السلفية حقيقتها وسماتها
بسم الله الرحمن الرحيم 【 السلفية حقيقتها وسماتها】 لفضيلة الشيخ العلامة الفقيه / صالح بن فوزان بن عبد الله الفوزان - حفظه الله ورعاه - بسم الله الرحمن الرحيم فإن النبي صلى الله عليه وسلم أخبر أنه سيَحْصُل افتراق في هذه الأمة كما حصل في الأمم السابقة، وأوصانا عند ذلك أن نتمسك بما كان عليه صلى الله عليه وسلم هو وأصحابه، قال صلى الله عليه وسلم: "افترَقَتِ اليهود على إحدى وسبعين فِرقة، افترقتِ النصارى على اثنتين وسبعين فرقة، وستفترق هذه الأمة على ثلاث وسبعين فِرقة كلها في النار إلا واحدة"، قيل من هي يا رسول الله؟ قال: "من كان على مثل ما أنا عليه اليوم وأصحابي"، قال عليه الصلاة والسلام :"فإنه من يعِش منكم فسيرى اختلافا كثيرا، فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي، تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة" وفي رواية: "وكل ضلالة في النار"، هكذا أوصانا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نَلزم ما كان عليه هو وأصحابه عند حصول الاختلاف والافتراق، لأنه لا بد أن يقع وقد وقع كما أخبر به صلى الله عليه وسلم، فطريق النجاة هو التزام ما كان عليه الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه، هذه الفِرقة هي الناجية من النار، وسائر الفرق كلها في النار، ولذلك تسمى الفرقة الناجية أهل السنة والجماعة هذه هي الفرقة المتميزة عن غيرها باتباع الكتاب والسنة، وما عداها فهي فرق ضالة وإن كانت تنتسب إلى هذه الأمة، ومنهجها مخالف لمنهج الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه، وهذا من كمال نصحه صلى الله عليه وسلم ومن كمال بيانه للناس، فالطريق واضح والحمد لله اتباع الكتاب والسنة وما عليه سلف هذه الأمة من الصحابة والتابعين وأتباع التابعين إلى آخر القرون المفضلة القرون الثلاثة أو الأربعة، كما قال صلى الله عليه وسلم: "خيركم قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم"، قال الراوي: (لا أدري أذكر مع قرنه قرنين أو ثلاثة) ثم قال: "سيأتي بعدهم قوم يحلفون ولا يستحلفون ويشهدون ولا يُستشهدون ويخونون ولا يؤتمنون ويظهر فيهم السمن"، بعد القرون المفضلة تحصل هذه الأمور، ولكن من صار على منهج القرون المفضلة ولو كان في آخر يوم من الدنيا فإنه ينجو ويسلم من النار، والله عز وجل قال: ﴿وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنْ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ﴾، فالله جل وعلا ضَمن لمن اتبع المهاجرين والأنصار بهذا الشرط (بِإِحْسَانٍ) يعني بإتقان لا دعوى أو انتساب من غير تحقيق إما عن جهل أو عن هوى، ليس كل من انتسب إلى السلف يكون محقا حتى يكون اتباعه بإحسان هذا شرط شرطه الله عز وجل ، والإحسان يعني الاتقان والإتمام وهذا يتطلب من الأتْباع أن يدرسوا منهج السلف وأن يعرفوه ويتمسكوا به، أما أن ينتسبوا إليهم وهم لا يعرفون منهجهم ولا مذهبهم فهذا لا يجدي شيئا ولا ينفع شيئا وليسوا من السلف وليسوا سلفيين، لأنهم لم يتبعوا السلف بإحسان كما شرط الله عز وجل، ولذلك أنتم ولله الحمد في هذه الجامعة وفي هذه البلاد وفي مساجد هذه البلاد الذي يدرس فيها هو منهج السلف الصالح حتى نتبعهم بإحسان، لا بالدعوى والتسمِي فقط، فكم ممن يدعي السلفية وأنه على منهج السلف وهو على خلاف ذلك، إما لجهله أنه بمنهج السلف وإما لهواه يعرف لكن يتبع هواه ولا يتبع منهج السلف، لاسيما وأن من صار على منهج السلف يحتاج إلى أمرين كما ذكرنا معرفة منهج السلف، والأمر الثاني التمسك به مهما كلفه ذلك لأنه سيلقى من المخالفين، سيلقى أذى، يلقى تعنُّتا، يلقى اتهامات يلقى ما يلقى من الألقاب السيئة لكن يصبر على ذلك لأنه مقتنع بما هو عليه فلا تهزه الأعاصير ولا تغييره الفتن فيصبر على ذلك إلى أن يلقى ربه. يتعلم منهج السلف أولا، يتبعه بإحسان، يصبر على ما يلقى من الناس، ولا يكفي هذا لا بد أن ينشر منهج السلف لا بد أن يدعو إلى الله ويدعو إلى مذهب السلف ويبينه للناس وينشره في الناس هذا هو السلفي حقيقة، وأما من يدعي السلفية وهو لا يعرف منهج السلف أو يعرفه ولا يتَّبعه وإنما يتبع ما عليه الناس أو يتبع ما يوافق هواه هذا ليس سلفيا وإن تسمى بالسلفية، أو لا يصبر على الفتن ويجامل في دينه ويداهن في دينه ويتنازل عن شيء من منهج السلف فهذا ليس على منهج السلف، فليس العبرة بالدعوة العبرة بالحقيقة هذا يستدعي منا الاهتمام لمعرفة منهج السلف ودراسة منهج السلف في العقيدة والأخلاق والعمل في جميع مجالات منهج السلف فهو المنهج الذي عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وعليه من اقتدى بهم وسار على منهجهم إلى أن تقوم الساعة قال صلى الله عليه وسلم: "لا تزال طائفة من أمتي - هؤلاء هم السلف هم السلفيون – على الحق ظاهرين لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم حتى يأتي أمر الله تبارك وتعالى"، فقوله: "لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم" يدل على أنه سيكون من يخالفهم، ويكون من يخذلهم، ولكن لا يهمهم ذلك بل يأخذوا طريقهم إلى الله عز وجل ويصبر على ما أصابه، كما قال لقمان لابنه وهو يعظه: ﴿يَا بُنَيَّ أَقِمْ الصَّلاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنْ الْمُنكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الأُمُورِ* وَلا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلا تَمْشِ فِي الأَرْضِ مَرَحاً إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ* وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ إِنَّ أَنكَرَ الأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ﴾، هذا منهج السلف هذا سَمْتهم هذه صفتهم والله جل وعلا قال: ﴿ وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ﴾، (هَذَا صِرَاطِي) نسبه إلى نفسه نسبة تشريف وتكريم له ولمن سار عليه، (هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً) يعني معتدلا (فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ)، فدل على أن هناك سبل ولم يحددها سبل كثيرة (وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ)، هذه المناهج الفرق المخالفة لمنهج السلف (وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ﴾، أولا قال: (فَاتَّبِعُوهُ)، ثم قال (وَصَّاكُمْ) تأكيد (وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) تتقون الله سبحانه وتتقون الضلالات وتتقون الشبهات وتتقون وتتقون ما يعترضوا طريقكم في سلوككم لهذا الصراط دل على أنه سيعترضكم أشياء وانظر كيف وحد سبيله وصراطه وعدد السبل، صراط الله واحد لا انقسام فيه ولا تعدد ولا اعوجاج ولا اختلاف وأما السُّبل فهي كثيرة لا تُعد، كل يبتكر له سبيل طريق يسير عليه كل يبتكر له منهجا يسير عليه هو وأتباعه فهي متعددة السبل (وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ) فإذا اتبعتم السبل ماذا يحصل؟ (فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ) تخرجكم عن سبيل الله عز وجل تقعون في التِّيه والضلال والهلاك فلا نجاة ولا صلاح ولا فلاح إلا بلزوم الصراط المستقيم الذي هو صراط الله جل وعلا ، وما عداه فهو سبل الشياطين على كل سبيل منها شيطان يدعو الناس إليه فلنحذر هذا الأمر ولا نغتر بكثرة المخالفين ولا نعبأ بشبهاتهم وتعييرهم وتنقصهم لنا ما نلتفت إلى هذا بل نسير إلى الله على بصيرة، والله جل وعلا فرض علينا في كل ركعة من صلواتنا أن نقرأ سورة الفاتحة وفي آخرها (اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ) الصراط المستقيم الذي هو صراط الله عز وجل، (وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً)، (اهْدِنَا الصِّرَاطَ) أي دلنا وأرشدنا وثبتنا على الصراط المستقيم (صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ)، من هم الذين يسيرون عليه (الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنْ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُوْلَئِكَ رَفِيقاً)، هؤلاء هم رفقاءك على هذا الصراط الذي تسير عليه (وَمَنْ يُطِعْ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُوْلَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنْ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُوْلَئِكَ رَفِيقاً)، فلا تستوحش وأنت على هذا الصراط، لأن صحبك ورفقاءك هم خيار الخلق فلا تستوحش ولو كثرت الطرق كثرت الفرق وكثر المخالفون ما تلتفت إليه، لأنك مقتنع بما أنت عليه وهو صراط الله عز وجل (غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا الضَّالِّينَ) ، أي غير صراط المغضوب عليهم ولا الضالين، المغضوب عليهم هم الذين عندهم علم ولم يعملوا به مثل اليهود عندهم علم ولكنهم لم يعملوا به، والعلم إذا لم يُعمل به صار حجة على صاحبه يوم القيامة. والعلم إن كان أقوالا بلا عمل فإن صاحبه بالجهل منغمِرُ النافذة الثانية يقولون العلم ليس بالتعلم العلم يأتيك تلقائيا إذا اجتهدت في العبادة فتح الله عليك، ذاك العلم بدون أنك تتعلم هذا ضلال والعياذ بالله، فلنحذر من هذا، العلم بالتعلم ما يمكن الحصول على العلم بدون التعلم على أهل العلم وأهل البصيرة و تلقي العلم عن العلماء، العلم قبل القول والعمل، قال الإمام البخاري رحمه الله في صحيح البخاري بابٌ: العلم قبل القول والعمل ثم ذكر هذه الآية: (فَاعْلَمْ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ)، اعلم أنه لا إله إلا الله، تعلم أولا ثم استغفر واعمل بعد ذلك، فلابد من العلم، العلم هو الدليل إلى الله سبحانه وتعالى فالله أنزل الكتاب وأرسل الرسول ليدلنا على الطريق الصحيح الذي نسير عليه وهو العلم النافع والعمل الصالح، الله جل وعلا قال: (هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ)، الهدى هو العلم الحق، ودين الحق هو العمل الصالح، فلا بد من جمع الأمرين العلم النافع والعمل الصالح، هذا الذي جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم ما جاء بالعلم فقط دون عمل ! ولا جاء بعمل دون علم، قرينان متلازمان، لابد ان يكون العمل مؤسسا على علمٍ وعلى بصيرة، ولا بد للعالم أن يعمل بعلمه وإلا فالعلم الذي لا يعمل بعلمه والعامل الذي لا يسير على علم كلا منهما هالك، إلا من عنده علم نافع وعمل صالح، وهذا هو الذي بعث الله به رسوله صلى الله عليه وسلم، فهذه هي السلفية الصحيحة وهذه سمات السلف الصالح العلم النافع والعمل الصالح، هذه سمات السلف الصالح والسلف يعني الذين مضوا (رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ)، لما ذكر المهاجرين والأنصار في سورة الحشر قال: (وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلإِخْوَانِنَا) اخواننا (الَّذِينَ سَبَقُونَا) بأي شيء (بِالإِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلاًّ) حقدا وبغضا (لِلَّذِينَ آمَنُوا)، فالذي يبغض السابقين من الصحابة من المهاجرين والأنصار الذين اتبعوهم بإحسان والقرون المفضلة قال الذي يبغضهم هذا قد سخط الله عليه وغضب عليه وعمله هباء منثورا لأنه لم يؤسس على هدى، والعمل إنما يقبل بشرطين: الشرط الأول: أن يكون خالصا لوجه الله. الشرط الثاني: أن يكون صوابا على سنة رسول الله. (بَلَى مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ)، أسلم وجهه هذا هو الاخلاص البراءة من الشرك وأهله، وهو محسن أي متبع للرسول صلى الله عليه وسلم تاركا للبدع والمحدثات، وإنما يعمل بسنة الرسول صلى الله عليه وسلم (فَلَهُ أَجْرُهُ عِنْدَ رَبِّهِ وَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ)، فهذا هو منهج السلف وهو مأخوذ من الكتاب والسنة لا تقول من أين آخذ منهج السلف أنا لا أعرف منهج السلف من أين آخذه؟ يا أخي الكتاب والسنة هو الذي يعرفك منهج السلف، وأيضا ما تأخذ من الكتاب والسنة إلا بواسطة العلماء الراسخين في العلم لا بد من هذا، فالذي يريد أن يسير على منهج السلف لا بد أن يلتزم بهذه الضوابط الشرعية، وإلا كثير اليوم من يدعون أنهم على منهج السلف وهم على ضلالة وعلى أخطاء كبيرة وينسبونها لمنهج السلف، فلذلك صار الكفار والمنافقون والذين في قلوبهم مرض يسبون السلفيين وكل جريمة وكل تخريب وكل بلاء يقولون هؤلاء هم السلفيون، هذا السلفية بريئة منه كل البراءة والسلف برآء منه وليس هو على منهج السلف إنما هو على منهج الضلال وإن تسمَّى بمنهج السلف، فيجب أن فرق بين التسمي والحقيقة، لأنه فيه من يتسمى من غير حقيقة فهذا ليس سلفيا والسلف برآء منه، منهج السلف علم نافع وعمل صالح وأخوة في دين الله وتعاون على البر والتقوى هذا منهج السلف الصالح الذي من تمسك به نجا من الفتن والشرور وانحاز إلى رضى الله سبحانه وتعالى (رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ)، كل يريد الجنات التي تجري تحتها الأنهار، كل لا يريد النار ولا يريد العذاب، لكن الكلام على اتخاذ الأسباب التي توصل إلى الجنة وتنجي من النار، ما فيه أسباب إلا التزام منهج السلف الصالح، قال الإمام مالك رحمه الله: (لا يصلح آخر هذه الأمة إلا ما أصلح أولها)، ما الذي أصلح أولها هو الكتاب والسنة، ولا يصلح آخر هذه الأمة إلا بالكتاب والسنة، والكتاب والسنة ولله الحمد موجودة لدينا محفوظة بحفظ الله (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ)، محفوظة بإذن الله من أرادها بصدق وتعلم تعلما صحيحا وجد هذا، وأما من يدعي من غير حقيقة أو يقلد من يدعي السلفية وهو ليس على منهج السلف فهذا لا يجزي عليه شيء بل يضره، والمشكلة أن هذه ينسب إلى السلف ينسب إلى السلفيين وهذا كذب وافتراء على السلف كذب وافتراء على السلفية هذا تمويه على الناس سواء تعمد هذا أو لم يتعمده إما صاحب هوى وإما جاهل والدعاوى إذا لم يقيموا عليها بينات أهلها أدعياء وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين المصدر : http://www.alfawzan.af.org.sa/node/14381 |
بسم الله الرحمن الرحيم 【 منهج السلف الصالح وحاجة الأمة إليه 】 لفضيلة الشيخ العلامة الفقيه / صالح بن فوزان بن عبد الله الفوزان - حفظه الله ورعاه - بسم الله الرحمن الرحيم فالموضوع موضوع مهم جدا وهو كما سمعتم وأعلن عنه: (منهج السلف الصالح وحاجة الأمة إليه). والمراد بالسلف الصالح: القرن الأول من هذه الأمة، وهم صحابة رسول الله صلى الله وعليه وسلم من الهاجرين والأنصار قال الله جل وعلا: (وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنْ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ)، قال سبحانه: (لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنْ اللَّهِ وَرِضْوَاناً وَيَنْصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ هُمْ الصَّادِقُونَ) هذه في المهاجرين، ثم قال في الأنصار: (وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الْمُفْلِحُونَ)، ثم قال في الذين يأتون من بعدهم: (وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلاًّ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ). ثم من جاء بعدهم وتتلمذ عليهم من التابعين وأتباع التابعين ومن بعدهم من القرون المفضلة التي قال فيها النبي صلى الله عليه وسلم: "خَيْرُكُمْ قَرْنِي، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ" قال الراوي لا أدري ذكر بعد قرنه قرنين أو ثلاثة، وعصرهم يسمى ويمتاز على من بعدهم يسمى: {عصر القرون المفضلة}، هؤلاء هم سلف هذه الأمة الذين أثنى عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله: "خَيْرُكُمْ قَرْنِي، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ"، فهم القدوة لهذه الأمة، ومنهجهم هو الطريق الذين يسيرون عليه في عقيدتهم، وفي معاملاتهم، وفي أخلاقهم، وفي جميع شؤونهم، وهو المنهج مأخوذ من الكتاب والسنة لقربهم من الرسول صلى الله عليه وسلم، لقربهم من عصر التنزيل، وأخذهم عن الرسول صلى الله عليه وسلم، فهم خير القرون ومنهجهم خير المنهاج، ولذلك يحرص المسلمون على معرفة منهجهم ليأخذوا به، لأنه لا يمكن السير على منهجهم إلا بمعرفته وتعلمه والعمل به، ولهذا قال جل وعلا: (وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنْ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ) يعني: بإتقان، ولا يمكن أتباعهم بإحسان إلا بتعلم مذهبهم ومنهجهم وما يسرون عليه، وأما مجرد الانتساب إلى السلف والسلفية من غير معرفة بها وبمنهجها فهذا لا يدري شيئا؛ بل قد يضر، لابد من معرفة منهج السلف الصالح. ولهذا كانت هذه الأمة تتدارس منهج السلف الصالح ويتناقلونه جيلا بعد جيل، فكان يدرس في المساجد، ويدرس في المدارس وفي المعاهد والكليات والجامعات، فهذا هو منهج السلف الصالح، وهذه الطريقة لمعرفتهم، أننا نتعلم منهج السلف الصالح الصافي مأخوذ من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم. أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أنه سيكثر الاختلاف في هذه الأمة وذلك في قوله صلى الله عليه وسلم: "افْتَرَقَتِ الْيَهُودُ عَلَى إِحْدَى وَسَبْعِينَ فِرْقَةً، وَافَترَّقَتِ النَّصَارَى عَلَى اثِنْتَيْنِ وَسَبْعِينَ فِرْقَةً، وَستَفْتَرِقُ هذه الأمة عَلَى ثَلاَثٍ وَسَبْعِينَ فِرْقَةً كلها في النار إلا واحدة"، قيل: من هي يا رسول الله؟ قال: "من كان على مثل ما أنا عليه اليوم وأصحابي"، هذا منهج السلف الصالح ما كان عليه الرسول صلى الله عليه وسلم، ما كان عليه أصحابه، (وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ) تشدد الحالة إلى معرفة منهج السلف الصالح للتمسك به لأنه طريق النجاة كلها في النار إلا واحدة وهي الفرقة الناجية وهم أهل السنة والجماعة، إلا واحدة وهي التي إذا اختلف الناس وكثرت المذاهب وكثرت الطرائق والفرق والأحزاب هي التي تكون على منهج السلف الصالح تتمسك به وتصبر عليه حتى تلقى ربها سبحانه وتعالى. النبي صلى الله عليه وسلم وعظ أصحابه في آخر حياته، موعظة بليغة آثرت فيهم بكت منها العيون قالوا يا رسول الله: كأنها موعظة مودع فأوصنا، قال: "أُوصِيكُمْ بِتَقْوَى اللَّهِ وَالسَّمْعِ وَالطَّاعَةِ" السمع والطاعة لمن؟ لولاة أمور المسلمين، " وَالسَّمْعِ وَالطَّاعَةِ وَإِنْ تآمر عليكم عَبْد فَإِنَّهُ مَنْ يَعِشْ مِنْكُمْ فَسَيَرَى اخْتِلاَفًا كَثِيرًا فَعَلَيْكُمْ بِسُنَّتِي وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ الْمَهْدِيِّينَ من بعدي تَمَسَّكُوا بِهَا وَعَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ، وَإِيَّاكُمْ وَمُحْدَثَاتِ الأُمُورِ فَإِنَّ كُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ، وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلاَلَةٌ، وَكُلَّ ضَلاَلَةٍ فِي النَّارِ" هذه وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم لأمته أن تسير على منهج السلف الصالح لأنه طريق النجاة وهذا كما في قوله جل وعلا: (وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ)، تتقون النار، وتتقون الضلال، وتخالفون الفرق الضالة، تسيرون على المنهج السليم حتى تلحقوا بنبيكم صلى الله عليه وسلم بأصحابه وأتباعه، ومن يتمسك بهذا خصوصا في آخر الزمان فسيلقى تعبا من الناس والمخالفين، سيلقى تأنيبا وتهديدا فيحتاج إلى صبر، سيلقى مغريات للصرف عن هذا الطريق وتهديدات ترغيب وترهيب من الفرق الضالة والمناهج المنحرفة، يحتاج إلى صبر ولهذا قال صلى الله عليه وسلم: "بَدَأَ الإِسْلاَمُ غَرِيبًا وَسَيَعُودُ غَرِيبًا كَمَا بَدَأَ فَطُوبَى لِلْغُرَبَاءِ"، قيل: ومن الغرباء يا رسول الله؟ قال: "الَّذِينَ يُصْلِحُونَ إِذَا فَسَدَ النَّاس" وفي رواية: "الَّذِينَ يُصْلِحُونَ مَا أَفْسَدَ النَّاس" فلا يسلم من الضلال في الدنيا ولا يسلم من النار في الآخرة إلا من سلك هذا الطريق منهج السلف الصالح وهم الذين قال الله فيهم: (وَمَنْ يُطِعْ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُوْلَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنْ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُوْلَئِكَ رَفِيقاً* ذَلِكَ الْفَضْلُ مِنْ اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ عَلِيماً). ولهذا فرض الله علينا أن نقرأ سورة الفاتحة في كل ركعة من صلواتنا فريضة أو نافلة، وفي آخرها هذا الدعاء العظيم: (اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ) صراط المستقيم لأن هناك طرق منحرفة خادعة فأنت تسأل الله أن يجنبك هذه الطرق وأن يهديك الصراط يعني: أن يدلك على الصراط المستقيم ويثبتك عليه في كل ركعة لأهمية هذا الدعاء، تأمل معناه : (الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ)، ومن هم الذين يسيرون على الصراط المستقيم؟ الذين أنعم الله عليهم: (صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ) من هم الذين أنعم الله عليهم؟ (مِنْ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُوْلَئِكَ رَفِيقاً)، وإذا سألت الله أن يهديك هذا الصراط تسأل الله أن يجنبك الطرق الضالة، والطرق المنحرفة: (صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ). (غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ) الذين غضب الله عليهم وهم اليهود الذين علموا الحق ولكنهم لم يعملوا به، وكل من سار على نهج اليهود من هذه الأمة، كل من عرف الحق ولم يعمل به فهو على طريق اليهود على طريق المغضوب عليهم لأنه عرف الحق ولم يعمل به، أخذ العلم وترك العمل، وكل عالم لا يعمل بعلمه فهو من المغضوب عليهم. (وَلا الضَّالِّينَ) وهم: الذين يعبدون الله على جهل وضلال، يعبدون الله يتعبدون يتقربون إلى الله؛ لكنهم على غير طريق صحيح، على غير منهج سليم، على غير دليل من الكتاب والسنة، على بدعة "وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلاَلَةٌ" كما عليه النصارى ومن سار على نهجهم من كل من يعبد الله على غير طريق صحيح ومنهج سليم فهو ضال، ضايع عن الطريق وعمله باطل. فهذا دعاء جامع نردده في كل ركعة من صلواتنا فلنتأمل معناه وندعو به مع حضور قلب وفهم لمعناه حتى يستجاب لنا، يقال بعد الفاتحة آمين، وآمين معناها: اللهم أستجب، فهو دعاء عظيم لمن تأمله. وكما ذكرنا أن من يسير على منهج المنعم عليهم يبتلى ويضايق ويحقر ويضلل ويهدد يحتاج إلى صبر، لهذا جاء في الأحاديث أن المتمسك بدينه في آخر الزمان كالقابض على الجمر لأنه يلقى أذى، يقلى شرا من الناس فيتحاج إلى صبر، كالقابض على الجمر ليس هذا مفروشا بالورود كما يقلون ليس هذا فيه مشقة، وفيه أذى من الناس تحتاج إلى صبر وثبات على هذا حتى تلقى ربك عز وجل وأنت عليه لتنجو من النار، تنجو من الضلال في الدنيا، تنجو من النار في الآخرة، لا طريق إلا هذا، ولا نجاة إلا بسلوك هذا. الآن يخذلون عن منهج السلف في الصحف والمجلات والمؤلفات ويتنقصون أهل السنة والجماعة السلفيين الحقيقيين يتنقصونهم، أنهم متشددون، أنهم تكفيريون، أنهم وأنهم؛ لكن هذا لا يضر؛ لكن يؤثر على الإنسان الذي ليس عنده صبر وقوة عزيمة قد يؤثر عليه. فمنهم من يقول من هم السلف؟ السلف إنما هم طائفة مثل سائر الطوائف، فرقة مثل سائر الفرق، حزب مثل سائر الأحزاب، ما لهم ميزة؟ هكذا يقول بعضهم، السلف ما لهم ميزة إنما هم فرقة وطائفة مثل سائر الفرق والأحزاب، يريد من ذلك أن يلفت أيدينا من منهج السلف. ومنهم من يقول لسنا مكلفين بفقه السلف وعلم السلف، لسنا مكلفين نشق طريقنا نحن، نستنبط الأحكام من جديد، نوجد لنا فقهاً جديداً هذه فقه قديم، فقه السلف فقه قديم، ويقولون ما يصلح لهذا الزمان هو صالح لزمانهم، زماننا غير فيزهدون في فقه السلف، ويدعون إلى فقه جديد، كثر هذا في الجرائد والمجلات من الكُتاب وأهل الضلال، يريدون أن يفلتوا أيدينا من منهج السلف، لأننا إذا لم نعرف مذهب السلف وزهدنا به ولم ندرسه، فإنه لا يكفي الانتساب إلى السلف من غير علم ومن غير بصيرة بمذهبه، هذا ما يريدون منه، يريدون أن نترك مذهب السلف وفقه السلف وعلم السلف ونحدث فقهاً جديدا كما يقولون يصلح لهذا الزمان مع أن هذا كذب، وشريعة الإسلام صالحة لكل زمان ومكان إلى أن تقوم الساعة. فمنهج السلف صالح لكل زمان ومكان، نور من الله عز وجل، لا يزهدك فيه كلام هؤلاء المخذلين أو الضالين لا يزهدك فيه. الإمام مالك رحمه الله يقول: ((لا يصلح آخر هذه الأمة إلا ما أصلها أولها))، الذي أصلحها أولها ما هو؟ هو الكتاب والسنة وأتباع الرسول صلى الله عليه وسلم، العمل بالقرآن والعمل بالسنة هذا هو الذي أصلح أول الأمة ولا يصلح آخر هذه الأمة إلا ما أصلحها أولها. فمن أراد النجاة فعليه معرفة مذهب السلف، والتمسك به، والدعوة إليه، فهو الطريق النجاة، هو سفينة نوح عليه السلام من ركبها نجا، ومن تركها هلك وغرق في الضلال، فلا نجاة لنا إلا بمذهب السلف، ولا يمكن أن نعرف مذهب السلف إلا بالتعلم، تعلمه وتدريسه ودراسته مع سؤال الله: (اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيم * صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ) ندعو الله أن يوفقنا له وأن يثبتنا عليه لابد من هذا، ليست المسألة مسألة دعوى، والدعوى إذا لم يقيموا عليها بينات أهلها أدعياء، ليست المسألة مسألة انتساب والله جل وعلا يقول: (وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ) يعني: بإتقان، ولن تتقن مذهب السلف إلا إذا عرفته تعلمته، ولن تتمسك به إلا إذا صبرت عليه، ولا تسمع للدعايات المضللة، الصارفة عنه والمزهدة فيه هذا هو الطريق الصحيح طريق النجاة كلها في النار إلا واحدة قيل: من هي يا رسول الله؟ قال: "من كان على مثل ما أنا عليه اليوم وأصحابي" هذا هو منهج السلف، وهو طريق النجاة، الموصل إلى الجنة، لا طريق غيره، كل الطرق غيره ضالة: (وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ) هو صراط الله، وغيره سُبُل مضللة، طرق منحرفة على كل سبيل منها شيطان يدعوا الناس إليه. والنبي صلى الله عليه وسلم تخوف من هؤلاء الدعاة دعاة الضلال الذين يريدون أن يصرفوا الناس عن منهج السلف، وأخبر أنهم دعاة على أبواب جنهم من أطاعهم قذفوه فيها، فالحذر شديد من هؤلاء، وكلما يتأخر الزمان تشدد الغربة وتكثر الفتن فيحتاج المسلمون إلى عناية أكثر بمنهج السلف. من هؤلاء المضللين من يقول الناس كلهم مسلمون، مسلمون على أي طريق؟ مسلمون على طريق الرسول وأصحابه نعم على الرأس والعين، أم مسلمون بالاسم وهم على طرق منحرفة على منهج فلان وعلان فهم ضالون على طريق يؤدي إلى جهنم، ما هي المسألة انتساب للإسلام فقط، انتساب وحقيقة ولا يمكن هذا إلا بالعلم النافع والعناية بالدراسة، ولذلك تجدون العلماء يهتموا بالعقيدة وأبوابها وفصولها ومسائلها، وألفوا فيها مطولات ومختصرات لدراسة مذهب السلف والعناية بها والتمسك به، والسير عليه. فالمسألة تحتاج إلى اهتمام لاسيما مع استحكام الظلام والضلال يحتاج المسلم إلى نور يسير به في ظلمات الضلالات والجهالات. اليوم يكثر من يتعالم ويدعي العلم والمعرفة وهو لم يتلقى العلم عن مصادره وعن أصوله، يتلقها عن أمثاله أو من الكتب أو من الثقافة كما يقولون وهذا ليس موصلا إلى الخير ولا إلى الطريق الصحيح، لابد من التعلم الصحيح لمنهج السلف لأجل التمسك به والسير عليه، لابد من الصبر على ما ينالك في سبيله من اللوم والتحقير وغير ذلك، تسمعون الآن التحقير والتنديد لمن يتمسك في مذهب السلف، ويقولون هذا رجعي هذا وهذا، لا يزهدك في الحق مثل هذه الترهات والأباطيل، تمسك بهذا المنهج السليم لأنه طريق النجاة ولهذا قال: "عَلَيْكُمْ بِسُنَّتِي وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ الْمَهْدِيِّينَ من بعدي تَمَسَّكُوا بِهَا وَعَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ"، "فَإِنَّهُ مَنْ يَعِشْ مِنْكُمْ بَعْدِى فَسَيَرَى اخْتِلاَفًا كَثِيرًا فَعَلَيْكُمْ بِسُنَّتِي" عند الاختلاف ما ينجي إلا التمسك بسنة الرسول صلى الله عليه وسلم، وسنة خلفاءه الراشدين المهدين هذا طريق النجاة، طريق السلامة، طريق الجنة. فلنعتني بمذهب السلف ولا يزهدنا فيه من يقلل من شأنه أو يصفه بالأوصاف الذميمة، لا يقلل من شأنه في نفوسنا؛ بل يزيد هذا في نفوسنا لأنهم ما حاربوه إلا لأنه طريق حق وهم يريدون الضلال. فاحذروا منهم يا عباد الله، ولا تكتفوا بمجرد الانتساب، ولا تكتفوا بالتعالم بدون تعلم، تلقي العلم عن العلماء المعروفين به، والعلماء المستقيمين على الطريق الصحيح، تجنبوا هذه الطرق المنحرفة التي حذرنا الله منها: (وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ) سبيل الله سبحانه وتعالى، صراط الله. فنحن بحاجة ماسة إلى هذا خصوصا مع اشتداد الفتن الآن وكثرة دعاة الضلال، وكثرة الوسائل التي تنشر الشر بين الناس، وسائل شر دقيقة تصل إلى الناس في بيوتهم، وعلى فرشهم تدعوا إلى الضلال، تدعوا إلى الإباحية، تدعوا إلى الشهوات المحرمة، تدعوا إلى الأفكار المنحرفة، يسمون هذا بسعة الأفق، سعة الثقافة ولا تبقى متحجرا، ولا تبقى متشددا، هذا لا يزهد المسلم في منهج السلف ومذهب السلف وعلم السلف. فطريقة السلف أسلم وأعلم وأحكم من طريقة الخلف، علم السلف صافي من الكتاب والسنة، وعلم الخلف فيه دخيل، فيه الخلط الكثير غير مصفى، أما علم السلف فهو مصفى ولهذا تجدون كُتب السلف كلما تقادم تجدونه أصفى وأقل تكلفاً، ولهذا يقول العلامة ابن رجب رحمه الله في رسالته ((فضل علم السلف على علم الخلف)) يقول: السلف كلامهم قليل وعلمهم غزير، والخلف كلامهم كثير وعلمهم قليل. فلنتنبه لهذا الأمر، هذا هو منهج السلف الذي لا نجاة لنا إلا بالسير عليه، والصبر عليه بعد أن نعرفه ونتعلمه على الطريقة الصحيحة غير المزورة والملبسة، فيه أشياء تنسب إلى السلف وهي باطلة ليست من مذهب السلف فلنحذر من هذا. هذه كلمات يسيرة في هذا الموضوع ولا أستطيع الإحاطة به من كل جوانبه؛ ولكن الله جل وعلا يقول: (وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنفَعُ الْمُؤْمِنِينَ)، (فَذَكِّرْ إِنْ نَفَعَتْ الذِّكْرَى* سَيَذَّكَّرُ مَنْ يَخْشَى). نسأل الله عز وجل أن يوفقنا وإياكم لصالح الأعمال والأقوال، وأن يثبتنا وإياكم على الحق والسير عليه، والصبر على الأذى فيه. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين. المصدر : http://www.alfawzan.af.org.sa/node/15030 |
بسم الله الرحمن الرحيم مــاهي السّــلفيّة ؟ وماحكم التّسمّــي بالسّــلفي ؟ قَــال شيــخُ الإســلام ابن تيمية -رحِــمُه الله- : « ولا عــيبَ على من أظهر مذهب السلف، وانتسب إليه، واعتزى إليه؛ بل يجب قَبول ذلك منه اتفاقا؛ فــإن مذهب السلف لا يكون إلا حقا...» . ــــــــــــــــــــــ [مجموع الفتاوى(4/149 ] ما هي السَّـلفية وما رأيكم فيها ؟ اللّجنة الدائمة للإفتاء برئاسة الشَّــيخُ العلّامــة/ عــبدُ الـعَزِيــز بن بــازٍ -رحـمهُ الله - الــجَــوابُ: « السَّــلفية : نسبة إلى السلف ، و السلف : هم صحابة رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسلّمْ- و أئمة الهدى من أهل القرون الثلاثة الأولى رضي الله عنهم الذين شهد لهم رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسلّمْ- بالخير في قوله خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ، ثم الذين يلونهم ، ثم يجيء أقوام تسبق شهادة أحدهم يمينه و يمينه شهادته ) و السلفيون : جمع سلفي نسبة إلى السلف ، و قد تقدم معناه ، و هم الذين ساروا على منهاج السلف من اتباع الكتاب و السنة و الدعوة إليهما و العمل بهما ، فكانوا بذلك أهل السنة و الجماعة » . سئل سماحة الشيخ العلامة المحدث / أحمد النجمي -رحمه الله- : الــسُّــؤال: بعض الشباب يتحرج من أن يقول ( أنا سلفي ) فما توجيهكم لمثل هذا ؟ الــجَــوابُ: لماذا يتحرج ؟!! أيرى أن الانتماء إلى السلفية مَــنْقَصَةٌ ؟!! أليس هو الانتماء إلى أصحاب رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلّم-والتابعين لهم من العلماء، والفقهاء،والمحدثين ، والمفسرين ؛ أصحاب العقيدة الصحيحة في كل زمان وكل مكان ؛ الذين يتبعون الحق من كتاب الله , ومن صحيح سنة رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلّمْ- وعلى فهم السلف الصالح !! أيكون الانتماء إلى هؤلاء منقصة حتى يتحرجوا منها !! إنا لله وإنا إليه راجعون . أما إذا كان الواحد يتوخى منهج السلف، ويتابعه، ويقول أنا سلفي هذا -إن شاء الله- نرجو له الخير؛ أما إذا كان يتحرّج من هذا فربما عُوقب على هذا التحرّج ». ــــــــــــــــــــــ [الفتاوى الجلية عن المناهج الدعوية] ﺍﺑﻦ ﺑﺎﺯ ﻭﺩﻓﺎﻉ ﻋﻦ ﺍﻟﺴﻠﻔﻴﺔ ﻭﺍﻟﺴﻠﻔﻴﻴﻦ - ﺍﻟﺸﻴﺦ العلامة / ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ ﺑﻦ ﺑﺎﺯ -رحمه الله- http://ar.alnahj.net/audio/796 اﻟﺴﻠﻔﻴﺔ ﻫﻮ ﻣﺬﻫﺐ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﻭ ﻫﻲ ﺍﻟﻤﺬﻫﺐ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺠﺐ ﺍﻋﺘﻨﺎﻗﻪ ﻭﺃﻣﺎ ﻏﻴﺮﻫﺎ ﻓﻬﻲ ﻣﺬﺍﻫﺐ ﺍﻟﺒﺪﻋﺔ - ﺍﻟﺸﻴﺦ العلامة / ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ ﺑﻦ ﺑﺎﺯ -رحمه الله- http://ar.alnahj.net/audio/793 ﺩﻋﻮﺓ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﺩﻋﻮﺓ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﺗﻘﻮﻡ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﺼﻔﻴﺔ - ﺍﻟﺸﻴﺦ / ﻋﺒﻴﺪ ﺍﻟﺠﺎﺑﺮﻱ http://ar.alnahj.net/audio/721 ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﻭﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺔ ﻓﺮﻗﺔ ﻭ ﺳﻤﻮﺍ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﻟﺘﻤﺴﻜﻬﻢ ﺑﻬﺎ ﻭ ﺳﻤﻮﺍ ﺑﺎﻟﺠﻤﺎﻋﺔ ﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻬﻢ ﻋﻠﻴﻬﺎ - ﺍﻟﺸﻴﺦ العلامة / محمد ﺑﻦ صالح العثيمين -رحمه الله- http://ar.alnahj.net/audio/92 ﻣﻌﻨﻰ ﻛﻠﻤﺔ ﺍﻟﺴﻠﻔﻴﺔ - ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺃﺣﻤﺪ ﺑﻦ ﻳﺤﻴﻰ ﺍﻟﻨﺠﻤﻲ http://ar.alnahj.net/audio/1322 ﻣﺎ ﻫﻲ ﺍﻟﺴﻠﻔﻴﺔ ﻭﻫﻞ ﻫﻲ ﺣﺰﺏ؟ - ﺍﻟﺸﻴﺦ العلامة / ﺻﺎﻟﺢ بن فوزان ﺍﻟﻔﻮﺯﺍﻥ -حفظه الله- http://ar.alnahj.net/audio/1285 ﺃﻭﺻﺎﻑ ﺍﻟﻔﺮﻗﺔ ﺍﻟﻨﺎﺟﻴﺔ - ﺍﻟﺸﻴﺦ العلامة / عبد العزيز ﺑﻦ عبد الله ﺑﺎﺯ -رحمه الله- http://ar.alnahj.net/audio/830 اﺗﺒﺎﻉ ﻣﻨﻬﺞ ﺍﻟﺴﻠﻒ ﻭﺍﺟﺐ ﻭ ﻓﺮﺽ - ﺍﻟﺸﻴﺦ العلامة / ﺻﺎﻟﺢ بن فوزان ﺍﻟﻔﻮﺯﺍﻥ -حفظه الله- http://ar.alnahj.net/audio/418 ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺔ ﺇﺫﺍ ﺃﻃﻠﻘﺖ ﺗﻨﺼﺮﻑ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻭﻫﻲ ﺟﻤﺎﻋﺔ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ - ﺍﻟﺸﻴﺦ / ﻣﺤﻤﺪ ﺃﻣﺎﻥ ﺍﻟﺠﺎﻣﻲ http://ar.alnahj.net/audio/951 اﻟﺠﻤﺎﻋﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺠﺐ ﺍﻻﻧﻀﻤﺎﻡ ﻟﻬﺎ ﻭﺍﻟﺴﻴﺮ ﻣﻌﻬﺎ ﻫﻲ ﺟﻤﺎﻋﺔ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﺍﻟﻔﺮﻗﺔ ﺍﻟﻨﺎﺟﻴﺔ - ﺍﻟﺸﻴﺦ العلامة / ﺻﺎﻟﺢ بن فوزان ﺍﻟﻔﻮﺯﺍﻥ -حفظه الله- http://ar.alnahj.net/audio/553 اﻟﺠﻤﺎﻋﺔ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺃﻣﺮﻧﺎ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﻥ ﻧﻜﻮﻥ ﻣﻌﻬﻢ ﻫﻢ ﺍﻟﺴﻠﻒ - ﺍﻟﺸﻴﺦ العلامة / ﺻﺎﻟﺢ بن فوزان ﺍﻟﻔﻮﺯﺍﻥ -حفظه الله- http://ar.alnahj.net/audio/351 ﺍﻟﺴﻠﻔﻴﺔ ﻫﻲ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺔ ﺍﻟﺤﻖ ﻭﻫﻲ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺠﺐ ﺍﻻﻧﺘﺴﺎﺏ ﺍﻟﻴﻬﺎ ﻭﻣﺎﻋﺪﺍﻫﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺎﺕ ﻓﻬﻲ ﻓﺮﻕ ﻣﺨﺎﻟﻔﺔ ﻟﻠﺴﻨﺔ ﻭﺍﻟﺴﻠﻒ ﺍﻟﺼﺎﻟﺢ - ﺍﻟﺸﻴﺦ العلامة / ﺻﺎﻟﺢ بن فوزان ﺍﻟﻔﻮﺯﺍﻥ -حفظه الله- http://ar.alnahj.net/audio/301 ﺍﻟﺴﻠﻔﻴﺔ ﻫﻲ ﺍﻟﻔﺮﻗﺔ ﺍﻟﻨﺎﺟﻴﺔ ﻭ ﻫﻢ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﻭ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺔ ﻭ ﻟﻴﺴﺖ ﺣﺰﺑﺎ ﻣﻦ ﺍﻷﺣﺰﺍﺏ - ﺍﻟﺸﻴﺦ العلامة / ﺻﺎﻟﺢ بن فوزان ﺍﻟﻔﻮﺯﺍﻥ -حفظه الله- http://ar.alnahj.net/audio/128 ﻛﻞ ﺣﺰﺏ ﻳﺘﺒﻨﻰ ﻣﻨﻬﺠﺎ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻭ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﻭ ﻓﻬﻢ ﺍﻟﺴﻠﻒ ﺍﻟﺼﺎﻟﺢ ﻓﻬﻮ ﺩﺍﺧﻞ ﻓﻲ ﻋﻤﻮﻡ ﺍﻟﻔﺮﻕ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﻷﻟﺒﺎﻧﻲ -رحمه الله- http://ar.alnahj.net/audio/836 ﻣﻦ ﻳﺴﻤﻲ ﺍﻟﻤﻨﻬﺞ ﺍﻟﺴﻠﻔﻲ ﺑﺎﻟﻤﻨﻬﺞ ﺍﻟﺘﻠﻔﻲ ﻓﻬﻮ ﺍﻟﺘﺎﻟﻒ - ﺍﻟﺸﻴﺦ العلامة / محمد ﺑﻦ صالح العثيمين -رحمه الله- http://ar.alnahj.net/audio/678 السلفية حقيقتها وسماتها http://www.alfawzan.af.org.sa/node/14381 منهج السلف الصالح وحاجة الأمة إليه http://www.alfawzan.af.org.sa/node/15030 |
Powered by vBulletin®, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd