[جاكرواني فرماس] ملك الهند، هل هو صحابي ؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
فإليكم هذا الخبر: سجل تاريخ الهند اسم ملك من ملوكهم هو : (جاكرواني فرماس) وأنه شاهد حادثة انشقاق القمر ، فسجلت إحدى المخطوطات التاريخية الهندية مايلي : "شاهد ملك ما جبار "مالابار" بالهند (جاكرواني فرماس) انشقاق القمر ؛ الذي وقع لمحمد، وعلم عند استفساره عن انشقاق القمر بان هناك نبوة عن مجيء رسول من جزيرة العرب، وحينها عين ابنه خليفة له ، وانطلق لملاقاته. وقد أعتنق الإسلام على يد النبي ، وعندما عاد إلى وطنه – بناءً على توجيهات النبي – وتوفي في ميناء ظفار"(3) وهذه المعلومات في مخطوطة هندية محفوظة في مكتبة دائرة الهند تحتوي على عدة تفصيلات أخرى عن (جاكرواني فرماس) . وقد جاء في كتب الحديث ذكر الملك الهندي ؛ الذي وصل إلى النبي – صلى الله عليه وسلم فِفي مستدرك الحاكم : "عن أبي سعيد الخدري – رضي الله عنه – قال: ثم أهدى ملك الهند إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم – جرة فيها زنجبيل، فأطعم أصحابه قطعة قطعة، وأطعمني منها قطعة. قال الحاكم ولم أحفظ في أكل رسول الله صلى الله عليه وسلم - الزنجبيل سواه" . التعليق: الحديث الوارد : ضعيف ، ومدار إسناده على : علي بن زيد بن جدعان ، وعلى عمرو بن حكام . قال الهيثمي عن رواية الطبراني : رواه الطبراني في الأوسط ، وفيه عمرو بن حكام ، وقد اتُّهِم بهذا الحديث ، وهو ضعيف . اهـ . ورواه ابن عساكر في " تاريخ دمشق " من طريق محمد بن أشرس بن موسى السلمي . قال عنه الذهبي : مُتَّهَم في الحديث ، وتَرَكه أبو عبدالله بن الأخرم الحافظ وغيره . ثم ساق هذه الرواية عنه . والرواية مُضطربة أيضا ؛ ففي بعضها : أهدى ملك الروم , وفي بعضها : أهدى ملك الهند . قال ابن أبي حاتم : سألت أبي وأبا زرعة عن حديث وراه عمرو بن حكام عن شعبة عن علي بن زيد بن جدعان عن أبي المتوكل الناجي عن أبي سعيد الخدري قال : أهدى ملك الروم إلى النبي صلى الله عليه وسلم هدايا ، فكان فيما أهدى إليه جرة فيها زنجبيل . فقالا : لا نعرفه من حديث شعبة ... وأما حديث عمرو بن حكام فإنه حديث منكر ، لا نعلم أنه رواه أحد سوى عمرو بن حكام . قال : فما حال عمرو بن حكام ؟ قالا : ليس بِقَويّ . اهـ . وأما ( سربانك ) ، فلا يصحّ خبره . قال الذهبي في ترجمة " إسحاق بن إبراهيم الطوسي " : لا يُعْرَف ، وخبره باطل . روى مكي بن أحمد البردعي عنه أنه قال : رأيت سربانك ملك الهند ، فقال لي : إنه ابن تسعمائة سنة وخمس وعشرين سنة ! وأنه مسلم ، وزعم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنْفَذ إليه عشرة ، منهم حذيفة وأسامة ، فأجاب وأسْلَم ، وقَبِل كتاب النبي صلى الله عليه وسلم . اهـ . والذي ذَكَره ابن حجر في " الإصابة " باسم " سربانك الهندي " ، شخص آخر غير هذا . قال ابن حجر : رتن بن عبد الله الهندي ثم البترندي ، ويقال : المرندي ، ويقال : رطن . بن ساهوك بن جكندريو ... شيخ خَفِي خَبره بزعمه دهرا طويلا إلى أن ظهر على رأس القرن السادس فادَّعى الصحبة ! ... وإنما ذكرته تعجبا كما ذكره أبو موسى سربانك الهندي بل هذا إبليس اللعين قد رأى النبي صلى الله عليه وسلم . اهـ . وهذا قال عنه الذهبي : رتن الهندي ، وما أدراك ما رتن ؟! شيخ دجّال بلا ريب ، ظهر بعد الستمائه ، فادَّعى الصحبة ، والصحابة لا يَكْذِبون ، وهذا جريء على الله ورسوله . اهـ . وعلى كُلّ فلا يصح خبره . وليس فيه دلالة على إثبات مُعجزة انشقاق القمر في زمن النبي صلى الله عليه وسلم ؛ لأن أهل مكة لم يُصدِّقوا النبي صلى الله عليه وسلم مع علمهم بأنه صادِق ، ومعرفة صِدقه مُتقرِّرة في أنفسهم ، فإذا لم يُصدِّقوه وهو قد رأوا انشقاق القمر ، فهل سوف يُصدِّقون رجلا أعجميا لا يعرفون صدقه ولا من هو أصلا ؟! وأهل مكة لم يُنكروا انشقاق القمر ؛ لأنهم رأوه ، وإنما قالوا : سحرنا محمد . وهم على يقين بِصدق النبي صلى الله عليه وسلم ، وبهذا أقرّ كبار كفار مكة . وقد قال الله عزّ وجلّ لِنبيِّه صلى الله عليه وسلم : (قَدْ نَعْلَمُ إِنَّهُ لَيَحْزُنُكَ الَّذِي يَقُولُونَ فَإِنَّهُمْ لَا يُكَذِّبُونَكَ وَلَكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآَيَاتِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ) . والله تعالى أعلم . (منقول) |
Powered by vBulletin®, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd