سنتان مهجورتان في حمدلة العاطس وأخرى وهي ترك تشميت وتذكير العاطس إذا لم يحمد الله
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله وحده والصلاة والسلام على من لانبي بعده أما بعد لقد انتشرت بين العاطسين سنة مشهورة وهي الحمدلله فلله الحمد على توفيقه سبحانه لهم بالاستمرار عليها وانتشارها بينهم وجزى الله خيرا ذلك النبي الأمي محمد بن عبدالله خير ماجزى نبيا عن أمته والذي قال مامن خير يقربكم إلى الله ويباعدكم عن النار إلا دللتكم عليه خرجه أو نحوه الشافعي في مسنده ولكن هناك سنتان أخريتان أهملت إحداهما تقال ربما رمية بغير رامي لايعلم قائلها أنها سنة للعاطس بلفظها وهي الحمدلله رب العالمين والأخرى ماأظنها تقال إلا نادرا بل جمهور المسلمين عنها غافلين بل لم يعرفوا أنها من سنن سيدالمرسلين صلى الله عليه وسلم للعاطسين وهي الحمدلله على كل حال فالحمدلله رب العالمين جاء فيها الحديث الذي خرجه عبدالله في زوائده على أبيه في مسنده فقال حَدَّثَنَا عَبْد اللَّهِ حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى عَنْ عِيسَى عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا عَطَسَ أَحَدُكُمْ فَلْيَقُلْ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ وَلْيَقُلْ مَنْ حَوْلَهُ يَرْحَمُكَ اللَّهُ وَلْيَقُلْ هُوَ يَهْدِيكُمُ اللَّهُ وَيُصْلِحُ بَالَكُمْ وهذا إسناد ضعيف من أجل محمد بن عبدالرحمن بن أبي ليلى وهو نفسه صاحب حديث خالفوا اليهود صوموا يوما قبله ويوما بعده والذي ضعفه الشوكاني بمحمد هذا والذي قال عنه ابن حجر صدوق سيء الحفظ جدا ولكن له شاهد عند الترمذي فقال حَدَّثَنَا مَحْمُودُ بْنُ غَيْلَانَ حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيُّ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ مَنْصُورٍ عَنْ هِلَالِ بْنِ يَسَافٍ عَنْ سَالِمِ بْنِ عُبَيْدٍ أَنَّهُ كَانَ مَعَ الْقَوْمِ فِي سَفَرٍ فَعَطَسَ رَجُلٌ مِنْ الْقَوْمِ فَقَالَ السَّلَامُ عَلَيْكُمْ فَقَالَ عَلَيْكَ وَعَلَى أُمِّكَ فَكَأَنَّ الرَّجُلَ وَجَدَ فِي نَفْسِهِ فَقَالَ أَمَا إِنِّي لَمْ أَقُلْ إِلَّا مَا قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَطَسَ رَجُلٌ عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ السَّلَامُ عَلَيْكُمْ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَيْكَ وَعَلَى أُمِّكَ إِذَا عَطَسَ أَحَدُكُمْ فَلْيَقُلْ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ وَلْيَقُلْ لَهُ مَنْ يَرُدُّ عَلَيْهِ يَرْحَمُكَ اللَّهُ وَلْيَقُلْ يَغْفِرُ اللَّهُ لَنَا وَلَكُمْ ولكن الحديث فيه اضطراب واختلاف وقد ادخل في طريق له رجل مبهم بين هلال وسالم فلذلك لم يحسنه أو يصححه الترمذي بل قال هَذَا حَدِيثٌ اخْتَلَفُوا فِي رِوَايَتِهِ عَنْ مَنْصُورٍ وَقَدْ أَدْخَلُوا بَيْنَ هِلَالِ بْنِ يَسَافٍ وَسَالِمٍ رَجُلًا لكن يمكن أن يكون الحديث بمجموعهما حسن لغيره ولاسيما أنه قدجاء عند البخاري في الأدب المفرد أثر صحيح الاسناد كما ذكر الألباني رحمه الله عن ابن مسعود الذي رواه فقال حدثنا أبو نعيم قال حدثنا سفيان عن عطاء عن أبي عبد الرحمن عن عبد الله قال : إذا عطس أحدكم فليقل الحمد لله رب العالمين وليقل من يرد يرحمك الله وليقل هو يغفر الله لي ولكم وحينئذ تكون سنة أخرى في الرد وهي يغفر الله لي ولكم بدل يرحمكم الله ويصلح بالكم ولكن لايجمع في الرد بين السنتين بل تارة وتارة لأنه خلاف تنوع السنة الثانية الحمدلله على كل حال خرج أبوداود في سننه فقال حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَعِيلَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ إِذَا عَطَسَ أَحَدُكُمْ فَلْيَقُلْ الْحَمْدُ لِلَّهِ عَلَى كُلِّ حَالٍ وَلْيَقُلْ أَخُوهُ أَوْ صَاحِبُهُ يَرْحَمُكَ اللَّهُ وَيَقُولُ هُوَ يَهْدِيكُمُ اللَّهُ وَيُصْلِحُ بَالَكُمْ وهذا إسناد صحيح والثالثة وهي المشهورة الحمدلله روى البخاري في صحيحه عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ إِذَا عَطَسَ أَحَدُكُمْ فَلْيَقُلْ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَلْيَقُلْ لَهُ أَخُوهُ أَوْ صَاحِبُهُ يَرْحَمُكَ اللَّهُ فَإِذَا قَالَ لَهُ يَرْحَمُكَ اللَّهُ فَلْيَقُلْ يَهْدِيكُمُ اللَّهُ وَيُصْلِحُ بَالَكُمْ ولكن إذا عطس فلم يحمد الله فليس من السنة تشميته ولاتذكيره إلا إذا كان جاهلا أو جديد عهد باسلام فلايصلح تشميته إذا نسي لنهي النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك كما خرج مسلم في صحيحه حَدَّثَنِي زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ وَاللَّفْظُ لِزُهَيْرٍ قَالَا حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ بْنُ مَالِكٍ عَنْ عَاصِمِ بْنِ كُلَيْبٍ عَنْ أَبِي بُرْدَةَ قَالَ دَخَلْتُ عَلَى أَبِي مُوسَى وَهُوَ فِي بَيْتِ بِنْتِ الْفَضْلِ بْنِ عَبَّاسٍ فَعَطَسْتُ فَلَمْ يُشَمِّتْنِي وَعَطَسَتْ فَشَمَّتَهَا فَرَجَعْتُ إِلَى أُمِّي فَأَخْبَرْتُهَا فَلَمَّا جَاءَهَا قَالَتْ عَطَسَ عِنْدَكَ ابْنِي فَلَمْ تُشَمِّتْهُ وَعَطَسَتْ فَشَمَّتَّهَا فَقَالَ إِنَّ ابْنَكِ عَطَسَ فَلَمْ يَحْمَدْ اللَّهَ فَلَمْ أُشَمِّتْهُ وَعَطَسَتْ فَحَمِدَتْ اللَّهَ فَشَمَّتُّهَا سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ إِذَا عَطَسَ أَحَدُكُمْ فَحَمِدَ اللَّهَ فَشَمِّتُوهُ فَإِنْ لَمْ يَحْمَدْ اللَّهَ فَلَا تُشَمِّتُوهُ وأما ترك تذكيره الحمدلة بل الاقتصار على عدم تشميته ويخشى أن تشميته حينئذ وتذكيره الحمدله بدعة وذلك لما روى مسلم في صحيحه عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ عَطَسَ عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلَانِ فَشَمَّتَ أَحَدَهُمَا وَلَمْ يُشَمِّتْ الْآخَرَ فَقَالَ الَّذِي لَمْ يُشَمِّتْهُ عَطَسَ فُلَانٌ فَشَمَّتَّهُ وَعَطَسْتُ أَنَا فَلَمْ تُشَمِّتْنِي قَالَ إِنَّ هَذَا حَمِدَ اللَّهَ وَإِنَّكَ لَمْ تَحْمَدْ اللَّهَ وختاما نذكر بسنة خفض الصوت عند العطاس وحبسه تناثر الريق بالكم وهو مارواه أبوداود في سننه عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا عَطَسَ وَضَعَ يَدَهُ أَوْ ثَوْبَهُ عَلَى فِيهِ وَخَفَضَ أَوْ غَضَّ بِهَا صَوْتَهُ شَكَّ يَحْيَى وإنك تجد بعض العامة إذا عطس أحدهم فلم يحمدالله قال له صاحبه أيش تقول مذكر له وهذا خطأ إذ لم يذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم العاطس التارك للحمدله وخير الهدي هديه فاللهم ذكرنا السنة وعند الموت سنة قول لاإله إلا الله فنكون من النار وعذاب القبر من الناجين وبالجنة من الفائزين آمينِ والحمدلله رب العالمين |
جزاك الله خيراً شيخنا |
Powered by vBulletin®, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd