مجلة معرفة السنن والآثار العلمية

مجلة معرفة السنن والآثار العلمية (http://www.al-sunan.org/vb/index.php)
-   مـقـالات مـتـنـوعـة (http://www.al-sunan.org/vb/forumdisplay.php?f=106)
-   -   تحب أن يقال عنك طالب علم!! (http://www.al-sunan.org/vb/showthread.php?t=10973)

عمرو التهامى 28-03-2017 04:20AM

تحب أن يقال عنك طالب علم!!
 
1 مرفق

تحب أن يقال عنك طالب علم

فانظر ما قاله الإمام أحمد مثل من يقال عنه ذلك

بسم الله الرحمن الرحيم

إعلم علمني الله وإياك أن الشرف في التقوى و التواضع
خرج الترمذي عن كعب بن مالك رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما ذئبانِ جائعانِ أُرسلا في غنمٍ، بأفسدَ لها من حرصِ المرءِ على المالِ والشرفِ، لدِينه (سنن الترمذي 2376 )وقال رحمه الله حديث حسن
قال عمر لأويس لما ظهر بنص كلام النبي صلى الله عليه وسلم فضله وأنه مستجاب الدعاء أكتب لك لوالي كذا..... أي ليعرفك الناس فيكرموك فقال (( لا )) لأن أكن في غبراء الناس خير لي
قال العلامة الالباني لي لما نقلت له مدائح بعض الناس ممن طلب مني ايصال الرسالة له وأنه أعلم الناس اليوم (( أتقوا الله أنا طويلب علم و أخذ يبكي ))
فهل تحب بعد قول ذلكم العالم من علماء عصرنا أن يقال لك طالب علم أو عالم
فمن يقع له اسم طالب العلم أصلا و يوصف بذلك وأنه طالب علم عند سلفنا وأئمتنا فراجع كلامهم و ارجع له واستفد منه
فحِرص الرجل على الشرف بأن يقال له طالب علم فيطاع ويقال له لن يغير من حقيقته كيف وانت تراه طوال وقته في قيل وقال والهاتف النقال من قص ولزق ورمي بالمعلومات والأخبار دون تثبت و لا مُراعاة للمناسبات ومعرفة بحقيقة التحقيق وصحة النقل و الفقه الدقيق
قال بن تيميةالعلم بحث محقق ونقل مصدق وما سوى ذاك فهذيان مزوق
قال الخطيبوالذي لا يعرف الحديث أعور
ففرق بين النقلة والمحققون فاجتهد لتكن منهم و لا نوبخ ناقل ولكن بأن يكون نقل عنهم رحمهم الله فما احوج الناس كما قال الامام أحمد إلى قاص صدوق
فأين يا من تحرص على الشرف والألقاب (شيخ ) و (طالب علم) البحث والمباحثة و أين التفقه والمذاكرة و أين الرحلة و المقارنة... والكتب وحسن انتقاؤها...وتصوير المسائل وتصورها والتدقيق والتحقيق والصبر والسبر والسهر ولزوم الشيخ الراسخ بفهم و العرض عليه بل :
· استخفاف بالوقت وشغل له بالذات وتفخيمها واشباعها بطلب شهرة إنما هي من عاجل الملذات
· طعام كثير تارة وشراب و تفتيش عن عيوب تارات ثم لغو ولهو ولقاءات بلا فائدة تارات وتارات وتارات وغيبة وتعيير ونميمة دون تغيير
· حَسن الظن بنفسه وعِلمه مُسيء الظن بمن لم يَثني عليه وخالفه دون تمحيص لأهليته ويريد من يسمعه ولو بالباطل ان يمدحه فاين الاستحقاق فمن لم يفعل عنده ذلك ولو بشطر كلمه اتخذه عدوا
ولعل العلم كأنه صار احد ملذاته ومن اعماله ومهماته لشغل اوقاته لا تعبدا فيشغل فكره وفكرته به
لا يعرف حق طلبة العلم والعلماء ولا فضل النبلاء
فكل رتبة عباد الله لها سعيها وكما تقول العامة كل حجرة فلها أجرة وأحسن من ذلك حديث أجرك على قدر نصبك
و قال تعالى " لَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَفْرَحُونَ بِمَا أَتَوا وَّيُحِبُّونَ أَن يُحْمَدُوا بِمَا لَمْ يَفْعَلُوا فَلَا تَحْسَبَنَّهُم بِمَفَازَةٍ مِّنَ الْعَذَابِ ۖ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ "( سورة آل عمران أية 188)
كان شيخنا الغديان رحمه الله يقول وقد دَرَسَ اربعين سنة الأصول لا يسمى عندي الرجل (( طالب علم)) حتى يستغرق في البحث والطلب والحفظ نحو اثنى عشرة ساعة في اليوم
وكان بعضهم يخشى على وقته اذا دخل الخلاء حتى يجعل ابنته تقرأ له الحديث فيسمع فى الخلاء خشية اضاعة الوقت
واخر يضع على طرف عينه فلفلا حتى اذا نعس واصل يقرأ ويتفقه
واخر يسف الطعام خشية ضياع الوقت
وقد قال البخاري ما اشتريت طعاما قط او كما قال حتى الخبز انسان يشتري لي أي ( حتى اتفرغ للعلم)
فإلى الله المشتكى أين نحن منهم رحمهم الله ولا نيأس من روح الله
فاللهم بلغنا فضلهم
قال الإمام الذهبي رحمه الله :ورحل الإمام بقي بن_مخلدٍ رحمه الله على قدميه ، من الأندلس إلى بغداد ؛ لأجل ملاقاة الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله ، وطلب العلم على يديه .
قال بقيّ : فلما اقتربت من بغداد ، وصل إليّ خبر محنة الإمام أحمد ، وعلمت أنه ممنوع من الاجتماع بالناس وتدريسهم ! فاغتممت لذلك كثيراً ؛ فلما وصلت إلى بغداد ، وضعت متاعي في غرفةٍ ، ثم خرجت أبحث عن منزل أحمد بن حنبل ؛ فدُللت عليه ؛ فطرقت الباب ؛ ففتح لي الباب الإمام أحمد نفسه ، فقلت : يا أبا عبد الله ! رجل غريب الدار ، وطالبُ حديث ، ومقيد سُنة ، ولم تكن رحلتي إلا إليك ؟ فقال لي : أدخل ولا يراك أحد ؛ فسألني وقال : أنا ممتحنٌ ، وممنوع من التدريس والتعليم ! فقلت له : أنا رجلٌ غريب ؛ فإن أذنت لي آتيك كل يوم في لباس الفقراء و الشحاذين ، وأقف عند دارك ، وأسأل الصدقة والمساعدة ؛ فتخرج إليّ ، وتحدثني ؛ ولو بحديث واحد .
فقال بقي : فكنت آتي كل يوم ؛ فأقف على الباب وأقول : الأجر رحمكم الله ، فكان أحمد يخرج إليّ ويُدخلني الممر ، ويحدثني بالحديثين والثلاثة وأكثر ، حتى اجتمع لي قُرابة ثلاث مئة حديث . ثم إن الله رفع الكربة عن الإمام أحمد ، وانتشر ذكره ؛ فكنت إذا أتيت الإمام أحمد بعد ذلك (وهو في حلقته الكبيرة ، وحوله طلاب العلم) كان يُفسح لي مكاناً ، ويقربني منه ، ويقول لأصحاب الحديث : *هذا يقع عليه (((اسم طالب العلم .)))
أفهمت ياهذا فكيف تسيء الظن بمن نصحك يبتغي هداك وفضلك فمن ستر عيبك ومن النصح والعلم الحق تركك فكأنما عابك وفضحك فأخوك من نصحك فلا تكن عونا للشيطان عليه بالغضب عند النصح لك ليتركك وضياع وقتك بلافائدة وطلب لقب المعالي بلا تعب وسهر واستدراك لليالي الفائته
فمغبون من صح بدنه وفرغ وقته ولم يشغله بطلب علم او نشر له بعلم وحكمة او تعبد وقرآن وصلاة وذكر والحسنات يذهبن السيئات
والنار قد اخبر الجبار أنها تلظى لا يصلاها إلا الأشقى الذي كذب وتولى
ومن سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل له به طريقا إلى الجنة
فاللهم اتى نفوسنا تقواها زكها أنت خير من زكاها أنت وليها ومولاها


نصح به اخوكم المعترف بتقصيره
أبو عبدالله ماهر بن ظافر القحطاني




منقولة من رسائل الشيخ ماهر القحطانى حفظه الله في وسائل التواصل الإجتماعى 21-11-1437


Powered by vBulletin®, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd