مجلة معرفة السنن والآثار العلمية

مجلة معرفة السنن والآثار العلمية (http://www.al-sunan.org/vb/index.php)
-   منبر الأسرة والمجتمع السلفي (http://www.al-sunan.org/vb/forumdisplay.php?f=22)
-   -   مافتواكم فيما يحصل للشام سؤال وجه للشيخ محمد بن هادي المدخلي ـ حفظه الله (http://www.al-sunan.org/vb/showthread.php?t=10252)

أم العبدين الجزائرية 19-04-2013 02:44AM

مافتواكم فيما يحصل للشام سؤال وجه للشيخ محمد بن هادي المدخلي ـ حفظه الله
 
مافتواكم فيما يحصل للشام سؤال وجه للشيخ محمد بن هادي المدخلي ـ حفظه الله
وهذا يسأل: ما فتواكم في ما يحصل في الشام؟ وهل يُعدُّ جهادًا شرعيًّا؟ وهل يعدُّ القتال مع الجيش الحر تحت راية؟
الجواب:
قد تكلَّمنا في هذا كثيرًا وبهذه المناسبة؛ أهل الأهواء يطعنون في أهل السُّنة؛ حينما تكلَّموا في أوَّل الأمر وقالوا: لا تقاتلوا، وليس معنى ذلك أنَّنا قد رأفنا بنظام هذا المجرم الذي حاله لا يخفى على صاحب علمٍ وسُنَّة واطلاع، هذا على عقيدةٍ كُفرية معروفة، لا يجهلها من شمَّ رائحة العلم، وعرف اعتقاد أهل الحق، ولكن حينما قُلنا ذلك؛ إنَّما قلناه رحمةً بأهلِ الشام، ورأفةً بهم، حتى لا تُراقَ دماؤهم، وتُستحلَّ محارمهم، كما تروْنَ وتسمعون الآن؛ تُنتهك الأعراض، وتُسفك الدماء، ويُهجَّر الناس، ويُهلك الحرث والنَّسل، هذه الطائفة أكفر من اليهود والنَّصارى، هذا متقرِّر.

فحينما قلنا لهم لا تفعلوا، لا تُجيبوا من قال هذا، قالوا: هؤلاء يقفون مع بشار، مع نظام بشار، فيه عاقل يقِف مع النصيرية؟! يعرف ما معنى النُّصيرية يقف معها؟! الوقوف مع الكافر ومظاهرته على أهل الإيمان والإسلام رِدَّة عن دين الله – تبارك وتعالى -، ولكن أهل الباطل لو جئت لهم بألف مؤذِّن يؤذِّن بهذا الكلام، لا يردعهم عن افترائهم الكذب على أهل السُّنة والإيمان.

أمَا وقد وقع الأمر، ففي الحقيقة؛ أنا لا أرى رايةً شرعية، وأنا أسألكم النبي – صلَّى الله عليه وسلَّم – سُئل عن الرجل يُقاتل حميةً، والرجل يقاتل شجاعةً، والرجل يقاتل للمغنم، أيُّ ذلك في سبيل الله؟، فماذا أجاب – صلَّى الله عليه وسلَّم -؟ أعرض عن هذا كله، وأجاب جواب الحكيم قال: ((مَنْ قَاتَلَ لِتَكُونَ كَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا فَهُوَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ))، فهل الجيش الحر يقاتل لتكون كلمة الله هي العُليا؟، نحن نسأل، فإذا كان كذلك؛ فليرفعوا الراية، والذي سمعناه نحن ورأيناه أنه على خلاف ذلك، ولهذا جميع التيارات تحتهم؛ العلمانيون، والليبراليون، والديمقراطيون، والقوْميون، والشعوبيون، بل وبعض من يسمُّونهم بالعلويين وهم نصيرية من طائفة هذا الحاكم الحالي، انضموا معهم، والنصارى كذلك، ويطالبون بدولةٍ مدنيةٍ، تعرفون ما معنى مدنية؟ لا دينية، لا مكانَ للدِّينِ فيها، فهل يُقال القتال معهم في سبيل الله؟!.

لكن أقول لمن أُبتُلي: أبشر فإنَّ الله – جلَّ وعلا – يقول: ﴿وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّـهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ﴾، فإذا قوتلت؛ فقاتل دون دمك، ودون عرضك، ودون مالك، وقبل ذلك دون دينك، ومن قُتِل في سبيل هذا؛ فهو شهيد، أمَّا ما يتكلَّم عليه من الرايات التي يُزعم أنها إسلامية؛ فنحن - ولله الحمد - لسنا بعميان ولا بصمٍّ، فنحن نرى ونسمع؛ كما يسمع هؤلاء المتكلِّمون، التنظيمات التي يُقال عنها في بلاد الشام أنَّها تنظيمات إسلامية في القتال، هي الظاهرة على قسمين؛ هذا الظاهر لنا:

أما القسم الأول: فيهم طائفة الإخوان، وهؤلاء لا خير فيهم؛ لا في الدِّين ولا في الدُّنيا، لا للإسلامِ نصروا ولا لأعدائِه كسروا، لا أقاموا دينًا ولا هم أبقوْا دُنيا، بل سمعت بعضهم حينما تكلَّم في الحكم الذي يسمَّونه بأنه إسلامي؛ في تونس، جبهة الإنقاذ، كان قبل أسبوع هناك مؤتمر للعمَّال في بلاد تونس، فجاء إلى هذا المؤتمر عددٌ كبير من العمَّال، وشخصيات، ومن هؤلاء عددٌ كبيرٌ من النصارى، ومن ضمنهم امرأةٌ نصرانيةٌ اسبانية، سمعتها تحدَّث والترجمة فورية، تقول إنها دُهشت حينما دخلت، وهذا نقوله لحقيقة، وهو إن كان مُرًّا إِلَّا أن السكوت عليه أَمَرّ، حتى يعلم من يسمع وينبه إلى هذا الكلام، أننا نعلم ما يجري في الساحة، ونعيش معهم كما يعيشون، فنرى ما يروْن، ونسمع ما يسمعون، ونذكر إن شاء الله الذي لهم والذي عليهم إن وُجِد، وأمَّا هم فلا يذكرون إلَّا الذي لهم، وهذا حال أهل الأهواء منذ القِدَم، قالت هذه المرأة: أنا دُهشت حينما دخلت إلى تونس ورأيت ما رأيت فيها، تعجبت كيف يكون هذا في بلد يحكمه إسلاميون، فعلَّق المعلِّق باسم هذا الطائفة؛ قال: نعم؛ نحن نحكم، الإسلام الآن يحكم، لكننا، هناك فرقٌ بين الحكم والتحكم، نحن نحكم ولا نتحكَّم، فلذلك رأت الحانات في تونس مفتوحة، يعني محلات شُرب الخمر، هذا هو الإسلام عند جبهة الإنقاذ!، لذلك لهم يحكُمون ولكن لا يتحكَّمون، فالخمر مفتوحة أبوابه، والحانات مفتوحة، فهذه الأسبانية رأت في تونس مثل ما في أوربا؛ بلاد الكفر، الحانات مفتوحة، فلمَّا استغربت هذا، كيف أصحبت على كُفرها أعلم بالإسلام من الإسلاميين، لأنها تعلم أن الخمر محرَّم في شريعة الإسلام بل هو في جميع الشرائع، لكن استغربت كيف هذه الجبهة تحكم وتزعم لنفسها أنها إسلامية والحانات مفتوحة! قال: لا، نحن نحكم ولا نتحكم، ما شاء الله! ﴿الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ﴾، أيُّ منكرٍ بعد فتح الحانات لأمُّ الخبائث؟! عقلاء الجاهلية ترفَّعوا عنها.

واهجر الخمرَ إِن كنتَ فتى كيف يسعى في جنونٍ من عقل!

العاقل كيف يذهب إلى الجنون يزيل عقله بيده؟، فهذا حالهم، وفي كلِّ مكانٍ هذا حالهم.

وفي سوريا صرَّح المتحدِّث الرسمي باسمهم أنه لا مانع عندهم من أن يحكمهم نصراني أو امرأة، هذا قبل سنة تقريبًا، أو سنة ونصف، أول قيام الحرب، لا مانع عندهم يحكمهم نصراني أو امرأة، أيُّ إسلام هذا؟

والقسم الثاني: تنظيم القاعدة، الخوارج، وكانوا قبل يتستَّرون حتى أمس، فأعلنوا بيعتهم لأيمن الظواهري، فماذا يُرجى من هؤلاء.

أخوتي، أهل بلاد الشام قد أُبتلوا، ونسأل الله – جلَّ وعلا - أن يعينهم وأن يلطف بهم، وأن يحقن دماءهم، وأن يحفظ أعراضهم، وأن يردّهم إلى بلادهم، وأن يُعجِّل بهلاك عدوِّهم، وأن يهيِّي لهم من أمورهم رشَدا، وأن يولِّي عليهم الخِيار، وأن يكفيَهم الأشرار، هذا الوضع هو في سوريا، ولا يهولنَّكم ولا يغرنَّكم الجعجعات التي تسمعونها، نحن والله نتمنى زوال هذا الظالم الليلة قبل غد، ولكن مع هذا نسأل الله أن يبدِّلهم خيرا، هذا هو المهم، نسأل الله – جلَّ وعلا – أن يبدِّلهم خيرا، وأن يولِّي عليهم من يقوم بأمر دين الله – تبارك وتعالى – إنه جوادٌ كريم.

أقول هذا الكلام لأن الكلام في هذا الجانب قد كثر، والافتراء على مشايخ السلفيين قد كثر، والموعد عند الله – تبارك وتعالى -.

أقول: نبَّهني أحد أبنائي – جزاه الله خيرا – إلى ما هو سبق لسانٍ، ظاهر، وهو أنني قلت جبهة الإنقاذ في تونس، وهذا خطأٌ ظاهرٌ يعرفه كلُّ أحد مِمَّن يتابع الأحداث القائمة على الساحة الآن، جبهة الإنقاذ وإنما هو جمعية النهضة، التي يرأسها راشد الغنّوشي، وهو نفسه راشد الغنّوشي قبل أن ينزل إلى تونس في مقابلةٍ معه في بريطانيا؛ لمَّا سئل؛ أنتم الآن إسلاميون ستشاركون في الحكم، فما هو الصورة للدولة لديكم؟ إذا حكمتم ماذا ستحكمون؟ ما هو الإسلام؟ فأجاب بأنَّ الإسلام ليس هو القطع والجلد، قال: الإسلام ليس هو مجرَّد قطعٍ وجلدٍ، لا، فما أدري ما هو الإسلام عنده!، ينكر الرجم، القطع ليد السارق، والجلد للزاني أو السكران، فهذا ليس هو الإسلام عنده، فلذلك جاء هذا الإسلام الذي قال عنه هذا المتحدِّث إنَّه إسلام الحكم لا إسلام التحكُّم، هناك فرقٌ بين إسلام التحكُّم وإسلام الحكم، يقول: إسلام التحكم هذا انغلاق، تطبيق أحكام الإسلام هذا انغلاق!، فهناك فرقٌ بين إسلام الحكم وإسلام التحكُّم.

فنصحِّح ونقول: إنَّ المُراد بهؤلاء الذين حكموا في تونس هم جمعية النهضة، حركة النهضة، وليست جبهة الإنقاذ، فهذه في الجزائر.

ونسأل الله – سبحانه وتعالى – أن ينقذ المسلمين منهما جميعا.
المصدر
http://ar.miraath.net/fatwah/5769


Powered by vBulletin®, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd

 


Security team