【 التعليقات المختصرة على العقيدة الطحاوية 】للعلامة/ صالح بن فوزان الفوزان
بسم الله الرحمن الرحيم 【 التعليقات المختصرة على العقيدة الطحاوية 】 لفضيلة الشيخ الدكتور / صالح بن فوزان بن عبد الله الفوزان عضو اللجنة الدائمة للإفتاء وعضو هيئة كبار العلماء قال العلامة حجة الإسلام أبو جعفر الوراق الطحاوي -بمصر- رحمه الله: هذا ذكر بيان عقيدة أهل السنة والجماعة على مذهب فقهاء الملة: أبي حنيفة النعمان بن ثابت الكوفي، وأبي يوسف يعقوب بن إبراهيم الأنصاري، وأبي عبد الله محمد بن الحسن الشيباني رضوان الله عليهم أجمعين، وما يعتقدون من أصول الدين ويدينون به رب العالمين. ----------- قال العلامة : صالح بن فوزان الفوزان - حفظه الله - : بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. أما بعد: فإن العقيدة هي أساس الدين، وهي مضمون شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، والركن الأول من أركان الإسلام ، فيجب الاهتمام بها والعناية بها ومعرفتها، ومعرفة ما يخل بها، حتى يكون الإنسان على بصيرة، وعلى عقيدة صحيحة؛ لأنه إذا قام الدين على أساس صحيح صار دينا قيما مقبولا عند الله، وإذا قام على عقيدة مهزوزة ومضطربة، أو عقيدة فاسدة، ثم كان العلماء -رحمهم الله- يهتمون بأمر العقيدة ولا يفترون في بيانها في الدروس وفي المناسبات، ويرويها المتأخر عن المتقدم. كان الصحابة -رضي الله عنهم- ليس عندهم أي شك فيما جاء به القرآن وما جاءت به سنة رسول الله، صلى الله عليه وسلم، فكانت عقيدتهم مبنية على كتاب الله وسنة رسول الله، صلى الله عليه وسلم، ولا يعتريهم في ذلك شك ولا توقف، فما قاله الله وقاله رسوله صلى الله عليه وسلم اعتقدوه ودانوا به، ولم يحتاجوا إلى كتابة تأليف؛ لأن هذا مسلم به عندهم ومقطوع به وكانت عقيدتهم الكتاب والسنة، ثم درج على ذلك تلاميذهم من التابعين الذين أخذوا عنهم، فلم يكن هناك أخذ ورد في العقيدة، كانت قضية مسلمة، وكان مرجعهم الكتاب والسنة. فلما ظهرت الفرق والاختلافات، ودخل في الدين من لم ترسخ العقيدة في قلبه، أو دخل في الإسلام وهو يحمل بعض الأفكار المنحرفة، ونشأ في الإسلام من لم يرجع إلى الكتاب ولا إلى السنة في العقيدة، وإنما يرجع إلى قواعد ومناهج أصلها أهل الضلال من عند أنفسهم، عند هذا احتاج أئمة الإسلام إلى بيان العقيدة الصحيحة وتحريرها وكتابتها وروايتها عن علماء الأمة، فدونوا كتب العقائد، واعتنوا بها، وصارت مرجعا لمن يأتي بعدهم من الأمة إلى أن تقوم الساعة. وهذا من حفظ الله تعالى لهذا الدين، وعنايته بهذا الدين، أن قيض له حملة أمناء يبلغونه كما جاء عن الله وعن رسوله، ويردون تأويل المبطلين وتشبيه المشبهين، وصاروا يتوارثون هذه العقيدة خلفا عن السلف. ومن جملة السلف الصالح الذين كانوا على الاعتقاد الثابت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه والتابعين، من جملتهم الأئمة الأربعة الإمام أبو حنيفة، والإمام مالك، والإمام الشافعي، والإمام أحمد، وغيرهم من الأئمة الذين قاموا بالدفاع عن العقيدة وتحريرها، وبيانها وتعليمها للطلاب. وكان أتباع الأئمة الأربعة يعتنون بهذه العقيدة، ويتدارسونها ويحفظونها لتلاميذهم، وكتبوا فيها الكتب الكثيرة على منهج الكتاب والسنة، وما كان عليه المصطفى، صلى الله عليه وسلم، وأصحابه رضي الله عنهم والتابعون، وردوا العقائد الباطلة والمنحرفة، وبينوا زيفها وباطلها، وكذلك أئمة الحديث: كإسحاق بن راهويه، والبخاري، ومسلم والإمام ابن خزيمة، والإمام ابن قتيبة، ومن أئمة التفسير: كالإمام الطبري، والإمام ابن كثير، والإمام البغوي، وغيرهم من أئمة التفسير. وألفوا في هذا مؤلفات يسمونها بكتب السنة، مثل كتاب السنة لابن أبي عاصم، وكتاب السنة لعبد الله بن أحمد بن حنبل، والسنة للخلال، والشريعة للآجري، وغير ذلك. ومن جملة هؤلاء الأئمة الذين كتبوا في عقيدة السلف: الإمام أبو جعفر أحمد بن محمد بن سلامة الأزدي الطحاوي ، من علماء القرن الثالث بمصر، وسمي بالطحاوي نسبة لبلدة في مصر، فكتب هذه العقيدة المختصرة النافعة المفيدة. وكتبت عليها شروح، حوالي سبعة شروح، ولكن لا تخلو من أخطاء؛ لأن الذين ألفوها كانوا على منهج المتأخرين، فلم تخل شروحهم من ملاحظات ومخالفة لما في عقيدة الطحاوي، إلا شرحا واحدا فيما نعلم، وهو شرح العز بن أبي العز رحمه الله ، المشتهر بشرح الطحاوية، وهذا من تلاميذ ابن كثير فيما يظهر، وقد ضمن شرحه هذا منقولات من كتب شيح الإسلام ابن تيمية، ومن كتب ابن القيم، ومن كتب الأئمة، فهو شرح حافل، وكان العلماء يعتمدون عليه ويعتنون به؛ لنقاوته وصحة معلوماته، فهو مرجع عظيم من مراجع العقيدة، والمؤلف -كما ذكر- ألف هذه العقيدة على مذهب أهل السنة عموما، ومنهم الإمام أبو حنيفة النعمان بن ثابت الكوفي، فهو أقدم الأئمة الأربعة وأدرك التابعين وروى عنهم. وكذلك صاحباه أبو يوسف، ومحمد الشيباني، وأئمة المذهب الحنفي. ذكر عقيدتهم، وأنها موافقة لمذهب أهل السنة والجماعة، وفي هذا رد على المنتسبين إلى الحنفية في الوقت الحاضر أو في العصور المتأخرة، ينتسبون إلى الحنفية ويخالفون أبا حنيفة في العقيدة، فهم يمشون على مذهبه في الفقه فقط، ويخالفونه في العقيدة، فيأخذون عقيدة أهل الكلام والمنطق، وكذلك حدث في الشافعية المتأخرين منهم يخالفون الإمام الشافعي في العقيدة، وإنما ينتسبون إليه في الفقه، كذلك كثير من المالكية المتأخرين ليسوا على عقيدة الإمام مالك، لكنهم يأخذون من مذهب مالك في الفقه فقط، أما العقيدة فهم أصحاب طرق وأصحاب مذاهب متأخرة. ففي هذه العقدية رد على هؤلاء وأمثالهم ممن ينتسبون إلى الأئمة، ويتمذهبون بمذاهب الأئمة الأربعة، ويخالفونهم في العقيدة، كالأشاعرة: ينتسبون إلى الإمام أبي الحسن الأشعري في مذهبه الأول، ويتركون ما تقرر واستقر عليه أخيرا من مذهب أهل السنة والجماعة، فهذا انتساب غير صحيح؛ لأنهم لو كانوا على مذهب الأئمة لكانوا على عقيدتهم . ----------- المصدر 【 التعليقات المختصرة على العقيدة الطحاوية 】 لفضيلة الشيخ العلامة الفقيه / صالح بن فوزان بن عبد الله الفوزان - حفظه الله ورعاه - الرابط المباشر لتحميل الكتاب : http://alfawzan.af.org.sa/sites/default/files/thwyh.pdf التصفية والتربية TarbiaTasfia@ |
بسم الله الرحمن الرحيم 【 التعليقات المختصرة على العقيدة الطحاوية 】 لفضيلة الشيخ الدكتور / صالح بن فوزان بن عبد الله الفوزان عضو اللجنة الدائمة للإفتاء وعضو هيئة كبار العلماء قال العلامة أبو جعفر الطحاوي - رحمه الله - : نقول في توحيد الله معتقدين بتوفيق الله: إن الله واحد لا شريك له. ----------- قال العلامة : صالح بن فوزان الفوزان - حفظه الله - : نقول، أي؛ نعتقد في توحيد الله عز وجل. والتوحيد لغة: مصدر وحد: إذا جعل الشيء واحدا. وشرعا: إفراد الله سبحانه وتعالى بالعبادة، وترك عبادة ما سواه. وأقسامه ثلاثة بالاستقراء من كتاب الله وسنة رسوله، صلى الله عليه وسلم، وهذا ما تقرر عليه مذهب أهل السنة والجماعة، فمن زاد قسما رابعا أو خامسا فهو زيادة من عنده؛ لأن الأئمة قسموا التوحيد إلى أقسام ثلاثة من الكتاب والسنة. فكل آيات القرآن والأحاديث في العقيدة لا تخرج عن هذه الأقسام الثلاثة. الأول: توحيد الربوبية: وهو توحيد الله تعالى وإفراده بأفعاله: كالخلق، والرزق، والإحياء والإماتة، وتدبير الكون، فليس هناك رب سواه سبحانه وتعالى، رب العالمين. القسم الثاني: توحيد الألوهية أو توحيد العبادة؛ لأن الألوهية معناها عبادة الله عز وجل بمحبته وخوفه ورجائه، وطاعة أمره، وترك ما نهى عنه فهو إفراد الله تعالى بأفعال العباد التي شرعها لهم. القسم الثالث: توحيد الأسماء والصفات: وهو إثبات ما أثبته الله لنفسه أو أثبته له رسوله صلى الله عليه وسلم من الأسماء والصفات، وتنزيهه عما نزه عنه نفسه، ونزهه عنه رسوله صلى الله عليه وسلم من العيوب والنقائص. فكل الآيات التي تتحدث عن أفعال الله فإنها في توحيد الربوبية، وكل الآيات التي تتحدث عن العبادة والأمر بها والدعوة إليها فإنها في توحيد الألوهية. وكل الآيات التي تتحدث عن الأسماء والصفات لله عز وجل فإنها في توحيد الأسماء والصفات. وهذه الأقسام الثلاثة المطلوب منها هو توحيد الألوهية؛ لأنه هو الذي دعت إليه الرسل، ونزلت به الكتب، وقام من أجله الجهاد في سبيل الله، حتى يعبد الله وحده، وتترك عبادة ما سواه. وأما توحيد الربوبية ومنه توحيد الأسماء والصفات فلم ينكره أحد من الخلق، وذكر الله سبحانه وتعالى ذلك في آيات كثيرة، ذكر أن الكفار مقرون بأن الله هو الخالق الرازق، المحيي المميت، والمدبر، فهم لا يخالفون فيه. وهذا النوع إذا اقتصر عليه الإنسان لا يدخله ذلك في الإسلام؛ لأن النبي، صلى الله عليه وسلم، قاتل الناس وهم يقرون بتوحيد الربوبية، واستحل دمائهم وأموالهم. ولو كان توحيد الربوبية كافيا لما قاتلهم الرسول عليه الصلاة والسلام، بل ما كان هناك حاجة إلى بعثة الرسل، فدل على أن المقصود والمطلوب هو توحيد الألوهية، أما توحيد الربوبية فإنه دليل عليه، وآية له، ولذلك إذا أمر الله بعبادته ذكر خلقه للسموات والأرض، وقيامه سبحانه بشؤون خلقه، برهانا على توحيد الألوهية، وإلزاما للكفار والمشركين، الذين يعترفون بالربوبية وينكرون الألوهية، ولما قال لهم النبي صلى الله عليه وسلم: "قولوا: لا إله إلا الله" قالوا: (أجعل الآلهة إلها واحدا إن هذا لشيء عجاب) (١) [ص: ٥] ، وقال سبحانه وتعالى: (وإذا ذكر الله وحده اشمأزت قلوب الذين لا يؤمنون بالآخرة وإذا ذكر الذين من دونه إذا هم يستبشرون) [الزمر: ٤٥] ، وقال تعالى: (إنهم كانوا إذا قيل لهم لا إله إلا الله يستكبرون * ويقولون أئنا لتاركوا ءالهتنا لشاعر مجنون) [الصافات: ٣٥: ٣٦] فهم لا يريدون توحيد الألوهية، بل يريدون أن تكون الآلهة متعددة، وكل يعبد ما يريد. فيجب أن يعلم هذا، فإن كل أصحاب الفرق الضالة الحديثة والقديمة، يركزون على توحيد الربوبية، فإنه إذا أقر العبد عندهم بأن الله هو الخالق الرازق، قالوا: هذا مسلم، وكتبوا بذلك عقائدهم، فكل عقائد المتكلمين لا تخرج عن تحقيق توحيد الربوبية والأدلة عليه. وهذا لا يكفي، بل لابد من الألوهية، قال تعالى: (ولقد بعثنا في كل أمة رسولا أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت) [النحل: ٣٦] يأمرون الناس بعبادة الله وهي توحيد الألوهية. (وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون) [الأنبياء: ٢٥] ،. (واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا) [النساء: ٣٦] . كل الآيات تأمر بتوحيد الألوهية وتدعو إليه، وجميع الرسل دعوا إلى توحيد الألوهية وأمروا به أممهم، ونهوهم عن الشرك، هذا هو المطلوب والغاية والقصد من التوحيد، وأما توحيد الأسماء والصفات فأنكره المبتدعة من الجهمية والمعتزلة والأشاعرة، على تفاوت بينهم في ذلك. وقوله نقول: -أي يقول معشر أهل السنة والجماعة- في توحيد الله، معتقدين بتوفيق الله: إن الله واحد لا شريك له. العقيدة والتوحيد بمعنى واحد. سواء سميت عقيدة أو توحيدا أو إيمانا، فالمعنى واحد وإن اختلفت الأسماء. وقوله: "بتوفيق الله" هذا تسليم لله عز وجل، وتضرع إلى الله، وتبرؤ من الحول والقوة، فالإنسان لا يزكي نفسه، وإنما يقول: بتوفيق الله، بمشيئة الله، بحول الله، هذا أدب العلماء رحمهم الله. "إن الله واحد لا شريك له" هذا هو التوحيد؛ واحد في ربوبيته، واحد في ألوهيته، وواحد في أسماءه وصفاته. ----------- المصدر 【 التعليقات المختصرة على العقيدة الطحاوية 】 لفضيلة الشيخ العلامة الفقيه / صالح بن فوزان بن عبد الله الفوزان - حفظه الله ورعاه - الرابط المباشر لتحميل الكتاب : http://alfawzan.af.org.sa/sites/default/files/thwyh.pdf |
بسم الله الرحمن الرحيم 【 التعليقات المختصرة على العقيدة الطحاوية 】 لفضيلة الشيخ الدكتور / صالح بن فوزان بن عبد الله الفوزان عضو اللجنة الدائمة للإفتاء وعضو هيئة كبار العلماء قال العلامة أبو جعفر الطحاوي - رحمه الله - : ولا شيء مثله: ----------- قال العلامة : صالح بن فوزان الفوزان - حفظه الله - : مأخوذ من قوله تعالى: (ليس كمثله شيء) [الشورى: ١١] ، وقوله تعالى: (ولم يكن له كفوا أحد) [الإخلاص: ٤] ، وقوله تعالى: (فلا تجعلوا لله أندادا) [البقرة: ٢٢] ، أي شبهاء ونظراء. وقوله تعالى: (هل تعلم له سميا) [مريم: ٦٥] ، أي: مماثل يساميه سبحانه وتعالى، فالتمثيل والتشبيه منفيان عن الله عز وجل. لا يشبهه أحد من خلقه، وهذا هو الواجب أن نثبت ما أثبته الله لنفسه ونعتقده ولا نشبهه بأحد من خلقه، ولا نمثله بخلقه سبحانه وتعالى، وهذا فيه رد على المشبهة الذين يعتقدون أن الله مثل خلقه، ولا يفرقون بين الخالق والمخلوق، وهو مذهب باطل. وفي مقابله مذهب المعطلة؛ الذين غلوا في التنزيه حتى نفوا عن الله ما أثبته من الأسماء والصفات، فرارا من التشبيه بزعمهم. فكلا الطائفتين غلت، المعطلة غلوا في التنزيه ونفي المماثلة، والمشبهة غلوا في الإثبات، وأهل السنة والجماعة توسطوا؛ فأثبتوا ما أثبته الله لنفسه على ما يليق بجلاله، من غير تشبيه ولا تعطيل على حد قوله تعالى (ليس كمثله شيء وهو السميع البصير) [الشوى: ١١] فقوله: (ليس كمثله شيء) نفي للتشبيه، وقوله: (وهو السميع البصير) نفي للتعطيل، وهذا المذهب الذي يسير عليه أهل السنة والجماعة. ----------- المصدر 【 التعليقات المختصرة على العقيدة الطحاوية 】 لفضيلة الشيخ العلامة الفقيه / صالح بن فوزان بن عبد الله الفوزان - حفظه الله ورعاه - الرابط المباشر لتحميل الكتاب : http://alfawzan.af.org.sa/sites/default/files/thwyh.pdf |
بسم الله الرحمن الرحيم 【 التعليقات المختصرة على العقيدة الطحاوية 】 لفضيلة الشيخ الدكتور / صالح بن فوزان بن عبد الله الفوزان عضو اللجنة الدائمة للإفتاء وعضو هيئة كبار العلماء قال العلامة أبو جعفر الطحاوي - رحمه الله - : ولا شيء يعجزه: ----------- قال العلامة : صالح بن فوزان الفوزان - حفظه الله - : هذا إثبات لكمال قدرته: قال تعالى: (وهو على كل شيء قدير) [المائدة: ١٢٠] . وقال تعالى: (وكان الله على كل شيء مقتدرا) [الكهف: ٤٥] . وقال تعالى: (إنه كان عليما قديرا) [فاطر: ٤٤] . والقدير معناه: المبالغ في القدرة، فقدرته سبحانه وتعالى لا يعجزها شيء، إذا أراد شيئا فإنما يقول له: كن فيكون. -فهذا فيه إثبات قدرة الله عز وجل، وإثبات شمولها، وعمومها لكل شيء. -أما العبارة التي يقولها بعض المؤلفين: إنه على ما يشاء قدير. فهذه غلط؛ لأن الله لم يقيد قدرته بالمشيئة، بل قال: على كل شيء قدير، فقل ما قاله الله سبحانه وتعالى. إنما هذه وردت في قوله تعالى: (وهو على جمعهم إذا يشاء قدير) [الشورى: ٢٩] ؛ لأن الجمع له وقت محدد في المستقبل، وهو قادر على جمعهم في ذلك الوقت، أي أهل السماوات وأهل الأرض، قال تعالى: (ومن آياته خلق السموات والأرض وما بث فيهما من دآبة وهو على جمعهم إذا يشاء قدير) [الشورى: ٢٩] . ----------- المصدر 【 التعليقات المختصرة على العقيدة الطحاوية 】 لفضيلة الشيخ العلامة الفقيه / صالح بن فوزان بن عبد الله الفوزان - حفظه الله ورعاه - الرابط المباشر لتحميل الكتاب : http://alfawzan.af.org.sa/sites/default/files/thwyh.pdf |
بسم الله الرحمن الرحيم 【 التعليقات المختصرة على العقيدة الطحاوية 】 لفضيلة الشيخ الدكتور / صالح بن فوزان بن عبد الله الفوزان عضو اللجنة الدائمة للإفتاء وعضو هيئة كبار العلماء قال العلامة أبو جعفر الطحاوي - رحمه الله - : 4_ ولا إله غيره: ----------- قال العلامة : صالح بن فوزان الفوزان - حفظه الله - : هذا هو توحيد الألوهية. لا إله، أي: لا معبود بحق غيره. أما إذا قلت: لا معبود إلا هو؛ أو لا معبود سواه، فهذا باطل؛ لأن المعبودات كثيرة من دون الله عز وجل، فإذا قلت: لا معبود إلا الله، فقد جعلت كل المعبودات هي الله، وهذا مذهب أهل وحدة الوجود، فإذا كان قائل ذلك يعتقد هذا فهو من أصحاب أهل وحدة الوجود، وأما إن كان لا يعتقد هذا، إنما يقوله تقليدا أو سمعه من أحد، فهذا غلط، ويجب عليه تصحيح ذلك. وبعض الناس يستفتح بهذا في الصلاة فيقول: ولا معبود غيرك، والله معبود بحق، وما سواه فإنه معبود بالباطل، قال تعالى: (ذلك بأن الله هو الحق وأن ما يدعون من دونه هو الباطل وأن الله هو العلي الكبير) [الحج: ٦٢] . ----------- المصدر 【 التعليقات المختصرة على العقيدة الطحاوية 】 لفضيلة الشيخ العلامة الفقيه / صالح بن فوزان بن عبد الله الفوزان - حفظه الله ورعاه - الرابط المباشر لتحميل الكتاب : http://alfawzan.af.org.sa/sites/default/files/thwyh.pdf |
بسم الله الرحمن الرحيم 【 التعليقات المختصرة على العقيدة الطحاوية 】 لفضيلة الشيخ الدكتور / صالح بن فوزان بن عبد الله الفوزان عضو اللجنة الدائمة للإفتاء وعضو هيئة كبار العلماء قال العلامة أبو جعفر الطحاوي - رحمه الله - : 5-قديم بلا ابتداء، دائم بلا انتهاء: ----------- قال العلامة : صالح بن فوزان الفوزان - حفظه الله - : كما دل عليه قوله تعالى: (هو الأول والآخر) [الحديد: ٣] ، وقوله عليه الصلاة والسلام: "أنت الأول فليس قبلك شيء، وأنت الآخر فليس بعدك شيء" . لكن كلمة "قديم" لا تطلق على الله عز وجل إلا من باب الخبر، أما من جهة التسمية فليس من أسمائه: القديم، وإنما من أسمائه: الأول. والأول ليس مثل القديم؛ لأن القديم قد يكون قبله شيء، أما الأول فليس قبله شيء، قال عليه الصلاة والسلام: "أنت الأول فليس قبلك شيء". لكن المؤلف رحمه الله احتاط فقال: "قديم بلا ابتداء"، أما لو قال: "قديم" وسكت، فهذا ليس بصحيح في المعنى. ----------- المصدر 【 التعليقات المختصرة على العقيدة الطحاوية 】 لفضيلة الشيخ العلامة الفقيه / صالح بن فوزان بن عبد الله الفوزان - حفظه الله ورعاه - الرابط المباشر لتحميل الكتاب : http://alfawzan.af.org.sa/sites/default/files/thwyh.pdf |
بسم الله الرحمن الرحيم 【 التعليقات المختصرة على العقيدة الطحاوية 】 لفضيلة الشيخ الدكتور / صالح بن فوزان بن عبد الله الفوزان عضو اللجنة الدائمة للإفتاء وعضو هيئة كبار العلماء قال العلامة أبو جعفر الطحاوي - رحمه الله - : 6- لا يفنى ولا يبيد: ----------- قال العلامة : صالح بن فوزان الفوزان - حفظه الله - : الفناء والبيد بمعنى واحد، فالله سبحانه وتعالى موصوف بالحياة الباقية الدائمة، قال تعالى: (وتوكل على الحي الذي لا يموت) [الفرقان: ٥٨] . فالله لا يأتي عليه الفناء، قال سبحانه وتعالى: (كل شيء هالك إلا وجهه) [القصص: ٨٨] ، وقال سبحانه وتعالى: (كل من عليها فان * ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام) [الرحمن: ٢٦، ٢٧] . فله البقاء سبحانه وتعالى، والخلق يموتون ثم يبعثون، وكانوا في الأول عدما ثم خلقهم الله، ثم يموتون ثم يبعثهم الله عز وجل. فالله سبحانه وتعالى ليس له بداية وليس له نهاية. ----------- المصدر 【 التعليقات المختصرة على العقيدة الطحاوية 】 لفضيلة الشيخ العلامة الفقيه / صالح بن فوزان بن عبد الله الفوزان - حفظه الله ورعاه - الرابط المباشر لتحميل الكتاب : http://alfawzan.af.org.sa/sites/default/files/thwyh.pdf |
بسم الله الرحمن الرحيم 【 التعليقات المختصرة على العقيدة الطحاوية 】 لفضيلة الشيخ الدكتور / صالح بن فوزان بن عبد الله الفوزان عضو اللجنة الدائمة للإفتاء وعضو هيئة كبار العلماء قال العلامة أبو جعفر الطحاوي - رحمه الله - : 7-ولا يكون إلا ما يريد: ----------- قال العلامة : صالح بن فوزان الفوزان - حفظه الله - : هذا فيه إثبات القدر وإثبات الإرادة، فلا يكون في ملكه ولا يحصل في خلقه من الحوادث والكائنات إلا ما أراده سبحانه وتعالى بالإرادة الكونية: (إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون) [يس: ٨٢] ، فكل خير وكل شر فهو بإرادة الله الكونية، فلا يخرج عن إرادته شيء، وهذا فيه رد على القدرية الذين ينفون القدر، ويزعمون أن العبد هو الذي يخلق فعل نفسه ويوجد فعل نفسه، تعالى الله عما يقولون، وهذا تعجيز لله، وأنه يكون في خلقه ما لا يريده سبحانه وتعالى، فهذا وصف له بالنقص، فجميع ما يكون في الكون من خير وشر فإنه بإرادته، فيخلق الخير لحكمة، ويخلق الشر لحكمة، فهو من جهة خلقه له ليس بشر؛ لأنه لحكمة عظيمة، ولغاية عظيمة، وهي الابتلاء والامتحان، وتمييز الخبيث من الطيب، والجزاء على الأعمال الصالحة، والجزاء على الأعمال السيئة، له الحكمة في ذلك سبحانه وتعالى، لم يخلق ذلك عبثا. ----------- المصدر 【 التعليقات المختصرة على العقيدة الطحاوية 】 لفضيلة الشيخ العلامة الفقيه / صالح بن فوزان بن عبد الله الفوزان - حفظه الله ورعاه - الرابط المباشر لتحميل الكتاب : http://alfawzan.af.org.sa/sites/default/files/thwyh.pdf |
بسم الله الرحمن الرحيم 【 التعليقات المختصرة على العقيدة الطحاوية 】 لفضيلة الشيخ الدكتور / صالح بن فوزان بن عبد الله الفوزان عضو اللجنة الدائمة للإفتاء وعضو هيئة كبار العلماء قال العلامة أبو جعفر الطحاوي - رحمه الله - : ولا يشبه الأنام: ----------- قال العلامة : صالح بن فوزان الفوزان - حفظه الله - : هذه مثل العبارة التي مضت، ولا شيء مثله، والأنام معناه: الخلق، فالله سبحانه وتعالى منزه عن مشابهة الخلق: (ليس كمثله شيء وهو السميع البصير) [الشورى: ١١] ، (ولم يكن له كفوا أحدا) [الإخلاص: ٤] فهو سبحانه منزه عن مشابهة خلقه، وإن كان له أسماء وصفات تشترك مع أسماء وصفات الخلق في اللفظ والمعنى، لكن في الحقيقة والكيفية لا تشابه بينهما. ----------- المصدر 【 التعليقات المختصرة على العقيدة الطحاوية 】 لفضيلة الشيخ العلامة الفقيه / صالح بن فوزان بن عبد الله الفوزان - حفظه الله ورعاه - الرابط المباشر لتحميل الكتاب : http://alfawzan.af.org.sa/sites/default/files/thwyh.pdf |
بسم الله الرحمن الرحيم 【 التعليقات المختصرة على العقيدة الطحاوية 】 لفضيلة الشيخ الدكتور / صالح بن فوزان بن عبد الله الفوزان عضو اللجنة الدائمة للإفتاء وعضو هيئة كبار العلماء قال العلامة أبو جعفر الطحاوي - رحمه الله - : 9- لا تبلغه الأوهام ولا تدركه الأفهام: ----------- قال العلامة : صالح بن فوزان الفوزان - حفظه الله - : فالله سبحانه وتعالى لا يحاط به، فالله أعظم من كل شيء سبحانه وتعالى (يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ولا يحيطون به علما) [طه: ١١٠] ، فالله سبحانه يعلم ولكن لا يحاط به، فالله أعظم من كل شيء، فلا يتخيله الفكر، ولا يجوز لإنسان أن يقول في الله إلا ما قاله سبحانه عن نفسه، أو قاله عنه رسوله عليه الصلاة والسلام. ----------- المصدر 【 التعليقات المختصرة على العقيدة الطحاوية 】 لفضيلة الشيخ العلامة الفقيه / صالح بن فوزان بن عبد الله الفوزان - حفظه الله ورعاه - الرابط المباشر لتحميل الكتاب : http://alfawzan.af.org.sa/sites/default/files/thwyh.pdf |
بسم الله الرحمن الرحيم 【 التعليقات المختصرة على العقيدة الطحاوية 】 لفضيلة الشيخ الدكتور / صالح بن فوزان بن عبد الله الفوزان عضو اللجنة الدائمة للإفتاء وعضو هيئة كبار العلماء قال العلامة أبو جعفر الطحاوي - رحمه الله - : ولا يشبه الأنام: ----------- قال العلامة : صالح بن فوزان الفوزان - حفظه الله - : هذه مثل العبارة التي مضت، ولا شيء مثله، والأنام معناه: الخلق، فالله سبحانه وتعالى منزه عن مشابهة الخلق: (ليس كمثله شيء وهو السميع البصير) [الشورى: ١١] ، (ولم يكن له كفوا أحدا) [الإخلاص: ٤] فهو سبحانه منزه عن مشابهة خلقه، وإن كان له أسماء وصفات تشترك مع أسماء وصفات الخلق في اللفظ والمعنى، لكن في الحقيقة والكيفية لا تشابه بينهما. ----------- المصدر 【 التعليقات المختصرة على العقيدة الطحاوية 】 لفضيلة الشيخ العلامة الفقيه / صالح بن فوزان بن عبد الله الفوزان - حفظه الله ورعاه - الرابط المباشر لتحميل الكتاب : http://alfawzan.af.org.sa/sites/default/files/thwyh.pdf |
بسم الله الرحمن الرحيم 【 التعليقات المختصرة على العقيدة الطحاوية 】 لفضيلة الشيخ الدكتور / صالح بن فوزان بن عبد الله الفوزان عضو اللجنة الدائمة للإفتاء وعضو هيئة كبار العلماء قال العلامة أبو جعفر الطحاوي - رحمه الله - : 11- حي لا يموت: ----------- قال العلامة : صالح بن فوزان الفوزان - حفظه الله - : حياته كاملة لا يعتريها نقص ولا نوم (الله لا إله إلا هو الحي القيوم لا تأخذه سنة ولا نوم) [البقرة: ٢٥٥] ، (وتوكل على الحي الذي لا يموت) [الفرقان: ٥٨] فنفي عن نفسه السنة، وهي النوم الخفيف والنوم المستغرق (١) ، ونفى عن نفسه الموت لكمال حياته سبحانه (٢) . والنوم والنعاس والموت نقص في الحياة، وهذه من صفة المخلوق، وحياة المخلوق ناقصة فهو ينام ويموت. فالنوم كمال في حق المخلوق، نقص في حق الخالق؛ لأن المخلوق الذي لا ينام معتل الصحة، فهذا يدل على الفرق بين صفات الخالق وصفات المخلوق، والحي والقيوم: هاتان الصفتان مأخوذتان من قوله تعالى: (الله لا إله إلا هو الحي القيوم) الحي الذي له الحياة الكاملة، والقيوم صيغة مبالغة. ----------- المصدر 【 التعليقات المختصرة على العقيدة الطحاوية 】 لفضيلة الشيخ العلامة الفقيه / صالح بن فوزان بن عبد الله الفوزان - حفظه الله ورعاه - الرابط المباشر لتحميل الكتاب : http://alfawzan.af.org.sa/sites/default/files/thwyh.pdf |
بسم الله الرحمن الرحيم 【 التعليقات المختصرة على العقيدة الطحاوية 】 لفضيلة الشيخ الدكتور / صالح بن فوزان بن عبد الله الفوزان عضو اللجنة الدائمة للإفتاء وعضو هيئة كبار العلماء قال العلامة أبو جعفر الطحاوي - رحمه الله - : 12- قيوم لا ينام: ----------- قال العلامة : صالح بن فوزان الفوزان - حفظه الله - : القيوم هو: القائم بنفسه والمقيم لغيره، القائم بنفسه فلا يحتاج إلى شيء، وغني عن كل شيء، المقيم لغيره، كل شيء فقير إليه يحتاج إلى إقامته له سبحانه وتعالى، فلولا إقامة الله للسموات والأرض والمخلوقات لتدمرت وفنيت، ولكن الله يقيمها ويحفظها ويمدها بما يصلحها. فجميع الخلق في حاجة إليه (إن الله يمسك السموات والأرض أن تزولا ولئن زالتا إن أمسكهما من أحد من بعده) [فاطر: ٤١] . ----------- المصدر 【 التعليقات المختصرة على العقيدة الطحاوية 】 لفضيلة الشيخ العلامة الفقيه / صالح بن فوزان بن عبد الله الفوزان - حفظه الله ورعاه - الرابط المباشر لتحميل الكتاب : http://alfawzan.af.org.sa/sites/default/files/thwyh.pdf |
بسم الله الرحمن الرحيم 【 التعليقات المختصرة على العقيدة الطحاوية 】 لفضيلة الشيخ الدكتور / صالح بن فوزان بن عبد الله الفوزان عضو اللجنة الدائمة للإفتاء وعضو هيئة كبار العلماء قال العلامة أبو جعفر الطحاوي - رحمه الله - : 13- خالق بلا حاجة، رازق بلا مؤنة: ----------- قال العلامة : صالح بن فوزان الفوزان - حفظه الله - : هو الذي خلق الخلق وهو ليس بحاجة إليهم، إنما خلقهم لعبادته (وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون) [الذاريات: ٥٦] ، فخلقهم لا لحاجة إليهم بأن ينصروه أو ليعينوه أو ليساعدوه -سبحانه- أو يحموه، إنما خلقهم لعبادته، وهم المحتاجون للعبادة؛ لتصلهم بالله وتربطهم بربهم، فالعبادة صلة بين العبد وربه، فتقربه من الله، ويحصل بها من الله على الثواب والجزاء، فالعبادة حاجة للخلق وليست بحاجة لله عز وجل (إن تكفروا أنتم ومن في الأرض جميعا فإن الله لغني حميد) [إبراهيم: ٨] (إن تكفروا فإن الله غني عنكم) [الزمر: ٧] . وقوله: (رازق بلا مؤنة) أي هو القائم بأرزاق عباده ولا ينقص ذلك مما عنده. ----------- المصدر 【 التعليقات المختصرة على العقيدة الطحاوية 】 لفضيلة الشيخ العلامة الفقيه / صالح بن فوزان بن عبد الله الفوزان - حفظه الله ورعاه - الرابط المباشر لتحميل الكتاب : http://alfawzan.af.org.sa/sites/default/files/thwyh.pdf |
بسم الله الرحمن الرحيم 【 التعليقات المختصرة على العقيدة الطحاوية 】 لفضيلة الشيخ الدكتور / صالح بن فوزان بن عبد الله الفوزان عضو اللجنة الدائمة للإفتاء وعضو هيئة كبار العلماء قال العلامة أبو جعفر الطحاوي - رحمه الله - : 14- مميت بلا مخافة: ----------- قال العلامة : صالح بن فوزان الفوزان - حفظه الله - : أي: يميت الأحياء إذا كملت آجالهم، لا لأنه خائف منهم ولكن ذلك لحكمته سبحانه وتعالى؛ لأن الحياة في الدنيا لها نهاية، وأما الآخرة فليس للحياة فيها نهاية، فإماتتهم ليس خوفا منهم أو ليستريح منهم، ولو كانوا يكفرون به فإنه لا يتضرر بكفرهم، وإنما يضرون أنفسهم، لكنه هو يفرح بتوبتهم؛ لأنه يحب -ويريد- لهم الخير، فهو يفرح بتوبتهم وهو ليس في حاجة إليهم، إنما ذلك لطفه وإحسانه. ----------- المصدر 【 التعليقات المختصرة على العقيدة الطحاوية 】 لفضيلة الشيخ العلامة الفقيه / صالح بن فوزان بن عبد الله الفوزان - حفظه الله ورعاه - الرابط المباشر لتحميل الكتاب : http://alfawzan.af.org.sa/sites/default/files/thwyh.pdf |
Powered by vBulletin®, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd