْعَالمِين والَّصَلَاة والَّسَلَام عَلَى نَبينَا مُحَمدٍ وعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ أجْمَعين..

قولهُ تعالى: (وَجَعَلْنَا السَّمَاءَ سَقْفاً) : يعني سقفًا للأرض ومن عليها السماء فوقهم والسقف ما يكون فوق الناس فوق الرؤوس (مَحْفُوظاً): بمعنى أن الملائكة الكرام يحفظُونهُ من الشياطين الذين يسترقون السمع وكذلك الشُهب التي جعلها اللهُ في السماء لأجلِ يرمي بها الشياطين فلا يسترقون السمع من حديث الملائكة – عَلْيَهُمْ الصَّلَاةُ وَالسَّلَام – فإذا صعد الشيطان ليستمع أُطليقَ عليهِ الشِهَاب فإما أن يحرقهُ قبل أن يصل إلى الأرض وإما أن يصلَ إلى الأرض ويُلقي كلمةً سمعها من حديث الملائكة يُلقيها على الكاهن، ثم الكاهن يكذِبُ معها مئة كذبة فيُصدق بمئة كذبة من أجل الكلمة التي سُمعت من السماء هكذا فعلُ الشياطين،

والله حرسها بالنجوم بالملائكة (وَأَنَّا لَمَسْنَا السَّمَاءَ) كما يقولون عند بعثة الرَّسُول – صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – تقول الشياطين(وَأَنَّا لَمَسْنَا السَّمَاءَ فَوَجَدْنَاهَا مُلِئَتْ حَرَساً شَدِيداً وَشُهُباً) حرس من الملائكة وشُهب من النجوم وذلك لحمايتها من استراق السمع الذي ينزل على رسُول اللهِ – صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – (جَعَلْنَا السَّمَاءَ سَقْفاً مَحْفُوظاً وَهُمْ عَنْ آيَاتِهَا) الناس عن آيات السماء وما فيها من الشمس والقمر والنجوم وما فيها من العجائب معرضون لا يتأملون فيها ويستدلون بها على عظمة الله – سُبْحَانهُ وَتَعَالَى- فهذا لومٌ للناس الذين لا يتأملون في آيات الله الكونية ولا ينظرون فيها نظر اعتبارٍ ونظر تعظيم لله –سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى- (وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ فِي فَلَكٍ) والفلك هو محل الدوران لكوكب فالشمس في فلك والقمر في فلك والنجوم في أفلاك كُلها تدور في هذه الأفلاك على الأرض بقدرة الله –سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى- (كُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ) يعني في الفضاء لا يُمسكها إلا الله سُبْحَانهُ وتعالى بقدرتهِ ومشيئتهِ .




المصدر :

http://www.alfawzan.af.org.sa/node/16251












ام عادل السلفية 08-03-2016 10:18PM

بسم الله الرحمن الرحيم




تفسير الآية
(وَظَلَّلْنَا عَلَيْكُمْ الْغَمَامَ وَأَنزَلْنَا عَلَيْكُمْ الْمَنَّ وَالسَّلْوَى).



السؤال:

ما المراد بالآية:(وَظَلَّلْنَا عَلَيْكُمْ الْغَمَامَ وَأَنزَلْنَا عَلَيْكُمْ الْمَنَّ وَالسَّلْوَى) ؟


الجواب:

هذا في بني إسرائيل لما عاقبهم الله بالتِيه أربعين سنة يتيهُون في الأرض، فالله رحمهم في هذا التِيه فظلل عليهم الغمام يُظلهم مِن الشمس، لأن ما عندهم مباني ولا عندهم بيوت ظللنا عليهم الغمام رحمة من الله سُبحانه (وَأَنزَلْنَا عَلَيْكُمْ الْمَنَّ) وهو شيء يُشبه السُكر ينزل بالليل على الشجر فيأكلونهُ (وَالسَّلْوَى) وهي الطائر الذي يؤكل يُصاد ويُأكل الطائر الصغير ويُقال إنهُ طائر السومانه .


المصدر :

للعلامة / صالح بن فوزان الفوزان
-حفظه الله -

http://www.alfawzan.af.org.sa/node/16263








ام عادل السلفية 17-03-2016 01:44PM

بسم الله الرحمن الرحيم





تفسير الآية
(وَتَرَى الْمَلائِكَةَ حَافِّينَ مِنْ حَوْلِ الْعَرْشِ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ
وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْحَقِّ وَقِيلَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ)




السؤال:

بسم الله الرحمن الرحيم،
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على قائد الغُرِّ المحجَّلين، نبينا محمدٍ وعلى آله وصحبه أجمعين، اللهم علِّمنا ما ينفعنا، وانفعنا بما علّمتنا، وزدنا علمًا يا كريم،

نُرحِّب بالأخوة والأخوات أجمل ترحيب مع هذا اللقاء الطيب المبارك الذي يجمعنا

بفضيلة الشيخ العلامة / صالح بن فوزان الفوزان،
عضو هيئة كبار العلماء، وعضو اللجنة الدائمة للإفتاء،


أهلًا ومرحبًا بالشيخ صالح، مع الأخوة والأخوات.

الشيخ: حياكم الله وبارك فيكم.
المقدِّم: نبدأ بالوقفات وتفسير هذه الآية الأخيرة في قول الحقِّ-تبارك وتعالى- اعوذ بالله من الشيطان الرجيم، في سورة الزُّمر: (وَتَرَى الْمَلائِكَةَ حَافِّينَ مِنْ حَوْلِ الْعَرْشِ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْحَقِّ وَقِيلَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ).



الجواب:
بسم الله الرحمن الرحيم،
الحمدُ لله ربِّ العالمين،
يقول الله –جلَّ وعلا- لنبيِّه –صلى الله عليه وسلَّم- في وصف ما يكون يوم القيامة، يقول –جلَّ وعلا-: (وَتَرَى الْمَلائِكَةَ)، أي تُبصِر الملائكة حملة العرش، (وَتَرَى الْمَلائِكَةَ حَافِّينَ مِنْ حَوْلِ الْعَرْشِ)، أي قريبين من العرش من جميع جوانبه، (حَافِّينَ مِنْ حَوْلِ الْعَرْشِ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ)، يُنزِّهون الله –سُبحانه وتعالى-عما لا يليقُ به من النَّقائص والعيوب، ويصفونه بالكمال المُطلق الذي لا عيب فيه، ولا نقص، (وَتَرَى الْمَلائِكَةَ حَافِّينَ مِنْ حَوْلِ الْعَرْشِ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ)، أي بين الخلائق، (وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْحَقِّ)، فصل اللهُ-سبحانهُ وتعالى- بين خلقه بالحقِّ الذي لا يعتريه شيءٌ من الباطل والحيف، بل هو حكمٌ عادلٌ من الله-سبحانه وتعالى-، (وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْحَقِّ وَقِيلَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ)، هذه النهاية ثناء على الله –سبحانهُ وتعالى-أولاً في قوله-سبحانهُ وتعالى-: (الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ)،


وآخرًا في هذه الآية: (وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْحَقِّ وَقِيلَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ)، فبدأ خلقهُ بالحمد، وختمهُ بالحمد، لأنه المحمود على كل حال، ولأنه –سُبحانه- المُستحق للثناء والمدح، لما يتصِّف به من صفات الكمال، ومنها العدل في الحُكم بين عباده يوم القيامة، بحيثُ لا يظلِمُ أحدا، بل يُجازي كلُّ عاملًا بعمله، ويتوبُ على من يشاء-سُبحانه وتعالى-ويزيدهم من فضله، وهذا من عدله، وإحسانه، وكمال أوصافه-سُبحانهُ وتعالى-،( الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ)، لهُ الربوبيَّة الكاملة، على جميع العالمين، جميع العالم العُلوي، والسُّفلي، هو ربُّهُ –سبحانه لا شريك له في ذلك..




المصدر :
العلامة /صالح بن فوزان الفوزان
-حفظه الله-

http://www.alfawzan.af.org.sa/node/16269











Powered by vBulletin®, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd

 


Security team