{25} فوائد من دروس الشيخ ماهر القحطاني في شرح كتاب التوحيد
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد : فهذا هو الباب الثاني والثلاثون من أبواب كتاب التوحيد للإمام المجدّد محمد بن عبد الوهاب رحمه الله وأسكنه الفردوس الأعلى ، بشرح شيخنا أبي عبد الله ماهر القحطاني حفظه الله ونفعنا بما يقول . قال المصنف رحمه الله باب قول الله تعالى : { وعلى الله فتوكلوا إن كنتم مؤمنين } المائدة 23 قال حفظه الله : التوكل عبادة . والتوكل : فرض من فروض التوحيد وشرط من شروط الإيمان ( فمن لا توكل له على الله فهو ليس بمؤمن ) . والتوكل : هو اعتماد القلب على الله في جلب خير أو دفع ضر . والتوكل : هو قطع النظر بالأسباب بعد بذلها وتفويض الأمر بالقلب إلى رب الأرباب . والتوكل خاص بالله عز وجل أما المشيئة فيجوز أن نقول ما شاء الله ثم شئت . فالتوكل أصل لمقامات الإيمان والإحسان والإسلام وكمنزلة الرأس من الجسد . والتوكل من ثمراته اليقين . والتوكل يجمع بين أصلين : الأصل الأول علم القلب : وهو يقين العبد بكفاية الله وكمال قيامه بمراده . الأصل الثاني عمل القلب : هو سكون القلب وطمأنينته إلى قدرة الله وتفويض الأمر إليه سبحانه . أنواع التوكل : 1 - منه مايكون شركاً أكبر : وهو أن تتوكل على غير الله في شيء لا يقدر عليه إلا الله ( كمن يتوكل على النبي في دخول الجنة ) . 2 - منه مايكون شركاً أصغر : وهو أن يتوكل على مخلوق في شيء يقدر عليه ذلك المخلوق ... وحتى ينجو من هذا الإعتقاد لابد أن يعتقد أن الله هو الذي أقدر هذا المخلوق على هذا الأمر مثل قول : يا فلان أعتمد وأتوكل على الله في أن يعينك على إتمام هذا الأمر فهذا لا بأس به وهو قول صحيح ..... والقول الخاطئ هو قول : يافلان أعتمد عليك في إتمام ذلك الأمر فهذا خطأ لأن الإعتماد والتوكل أمر خاص بالله . 3 - منه مايكون فرضاً : وهو أن يتوكل على الله بقيامه بالطاعات والأعمال . 4 - منه مايكون محرماً : كمن يتوكل على الله لفعل أمر محرم كالسرقة والزنى . ثم قال رحمه الله : وقول الله تعالى : إنما المؤمنون الّذين إذا ذُكر الله وجلت قلوبهم وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيماناً وعلى ربهم يتوكلون . الأنفال 2 قال حفظه الله : وصفة المؤمن أنه إذا ذُكر الله يوجل قلبه وأما المنافق فلا يتأثر أبداً . وأما قوله تعالى وعلى ربهم يتوكلون : أي يعتمدون بقلوبهم على الله ولا يرجون غير الله . ثم قال رحمه الله : وقوله تعالى : يا أيها النبي حسبك الله ومن اتبعك من المؤمنين . الأنفال 64 . وقوله تعالى : ومن يتوكل على الله فهو حسبه . الطلاق 3 . - وقوله حسبك الله أي أن الله كافيه وكافي من اتبعه فلا تحتاجون لأحد . ثم قال رحمه الله : وعن ابن عباس قال : حسبنا الله ونعم الوكيل قالها إبراهيم عليه السلام حين ألقي في النار .. وقالها محمد صلّى الله عليه وسلّم حين قالوا له : إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل ) آل عمران 173 . اخرجه البخاري والنسائي . - قال حفظه الله : وقوله حسبنا الله أي أنه سبحانه كافينا فلا نتكل إلا عليه ولا نلجأ إلا إليه سبحانه . والله أعلم وصلّى الله وسلّم على نبيّنا محمّد |
Powered by vBulletin®, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd