مجلة معرفة السنن والآثار العلمية

مجلة معرفة السنن والآثار العلمية (http://www.al-sunan.org/vb/index.php)
-   منبر الرقائق والترغيب والترهيب (http://www.al-sunan.org/vb/forumdisplay.php?f=30)
-   -   [مقال] ما معنى أن الجنة هي (الحيوان) و السدر وهو ذو الشوك كيف يكون فى الجنة (http://www.al-sunan.org/vb/showthread.php?t=11382)

عمرو التهامى 31-08-2018 01:18AM

ما معنى أن الجنة هي (الحيوان) و السدر وهو ذو الشوك كيف يكون فى الجنة
 


ما معنى أن الجنةهي (الحيوان)

في قوله تعالى " وَمَا هَٰذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا لَهْوٌ وَلَعِبٌ ۚ وَإِنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ ۚ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ"(سورة العنكبوت 64)

وجواب مسالة السدر وهو ذا شوك وهو مؤذ بشوكه فكيف يكون ذلكفي الجنة؟


بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لانبي بعده
أما بعد؛...
فإن من رحمة الله بعباده المؤمنين ولو كانوا صالحين لله مخبتين قانتين مصلين وصائمين وذاكيرين أنه لا يواصل بهم في دار الحياة الدنيا الافراح والبهجات بلا كدر ولاهم ولاغم ولامصيبة ولافقر، ودين وصعوبات فإنه لو كان ذلك كذلك لنسوا دارا سماها الله في كتابه (الحيوان) وهي الدار الاخرة ولخلدوا وسكنوا اليها وتخلفوا عن المسابقة في مضمار فعل الخيرات والتصبر على ترك المنكرات ولكن جعل حلاوتها وبهجتها وسرورها لا يدوم
كما قال أبو العتاهية في شعر الزهد والحكمة حلاوتها ممزوجة بمرارة...
فمهما تعددت ملذاتها وتبهجت وينعت ثمارها فهي قريبا زائلة فانية وذلك حتى تفزع النفس للدار الباقية الحيوان بلاد الأفراح
ففيها تدوم المتع بلا ملل فيكون الخلود في كمال المستراح ولذلك قال تعالى " بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا , وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَىٰ " وقال " خَالِدِينَ فِيهَا لَا يَبْغُونَ عَنْهَا حِوَلًا "
فكل دار مهما تجملت وحدائق في الدنيا مهما تجملت فلابد ان يطيف بساكنها ملال فتطلب نفسه الانتقال الى دار الحيوان
ومعنى دار الحيوان كما قال المفسرون هي الدار الكاملة والتي لا يدخلها النقص ولا الزوال ولا الملال بوجه من الوجوه فتدوم العافية فلا مرض ويدوم الشباب فلا هرم
وتدوم المتع والفواكه واجمل النساء للنكاح وتتواصل بلا انقطاع حتى نسائها بعد كل جماع يعدن ابكارا وحتى الشهوة لا تضعف ولا تنقطع
وليس، شيء في الدنيا مما في الجنة الا الاسماء الرمان الفواكه لحم الطير ولكن الطعم غير الطعم والشكل وجمال المنظر والمخبر شيء اخر لاعين رأت ولا أذن سمعت ولا لسان ذاق مثل طعامها وشرابها ولا شهوة قضيت مثلها
كما في صحيح الحديث " قال اللهُ تعالى : أعددتُ لعبادي الصالحينَ ، ما لا عينٌ رأتْ ، ولا أذنٌ سمعتْ ، ولا خطرَ على قلبِ بشرٍ "
طيب بقيت مسألة ما كان مؤذيا في الدنيا كالبول والغائط والحيض والمخاط والخطاب السيء وشجر السدر وهو ذو شوك هل يبق منه شيء فيها
والجواب
لا يبق من ذلك شيء وسيحول ما بقي منها فيصبح نافعا غير مؤذ ولا ضار مثاله لغو الكلام والسب والغيبة والنميمة والقول الفاحش قال تعالى "لَا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا وَلَا تَأْثِيمًا , إِلَّا قِيلًا سَلَامًا سَلَامًا " فاذا كان القول الذي لا فائدة منه وهو اللغو لا يسمعونه فكيف بالسب والقول الفاحش والبهتان والنمية والغيبة ذلك أولى
ولا يمتخطون جميعا ولا يتغوطون ولا يبولون ونساءهم لايحضن ولا يتكلموا مع ازواجهن بالنقاروالجدال والعتاب والتطاول والهجر ولا يؤذينهم كما في الدنيا لا يسمعون فيها لغوا ولا تأثيما الا قيلا سلاما سلاما
وهدوا إلى الطيب من القول.... ويخرج الطعام على هيئة ريح مسك لم يشم انف مثلها
والسدر ذو الشوك يفتق شوكه ويخضد وينزع ويحل محله الثمر خرج ابن ابي الدنيا
عن سليم بن عامر رضي الله عنه قال " كان أصحابُ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يقولون : إنَّ اللهَ لينفعُنا بالأعرابِ ومسائلِهم قال : أقبل أعرابيٌّ يومًا فقال : يا رسولَ اللهِ ذكر اللهُ عزَّ وجلَّ في الجنَّةِ شجرةً مُؤذِيةً ، وما كنتُ أرَى أنَّ في الجنَّةِ شجرةً تُؤذي صاحبَها ؟ قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : وما هي ؟ قال : السِّدرُ فإنَّ له شوكًا مُؤذِيًا ، قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : أليس اللهُ يقولُ : فِي سِدْرٍ مَخْضُودٍ خضَّد اللهُ شوْكَه فجعل مكانَ كلِّ شوكةٍ ثمرةً ، فإنَّها لتُنبِتُ ثمرًا تَفتَّقُ الثَّمرةُ منها عن اثنين وسبعين لونًا من طعامٍ ، ما فيها لونٌ يُشبِهُ الآخرُ " رواه ابن أبي الدنيا قال الالباني وإسناده حسن
فما أحسن ان نتشبه بأهلها قبل دخولها لنسعد في الدارين لا نواجه اخواننا بالقول الفظ الغليظ سيما بلا تثبت بل ونحسن الظن ونعفو عمن ظلمنا ونصل من قطعنا ونحسن لمن اساء الينا ونصبر صبر الجمال فان أثقل ما يوضع في الميزان يوم القيامة عند الرحيم الرحمن حسن الخلق
فاللهم اجعلنا منهم في غير ضراء مضرة ولا فتنة مضلة

كتبها
ابوعبد الله ماهر بن ظافر القحطاني


Powered by vBulletin®, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd

 


Security team