[28] دمعة حزن المحدثين ((حديث في التباكي عند تقبيل الحجر الأسود))
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله وحده والصلاة والسلام على من لانبي بعده أما بعد فقد مررت ببعض بمسجد كبير بجدة يسمى بجامع بلال بن رباح أهلي خاص وليس هو من ضمن مساجد الأوقاف لأصلي الجمعة فقعدت فذكر الخطيب حديثا في الحث على التباكي عند استلام الحجر وهو ماخرجه ابن ماجة فقال حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ حَدَّثَنَا خَالِي يَعْلَى عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَوْنٍ عَنْ نَافِعٍ عَنْ ابْنِ عُمَرَ قَالَ اسْتَقْبَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْحَجَرَ ثُمَّ وَضَعَ شَفَتَيْهِ عَلَيْهِ يَبْكِي طَوِيلًا ثُمَّ الْتَفَتَ فَإِذَا هُوَ بِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ يَبْكِي فَقَالَ يَا عُمَرُ هَاهُنَا تُسْكَبُ الْعَبَرَاتُ وقد علمت من قبل ضعفه فقمت فعلقت على الحديث وبينت ضعفه مما أحدث دهشة عن الامام والأمر كما قال العلامة الألباني لما ذكر له أني قمت وعلقت على حديث ذكرت أنه مكذوب ذكره مدرس في مسجد الملك سعود وهو محمد محمد المختار الشنقيطي فسلم لي المعلم واعتذر أنه لم يراجع الحديث قبل ذكره ولم يقبل عذره الجهلة فراحوا يشغبون بلا علم وينتقدون بلاعقل ولافهم وأرادوا النيل مني فصدهم العقلاء فذكر للعلامة المحدث القصة فقال ينبغي أن يقوم ويبين للناس ماسمعوا وماحملوا مما تصح نسبته للنبي صلى الله عليه وسلم لأنهم ابتلوا بالحضور والسماع فلو كان بينه وبين وهم في أربعة جدران فليبين له بينه وبينه ولكن من يعقل ذلك إلا العالمون أليس المنكر إذا انتشر علانية ينكر علانية والنبي صلى الله عليه وسلم لما أخطأ الخطيب فأوهم الندية بين الله ورسول ربالبرية صلى الله عليه وسلم فقال ومن يعصهما قال مبينا لخطأه بئس الخطيب أنت والقصة أظن عمره نحو خمسة عشرة سنة 0000فمضت وانقضت وخذ الفائدة منها وفتوى العلامة الالباني في وجب بيان مالم يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم مادام أنه نشر علانية ووالله لما قمت مبينا في مسجد بلال ضعف الحديث ماكنت أظن يوما أني سأصبح إماما وخطيبا في نفس المسجد وتقوم فيه دروس الخير والبركة فلله الحمد والمنة قال تعالى (وأما بنعمة ربك فحدث ) فالحديث الذي ذكره خطيب المسجد مسجد بلال السابق لايصح وهو ماخرجه ابن ماجة من طريق مُحَمَّدِ بْنِ عَوْنٍ عَنْ نَافِعٍ عَنْ ابْنِ عُمَرَ قَالَ اسْتَقْبَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْحَجَرَ ثُمَّ وَضَعَ شَفَتَيْهِ عَلَيْهِ يَبْكِي طَوِيلًا ثُمَّ الْتَفَتَ فَإِذَا هُوَ بِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ يَبْكِي فَقَالَ يَا عُمَرُ هَاهُنَا تُسْكَبُ الْعَبَرَاتُ فسنده ضعيف جدا ولايصلح في الشواهد والمتابعات ففيه محمد بن عون الخرساني وقد قال عنه ابن معين ليس بشيء وكذلك أبوداود وقال البخاري وأبوحاتم وأبوزعة منكر الحديث وحيئذ هل يصح المعنى وأنه يستحب التباكي في ذلك الموطن والجواب لا لأن ذلك لم يثبت عند رسول رب الأرض والسماء أن تعمد ذلك وهو التباكي عند استلام الحجر0 وغاية ماجاء في الحجر الأسود مارواه الترمذي وابن خزيمة واحمد على اختلاف في الالفاظ وقد جاء عن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحجر والله ليبعثنه الله يوم القيامة له عينان يبصر بهما ولسان ينطق به يشهد على من استلمه بحق فمن تبرك به واستشفى فقد استلمه بباطل فلاأظنه ممايستغفر أو يشهد له بل ربما عليه واستلامه بحق هو ماجاء عن نبينا صلى القائل لتأخذوا عني مناسككم وقد جاء عن عمر كما خرجه مسلم في صحيحه عَنْ عَابِسِ بْنِ رَبِيعَةَ عَنْ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّهُ جَاءَ إِلَى الْحَجَرِ الْأَسْوَدِ فَقَبَّلَهُ فَقَالَ إِنِّي أَعْلَمُ أَنَّكَ حَجَرٌ لَا تَضُرُّ وَلَا تَنْفَعُ وَلَوْلَا أَنِّي رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُقَبِّلُكَ مَا قَبَّلْتُكَ فيشهد لمن استلمه متابعا للنبي صلى الله عليه وسلم فقبله لأنه قبله بأبي هو وأمي وأما من تبرك به فذلك شرك لم يرد عليه دليل فأخذ من ذلك أن تقبيل المصحف بدعة لأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يأمر به ولافعله الصحابة |
Powered by vBulletin®, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd