مجلة معرفة السنن والآثار العلمية

مجلة معرفة السنن والآثار العلمية (http://www.al-sunan.org/vb/index.php)
-   مـقـالات مـتـنـوعـة (http://www.al-sunan.org/vb/forumdisplay.php?f=106)
-   -   عقوبات الذنوب والمعاصي والتساهل في حدود الله وموت شعور مدمن المعاصي بآثارها (http://www.al-sunan.org/vb/showthread.php?t=11374)

عمرو التهامى 04-08-2018 03:43PM

عقوبات الذنوب والمعاصي والتساهل في حدود الله وموت شعور مدمن المعاصي بآثارها
 


عقوبات الذنوب والمعاصي والتساهل في حدود الله
وموت شعور مدمن المعاصي بآثارها

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لانبي بعده
اما بعد
لو لم يكن من عقوبة الذنوب والتساهل في صغار الذنوب بل ادمان كبارها كالتساهل في الصلوات وعقوق الوالدين والبدع واخذ حق المسلم بالحيل والمخادعات وغير ذلك الا قلة التوفيق للطاعات وفساد الرأي الاصلح وموت القلب عن الاحساس بالذنب وحرمان الرزق لكان ينبغي للعاقل ان يجاهد نفسه بتركها كيف وفيها من العقوبات الكثيرة ما ينبغي للمسلم ترك مجرد الفكرة باقترافها
فمن عقوباتها انها تلقي البغضاء مع ادمانها في قلوب الملائكة وصالحي الخلق وذلك بعد بغض الله للعاصي
ومن ذلك كما قال شيخ الاسلام سواد في الوجه ووهن بالبدن حتى عن القيام بمهام الدنيا ومعاشها
ومن ذلك الأمراض والأعراض المانعة من جلب الارزاق
ومن ذلك تسلط الاعداء وذهاب بركة العمر والوقت وتضييعه فيما لا ينفع وذلك من علامة مقت الرب للعبد ان يشتغل فيما لا يعنيه من الكلام والفعال وهو قرينة سقوط العبد من عين ربه
ومن ذلك ضعف قيمة الدين والعلم عند العبد، حتى يستعملهما للدنيا عياذا بالله في صورة ارادة الدين وتلبيسا على العالمين ونفاقا ولو على الناس اجمعين
قال الفضيل بن عياض رحمه الله: " قلة التوفيق، وفساد الرأي، وطلب الدنيا بعمل الآخرة من كثرة الذنوب" شعب الإيمان للبيهقي (6532)
وانها اذا تتبعت الذنوب على العبد بلا توبة نصوح لم يعد يكترث بالذنب فلعه يفعله وفي قلبه سرور به او يجاهربه وقد، ستره الله او يتلذذ عند ذكراه عياذا بالله
فالذنوب تهتك الهيبة من الاقدام عليه فلا يعبأ بعاقبتها وذلك الانحطاط، والتيه والشقاء والذل لو كانوا يعلمون ومع ذلك لوصدق في توبته غفر الله له ذنوبه وبدلها حسنات وزالت عنه اثار العقوبات من قلة التوفيق وانعدام الرزق وبغض الخلق وغير، ذلك كما في قصة اصحاب الجنة وذي النون
فقد خرج الترمذي من طريق أبي معاوية عن الأعمش عن عمارة بن عمير عن الحارث بن سويد حدثنا عبد الله بحديثين أحدهما عن نفسه والآخر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال عبد الله :" ان المؤمن يرى ذنوبه كأنه في أصل جبل يخاف أن يقع عليه وإن الفاجر يرى ذنوبه كذباب وقع على أنفه قال به هكذا فطار قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لله أفرح بتوبه أحدكم من رجل بأرض فلاه دوية مهلكة معه راحلته عليها زاده وطعامه وشرابه وما يصلحه فأضلها فخرج في طلبها حتى إذا أدركه الموت قال أرجع إلى مكاني الذي أضللتها فيه فأموت فيه فرجع إلى مكانه فغلبته عينه فاستيقظ فإذا راحلته عند رأسه عليها طعامه وشرابه وما يصلحه " قال أبو عيسى هذا حديث حسن صحيح
فاللهم اصلح، قلوبنا واعمالنا وكرهنا في المعاصي وزين الايمان والطاعة بقلوبنا
كتبها/
ابوعبدالله ماهر بن ظافر القحطاني


Powered by vBulletin®, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd

 


Security team